نلاحظ دائما أن هوايات الحبيب قد تختلف عن هواياتنا وأنه يحب الأشياء التي قد لا نحبها فكيف يمكننا التوفيق بين هوايات الحبيب وبين هواياتنا وكيف يمكننا استيعابها وتقبلها وكيف يمكننا مشاركته فيها وهل من فرصة لتفهمها واستيعابها فحسب؟ وما الحل إن لم نستطع تفهمها واستيعابها في النهاية هذا هو موضوع هذا المقال عن هوايات الحبيب وتفهمها واستيعابها.
استكشف هذه المقالة
من أين تنشأ الهوايات
قبل الحديث عن هوايات الحبيب تفهمها ومشاركتها معه، سنسأل الأول سؤالا عن كيف تنشأ الهوايات وما هو منبعها الأصلي، أقصد كيف يمكن أن يقول إنسان مثلا أنا لدي هواية معينة؟ كيف اكتسب هذه الهواية؟ لا أحد يذكر تقريبًا كيف اكتسب هوايته ولا متى قرر أنه سيجمع الطوابع أو سيمشي يفتش على الفراشات ويلاحقها بين الحقول، ولكن أعتقد أن كل هوايات الإنسان بدأت منذ الطفولة، هناك بالطبع شيء داخلي وجداني ولكن تغذى بسبب أحداث معينة حدثت لهذا الطفل ولاحقته ودفعته دفعا لاكتساب هذه الهواية، وخذ مثلا، طفل صغير لم يكن لديه تلفزيون ولا يوجد في محيطه أي طفل يلعب كرة، هل سيكون متعلقًا بلعب الكرة؟ ممكن وهو كبير يحبها ولكن لا يتعلق بها ولا يتخذها كهواية ولذلك تجد أن أبناء البادية عادة لا يحبون لعب الكرة في حين أن بلدا مثل البرازيل مثلا لديها هوس بالكرة وكل الأطفال تكبر وفي دمها حب الكرة وذلك بسبب البيئة المحيطة، إذًا الطفولة هي المحفز الأساسي لاكتساب الهواية أصلا.
هل للهوايات علاقة بالنوع؟
هل الهوايات لها علاقة بالذكورة أو الأنوثة؟ لماذا يوجد هوايات يستولي عليها الذكور أكثر من الإناث؟ هذه المسألة بالطبع مثلما قلنا تتدخل فيها الطفولة وطرق التربية المختلفة وتربية الطفلة على أشياء لا يتربى عليها الطفل الذكر والعكس يجعل اكتساب الهوايات المختلفة لكل منهما مختلفًا في الخيارات أيضًا، لذلك من الطبيعي أن معظم المهتمين بكرة القدم رجال، وذلك بسبب البيئة الذكورية للعبة كرة القدم واهتمام طوائف الذكور بها مثلا، في حين أن البيئة الأنثوية شغوفة أكثر بالتسوق، منذ الطفولة والأم تبالغ في التدقيق في شراء الأغراض لابنتها والابنة تحب هذه الأجواء وهكذا، وتتدخل أيضًا الهرمونات في حب هواية من عدمه ولكن كما قلنا أن الدافع الأساسي هو الطفولة والأحداث التي حدثت فيها وجعلت تفضيل هواية على الأخرى مكتسبًا لدى البعض دون غيرهم.
كيف تحب هوايات الحبيب
الآن نتحدث عن كيف تحب هوايات الحبيب وهل من وسيلة لحب هوايات الحبيب؟ حسنًا عليك الأول باستيعابها واستيعاب أنه من الممكن أن يحب أحد هذا:
فكر بعقليته
تتساءل ما الذي يجعل الحبيب يحب هذا الشيء دون غيره وضع نفسك مكانه قبل أي شيء وفكر في الظروف التي جعلت هذه الهواية على رأس قائمة هوايات الحبيب ولماذا هي بالذات، وفكر في شخصيته والعلاقة بين طباعه الشخصية وبين هذه الهواية وما هي الروابط بينهما وهل شخصية مثله يمكن أن تحب هواية كهذه، وهل للأمر أبعاد نفسية بحيث أنه تعويض لشيء معين أو تكملة له، وهكذا، كل هذه الأمور ستقرب لك الصورة أكثر وتجعلك تستوعبين لم الحبيب يحب هذه الهواية تحديدًا.
اجعله يتحدث عنها
يكفيك أنك جعلت الحبيب يتحدث عن هوايته، يكفيك أنه يظن أنك تستمع إليه بشغف واهتمام حقيقي للمعرفة، الناس دائمًا يحبون أن يستمعوا لحماس شخص عن الشيء الذي يحبه ويتحمس له فما بالك وأنت تستمع لشريك علاقتك وهو يتحدث عن أكثر هوايته حبًا وحماسا لها، هذا هو ما سيجعلك تحب هذه الهواية أصلا، حب الهواية من حب الحبيب ذاته بالتالي حب أي شيء يحبه ويتحمس له، كما نعرف جيدًا.
فكر ما الممتع في الهواية بشكل عام
أحيانًا ما يتساءل الإنسان عن هوايات الحبيب وما الممتع فيها، مثلا ما الممتع في جمع الطوابع؟ ألم تفكر يومًا أن الطوابع هذه تعد أكبر مصدر للثقافة والمعلومات العامة، كل صورة لمبنى أو شخصية أو رمز أو راية مطبوع على طابع البريد هو مفتاح لمعلومة أخرى كبيرة وقراءة عنها، إذا كانت الهواية عبارة عن تربية الحيوانات الأليفة مثل تربية الكلاب مثلا فلماذا لا تقول أن وفاء الكلاب هو ما يجعل هذا الشخص يربي الكلاب، ألا يفتح لك هذا جانبًا جديدا في شخصيته؟ الهوس باللوحات التجريدية مثلا أو السريالية، أليس ينم هذا برفض هذا الشخص للواقع أو لجوانب فيه أو سعيه لفهم العالم وكل هذا تستطيع التعبير عنه فقط اللوحات التشكيلية التي يهواها الحبيب هذه، لكل هواية متعة في عين صاحبها ولن تتفهمها إلا إذا أدركت جوهر هذه المتعة.
جرب القيام بها فربما تكون ممتعة
لقد قلنا أن اكتساب الهوايات من الطفولة أليس كذلك؟ ولكن إلى جوار ذلك هناك استعداد وجداني غامض في المسألة ولكن البيئة المحيطة جعلت خيار يتقدم على آخر فلماذا وأنت كبير لا تقوم بالتجربة ربما كانت هذه الهواية إحدى هذه الخيارات المستترة والتي لم تسمح لك البيئة والظروف والأحداث التي مررت بها في حياتك بإظهارها، بل ربما يدفعك البحث وراء هوايات الحبيب إلى معرفة شغفك الجديد، ليس بعيدًا على أي حال.
كيف تشارك الحبيب هواياته؟
هل من الممكن أن تشارك الحبيب هواياته؟ وهل هوايات الحبيب تحتاج إلى مشاركة؟ في البداية لا يحب الناس أن يفرض الناس أنفسهم على هواياتهم ولذلك لا مشكلة إن تحمست لمشاركته إياها فحسب فربما حماسك هذا هو ما يجعله سعيدًا لمجرد أنك أردت أن تشاركه هواياته، لمجرد التقرب إليه أكثر.
قم بتجربتها معه فحسب
إذا كنت تود تجربة هوايات الحبيب فعليك أن تجربها معه فحسب بغض النظر عما يدور في رأسك أو انطباعاتك السابقة عنها أو تصورك عما ستكون ولا تعلق آمالا كبيرة ولا تجعل حبيبك يعلق آمالا كبيرة على هذا الموضوع فقد لا تحبها وينتهي الأمر وهنا لن تكون ملومًا فيكفيك أنك حاولت.
تفهمها واستوعبها فقط إن لم تستطع حبها
من أهم الثمار التي ستجنيها من تجربة هوايات الحبيب أنك أخيرًا ستستطيع تفهمها واستيعابها وهذا بالفعل ما سيعود عليك وستدعمه في ممارستها ولن تسخر منه بالطبع إن لم تستطع حبها أو الاعتياد عليها وهذه هي النقطة الأهم في تجربة هوايات الحبيب وفي احترامك لأي هواية عمومًا.
المهم الإخلاص والحب
هل هناك علاقة بين الهوايات المشتركة ودرجة القرب في العلاقة؟ بالطبع لا فهناك شريكي علاقة لديهما نفس الاهتمامات والهوايات بل ربما يعملان في نفس المهنة ولكنهما لا يكملان مع بعضهما وربما لا يدخلان العلاقة من الأساس، والأهم من مشاركة الاهتمامات والهوايات، الاحترام والتقدير والتفاهم، والقدرة على النقاش الجاد والحضاري، والإخلاص والحب، أما باقي الأشياء هذه فكلها أمور ثانوية يمكن التغاضي عنها إن كان طرفي العلاقة ناضجين.
خاتمة
محاولتك تجربة هوايات الحبيب خطوة عظيمة منك للتقرب إليه ولابد أنه سيقدرها لك جدا سواء نجحت هذه التجربة أم أعادتك إلى نفس موقفك السابق منها.
أضف تعليق