نجم البحر ذلك الحيوان اللافقاري الذي يتواجد على ضفاف بعض الأنهار وشواطئ البحار ويتميّز بألوان مُبهرة وجذابة بل ويحرص الكثير من الأشخاص على اقتناؤه في المنزل، وهو أيضًا يتضمن عدد من المركبات البيولوجية النشطة التي يتم استخلاصها من جسده وتدخل في عدة مجالات طبية مثل زراعة الأعضاء أو تحضير بعض العقاقير، ولكنه في نفس الوقت قد يشكل خطراً على الصحة العامة تصل إلى حد الوفاة أو الألم الشديد إذا لامست ذراعيه جسد الإنسان، وذلك نظراً إلى وجود بعض الأشواك أو البروز الحادة التي تغطي جسده من الخارج، ولذلك دعونا نستعرض معكم بالتفصيل في السطور التالية بعض المعلومات الخاصة بنجم البحر وما هي أنواعه وكيف يتكاثر وتأثيره على جسم الإنسان، فتابعونا.
استكشف هذه المقالة
نجم البحر من أي فصيلة؟
يُعتبر حيوان نجم البحر أحد الحيوانات اللافقارية التي تتواجد في البحار والأنهار في مُختلف المناطق سواءً الباردة أو الحارة بل ويتواجد في الصخور والرمال بالقرب من المحيطات، وهو ينتمي إلى فصيلة النجميات أو شعبة شوكيات الجلد حيث تساعده النتوءات المتواجدة على جسده من الخارج على الالتصاق ببعض الأسطح أو مهاجمة مُختلف الحيوانات البحرية الأخرى، وكذلك يستطيع إفراز الكثير من العصارات أو السموم من خلالها، حيث يأتي على شكل قرص أو دائرة يخرج منها عدة أذرع بدون وجود راس أو بطن ولكنه يحتوي جهاز عصبي متكامل، ويعد الشكل النجمي هو الأكثر شيوعاً ذو الخمسة أقدام ولكن تتواجد منه عدة فصائل أخرى يصل عددها إلى ألفين فصيلة متنوعة بين الخمسة أو العشرون ذراع حتى تصل إلى الأربعين قدم وتختلف أيضًا خطورتها حسب نوع المادة التي يتم إفرازها.
كيف يصطاد نجم البحر فريسته؟
قد يتساءل البعض عن طرق اصطياد حيوان نجم البحر لفريسته وما هي الحيوانات التي يعيش عليها؟ نجد أن ذلك الحيوان البحري يتغذى على الديدان والمحاريات الدقيقة وكذلك الاستريديات معدومة الحركة، حيث أن جسده يمنعه من السعي وراء الفريسة بصورة كاملة، ولذلك فإنه يتغذى على بعض القواقع والرخويات ولذلك نجد فمه في منتصف جسده من الأسفل وبالتالي عند اختيار الفريسة يقلب جسده للأعلى، ويقوم بإخراج أمعائه في كل مرة يصطاد فريسته حيث يحيطها من مختلف الجهات ومن ثم يبدأ في إفراز بعض العصارات أو المواد التي تُساعد على هضم وتفتيت ذلك الحيوان خارج تجويف المعدة، وفيما بعد يتم سحبه إلى الداخل،لكي تستكمل الأمعاء عملية الهضم بكل سهولة، أما عن حيوان المحار فإنه يتمكن من اصطياده من خلال السيطرة على فكي المحار الذي يستخدمه من أجل حماية جسده الضعيف والرخو حيث يهجم عليه بشده حتى يضعف فكيه ومن ثم يقوم بتناوله.
تشريح نجم البحر
أما عن تشريح ذلك الحيوان من الداخل والخارج فنجد إنه عبارة هيكل رخو مغلف من الخارج بطبقة رقيقة تتضمن عدد من العصي والكثير من الصفائح الكلسية والنتوءات التي تبرز على هيئة حليمات تمثل الجهاز التنفسي لديه ويتكاثر عن طريق التزاوج، بجانب ظهور الأذرع التي تختلف إعدادها وطولها أيضًا بحيث تتخطى المتر ونصف، مع ظهور بعض الأشواك البارزة مخروطية الشكل التي يطلق عليها البعض ملاقط، فهي تعمل على تنظيف السطح الخارجي له وتزيل الرواسب الضارة التي تلتصق بالجلد، فضلاً عن قدره ذلك الحيوان العجيب على التخلص من ذراعيه تدريجيًا عند الشعور بالخطر أو مهاجمة أحد الحيوانات المفترسة له، بل وسرعان ما يتم نمو تلك الأذرع من جديد عند شعوره بالاطمئنان وفي حال موته فإن جميع أجزاء جسده تصاب بالتصلب وكان تم تحنيطه إلى أن تتحلل بالكامل خلال عدة سنوات.
أنواع نْجم البحَر
تتعدد أنوع نجوم البحر بحسب البيئة التي تعيش بها وحسب الفصيلة التي تندرج منها حيث يتواجد أنواع خاصة بالمحيطات وأخرى بالبحار المالحة وهناك فصائل أخرى تتواجد في الأنهار والبحيرات حيث يتواجد على عمق يتخطى الـ 50 متراً ولكن تعمل حركة المد والجزر على ظهور ذلك الحيوان على الشواطئ أو ضفاف الأنهار، ولكن نذكر بعض من تلك الفصائل نجد على سبيل المثال النجم الأزرق والنجم الوردي وكذلك النجم الياباني والمصري، أيضًا نجد النجم على شكل الخفاش وذو التسعة أذرع وكذلك عباد الشمس وتاج الأشواك، والكثير من الأنواع الأخرى التي تمتلك عدة صفات جينية مشتركة فيما بينها حتى ولو اختلفت من حيث الشكل الخارجي أو التشريح الداخلي، ومن الجدير بالذكر أن ذلك الحيوان يعود تاريخ ظهوره لما يقارب الـ 450 مليون سنة حيث تتحلل جميع أجزاء جسده ولكن يظل العمود الفقري الخاص به لعدة عقود ولذلك يعتبره البعض أحد أنواع التحف الأحفورية، بل وتم ذكره في الكثير من الأساطير الإغريقية والبابلية القديمة.
فوائد وأضرار نجم البحر
يتضمن ذلك الحيوان عدد كبير من الفوائد الصحية للجسم حيث أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة أن المواد البيولوجية النشطة التي يتم إفرازها من قبل ذلك الحيوان تساعد بشكلٍ كبير على تجديد الخلايا والمساعدة في عمليات زراعة الأعضاء والمفاصل، بل ويعمل أيضًا على معالجة الجلطات الدماغية التي يتعرض لها الإنسان وذلك من خلال استخلاص بعض العقاقير الطبية التي تحمي الخلايا العصبية في الجسم من نقص الأكسجين وبالتالي تطيل من عمر الإنسان، فضلاً عن المساهمة في تخلص الإنسان من إدمان الكحوليات، ولكنه على الجانب الآخر يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة على الجلد إذا تمت ملامسته مثل الالتهابات أو الحروق وقد تنكسر بعض الأشواك في جسم الإنسان مما تسبب الألم الشديد أو النزيف الحاد.
هل نجم البحر سام؟
هنا نستنتج أن ذلك الحيوان العجيب يصنف ضمن الحيوانات البحرية المفترسة على الرّغم من سهولة السيطرة عليه واصطياده، ولكن عندما يتمكن من الإنسان فإنه يحدث بعض الإصابات بالغة الخطورة، بل ويصنف أيضًا ضمن الحيوانات السامة ولاسيما بعض الفصائل منه متعددة الأذرع تلك التي تحتوي على كم هائل من النتوءات والأشواك التي تفرز الكثير من المواد السامة التي تؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
نجم البْحر والحسد
لقد أشاع الكثير من الدجالين والمشعوذين في الآونة الأخيرة قدرة نجوم البحر على التخلص من آثار الحسد والمس والسحر من خلال ترك آثار ذلك الحيوان في المنزل أو الهيكل العظمي الخاص به، حيث يُساعد ذلك على طرد الشياطين وجلب الملائكة والتخلص من الطاقات السلبية التي تنتشر في كافة أرجاء المنزل، وبالطبع تلك الإشاعات لا أساس لها من الصحة وأن ما يقوم الدجالين بالترويج عنه مجرد خرافات لكي يتم خداع الضحايا من أجل تحقيق الأماني وجلب الحبيب وفك السحر السفلي أو السحر الأسود.
في النهاية نكون قد قدمنا لكم اليوم مختلف المعلومات المتعلقة بحيوان نجم البحر من حيث التشريح الخارجي والفصيلة التي ينتمي إليها وكيف يتكاثر مع ذكر أشهر أنواعه ومدى خطورته على الإنسان، والعلاقة بينه وبين الحسد أو السحر.
أضف تعليق