مرحلة الدراسة الجامعية ليست بالسهولة التي يتوقعها أغلبنا قبل الانضمام للجامعة، فغالباً ما يُقابلها البعض بحماس شديد ويتوقع أن تكون الحياة وردية سهلة لا مثيل لها، حتى ينصدم في الواقع ويجد أنها ليست الخلاص المنتظر، بل تتطلب الكثير من الوقت والجهد حتى ينجح في دراسته، وربما يجد البعض أن اختياره للجامعة لم يكن موفق وأنه لا يستفيد منها بالقدر المطلوب، فيقرر أن يأخذ وقت مستقطع من دراسته الجامعية حتى يُقرر إن كان سيُكمل فيها أم سينضم لجامعة أخرى ويبحث في مجال آخر، لكن السؤال هنا كيف تستفيد أقصى استفادة ممكنة من هذه الفترة، هذا من سنتناوله في المقال التالي.
خطواتك كي تأخذ وقت مستقطع من الدراسة الجامعية وتستفيد منه؟!
كيف ستترك الجامعة؟
قبل أن تأخذ قرار نهائي بترك الجامعة، يجب أن تُحدد اختياراتك أولاً كي يكون لديك خطة واضحة في حال أردت العودة، الأمر هنا يتوقف على نظام الجامعة التي تدرس بها، بعض الجامعات تمنح فرص تدريب أو سفر في مجالات مختلفة لبعض الوقت، لكن في هذه الحالة ستستمر في دفع الرسوم رغم عدم حضورك، بعض الجامعات الأخرى تعطي إمكانية أخذ فترة مستقطعة، هذه الطريقة أفضل بالتأكيد في حال أردت العودة مرة أخرى، بدل أن تنقطع عن الدراسة دون أي إشعار لإدارة الجامعة.
فكر في الأمر جيداً قبل أن تأخذ قرار نهائي
يجب أن تتأكد أن رغبتك في ترك هذه الجامعة بعينها تعود لأسباب خاصة بالدراسة فيها وليس بالدراسة الجامعة بشكل عام، فلو تركتها دون تفكير ودون معرفة الأسباب لن تجد ضالتك في أي جامعة أو مكان آخر، لأنك ببساطة لا تعرف ما تبحث عنه بالتحديد، إسأل نفسك هل توقعاتك للدراسة الجامعية واقعية؟ وكيف لا تٌلبيها هذه الجامعة؟ وهل يُمكنك تلبيتها في أي مكان آخر؟ والأهم هل دراستك الحالية تُناسب أهدافك في الحياة وتُساعدك في الوصول إليها؟ على سبيل المثال لو كنت تتمنى ان تُصبح كاتب، فلا فائدة إذاً من دراسة الطب!
تحدث مع أحد أصدقائك
الحديث مع والديك في هذا الأمر قد يُسبب مشاكل كبيرة في البداية، وسيفعلا كل ما في جهدهما لإثنائك عن قرارك قدر الإمكان، فهما يُريدانك أن تحظى بأفضل فرصة ممكنة على الأقل من وجهة نظرهما، لهذا الحديث مع شخص حيادي قدر الإمكان سيكون أفضل، أفضل من تتحدث معه هو شخص في نفس موقفك، كصديقك في الجامعة، من الأمور التي يجب أن تأخذها في الحسبان الدعم المادي الذي يوفره لك والديك، غالباً سينتهي مع ترك دراستك لهذا يجب أن تضع هذا الأمر في حسبانك.
ابحث عن وظيفة بدوام كامل مباشرة
أول خطوة عليك القيام بها هي إيجاد وظيفة بدوام كامل مباشرة بعد ترك الجامعة، حتى لو كنت لا تُحبها، أو لم تكن بحاجة ماسة للمال في الوقت الحالي، تأكد أنك ستحتاجه في القريب العاجل، لو لم يكن لديك خطة واضحة لخطوتك التالية ستقضي ما تبقى من حياتك عالة على والديك! وظيفتك الجديدة إما أن تُشجعك على العودة للجامعة لتجد وظيفة مناسبة، أو تُشجعك على البحث عن شغفك في أسرع وقت ممكن، لذلك في جميع الأحوال لا تتجاهل هذه الخطوة.
حفز نفسك
بعد ترك الجامعة لم يعد هناك من يُهددك بشأن الفشل الدراسي أو يُجبرك على مذاكرة مواد لا تُحبها، لذلك يجب أن تشعر ببعض الحرية في تحديد أهدافك ورغباتك المستقبلية، إبدأ في تحديد أهدافك وضعها نصب عينيك لتبدأ في اتخاذ الخطوات المناسبة كي تصل إليها في أسرع وقت ممكن دون أن تُضيع الكثير من وقتك.
قم بزيارة العديد من الجامعات
كي لا تقع في نفس الخطأ مرة أخرى وتسجل نفسك في جامعة ما ثم تكتشف لاحقاً أنها لا تُناسبك، إبدأ مباشرة في زيارة العديد من الجامعات لترى النظام في كل منها، تعامل مع الأمر على انه رحلة استكشافية الغرض منها إيجاد أفضل جامعة تُناسبك، لا تنسى أيضاً أن تبحث عبر شبكة الإنترنت وتتفقد مواقع الجامعات الالكترونية لتعرف أكثر عن الكليات والدراسة المتاحة بها ونظام الإدراة وما إلى ذلك.
أبحث عن وظيفة في مجال تُحبه
كي تعرف شغفك والمجال الذي ترغب في العمل به يجب أن تُجربه أولاً، فكل شيء يبدو سهل وجذاب من الخارج، لكن بمجرد أن تُجربه بيدك ستجد اختلاف كبير، وقد تُقرر أن هذا المجال لا يُناسبك، لذلك حاول أن تبحث عن وظائف أو فرص تدريبية ولو بدوام جزئ في المجال الذي ترغب به.
عد للجامعة مرة أخرى
من المفترض أن ترك الجامعة لبعض الوقت قد حررك من الضغوطات النفسية والدراسية، بالتالي منحك فرصة أفضل للتفكير في المجال الذي كنت تدرسه وهل رغبتك في تركه نابعة من كرهك له أم من الضغوطات لا أكثر، لذلك فكر جيداً قبل أن تُقرر العودة.
أضف تعليق