تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » كيف تطورت وسائل المواصلات في العالم من الحيوانات إلى الطائرة؟

كيف تطورت وسائل المواصلات في العالم من الحيوانات إلى الطائرة؟

نستخدم وسائل المواصلات المختلفة في التنقل منذ زمن، لكننا لم نعرف كيف بدأت أو كيف تطورت عبر الزمن، وكيف جاءت فكرتها الأولى؟ تعرف على كيفية انتقال الإنسان من استخدام الحيوانات في التنقل إلى استخدام السيارات والطائرات الحديثة.

وسائل المواصلات

كان السفر والتنقل في القديم أمرا شاقا وخطرا ومكلفا في الآن نفسه في ظل وجود وسائل المواصلات بدائية جدًا، وكان السفر لا يخلو من المصاعب التي تهدد حياة البشر المتنقلين أو أموالهم التي يصحبونها معهم، خاصة إذا كان السفر طويلا كالحج وقوافل التجارة والهجرة وغيرها من الأغراض، كانت المصاعب تتمثل في الطرق الوعرة، المتمثلة في الجبال والوديان والسهول والبحار، إضافة لصعوبة الطرق وارتفاع أسعار الأدلة، وهم رجال خبراء بالدروب، وندرتهم، ما يشكل عبئا إضافيا على المتنقلين سواء في سبيل معرفة السُبل الأيسر أو في معرفتها من الأساس، ثم تأتي الصعوبة الأخرى المُلازمة للمسافرين، وهي وسائل المواصلات، التي بدأت باستخدام الحيوانات الأليفة كالخيل والإبل والحُمُر الأهلية، التي كانت تهتك حُجُب الزمن، وتُطيل أمد الرحلة التي لا تستغرق اليوم بضع ساعات إلى أيام وشهور، وتنوعت وسائل النقل عبر العصور حتى وصلت إلى الطائرة والصاروخ جوا والغواصة بحرا، والسيارة والتوك توك برا.

تطور وسائل المواصلات عبر التاريخ

بدأت وسائل المواصلات في الظهور بعد ظهور وانتشار حركات التجارة، سواء المحلية أو التي تربط القبائل بعضها ببعض، أو التي نشأت بين الدول فيما بعد فيما عُرف بالتجارة الدولية، وبدأت بتجنيد الحيوانات الأليفة في النقل كالحمار والثور والحصان، ومع التوسع بدأ الإنسان في اختراع العربات البدائية وهي عبارة عن زوج من العِصي تُربط على ظهر الدابة ويترك طرفاها الحران على الأرض ويوضع عليها ما يُراد نقله، ويُعتقد أن السومريين هم أول من استخدم العجلات في النقل في الفترة بين 5000 و4000 قبل الميلاد في بلاد الرافدين، ثم انتقلت إلى أوروبا والهند والصين والإمبراطورية الرومانية، التي احتاجت إليها بشدة مع ترامي رقعة التجارة الخارجية لديها، ومع تطور وسائل النقل احتيج إلى طرق أكثر صلابة وتحملا، فكان المسلمون أول من استخدم القطران في رصف الطرق في بغداد في القرن الثامن الميلادي، فكانت الطرق لدى المسلمين أكثر تطورا من مثيلاتها في العالم، ثم تطورت مع بداية الثورة الصناعية لتتكون من الخشب والحصى بعدما كانت من التراب والحصى، حتى صارت على شكلها الحالي باستخدام الخرسانة والزفت والقطران.

ظهور وسائل المواصلات في العالم العربي

ارتبطت عملية ظهور وسائل المواصلات الحديثة في العالم العربي بالحركات الاستعمارية المتتابعة على الشرق الإسلامي، الذي كان- وما زال- غنيا بالثروات الطبيعية، التي لا تحتاج لاستخلاصها إلا إلى أدوات متقدمة ومعدات قادرة على التنقيب، كما ارتبط انتقال وسائل النقل الحديثة إلى بلدان الخليج العربي ببداية عصر التنقيب عن الذهب الأسود، الذي يعد الثروة القومية الأهم والأبرز فيها، والذي يرجع له الفضل في بناء ثروة دول الخليج بعد أن كانت في مصاف الدول الفقيرة كموريتانيا والصومال، استطاع العالم العربي- باستثناء مصر التي بادرت بنقل مظاهر الحضارة الغربية قبل فترات الاحتلال والتنقيب- أن يواكب العالم الغربي في توافر وسائل النقل، وأن يتقدم في بعض الحالات عليها، وذلك بعدما فتح الباب على مصراعيه في استيراد السيارات وتقنياتها، وإتاحة الفرصة للشركات العالمية لفتح فروع لها في الشرق، حتى وصل الأمر إلى أن تساوت مصر وإنجلترا في وجود خط للسكك الحديدة كأول وثاني سكة حديد في العالم.

وسائل المواصلات القديمة

تنوعت وسائل المواصلات في العصر القديم، لكنها اتسمت جميعها بالبدائية والبساطة؛ إذ إنها بدأت حتى عام 5000 قبل الميلاد معتمدة على التنقل على الأقدام، وحمل الأمتعة على الظهر والرأس؛ ما كان يسبب إرهاقا للناس وتعطيلا للمصالح التي كانت تستغرق أضعاف وقتها الذي كانت تستغرقه فيما بعد، ثم اكشف الناس أن بعض الحيوانات الأليفة يمكن استخدامها للتنقل والنقل كالحمر الأهلية والإبل والأحصنة، واستمر ذلك إلى أن أضافوا لاستخدام تلك الحيوانات العصي التي توضع على ظهورها لجر البضائع، وفي عام 3000 قبل الميلاد استعانت البشرية بشيء من التكنولوجيا البدائية بعد اختراع العجلات التي تسير بعجلات أربع، ثم استعانوا على جرها بالحيوانات الأليفة، إضافة لاختراع المراكب الشراعية التي يسرت سبل التنقل، واختصرت الوقت والمسافات.

التطور التكنولوجي ووسائل النقل

قامت الثورة الصناعية في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر الميلادي، وقامت معها جوانب التنمية التكنولوجية التي طالت كافة جوانب الحياة، وكانت وسائل المواصلات على رأس الجوانب التي طالتها التنمية التكنولوجية؛ إذ تم اختراع أول مركبة تسير بمحرك أوتوماتيكي، ثم ازدادت تقدما شديدا وتنوعت أشكالها، فكانت السيارات بكافة أشكالها والدراجات البخارية والقطارات ومترو الأنفاق عبر البر، والسفن والبواخر التي تنقل مئات الآلاف من الأطنان وآلاف البشر عبر البحر، والطائرات والصواريخ التي وصلت سرعتها لسرعة الصوت في الجو، ما جعل عمليات التنقل أسهل بكثير وأسرع آلاف المرات من ذي قبل، وتعد السيارات والباصات هي الوسائل الأكثر شعبية وجماهيرية في العالم؛ نظرا لتوافرها ورخص تكلفتها، إضافة لمقدرتها على التحرك بسهولة في كافة الطرق وعلى رأسها الطرق المزدحمة.

التوك توك وعصر السرعة

ومع ازدياد الحركة، واتسام العصر الحديث بالسرعة غير المتناهية التي لا تكاد تنتظر فيها لحظة إلا ودهستك اللحظة التي تليها لتخلفك عن اللحاق بها، انتشرت الأفكار الداعية لاختراع وسائل المواصلات الأصغر حجما والأكثر سرعة، فبدأ ذلك باختراع السيارات صغيرة الحجم التي تسير على عجلات أربع، ثم العجلة والدراجة البخارية التي تسير على عجلتين، ويعمل الاتزان الشخصي فيها عمل العجلتين المحذوفتين منها، وكان الهدف منها آنذاك تسهيل انتقال الأفراد داخل المحيط الجغرافي الصغير عبر الشوارع والطرق الضيقة التي لا تستطيع السيارات المرور عبرها، ولكن؛ لخطورتها، فكر المطورون في حل وسط بين السيارة التي تسير على عجلات أربع والتي لا يمكنها السير في الطرق الضيقة، وبين العجلات والدراجات البخارية التي تسير على عجلتين اثنتين، فكان “التوك توك” حلا وسيطا، يستطيع التحرك بسهولة ويسر، ولا يحتمل مخاطرا كالتي تحتملها وسائل المواصلات ذات العجلتين.

خاتمة

فطن الإنسان منذ بداية الخلق ونزول آدم- عليه السلام- من الجنة إلى الأرض إلى ضرورة الانتقال من مكان لمكان، وهو ما أتاح لذريته الممتدة تعمير أرجاء المعمورة إلا ما لم يمكنه الوصول إليه، فكانت الخطوات المتواليات في سبيل الوصول لوسيلة نقل- لم يعرفوا لها طبيعة ولا شكلا ولا اسما حتى اخترعوها- حتى استطاعوا في نهاية المطاف للتنقل في غضون ساعات قليلة عبر العالم كله بقاراته المختلفة، ولم يكتف الإنسان بذلك وحسب، بل اخترع المطورون وسائل نقل لا تستقر على الأرض أو الماء، بل تطير في الهواء وتسبح في الفضاء، ما مكن الدول العظمى من التسابق لفرض سيطرتها على الكواكب الأخرى وسطح القمر، وما زال سباق العلماء مستمرا للبحث عن وسائل تنتهي باكتشاف أفلاك أخرى لم يكن أحد يسمع عنها، ولعل الفضل- كل الفضل- في اكتشاف هذه العوالم الفضائية يرجع إلى العالم المسلم عباس بن فرناس، صاحب أول محاولة طيران في التاريخ بعدما فطن إلى أن سر الطيران ووسائل النقل الهوائية يعود إلى اتزان الجسم عبر اتصال جناحين به، لكنه لم يفطن لأهمية الذيل فسقط مسجلا محاولة أولى لاختراع الطائرة، كما يرجع الفضل للسومريين في اختراع كل هذه المركبات الأرضية، التي تنتقل بالإنسان والبضائع عبر الكتلة الصلبة من هذا العالم، باختراعهم أول عجلة تسير على عجلات دائرية.

محمد الجداوي

أضف تعليق

خمسة × خمسة =