في السطور المقبلة نتعرف على أهم نصائح ما قبل الثلاثين ، وهي مجموعة من الأشياء التي عليك أن تتأكد من أنك قد قمت بها قبل بلوغك هذا السن. فسن العشرينات ليس هو السن الذي تتمتع فيه بأكبر قدر ممكن من الجموح والنشاط والعنفوان والرغبة الأكبر في المغامرة واجتياز المخاطر دون أن تعبأ بالنتائج فحسب، بل هو أيضًا السن الذي يحدد طريقة ونمط حياتك فيما بعد، وربما تكون الفترة من الثامنة عشر وحتى بداية الثلاثينات من سنوات عمرك هي الفترة التي تبني فيها نفسك وتقوم بالاطلاع وخوض التجارب وتراكم خبراتك والمرور بمواقف كثيرة لم تكن لتمر بها لولا النشاط والجموح والعنفوان الذين تضيفهم إليك هذه المرحلة العمرية التي تعتبر ذروة شبابك لا سيما وأنك قد دخلت الجامعة واخترت المجال الذي ستدرسه وبالتالي الاحتمال الأكبر أن هذا هو المجال الذي ستعمل فيه بعد التخرج، أيضًا تكون قد بدأت في الاطلاع أكثر والقراءة أكثر والقيام بأنشطة والانضمام لتحزبات أو تيارات مما يترتب عليه محاولتك لتشكيل شخصية لك، وبالتالي ومن خلال هذه كل الأمور السابق ذكرها تتحدد رؤيتك للحياة وتتشكل طريقة فهمك للكون من حولك، وبهذه الرؤية تستطيع خوض غمار الحياة فيما بعد بنفسية مستقرة وشخصية خاضت من الخبرات والتراكمات مما يجعلها قادرة على المواجهة، وإليك الآن أبرز نصائح ما قبل الثلاثين، والتي سيفوتك كثيرًا إن لم تجربها قبل بلوغ هذا السن.
مجموعة نصائح ما قبل الثلاثين
قم بزيارة دولة أخرى
من نصائح ما قبل الثلاثين هو أن يقوم الشاب في العشرينات بزيارة دولة واحدة أخرى على الأقل، ويفضل أن تكون أكثر من ذلك وهناك من يشترط زيارة أكثر من عشر دول مختلفة، وهناك من يشترط أن يكونوا في قارات مختلفة، ولكن ربما تكون هذه الشروط غير واقعية على الإطلاق، لأن الشاب في سن العشرين يجد نفسه يبدأ حياته وأموره المادية في هذه السن قد تكون ضئيلة مقارنة بمتطلبات السفر لعدة دول، لذلك فإن مدخراته لمدة سنة مثلاً قد تمكنه من زيارة دولة واحدة وبالتالي على مدار عشر سنوات قد يتمكن من زيارة من 5 إلى 9 دول مثلاً.. وهذا معدل جيد جدًا.. وليس الهدف من زيارة الدول الأخرى السياحة فحسب أو الترفيه أو التنزه، بل مشاهدة الحضارات الأخرى والاطلاع على عما يفعله الناس في الدول الأخرى ومن ثم مقارنته بما تعيشه في بلدك، هذه الرؤية ستضيف كثيرا إلى خبراتك وستوسع آفاقك جدًا وستساعد في جعلك شخصًا منفتح إلى أقصى درجة، وربما تستفيد من الحكايات والقصص التي ستصادفها خلال أسفارك هذه، وستزداد خبرة وستصقل أفكارك بهذه الرحلات ولتعرف أن في السفر سبع فوائد أهمها تلك التجارب التي تصادفها في طريقك وتضيف إليك، لذلك من نصائح ما قبل الثلاثين أن تسافر إلى دول أخرى للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة ولتطلع على الحضارات الأخرى وتستفيد منها.
تعلم لغة جديدة
أهم نصائح ما قبل الثلاثين هو تعلم لغة جديدة واحدة على الأقل فبجانب اللغة العربية، والإنجليزية بالطبع والذي صار إتقانها الآن أكثر أهمية ربما من العربية نفسها، والمستقبل لها تمامًا كما تشير كل البشائر فإن سعيك نحو التحدث لغة أخرى سيضيف إليك كثيرًا وسيفتح عليك قنوات تواصل وفوائد مادية ومعنوية قد تفيدك في المستقبل بأكثر مما تتخيل الآن، فلا تدخر جهدًا في تعلم لغة جديدة وتفهم أنها شيئًا أساسيًا لا غنى عنه فبجانب العربية والإنجليزية، إتقانك للفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية أو غيرها ستفيدك وستجعلك مميزًا عن أقرانك، وستفتح لك آفاقًا جديدة وستتفهم الفروق ونقاط التشابه والاختلاف بين اللغات وغيرها. لذلك من أهم نصائح ما قبل الثلاثين هو أن تتعلم لغة جديدة.
أبدأ العمل وأنت في الجامعة
لا تنتظر حتى تتخرج وتجد عملاً، ولا تعمل في الجامعة في نفس مجالك، من نصائح ما قبل الثلاثين أن تبدأ العمل بمجرد بلوغك سن العشرين، سيفيدك هذا جدًا وبتنقلك في الأعمال المختلفة ستستفيد خبرة وستكتسب مهارات جديدة لم تكن تتخيلها ستفيدك بالطبع في مجال عملك، حتى وإن كانت قليلة العلاقة بمجال عملك فإن أي مهارة تكتسبها تؤثر بالإيجاب على قدرتك على إتقان مهامك وإقناع أصحاب الأعمال بوضع ثقتهم فيك، وأيضًا للعمل في الجامعة فوائد هامة أهمها الربح المادي، وأن يكون لك مورد مالي مستقل بحيث لا تظل معتمدًا على النقود التي تقوم الأسرة بإنفاقها عليك، بل قم مباشرة لتجد لك عملاً، ولا يهم نوعية العمل وإن كان مناسبًا لك أو لا، فمن الطبيعي أنك لن تجد عملاً مناسبًا لدراستك الجامعية، اعمل أي شيء وابذل مجهودًا بدنيا كبيرًا كي تستوعب الحياة جيدًا وتعرف أن الحياة تحتاج إلى مواجهات والدخول في صراعات كبيرة كي تحصل منها على أكبر ربح ممكن، أيضًا متعة الحياة في مواجهة المصاعب المختلفة فيها، وأي حياة بدون مصاعب هي حياة باردة فارغة منزوعة الخبرات قليلة التجارب، تصيب صاحبها بالهشاشة وتسبب له الضعف والارتباك وعدم قدرته على مواجهة أي شيء أو التصدي لأي مشكلة طارئة تحدث له في المستقبل ولا تجعله قادرًا على تحمل أي مسئولية مهما كانت بسيطة. لذلك من نصائح ما قبل الثلاثين أن لا تنتظر التخرج كي تعمل، بل اعمل من الآن للفوائد التي تم ذكرها سابقًا.
قلص دور التكنولوجيا في حياتك
بالطبع الجيل الحالي هو الجيل الذي تفتح وعيه على نضج ثمار العولمة وثورة الاتصالات والسماوات المفتوحة واجتياح التكنولوجيا لكل جوانب حياتنا تقريبًا، ولاذ الشباب بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتطبيقات الدردشة الصوتية أو النصية وتعارفوا وتعرفوا وخرجوا مع بعضهم، وتكوين الصداقات عبر الإنترنت ليس عيبًا، ولكن لا تجعله يطغى على تكوين الصداقات في الواقع، فمن نصائح ما قبل الثلاثين أن تقضي في الحياة الواقعية وقتًا أطول مما تقضيه في تصفح الإنترنت أو الدردشة مع أصدقائك عبر الإنترنت، ولا نقول بهذا أنه يجب تنحية التكنولوجيا من حياتك، ولكن لا تجعلها غاية لأن تعيش حياتك بل اجعلها وسيلة للمعرفة وإيجاد الأصدقاء ذوي الميول المشتركة والاهتمامات الواحدة والذين سيفتحون لك أبوابًا جديدة لتنمية نفسك وتطوير ذاتك، ولأن الحياة الحقيقية بها من المواقف والخبرات التي من الممكن أن تضاف لك، أضعاف وأضعاف مما من الممكن أن يضيفه لك الاحتكاك بالناس من خلال الإنترنت أو مواقع التواصل، وبالمناسبة فإن مواقع التواصل باقية يمكنك أن تستجم من خلالها في وقت الراحة أو بعد الثلاثين وهي تناسب المسنين أكثر الذين يقضون وقتهم بكامله في المنزل ويفضلون المكوث في البيت عن النزول للشارع وممارسة الحياة بسبب عدم قدرتهم على ذلك ولكنك الآن في أوج شبابك وعزيمتك وطاقتك، وفي ذروة عافيتك وعنفوانك وجموح إرادتك، فلماذا تسجن نفسك في الفضاء الإلكتروني الضيق بينما الحياة بالخارج مليئة بالخبرات والتجارب والفرص وتستطيع أن تستفيد بالكثير والكثير من الخبرات التي بها. لذلك من نصائح ما قبل الثلاثين أن تعطي نفسك الفرصة كي تتعرف إلى الحياة ثم تأتي لتشاركها عبر الإنترنت، ولا أن تجعل الإنترنت كل حياتك، اذهب واشتبك مع الحياة مباشرة، الآن.
استقل عن منزل أهلك لفترة
بالطبع أكثر الأماكن أمنًا هو منزل أهلك، رعاية منزلية وترابط أسري وعناية واهتمام، وأكل منزلي من يد الوالدة متوفر تستطيع أن تبذل ما بوسعك بالخارج بينما ترجع آخر اليوم وأنت تعلم أن هناك وجبة ساخنة لذيذة في انتظارك، وملابس نظيفة تنتظر أن تستحم وترتديها، ولا ندعو هنا لترك منزل أسرتك بدون داعي طالما أن كل شيء يتوفر لديك مسبقًا وليس هناك أزمة أو ضيقًا يتسبب لك بسبب وجودك في منزل أهلك، ولكن من نصائح ما قبل الثلاثين أنه عليك أن تجرب أن تبعد عن هذه المنطقة الآمنة وتحاول الابتعاد عن بيت أهلك لفترة والاستقرار للعيش وحيدًا، أحد أهم الفوائد لهذه التجربة هو تعلم تحمل المسئولية والاعتماد على النفس في تدبير شئون نفسك بشكلٍ كامل، ربما ستتعلم في هذه المرحلة أنك ستضطر للطبخ لنفسك، ستتعلم كيف تطهو، أو على الأقل أن تعد أكلة أو اثنين لنفسك، أن تستيقظ في الصباح دون أن يوقظك أحد، أن تعد الفطور لنفسك لأنه لا أحد موجود هنا لخدمتك، وأن ترجع من العمل فتجد أن لديك غسيل ملابسك، ويوم الجمعة الذي كنت تأخذه للنوم والاسترخاء ستستيقظ مبكرًا من أجل أن هذا موعد تنظيف مسكنك الذي لن يكون أبدًا بنفس الجودة أو المستوى لمنزل والديك، ربما ستتعب كثيرًا في هذه الفترة وستبذل مجهودًا خارقًا كي تستطيع التأقلم على هذا الوضع والتعايش معه، ولكن عليك أن تعرف جيدًا أن ما ستستفيد به في هذه الفترة والخبرات والتجارب التي ستخرج بها، هي أغلى وأثمن بكثير مما تتخيل، وتستحق أن تكون أهم نصائح ما قبل الثلاثين.
قم بتقبيل فتاة
من نصائح ما قبل الثلاثين أن تقوم بتقبيل فتاة، ومن الأفضل جدًا أن تكون هذه الفتاة هي فتاة تحبها، سيكون لطعم القبلة مع فتاة تحبها نكهة خاصة، شيء أسطوري عصي على الوصف والتخيل، لن تستطيع تفهم هذه النصيحة إلا إذا قمت بممارسة الغياب في قبلة طويلة تلتحم فيها شفتيك بشفتي فتاة جميلة تكن لها مشاعر عظيمة، وقتها ربما تشعر أن الكون قد تغير من حولك وأن أشياء كثيرة قد تبدلت وأن حتى أسلوبك للنظر نحو الأمور العاطفية والعلاقات وتبعاتها قد تغير، إن لم يكن نظرتك للكون كلها، يعتمد هذا على مدى حلاوة القبلة ومدى تأثيرها فيك، ولكن من أهم نصائح ما قبل الثلاثين هو أن تقوم بتقبيل فتاة، سن العشرينات هو سن الجموح العاطفي والطاقة الشعورية الزائدة، ولن تتفهم فكرة تفريغ هذه الطاقة الشعورية والأحاسيس المتراكمة لديك سوى وأنت تقبل فتاة تكن لها عاطفة الحب في شفتيها. غالبًا ليس للأمر مدلول جنسي، ولكنه مدلول إنساني ووجداني كبير وستستطيع تفهم مدى أسطورية وقدسية القبلة الأولى مع فتاة تحبها، عندما تجربها.
اقرأ كل ما يقع تحت يديك
القراءة والاطلاع في كل وقت وكل مكان ولا ينصح بها لسن معين أو فترة عمرية معينة، وربما يصل الإنسان إلى أرذل العمر ولا زال يقرأ ويطلع، ومن يغرم بالكتب في شبابه أو يحب القراءة في مقتبل عمره، لن يستطيع أن يتخلص منها أبدًا لباقي عمره، ولكن الإنسان بعد الثلاثين ربما يحدد ما يجب عليه قراءته ويعرف جيدًا ذوقه في القراءة وما يروق له من الكتب التي يحب أن يقرأها وما لا يناسب ذوقه أو طريقته في القراءة، لذلك، حتى تتوصل لذوقك وتعرف ما تريد أن تقرأه، عليك أن تقرأ كل ما يقع تحت يديك وتعرف أكتر عن العالم والتاريخ والحضارات واقرأ في كل المجالات وليست كتب فحسب، بل ومجلات وجرائد وبفضل الإنترنت لم يصبح الأمر صعبًا مثل الأزمنة السابقة، لذلك من نصائح قبل الثلاثين أن لا تترك شيئًا تتعلم منه معلومة واحدة يمر من تحت يدك دون قراءته.
خاتمة
نصائح ما قبل الثلاثين هي مجموعة من الإرشادات التي تستطيع أن تستفيد بها من نشاطك وحيويتك في هذه الفترة في إثراء حياتك والإضافة إلى رصيدك في مشوار العمر القصير.
أضف تعليق