طبعًا لا خلاف عزيزي القارئ على كون نظام الدوري الإنجليزي الممتاز واللائحة التي يتم وضعها قبل انطلاق البطولة أمر في غاية الأهمية والخطورة، إذ أن الظروف الطبيعية المنطقية في أي بطولة أن يتم وضع بعض القواعد التي تُحدد أشياء هامة للغاية في مثل هذه البطولة، تلك الأشياء تكون مُتعلقة بشكل رئيسي بكيفية تحديد الفائز ثم بعد ذلك تحديد الفرق التي تتأهل إلى الدوريات الأوروبية المُختلفة، أيضًا هناك جزء من الأهمية لتحديد الهابطين، فكل هذه الأمور يحتاج مُتابع كرة القدم أن يعرفها قبل بداية البطولة من الأساس ليقف على ما سيحدث ويبدأ في وضع السيناريوهات، ولذلك فإن هذه السطور الُمقبلة تأتي لتُجيب على سؤال في غاية الأهمية يتعلق بما قمنا بذكره الآن، كيف يُحدد نظام الدوري الإنجليزي الفائز والمتأهلين للبطولات الأخرى وأيضًا الهابطين؟ الإجابة قادمة لكم فكونوا على استعداد تام لها.
استكشف هذه المقالة
نظام الدوري الإنجليزي
سريعًا ندلف إلى الموضوع الرئيسي، فذلك النظام الموضوع مع انطلاق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بصورته الحديثة عام 1990، قد وضع كل شيء وفق مُعطيات ومُتطلبات وأشياء مترتبة على بعضها، بمعنى أنه قد وضع بيانًا لحدوث كذا عند حدوث كذا، وهذه اللائحة يتم توزيعها في بداية كل موسم على كل الفرق وكذلك الجهات الإعلامية المُختلفة وكل من لهم علاقة بمنظومة كرة القدم في إنجلترا، على العموم، تتقسم تلك اللائحة أو هذا النظام إلى أكثر من قسم، وفي كل قسم ثمة بيان لكل شيء يتعلق به، والبداية مع النظام الأهم والذي يشغل الآخرين أكثر من أي شيء آخر لكونه يتواجد أساسًا من أجل أهم شيء في هذه البطولة أو أي بطولة بشكل عام، والحديث هنا عن نظام الفوز بالبطولة.
نظام الفوز بالبطولة
وُضع نظام الدوري الإنجليزي الممتاز أساسًا من أجل تحديد الفائز بتلك البطولة الكبرى، إذ أن الجميع في كل عام يتنافس فقط من أجل الظفر بتلك الكأس الغالية المميزة التي تُعتبر الأعلى قيمة في العالم، على العموم، الحالة البديهية التي يُمكن من خلالها الفوز باللقب هي أن يتم جمع العدد الأكبر من النقاط، وهو أمر بديهي كما ذكرنا ويحدث في كل دوريات الكرة الموجودة بالعالم، لكن في بعض الأحيان، وفي مواسم نادرة على وجه التحديد، يحدث أن يتساوى فريقين في نفس عدد النقاط، هذا يعني أننا سنلجأ إلى قواعد أخرى تتعلق بحالات مُعينة وحلول يجب السير عليها في هذه الحالات، أهمها الاحتكام للأهداف، لكن كيف يا تُرى؟ دعونا نعرف ذلك.
الاحتكام لأعداد الأهداف
عندما يُصبح فريقين على القمة بنفس عدد النقاط فإن الأهداف هي التي سوف تُحدد لنا هوية الفائز بالبطولة، والأمر لا يجري بالنظر إلى الأهداف التي تم تسجيلها فقط وإنما كذلك تلك التي تم استقبالها، وشرح الأمر ببساطة شديدة أن يكون هناك نوع من أنواع العمليات الحسابية، بحيث نقوم بحساب الأهداف التي تم تسجيلها والأهداف التي تم استقبالها، وبعملية طرح بسيطة سوف نخرج بفارق الأهداف، والفريق صاحب فارق الأهداف الأكبر هو الذي سيحصل على البطولة في النهاية، وتوضيح ذلك في مثال بسيط أن يكون هناك فريق قد سجل مئة هدف في الموسم واستقبل عشرين هدف، هذا يعني أن الفارق أصبح ثمانين هدف، وإذا كان هناك فريق آخر قد سجل عدد أكبر من الأهداف كمئة وعشرة هداف، لكن استقبل خمسين هدف مثلًا، فإن الفارق سوف يُصبح ستين هدف فقط، وبالتالي الفائز هو الفريق الأول، لكن ماذا لو تساوى الفارق؟
عدد الأهداف المُسجلة
بعد أن يتم الاحتكام إلى الأمر السابق ويتضح أنه غير فاصل في تحديد هوية الفائز بالبطولة فإن نظام الدوري الإنجليزي يقترح حل آخر، وهو أن يتم اللجوء إلى الأهداف المُسجلة، وهنا نحن لا نتحدث عن فارق الأهداف بالكيفية المذكورة، وإنما العدد نفسه، العدد الفعلي، فمن يُسجل أكثر هو البطل، هكذا تقول قواعد الدوري الإنجليزي، فالفريق الذي يُسجل أهداف أكثر يبدو نظريًا الأكثر قوة والأكثر قدرة على الوصول للشباك، وبالتالي في حالات وجود لبس أو عدم اتضاح رؤية لتحديد الفائز باللقب فإن الأمر بالتأكيد لن يخرج عن نظام الأهداف، وربما في الوقت الحالي نرى هذا الأمر جلي في الصراع على لقب الدوري الإنجليزي بين فريقي مانشستر سيتي وليفربول، فكل فريق يُحاول تسجيل أكبر عدد من الأهداف لأنه يعرف تمام المعرفة أن هذا في النهاية هو ما سيحدد هوية الفائز لأن النقاط متقاربة وتتساوى في أحيان كثيرة.
المواجهات الحاسمة الفاصلة
لنفترض الآن أن التعادل ظل موجودًا في كل شيء، لقد تم إحراز نفس العدد من الأهداف واستقبال نفس العدد بحيث يُصبح الفارق واحدًا، الآن نحن أمام حالة لا تتكرر كثيرًا، حالة مستحيلة إن جاز التعبير، لكن نظام الدوري الإنجليزي لم يغفل أبدًا الحديث عنها ووضع حلول لها، إذ أنه في هذه الحالة سيتم اللجوء إلى المواجهات الحاسمة الفاصلة بين الطرفين المتساويين، حيث ستقام مباراة بين الفريقين والفائز فيها بأي النتيجة هو الذي سيحصل في النهاية على اللقب، وفي أحيان كثيرة تُقام المباراة على إستاد لندن أو إستاد العاصمة، في النهاية لن يتم اللجوء إلى تلك الطريقة التي يعرفها الجميع والمُتعلقة بالرجوع إلى نتيجة المواجهات المباشرة، إذ أنه على الرغم من وجود هذا الأمر في العديد والعديد من الدوريات إلا أن الدوري الإنجليزي لا يعمل به ويرى فيه عدم تواجد لمبدأ تكافؤ الفرص، ففي الأساس فكرة مباراة هامة وأخرى غير هامة لا تتواجد على الإطلاق في قاموس الكرة الإنجليزية وكل المباريات بثلاث نقاط.
نظام الدوري الإنجليزي لتحديد أصحاب المراكز الأوروبية
المراكز الأوروبية من الأمور التي لم يغفلها أبدًا نظام الدوري الإنجليزي نظرًا لأهميتها وتنافس الكثير من الفرق عليها، فأصحاب المراكز الأربع الأولى يتأهلون مباشرةً إلى دوري أبطال أوروبا، وهي كما يعرف الجميع البطولة الأوروبية الأهم على الإطلاق، ثم بعد ذلك يأتي الدور على كأس الاتحاد الأوروبي الذي يتأهل إليه الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي بشكل مباشر، لكن البطولة تحتاج إلى ثلاث فرق من الدوري الإنجليزي، فكيف يتم اختيار الفريقين المُتبقيين؟
القواعد في هذه النقطة واضحة للغاية، فبعد أن يتأهل صاحب المركز الخامس إلى كأس الاتحاد الأوروبي يتم النظر إلى البطولتين المتبقيتين في إنجلترا، بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة للأندية المُحترفة، فإذا كان الفائز بهاذين البطولتين ليس له أي وجود في المراكز الأوروبية فإنه يتأهل بشكل مُباشر إلى كأس الاتحاد الأوروبي، ولو كان موجودًا فإن وصيفه هو من يتأهل، أما إذا كان وصيفه أيضًا صاحب أحد المراكز الأولى في الدوري فإن التأهل يكون من نصيب صاحبي المركزين السادس والسابع في الدوري.
نظام الدوري الإنجليزي للهابطين
النظام الأسهل على الإطلاق هو نظام الهابطين من الدوري الإنجليزي، إذ أن أصحاب المراكز الثلاث الأخيرة في العشرين فريق المتنافسين سوف يهبطون مباشرةً إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وفي حالة التساوي في النقاط ووجود أكثر من فريق في نفس الموقف فإن النظام المعمول به في الحصول على اللقب يُصبح موجودًا، بمعنى أدق، يتم اللجوء إلى فارق الأهداف ثم أعداد الأهداف المُسجلة ثم أخيرًا المواجهات الحاسمة، وعلى الرغم من أن فكرة المواجهات الحاسمة هذه تبدو نادرة فيما يتعلق بتحديد الحاصل على لقب الدوري إلا أنها شبه مُتكررة في تحديد الهابطين، بمعنى أن تلك الحالة تتكرر ويكون الفيصل تلك المباراة، لكن العالم لا يهتم أساسًا بالهابطين ويهتم أكثر بالمتنافسين على اللقب.
الهابطين بالمناسبة لا يذهبون إلى نزهة، إنهم حرفيًا يذهبون إلى الجحيم ويستقرون هناك، إذ أن دوري الدرجة الأولى يُعتبر من أصحاب دوريات الهابطين من الممتاز في العالم بأكمله، بل إن بعض المحللين والنقاد يرون أن تلك البطولة تكون أصعب بكثير من الدوري، لذلك نجد أنه من النادر بعض الشيء أن يصعد فريق مباشرةً بعد هبوطه، بل يأخذ فترة طويلة حتى يتمكن من العودة، وأحيانًا لا يعود أساسًا، والنماذج على ذلك كثيرة.
بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز
الآن بعد أن تحدثنا عن كل شيء يتعلق بفكرة وشكل نظام الدوري الإنجليزي الممتاز فإنه من الواجب علينا طبعًا وضع بعض التعريفات أو المفاهيم لتلك البطولة كي نقف على أهميتها وبالتالي أهمية ما ذكرناه عن نظامها، فتلك البطولة التي انطلقت بمسماها الحديث عام 1990 تشمل في كل عام عشرين فريقًا، وهي تُسوق تلفزيونيًا من خلال أغلب الشبكات العالمية الهامة وأيضًا تُعتبر الأكبر من حيث العائد المادي من البطولة، ذلك العائد الذي يحصل عليه كل فريق لقاء مشاركته في تلك البطولة أو بيعه لحقوق البث الخاصة به، هذا طبعًا بخلاف العوائد المادية الكبيرة التي تأتي من خلال الجماهير التي تحضر المباريات بغزارة، فالجمهور الإنجليزي يعشق كرة القدم ودائمًا ما تكون الملاعب ممتلئة في كل المباريات، بل إن تذاكر تلك المباريات تُباع أساسًا بالكامل قبل بدء البطولة، وهذا ما يعكس النجاح الكبير لها.
تمتلك بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز الكثير من الأمور التي يمكن التحدث عنها، فمثلًا هذه البطولة تضم أكبر عدد من المحترفين في كل مكان في العالم، إذ أنه لا يُمكن بأية حال من الأحوال تواجد فريق إنجليزي لا يضم عشرة لاعبين مُحترفين على الأقل، واللاعبين المحترفين هناك يشملون أكثر من خمسين دولة وأغلبهم من القارة الأوروبية ثم بعد ذلك إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، حيث بتمثيل أقل يكاد يكون نادر تأتي قارة أسيا، كذلك في هذه البطولة ثمة فرق تُعرف بفرق التوب أو القمة، وهي فرق صنعت تاريخًا عريقًا وتدخل الموسم في كل عام وهي المُرشحة الأولى والرئيسية للقب، تلك الفرق تتمثل في ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وأرسنال، ثم من بعيد يأتي فريق هام مثل توتنهام، صحيح أنه لم يحصل على اللقب كثيرًا ولا يُنافس بنفس القوة لكنه يبقى فريقًا كبيرًا.
ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أن نظام الدوري الإنجليزي أو نظام أي بطولة في العالم بشكل عام يأتي لكي يخدم بشكل رئيسي ومباشر مُتعة الجمهور، كما أنه يُزيد أكثر من حِدة التنافس، وهذا بالتأكيد ما يُريده أي مُتابع لأي بطولة، لكن، وكما هو واضح، فإن قوة قوانين الدوري الإنجليزي من قوة الدوري نفسه وحالة التنافس به.
أضف تعليق