هل فكرت مرة في ماهي اخطر تجربة علمية قام بها الانسان في التاريخ المشهود والمدون وهو عشرة الاف سنة تقريبا ؟ لو طلبنا من عدد من الاشخاص ان يدون كل منهم من خزائن معرفته ماهي التجربة العلمية الاخطر من وجهة نظره؟ ستجدون اجابات لا حصر لها فمن المؤكد انالبعض سيأتي علي خاطره اول تجربة تفجير نووي لقنبلة ذرية, والبعض سيفكر في اول تجربة اطلاق صاروخ خارج حدود الغلاف الجوي للارض, والبعض سيفكر في اول تجربة لعلاج لمرض من الامراض الخطيرة على الانسان, وكثيرون سيتركز تفكيرهم علي التجارب العلمية للاسلحة الكيميائية والبيولوجية وباقي اسلحة الدمار الشامل, والبعض سيركز علي التجارب العلمية للوصول لمعرفة امكانية وجود حياة علي الكواكب الاخري ام لا, وغيرهم سيفكر في تجارب الاستنساخ ومخاطرها الرهيبة في المستقبل, وتجارب علم الهندسة الوراثية والجينات في ظهور اجيال من البشر والحيوانات لا نعلم خطورتها ولا يعلمها الا الله. كلها بلا استثناء تجارب علمية في منتهى الخطورة وتجري في المعامل البحثية شديدة السرية ويطبق على العاملين فيها من علماء وباحثين شروطا في منتهي الصرامة للحفاظ على اسرار ونتائج الابحاث طي الكتمان لان اغلى ما تمتلكه هذه الدول في عالم اليوم ليس القوة العسكرية ولا الاقتصاد ولا البنية التحتية القوية ولكن التقدم العلمي المتميز فهم عالم عرفت قيمة وقدر العلم والمعرفة جيدا وعرفوا كيف ان المعلومة تصنع الفارق الكبير الذي لا يقدر الا بالازمنة الضوئية.
ولكن في سلسلة مقالتنا هذه سنتحدث عن تجربة علمية غير كل التجارب العلمية السابقة كلها. هي تعد الاخطر على مدي تاريخ البشرية حتى الان. بداية من هدفها والجهة التي راعتها ومولتها والعلماء الذين اشرفوا عليها وتمت تحت متابعتهم ووجودهم, والدولة العظمى التي تمت التجربة علي سواحلها وبمعداتها, والفترة الزمنية الحساسة التي تمت فيها التجربة, والكتمان والسرية الشديدة التي طوق بها القائمين على التجربة حتى طوي سرها الزمان ولم يعرف احد حتى لحظة كتابة هذه السطور حقيقة التجربة بالتحديد ولكن معلومات احتوتها عشرات الكتب وسطور كتبها عشرات الادباء والعلماء ولكن لا يوجد ما يؤكد على وجه الدقة ما حدث بشكل صريح رغم مرور اكثر من نصف قرن على هذه التجربة الخطيرة.
يتبع في الصفحة 2