وفاء الحيوانات ربما يراه البعض موضوع غريب بعض الشئ، ولكن في الحقيقة فإن تناوله هذه الأيام ينم عن إلحاح الحاجة إليه، وكم أصبحنا نفتقد الوفاء لدى البشر ونستعجب وفاء الحيوانات في المقابل، فيقول مارك توين “كلما عرفت البشر أكثر ازداد حبي للكلاب”! فعلى الرغم من سوء ما تحصل عليه من البشر بمعاملتك الحسنة لهم تجد في المقابل أن الحيوانات دائما تحسن إلى محسنيها وهو الحال النقيض معنا نحن البشر، صفة الوفاء هي من الصفات الإنسانية بجدارة ولكننا في حاجة إلى إعادة تصنيفها لتصبح من الصفات الحيوانية بجدارة، فالحيوان هو الأكثر التزاما بها، والكثير منا صادف في حياته اليومية ما يؤكد له ذلك، ومن خلال المقال سوف نحاول استعراض بعض القصص المنتشرة عن وفاء الحيوانات لأصحابها بشكل يصعب تصديقه.
تأتي الكلاب في المقدمة فهي الأكثر وفاء على الإطلاق، وهي تضرب مثالا رائعا على وفاء الحيوانات حتى أنها تضحى بحياتها في سبيل إنقاذ صاحبها، وسوف نسرد ما يؤكد ذلك، وتأتي بعد الكلاب القطط أيضا، وهي على الرغم من عدم امتلاكها للقوة مثل الكلاب إلا أنها تمتلك أسلحة أخرى، فيمكنها أن تبث في روحك الحب والطمأنينة، والكثير منا يستأنس القطط في المنزل لما تضفيه من جو المرح للأسرة وخاصة الأطفال الصغار، ثم بعد ذلك تأتي أنواع أخرى من الحيوانات، ولكن تم ذكر الكلاب والقطط خاصة لأنهم الأكثر استئناسًا لدى الإنسان في كل مكان.
قصص وفاء الحيوانات أغرب من الخيال
قصص عن الكلاب
للكلاب مواقف كثيرة جدا تنم عن نوع نادر من أنواع وفاء الحيوانات لأصحابها، فنجد من يروى مثلا:
يقول طبيب أنه في يوم ما كان ذاهبا إلى عيادته كعادته حين وجد كلبا مصابا بكسر في أحد قوائمه فأخذه إلى عيادته ليعالجه، وبعد أن تماثل للشفاء تركة يذهب ولكنه فوجئ به في يوم من الأيام ينبح أمام باب عيادته وهو يصحب كلبا جريحا آخر.
منذ أيام قليلة تداولت صفحات الفيس بوك صورا لكلب يحمل طفلا رضيعا حديث ولادة في فمه، متجها به إلى المشفى، حيث وجد الكلب الطفل ملقى في القمامة أثناء بحثه عن الطعام، وكان الطفل لا يزال حيا فقام الكلب بحمل الطفل في فمه وذهب به إلى المشفي في حالة ذهول من الجميع وتمت معالجة الطفل، وأنقذ الكلب هذا الطفل المسكين.
سالتي وروسيال كلبان مرافقان لصاحبين كفيفين تواجدا معا في أثناء تفجيرات برج التجارة العالمي بأمريكا، وبعد الهجوم رافقا مالكيهم حتى 70 طابق، حتى استطاعا أن يصلا بهما إلى منطقة آمنه، وقد نال كل منهما وساما نظرا لشجاعتهما ووفائهما لأصحابهم وعدم تخليهما عنهما في الظروف الصعبة.
خمسة أطفال يلعبون في حديقة مع كلب يدعى جورج فتهجم على الأطفال خمسة كلاب مفترسة فيحاول الكلب أن يصرف نظر الكلاب المفترسين عن الأطفال ليستطيعوا الهرب، بينما يشتبك هو معاهم، وبالفعل اشتبكت معه الكلاب المفترسة وأصيب بإصابات بالغة، فتم إنقاذ الأطفال بينما هو مات متأثرا بجراحه، وقد نال وساما على ذلك.
تقول إحداهن: كانت لدي كلبة تدعى آوي، وذات يوم كنت أنا وهي في المطبخ حيث هجم على المنزل مجموعة من اللصوص ومعهم ساطور، وحين حاول زوجي ردعهم أصابه أحدهم بقطع كبير في يديه، وحين دخل هذا الرجل إلى المطبخ كاد أن يطيح برقبتي، إلا أن الكلبة آوي هجمت عليه وطاردته حتى خارج المنزل على الرغم من إصابتها بقطع في الرأس.
في دار لرعاية الكلاب تنضم كلبة كفيفة إلى الدار فيقوم أحد الكلاب بتنصيب نفسه حارسها الشخصي، حيث يصحبها في جولة صباحية في حديقة الدار ويبعد عنها الكلاب المزعجة ويحرسها طوال الوقت.
قصص عن القطط
بالنسبة للقطط فهي أيضا تمثل نوع من أنواع وفاء الحيوانات سواء لبعضها البعض أو مع البشر كذلك وعلى سبيل المثال نجد:
قطة في روسيا كانت تتجول في الشارع أثناء فصل الشتاء، وبينما هي كذلك إذا بها تسمع صوت طفل رضيع داخل كرتونه، وكان الطفل ملقى في صندوق كرتوني فعلا ويبكي من الجوع والبرد، فظلت تنبش حتى دخلت في الصندوق ووجدته يشعر بالبرد ويصرح ،فظلت تحررك عليه فروها لتدفئة وتصرخ حتى تجمع المارة وأنقذوا الطفل.
كان هناك قط يطعمه صاحبة باستمرار ويهتم به ويحبه، ولكنه لاحظ في بعض الأيام أن القط يسرق الطعام، فاستغرب لذلك كثيرا وقرر أن يراقب القط ليعرف سبب خيانته حيث أنه لم يتوان عن إطعامه والاهتمام به، وكانت المفاجأة حين وجد أن القط يسرق الطعام ويذهب به إلى الخارج ويطعمه لقط آخر كفيف.
قط يدعى أوسكار يعيش في دار لرعاية المرضى وكان معروف عنه أنه في حالة إن اقترب موعد أحد المرضى للرحيل يذهب إليه أوسكار ويبقى على سريرة حتى يؤنسه ويرافقه في لحظاته الأخيرة، وكان أوسكار من القطط المحببة جدا للمرضى وكان يرافقهم ويحرس المكان رغم أنه لا يفعل شي إلا أنهم كانوا يعتبرونه العين الحارسة لديهم، ووجوده يشعرهم بالأمان والدفء.
قصص متنوعة
سوف نعرض هنا لمجموعة قصص لمجموعة حيوانات مختلفة تضرب لنا مثلا عن وفاء الحيوانات وهي كالتالي:
رغم أننا نصاب بالرعب من رؤية الثعابين والأفاعي إلا أن سكان الأرياف اعتادوا على وجودهم معهم ولا يهابونهم، فيحكى أن في أحد البيوت الريفية البسيطة كانت أفعى تضع صغارها في مكان ما داخل المنزل، وفى أحد الأيام قامت صاحبة المنزل بتنظيف البيت فوجدت الأفاعي الصغيرة فقامت بنقلهم إلى مكان آخر قريب، وحينما عادت الأفعى الأم ولم تجد صغارها أصيبت بالجنون وقررت الانتقام فبثت سمها في إناء من الحليب كان سيشربه أهل المنزل ولكنها سرعان ما وجدت صغارها في مكان بالقرب منها وأن لا أحد قام بأذيتهم كما كانت تظن، فقامت على الفور بوضع جسمها في رماد الموقد ثم تغوص به في الحليب حتى تعكره فلا يشربه أهل البيت تكفيرا لها عما خططت.
الببغاء الأفريقي ألكيس كان يحب صاحبته ولديه موهبة تمييز الأعداد، توفي في عام 2007 كانت آخر كلماته لها: “احترسي لنفسك..أحبك”.
حوت ينقذ غواصة تدعى يانج يون أصيبت بشد عضلي على مسافة 20 قدم في أحد أحواض السباحة المخصصة لعروض الحيتان ولم تستطع مواصلة الغوص أو حتى الارتفاع لأعلى وبدأت تصاب بالدوار والاختناق، وحينما رأى الحوت ذلك ذهب إليها مسرعا وسحبها إلى السطح حتى تستطيع التنفس.
كويبى هي غوريلا أحضرها شخص يدعى داميان إلى إنجلترا وبعد خمس سنوات أعادها إلى الغابة مرة أخرى لتمارس حياتها الطبيعية، وبالفعل حدث ذلك، ولكنه عاد بعد خمس سنوات أخرى يبحث عن صديقته الغوريلا لكن الأصدقاء أخبروه بأنها أصبحت عدوانية تجاه البشر، ومن الأفضل أن يرحل، إلا أنه صمم على الوصول إليها وذهب إلى الغابة يناديها بنفس الطريقة التي اعتادت أن يناديها بها، وفجأة ظهرت الغوريلا التي طارت فرحا برؤية صديقها القديم في موقف يملأه الحب والعاطفة.
فيلين كانا يعملان في نفس السرك وتم جمع شملهم في ملجأ للفيلة، فتصادف أحدهما بوجود الآخر في القفص المجاور له فحاولا ثني أعمدة القفص ليكونا معا، وفي الصباح حينما سمح لهما بمغادرة القفص قابلا بعضهما بشوق ولم يستطع أحد أن يبعدهما عن بعض.
الأسد كرستين شبل صغير قام بتربيته شقيقين، وحينما كبر بشكل لا يسمح له بالاستمرار في المنزل تركوه في البرية في أفريقيا، وبعد سنة عادا ليبحثان عنه في الغابة، إلا أنه تم إخبارهم أنه أصبح زعيم عشيرة ولن يتذكرهما، ولكنهما لم يستسلما وذهبا يبحثان عنه وقد تعرف عليهم وذهب إليهم يحتضنهم حبا وفرحا برؤيتهم.
في الكاميرون في ملجأ للشمبانزي إذا توفي أحد أصدقائهم يقومون بتوديعه أثناء الدفن بأن يحتضن كل منهما الآخر ويقفون وقفة رسمية لتوديعه.
والكثير الكثير من القصص التي توضح لنا وفاء الحيوانات وعاطفتهم الصادقة تجاهنا نحن البشر وتجاه بعضهم البعض وكيف يتآلفون فيما بينهم ويرعى كل منهما الآخر، فنأمل أن يتعلم البشر منهم.
أضف تعليق