لا شك أن موقع تويتر قد استطاع أن يجذب إليه العديد من الأشخاص يومًا بعد يوم، ويصبح بهذا واحدًا من أكثر المواقع زيارةً، وجذبًا للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه استطاع أن يكون بوابةً لعناوين الأحداث الرئيسية التي تحدث في حياتنا اليومية، وأيضًا لا ننكر أن فكرة “الهاش تاج” الذي كان له السبق فيها قد سهلت خطوة معرفة آراء الكثير من الناس حول قضية معينة، أو ربما إشعال الرأي العام أو توجيه نظره اتجاه حدثٍ أو أمرٍ معين، ربما موقع تويتر ليس متقدمًا أو مرنًا كموقع فيسبوك من أكثر من ناحية، ولكنه بلا شك الموقع المفضل لدى الكثير من رودا الإنترنت.
تعرف على قصة نجاح موقع تويتر من البداية إلى الآن
ما هو موقع تويتر ؟
موقع تويتر هو أحد أشهر مواقع الإنترنت التي توفر لمستخدميه إمكانية التدوين المصغر، عن طريق نشر آراءهم أو ما يرغبون في قوله أيًا كان على هيئة “تغريدات” لا تتعدى الـ140 حرف في التغريدة الواحدة، وتصل تلك التغريدات إلى الآخرين ممن يتابعون الشخص عن طريق التحديثات المستمرة على الصفحة الرئيسية، كما أن التواصل مع الأشخاص يكون عن طريق المتابعة، فأنت تصلك تغريدات وكل جديد ممن تتابعهم، وسوف يصلهم منك ما تقوم بتغريده إن كانوا يتابعونك أيضًا، وبإمكانك أن تقوم بالإعجاب بالتغريدة التي تعجبك، أو تقوم بإعادة تغريدها لتكون على صفحتك، كما أن تويتر يحتوي على خاصية إرسال الرسائل للأشخاص، وأكثر ما يميز تويتر هو خاصية “الهاش تاج” –كما ذكرنا- فهي تساعدك على الاطلاع الدائم على أكثر ما يهم الرأي العام هذه الأيام، ويساعدك أيضًا على توجيه نظر الرأي العام اتجاه قضيةٍ معينة إذا أردت ذلك، فبإمكانك معرفة التغريدات أو التويتات التي تضم نفس “الهاش تاج” الذي تضعه ومعرفة ما يجول في أذهان الناس، و موقع تويتر يعد جاذبًا أول للشركات في مجال الإعلام والإنترنت، ورغم أنه يضم العديد من الأشخاص ذوي الاهتمامات المختلفة إلا أنه لا يعد موقعًا ترفيهيًا في المقام الأول، رغم أن الكثيرين قد وجدوه وسيلة استرخاءٍ وترفيه حقيقية على طريقتهم الخاصة، فكما أن العديد من الأشخاص على فيسبوك يرغبون في الحصول على الكثير من الإعجابات، والشير وما إلى ذلك، كذلك يرغب العديد من الأشخاص على تويتر في الحصول على المتابعين وما إلى ذلك، حسنًا ففي كل مكانٍ ستجد من يخرج عن الغاية الحقيقية للشيء، ويستمتع على طريقته الخاصة.
كيف بدأ موقع تويتر ؟
كانت بداية ظهور تويتر في عام 2006م، حيث بدأ كمشروع بحثي لشركة “أوديو” في مدينة “سان فرانسيسكو” في أمريكا، وهي شركة متخصصة في مجال التدوين الصوتي، ثم أطلق الموقع رسميًا بشكلٍ عام في نهاية هذا العام، وكانت هذه الفكرة عن طريق ثلاثي ساعد على ظهورها، فساعد في ظهورها، اتحاد أفكارهم، واختلاف مجالاتهم، والثلاثي هم: “إيفان ويليامز” صاحب شركة “بلوجر” الشهيرة للتدوين المجاني، و”جاك دروسي” عبقري البرمجة، وأخيرًا “بيز ستون”، وعندما اجتمع الثلاثي قاموا بإنشاء شركة “أوديو” والتي قادتهم لإنشاء شركة أخرى كانت حجر الأساس لإنشاء موقع تويتر ، وهي شركة “أوبيفياس كروب”، وقد ظهر تويتر –كما ذكرنا- كمشروع تطوير بحثي، وبدأ في الانتشار في عام 2007م، حيث بدأ في تقديم فكرة التدوين المصغر، عن طريق نشر تدوينات صغيرة، وفي أبريل من هذا العام قامت الشركة بفصل هذا المشروع لتكوين شركة خاصة به ليبدأ ” موقع تويتر ” في شهر ديسمبر من عام 2009م، وأول تغريدة في هذا الموقع كانت من قبل مؤسسه “جاك دروسي” في عام 2006م، والذي ساعد على الانتشار الواسع لتويتر ما حدث في أمريكا في سان فرانسيسكو حيث ضرب هذه المدينة زلزال قوي في عام 2006م، واستطاع تويتر أن ينقل الأخبار بسرعة فائقة قبل أن يتناقلها الإعلام الرسمي حينها، مما جعل الناس تؤمن به كموقع فعال في معرفة الأخبار، والتعرف على ما هو جديد من خلاله، وقد توسع تويتر عن طريق أموال المستثمرين حتى وصل عدد الزيارات للموقع في عام 2009م فيما يقرب 55 مليون زيارة شهريًا، كما أن تويتر قد كان له دور كبير في الحملة الدعائية الانتخابية للرئيس السابق “باراك أوباما” في انتخاباته السابقة، ومن ثم فقد حصل تويتر في عامه الثاني على عرض شراءٍ من فيسبوك. قد استطاع تويتر أن يدعم اللغة اليابانية إلى جانب اللغة الإنجليزية في شهر أبريل من عام 2008م، وكان سبب إطلاق اللغة اليابانية هو ازدياد عدد المستخدمين من اليابان حتى استطاعت النسخة اليابانية أن تتفوق فيما بعد على النسخة الإنجليزية من حيث عدد المستخدمين، وأيضًا الإعلانات التي تميزت بها النسخة اليابانية، والتي لا تدعمها النسخة الإنجليزية حتى وقتٍ قريب. ومن ثم فقد تم تدعيمه باللغة العربية فيما بعد وعدة لغاتٍ أخرى.
ما الذي يتميز به موقع تويتر ؟
ربما ينزعج الكثيرون من تويتر، أو يجدون صعوبةً في التعامل معه، فتسمع من يقول “إنه صعب!”، أو ربما “لا أستطيع التعامل معه!” ربما تويتر ليس بالمرونة التي يملكها فيسبوك، أو ربما تويتر موقع محدودٌ أكتر، ولكن هذا لا يعني أن التعامل معه صعبٌ بالفعل، بل هو كأي موقع جديد ربما وجدت فيه بعض الصعوبات لأول مرة، ومن عادة الناس أن تجد كل مجهولٍ صعب قبل التعامل الفعلي معه، أو الملل من أن تقوم بخوض تجربة جديدة، ربما ما يجعل فيسبوك مرنًا أكثر أنه يعمل على أن يكون دائمًا موقعًا شاملًا، ترفيهي، وتجاري، ومكان للعمل، وللتدوين الموسع، وللتواصل، ولكل شيءٍ تقريبًا، ولكن تويتر هو موقع أصغر من فيسبوك فيما يضمه ويحتويه، فربما لم يجد أحدهم ما يهمه في تويتر، فموقع تويتر من البداية قد اقتصر على التدوين المصغر، والرسائل القصيرة للتواصل البسيط، ومعرفة ما يدور في العالم من أخبار وعناوين رئيسية، كما أن تويتر يضم العديد من المختصين، والمحترفين مما يجعله احترافيٌ أكثر، لذا فهو المكان الأنسب لعرض أعمالك، خاصةً الكتابية والإبداعية، فستجد العديد من المهتمين بهذا الأمر بسهولة، خاصةً لوجود خاصية “الهاش تاج” المفعلة في تويتر أكثر من غيره، ولأن الهدف الرئيسي من الموقع هو معرفة ما يدور في بالك فهذا الأمر يجعلك تتابع أخبار من تريد بسهولة إن كان على تواصلٍ دائمٍ بتويتر بالطبع، كما أن تويتر ربما لا تجد عليه الكثير من معارفك مما يجعلك تمل من تواجدك وحيدًا هناك، ولكن من المضحك أني أفضل تويتر لأني أجد فيه الهدوء لنشر ما يدور في رأسي من أفكار دون الحاجة إلى تعليقاتٍ سخيفة من أحدهم، كما أن سياسة الخصوصية في تويتر ليست أيضًا مرنة كثيرًا مثل فيسبوك، فأنت ما إن تخصص تغريداتك لمتابعيك فقط فإن تغريداتك لن يمكن لأحدٍ من متابعيك أنفسهم إعادة تغريدها مرة أخرى بل يقتصر الأمر على الإعجاب بها، فموقع تويتر يختلف عن موقع فيسبوك في أن أصدقائك أو من تسمح لهم الخصوصية برؤية منشورٍ ما بإمكانهم إعادة نشره، ولكنه يظل محتفظًا بالخصوصية، فلا يراه سوى من تسمح لهم أنت بذلك، ربما من الصعوبة أن يتم تحديد ما يدور في رأسك فقط في 140 حرف مما يجعلك ربما تكمل ما تريد قوله في تغريدةٍ أخرى، هذا أمرٌ مزعج في كثير من الأحيان، ولكني أجده أمرًا ممتعًا أن تحاول جاهدًا إيصال ما تريد قوله كاملًا بإيجاز بعيدًا عن الكثير من الثرثرة التي ربما تجعل القارئ يمل، كما أن تويتر ليس مكانًا للتدوين الكبير لذا فلا أجده عيبًا حقًا، فهذا ما يميزه بالفعل. من الجميل أن نجد أن هذا الأمر له علاقة بصوت العصفور الذي يحمله شعار تويتر، فما تكتبه ليس إلا تغريدات، والتغريدات هي صغيرة متناغمة وقصيرة، هذا أمر بديع!
ما قصة عصفور موقع تويتر ؟
كان هذا العصفور يميز شعار تويتر منذ العام الأول له، وتم اختياره من قبل مؤسسه “جاك دروسي”، وهو عصفور أزرق اللون صغير، يقوم بالتغريد ونقل الأخبار، ويغرد معه العديد من الناس حول العالم، وتم التصريح فيما بعد أن يحمل اسم “العصفور لاري” ولكن لم يكن سبب هذا الاسم إلا محض تخمينات، فمنهم من يقول أنه ربما يحمل اسم لاعب كرة السلة الشهير “لاري بيرد” ومنهم من يقول قد تم التصريح عن اسمه من قبل أحد العاملين في تويتر في أحد المؤتمرات ولكن أحدًا لم ينتبه إلى ذلك، ورمز العصفور في موقع تويتر يعود إلى طائر مهاجر أزرق اللون، ويوجد على جانبي رأسه ياقة من الريش الأسود، ويبلغ طوله الإجمالي بالإضافة إلى الذيل حوالي 16سم، ويعيش في الصين، وروسيا، واليابان وكوريا، ويهاجر في الشتاء إلى جنوب شرق آسيا، خاصةً فيتنام، وكمبوديا، وسومطرة، وتايلاند.. ومن الجميل أن تكون فكرة تويتر منسجمة مع العصفور الذي يحمله شعاره في البداية.
بين موقع فيسبوك، وموقع تويتر
من العجيب أن موقع كبير كموقع فيسبوك عندما يقوم بطلب عرضٍ لشراء تويتر مما يعني أنه قد رأى في تويتر شيئًا مميزًا جدًا، أو أن تويتر قد استطاع أن يحقق إنجازًا عظيمًا في سنواتٍ قليلة، وفي كلا الحالتين فهذا إطراء يلمس تويتر، وألاحظ كثيرًا ما يقوم به الموقعان من تبادل الأفكار، أو تقليدها، فمثلًا تويتر لم يكن يحظى بزر “الإعجاب”، ولكن بدلًا منه كان يحظى بزر “التفضيل” الذي قام بتغييره مؤخرًا إلى “إعجاب” مثل فيسبوك، وأيضًا لم يكن في تويتر فكرة اقتباس التغريدات من قبل، بمعنى أن يقول المغرد رأيه على التغريدة التي يقوم بإعادة نشرها على ملفه الشخصي، وقد اقتبس ذلك الأمر أيضًا من فيسبوك، والذي يسمح بكتابة تعليقك على ما تقوم بمشاركته، وقد استطاع تويتر أن يجعل فيسبوك ينجذب إلى فكرة صورة الغلاف التي كانت توجد في خلفية تويتر قديمًا، وعندما قام تويتر بتغيير شكل الملف الشخصي الجديد جعله أشبه بشكل فيسبوك، وأيضًا فيسبوك قد استطاع أن يُفعِّل أكثر شيءٍ يتميز به موقع تويتر عن غيره وهو فكرة “الهاش تاج”، الذي قام بتفعيلها مؤخرًا، رغم أنها لا زالت تحظى بشعبيةٍ عملاقة على موقع تويتر، كأنك تقول “أعطِ العيش لخبازه”!
ربما لا يجذب تويتر العديد من الناس، ولكن من تعامل معه فعليًا سيجده مكانًا هادئا، ومفيدًا جدًا، وليس صعبًا إن أردت التعامل معه، فقط عليك أن تختار من تتابعهم بطريقة صحيحة، وحينها ستقوم بالاستفادة من قضاء وقتك عليه، دون إضاعته في قراءة ما لا يفيد، أو متابعة من لا يملكون شيئًا مفيدًا ليقولونه.
أضف تعليق