تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » مهارة العرض : كيف تنمي مهارات العرض التي تمتلكها ؟

مهارة العرض : كيف تنمي مهارات العرض التي تمتلكها ؟

مهارة العرض هي مهارة ضرورية لكل من يتعامل مع غيره، ويحتاج إلى أن يعرض المعلومات التي يمتلكها عليهم، في السطور المقبلة نتعرف على طرق تنمية مهارة العرض .

مهارة العرض

هل تعتقد أنك لا تحتاج إلى مهارة العرض التي تمتلكها؟ في الحقيقة أنت مخطئ تمامًا. فلدى كل منا مخزن معلوماتي ضخم في عقله يقوم بحفظ كل ما يتسلمه من معلومات بشكل منظم ومنسق وتتلازم قدرة العقل في التخزين مع رغبته في الإخراج، حيث يتمتع المخ برغبة قوية في مشاركة ما يعرفه من معلومات وما قد خزنه من بيانات مع الآخرين، وتخرج تلك الرغبة في هيئة عرض لتلك المعلومات وقد يكون ذلك العرض على هيئة حديث أو كتابة أو عرض تقديمي مستخدماً فيه وسائل مساعدة من التكنولوجيا الحديثة مثل عرض البيانات والفيديوهات واستخدام الحاسب الآلي، وفي تلك الحالة يطلق على ذلك النوع من العروض “عرض تقديمي” وتصبح مهارة العرض أمر مميز يحتاج إلى الخبرة والمعلومات والتدريب المكثف جداً، و مهارة العرض أمر مميز وهام ولذلك يطلق عليها كلمة مهارة نظراً لما تطلبه من تدريب وخبرة لكي يتمكن الشخص من إجادتها وأيضاً بسبب كون مهارة العرض أمر إن أدركه المرء سوف يوحي بمدى براعته في عمله وسوف يوصل رسالة لمن أمامه أن ذلك الشخص يتمتع بالمهارة وجدير بالثقة، ولذلك فإن إتقان مهارة العرض أصبح أمراً ضرورياً وعنصراً هاماً في أي خلطة نجاح يعمل عليها الفرد اليوم.

تعرف على طرق تنمية مهارة العرض

ما هي مهارة العرض ؟

القدرة على تقديم المعلومات التي تعرفها بشكل واضح وفعال هو المهارة التي تعتبر المفتاح الرئيسي الذي يمكنك من إيصال رسالتك وجعلها تعبر بين فردين أو أكثر بشكل سهل ومع ذلك واضح وقوي، واليوم مهارة العرض أصبحت أمراً مطلوباً وضرورياً في جميع المجالات تقريباً مثل مجالات التعليم والطب والهندسة والسياسة بالطبع، سواءً كنت طالباً أو مديراً أو شخصاً تنفيذياً، وسواءً كنت ترغب في بدء العمل الخاص بك أو أن تقدم على منصب منتخب هام أو حتى كنت تدرس في جامعة ما، في كل تلك المهام المختلفة سوف تجد أمراً ما مشتركاً بينهم جميعاً ألا وهو أهمية أن تمتلك مهارة العرض بشكل جيد وفعال، حيث أنه غالباً ما سوف يطلب منك أن تقوم بعمل عرض تقديمي مناسب للموقف الذي تمر به وكذلك للمجال الذي تتوجه باهتمامك إليه، ولكن ما هي مهارة العرض ؟ ولماذا تعد أمراً هاماً ومطلوباً في العصر الحالي من أجل البراعة في أي مجال؟، مهارة العرض تعتبر إحدى وسائل التواصل التي تتميز بصفات خاصة جداً وبالتالي يمكن تبنيها في العديد من المواقف التي تطلب القدرة على التحدث بشكل عام أو إيصال معلومة ما، مثل التحدث مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، تقديم عرض في اجتماع عمل أو مناقشة بحث علمي متطور في الجامعة أو المدرسة، ومن أكثر الأشياء التي تميز مهارة العرض كونها إحدى الفروع المؤثرة للمهارة الأم ألا وهي مهارة التواصل، هو كون مهارة العرض تطلب فرداً مسيطراً على الحديث بشكل تام ويكون ذلك الفرد هو الشخص الذي يقوم بالعرض بينما الطرف الآخر يكون مجموعة من الأشخاص الذين تصبح مشاركاتهم محدودة ومدارة بواسطة رغبة ذلك الفرد الذي يقوم بالعرض، وكلما تمتع ذلك الفرد بإتقان مهارة العرض بشكل أكبر كلما كان مسيطراً بشكل أكبر على الحديث بدون أن يجعل الطرف الآخر يشعر بذلك.

عناصر مهارة العرض

حينما يتمكن الفرد من إتقان مهارة العرض بشكل عملي واحترافي يجد أنها تنقسم لمنظورين، المنظور الأول خاص بعنصرين متلازمين مع الشخص ألا وهما مهارة العرض والمهارات الفردية الخاصة والتي تختلف من شخص إلى آخر، أما المنظور الثاني فهو يعتمد علي عنصري التواصل الذين يقوم عليهما العرض كله، ألا وهما العارض وهو الشخص الذي يقوم بتقديم العرض ومن ثم يصبح هو المتحكم السائد في ذلك الحوار، وهناك الطرف الآخر الذي قد يكون شخص مهم جداً أو تكون مجموعة من الأفراد متبايني الأهمية تبعاً للموقف نفسه وللمجال وكذلك سن العارض.

المنظور الأول

المنظور الأول يقوم على المهارات التي يمتلكها الفرد ولذلك يختلف ويتدرج ذلك المنظور من شخص إلى آخر تبعاً لخبراته وللمواقف التي مر بها ليكتسب منها تلك المهارات، وبالتالي فإننا نجد أن الحكم على مهارة العرض وكذلك جودة العرض التقديمي بناءً على ذلك المنظور تختلف بين الأشخاص باختلاف مهاراتهم وقدراتهم، وتلك المهارات تطلب التحضير الجيد للمحتوى، وثم في الخطوة الثانية يأتي عرض المحتوى بشكل جذاب وفعال يمكن الفرد من إيصال المعلومة وبالتالي تطلب تلك الخطوة إتقان الفرد مهارة العرض، أما الخطوة الثالثة هي التدرب على التواصل بشتى أشكاله سواء كان تواصل صوتي يتطلب التدرب على إتقان مخارج الحروف وعلى التمكن من إتقان مهارة التدرج والتغيير في نبرة الصوت، أو كان تواصلاً غير صوتي مثل إتقان لغة الجسد والإشارات والعلامات الفعالة التي يستخدمها الفرد لكي يؤكد ويقوي وجهة نظره، وأيضاً لكي يجعل معلوماته تعبر لعقل الفرد أو المجموعة التي تستمع إليه وتبقى فيها لأطول فترة ممكنة.

أما التحضير فهو من الأمور الرئيسية لكي يتقن الفرد مهارة العرض في وقت قصير، حيث أن العديد من الناس تشعر بالخوف والرعب قبل عمل أي عرض تقديمي وذلك ما يجعلهم يقترفون العديد من الأخطاء، وبالتالي نجد أنه إذ ما تمكن الفرد من المعلومة بشكل جيد قل خوفه تماماً.

المنظور الثاني

أما المنظور الثاني فإننا نستطيع إدراكه متى ما نظرنا للأمر من زاوية التواصل الفعال وإقامة حلقة واتصال بشكل ما بين جميع أطراف التواصل، حيث أن مهارة العرض تعتمد بشكل كبير على معرفة الفرد بمهارة التواصل وعلى قدرته بناء ارتباط قوي بينه كشخص يعرض العرض التقديمي وبين المجموعة التي تستمع إليه، وبالتالي نجد أنه من هذا المنظور هناك عنصرين هما بطلي العرض وهما العارض والمتفرجون أو المستمعون، العارض هو الشخص الذي يتوجب عليه إتقان مهارة العرض ودراستها بشكل جيد، لأنه هو الذي يقوم بتقديم العرض وتقع في مسئوليته القدرة على إدارة التواصل والارتباط الذي يجري بينه وبين الآخرين وقد يتطلب ذلك سيطرته بشكل قوي وواضح على الحوار خاصة وإن أراد التحكم في التفاعل الذي يتلقاه سواءً كان ذلك التحكم في معناه الإيجابي أي زيادة التفاعل أو في معناه السلبي ألا وهو الحد من ذلك التفاعل والأسئلة بشكل ما، أما الطرف الآخر هنا يتبنى في أغلب الأحيان مهمة واحدة ألا وهي أن يتسلم رسالة العارض بشكل واضح، ولكن ذلك التسلم للرسالة أو طريقة إدراكهم وتعاملهم مع الرسالة التي يرغب العارض في توصيلها تتأثر بعدة عناصر ترتبط في مجملها بالمستمع مثل خبرة المستمع، وحسه الشعوري بأهمية تلك المعلومات التي تتضمنها الرسالة وكذلك الكم المعرفي يتمتع به المستمع.

ما هي عناصر إيصال المعلومة من خلال مهارة العرض ؟

مهارة العرض تعتمد على وجود عارض و مستمعون ورسالة ما تحمل معلومات أو فكرة ما يرغب العارض في أن يوصلها للمستمعين بشكل واضح وفعال، وبالتالي فهناك دائماً رسالة أو عدة رسائل يقوم عليها العرض ويكون الغرض الأهم هو إيصالها بين طرفي الحوار، وتلك الرسالة لا يتم إيصالها فقط من خلال التحدث بعدة كلمات، حيث أن للكلمات وقع قوي ولكن ذلك الوقع يمكن زيادته وتقويته ودعمه ثن خلال عدة تقنيات أخرى مثل الإشارات، والتغيير في نبرة الصوت، ولغة الجسد، والتواصل البصري من خلال النظرات الثاقبة ذات المعنى، ولغة الجسد، وأيضاً العوامل البصرية المساعدة مثل استخدام الصور والبيانات والفيديوهات كعوامل مساعدة تؤكد على المعلومة وتضمن توصيلها بشكل واضح، ولكن تلك الرسالة سوف تتأثر أيضاً ببعض العناصر التي ترتبط بالحضور، مثل توقعاتهم وآمالهم عن كم ونوعية المعلومات التي سوف يخرجون بها من ذلك العرض، وكمثال إن طلب منك أن تقدم عرض حول موضوع ما ثم قمت أنت بعرض موضوع آخر، وحتى وإن قمت بإتقان مهارة العرض وقدمت عرضاً تتوافر به كل شروط النجاح الباهر سوف يتم الحكم على عرضك بالفشل لأنه لم يقابل توقعات الحضور.

التفاعل حول الرسالة والوسيلة التي توصلها بها

تفاعل الحضور مع العرض التقديمي الذي تقوم بتقديمه أمر هام يحدد مدى نجاح العرض نفسه ومدى إتقان الفرد مهارة العرض، وذلك التفاعل يعتمد على قدرتك كمقدم لذلك العرض إيصال رسالتك بشكل فعال وعلى إذ ما قابلت رسالتك تلك توقعاتهم كحضور، وكذلك على قدرتك على بناء ارتباط وتواصل بينك وبين الحضور، حيث أن تلك العناصر تزيد من اهتمام الحضور بك وبالعرض التقديمي مما يحفزهم على بدء التفاعل معك ومع رسالتك، وحيث أنك كعارض لا تستطيع التحكم في توقعات الآخرين يجب عليك أن تعمل على أن تعرف ما تم إخبارهم إياه حولك وحول عرضك التقديمي بواسطة المنظمين أو بواسطة الشخص الذي سوف يقدمك، وبالتالي معرفة ما يتوقعون سماعه وحينها سوف تتمكن من الوثوق بأن ما تقدمه سوف يقابل تطلعاتهم.

كيف ستقوم بإيصال رسالتك تلك؟!، سؤال هام يجب إن تقوم بطرحه على نفسك ثم العمل على معرفة إجابته و بالشكل التقليدي غالباً ما يتم توصيل العروض التقديمية بشكل مباشر إلى الحضور ولكن في بعض المناسبات الكبرى والمؤتمرات الدولية قد يختلف الوضع قليلاً نظراً لأهمية العارض أو وجوده في دولة أخرى وبالتالي يتم اللجوء للحلول التكنولوجية الحديثة مثل العروض التسجيلية، والبث المباشر بمساعدة شبكة الإنترنت، ويجب أيضاً أن تدرك أنه في حالة نشرك لعرضك علي شبكة الأنترنت سوف يتمكن الناس من الولوج إليها ومشاهدتها عدة مرات والتمعن في كل تفاصيلها ولذلك يفضل أن تقلل من مصادرك المعاصرة.

أساسيات الموضوع الذي تقوم بعرضه

لكي تقوم بتقديم عرض تقديمي ناجح متقناً فيه كل فنون مهارة العرض يجب أن تحافظ على الاحترافية كصفة ثابتة في جميع خطواتك ولذلك يجب أن تتخذ عدة تدابير لكي تساعد نفسك على تخطي جميع مشاعر القلق والخوف، ومن أهم هذه التدابير بشكل مطلق هو تمكنك من الموضوع والمعلومات التي تقوم بعرضها ومن أجل ذلك هناك عدة أسئلة تستطيع أن تطرحها على نفسك لكي تتأكد من قدرتك على التمكن من تلك المعلومات التي سوف تعرضها، وتلك الأسئلة تضمن معرفتك للتالي:

ما الغرض من الموضوع الذي تقوم بعرضه؟

هل الموضوع عبارة عن معلومات علمية متسلسلة، أو عرض يقوم على إقناع الحضور برسالة ما؟  إلى من تتوجه بعرضك هذا؟، أي ما سن الحضور وما المستوى الثقافي والتعليمي الذي وصلوا إليه؟، حيث أنك سوف تجد أن عرضك موضوعًا ما لدكتور جامعي سوف يختلف عن عرضك لنفس الموضوع أمام طلبة الجامعة وكذلك سوف يختلف أسلوبك وتفكيرك إذا عرضته على طلبة من المرحلة الابتدائية.

ما هي أصعب الأسئلة التي تتوقع سماعها بعد عرضك لموضوعك؟ وبالتالي يجب أن تجهز نفسك للتفاعل مع تطلعات الحضور حول العرض وحول المعلومات أو الرسائل التي تناقشها من خلاله، مما سوف ييسر عليك أمتصاص الصدمة الناتجة عن مواجهة الحضور ونظراتهم للوهلة الأولى وسوف يمنحك ذلك الثقة نظراً لتحضيرك المسبق لكل جوانب الموضوع بشكل سوف يجنبك أي مفاجآت متوقعة.

شبكة المعلومات

تقول الدراسات أن المعلومات تنتقل في شكل شبكة، أي أنها لا تسافر في رحلتها لاتجاه واحد وإنما تنتقل تلك المعلومات في شكل شبكي، وذلك الشكل الشبكي لا يتضمن الإنسان فقط وإنما يتضمن كذلك جميع الكائنات الحية، وتقع أي معلومة بين طرفين أحدهما يكون المرسل والآخر يكون المستلم، وبينما يتمكن الإنسان من لعب الدورين أي أنه يستطيع أن يمثل دور المرسل للمعلومات المختلفة في موقف ما ثم تدور الحلقة ليتخذ مقعد المستلم للمعلومات في موقف آخر، لا تستطيع كل الكائنات لعب الدورين فالحيوانات مثلاً تكون في أغلب الوقت مستلم فقط، والدور الذي يلعبه الفرد حين يقوم بدور المقدم أو العارض في أي عرض تقديمي يكون دور المرسل الذي ينبغي أن يفقه جيداً للشبكة التي تدور فيها المعلومات وأنه قد يكون هناك أكثر من شخص وسط الحضور لديه الخبرة والمعرفة لكي يقوم بدور المرسل أيضاً وهنا يجب أن يعلم أن أعتماده على جودة المعلومات وتحضيره للموضوع وحدهما ليسا كافيين على الإطلاق ولكنه يجب أن يتقن مهارة العرض لكي يتمكن من إقناع الحضور بقدرته على إيصال معلومات جديدة يحتاجون إليها حتى وإن لم تكن كل تلك المعلومات وكل تلك التفاصيل جديدة بشكل تام على جزء منهم.

كيفية إتقان مهارة العرض

حينما تصعد على المنصة لأول مرة وتجد أنظار الكل موجهة نحوك بلا منازع وتفكر في توقعاتهم لما سوف تقوم بعرضه، سوف تتمكن وقتها من الشعور ببعض الأعراض التي تتلازم مع أول خمس دقائق من أي عرض تقديمي سوف تقوم به بعد ذلك في حياتك بأكملها، وتلك الأعراض تتضمن الخفقان السريع لدقات القلب، والتعرق والزغللة أي عدم وضوح الرؤية، وتلك الأعراض هي التي يطلق عليها أعراض التوتر والتي ترتبط بأول لحظات بعد صعود الفرد على المنصة ووقت اختفاءها يعتمد على إتقان الفرد لمهارة العرض بشكل جيد، فكلما أتقن الفرد مهارة العرض ، كلما قلت الفترة التي يشعر فيها بأعراض التوتر، ومن أجل أن تتمكن من إتقان مهارة العرض بشكل احترافي هناك بعض الخطوات التي يلزم عليك إتباعها.

التدريب

بشكل طبيعي سوف تتملكك الرغبة على القيام بعمل عدة بروفات وتدريبات على عرضك التقديمي، ولكن هناك بعض الأفراد الذين يكون لديهم جدول مليء بالأعمال يمنعهم من عمل تلك البروفات بالعدد اللازم لكي يتمكنوا من إتقان مهارة العرض ويجب أن يتنبه أولئك الأفراد إلى ضرورة التدريب إذا أرادوا النجاح في عرضهم التقديمي، وإن كنت من الأفراد الذين يتوترون من التحدث بشكل عام أمام جمع من الأفراد، يجب أن تلتزم بكتابة كل ما ترغب في قوله من خلال عرضك التقديمي في ورقة وتتدرب عليه عدة مرات لكي تتمكن من حفظه مما يجنبك المفاجآت والتوتر الناتج عنها نظراً إلى أن عقلك الباطني سوف يشعرك بالأمان بسبب اطمئنانه لوجود سيناريو محدد يتمكن من إتباعه، من الخطط التي يفضل اتباعها هو أن تقوم بالتدريب في المكان الذي سوف تلقي به عرضك التقديمي لأنه سوف يجعلك تشعر بالألفة والاطمئنان ويمحي عنك التوتر، أيضاً يجب أن تتدرب وتتعود على قول نفس السطر في أكثر من وضعية مثل الجلوس والوقوف وما يماثلهما وتلك الوضعيات تعد من الخدع التمثيلية التي تجعلك احترافي فيما تفعل وتمكنك من الشعور بالراحة والاطمئنان على المنصة وقت العرض.

تدرب أمام المرآة ثم أمام عائلتك وأصدقائك وقم بالتفاعل معهم واستقبال أسئلتهم وتعليقاتهم المختلفة، و قد يفيدك أيضاً أن تسجل لنفسك مقطع ما ثم تعيد الاستماع إليه موجهاً لنفسك سؤالاً هاماً ألا وهو (هل هذا ما أرغب أن أبدو عليه وقت العرض؟).

قم بتحويل الطاقة التي تستهلكها في التوتر إلى حماس

قبل القيام بأي عرض تقديمي يقوم الفرد باستهلاك الكثير من طاقته في القلق والتوتر مما ينهكه عصبياً وجسدياً وبالتالي فإن أراد شخص ما إتقان مهارة العرض بشكل ملائم يجب عليه أن يستغل طاقته بشكل سليم، فبدلاً من إهدار الكثير من الطاقة في القلق والتوتر قم باستثمارها وادخارها لتكون لك دافعاً وقوة حماسية تساعدك القيام بعرضك، وهناك بعض الخدع التي يتبعها البعض مثل سماع الموسيقى الصاخبة والرقص وهناك آخرون يقومون بالتأمل أو ممارسة اليوجا، وهناك من يقوم بعمل التمارين الرياضية التي تساعد الجسم على إفراز المواد المناسبة لكي تجعل العقل يشعر بالحماس وتوفر الطاقة، وقد أظهرت الدراسات أن الحديث الحماسي يستطيع بكل قوة التغلب على الحديث المنسق والمنمق فالبشر جميعاً يبحثون عن الطاقة ويستجيبون لها وبالتالي يجب أن تعمل على أن تكون مصدراً لإشعاع الطاقة من خلال عرضك ويجب أن يظهر ذلك واضحاً في كل ما تفعل بدءاً من استخدامك للوسائل البصرية المساعدة ووصولاً لنبرة صوتك وحركة يديك.

قم بحضور عروض تقديمية أخرى

إن كنت تقوم بعرضك التقديمي هذا وسط مؤتمر أو مسابقة كبرى مع العديد من المشاركين الآخرين يجب عليك أن تحرص على الحضور باكراً لكي تشاهد بعض العروض التقديمية الأخرى وتتعلم منها، واعتماد ذلك التصرف يجعل زملائك من العارضين يشعرون بالاحترام تجاهك ويجعل الناس تقدر التزامك واحترامك لغيرك وعلى الجانب الآخر يعطيك الفرصة لكي تتعايش مع الحضور وتختبر شعورهم وتعرف هل هم جديين للغاية مثلاً أم يفضلون الضحك والانفتاح، أيضاً لكي تتقن مهارة العرض بشكل تام يجب أن تتمتع بسرعة البديهة والقدرة على تمضير الردود والإجابات بشكل سريع، وتتحسن قدرتك على ذلك فقط عندما تقوم بحضور أو مشاهدة العديد من العروض التقديمية لمختلف أنواع الشخصيات وفي شتى المجالات، لأن ذلك سوف يعطي لعقلك مخزون من الخدع والمعلومات التي سوف يستطيع استخدامها واللجوء إليها في وقت العرض التقديمي الخاص بك.

قم بتجهيز البيئة المحيطة بك

إذا أردت أن تنمي من مهارة العرض لديك يجب أن تهيأ لنفسك الفرصة التي تمكنك من ذلك، وبالتالي هناك مجموعة من الأسئلة التي يجب أن تتعود طرحها على نفسك ومن ثم إجابتها قبل كل عرض تقديمي تقوم به، وأحد أهم تلك الأسئلة على الإطلاق هو أين سوف تقدم عرضك هذا؟ وما هي مواصفات ذلك المكان؟ هل سوف تقدمه في قاعة كبيرة تتسع لمئات الأشخاص أم في غرفة صغيرة تتسع لعض منهم فقط؟، هل سوف تعتليها وتتحدث من فوقها أم سوف تتحدث من مكان مساوي لمستوى مجلس الحضور؟، ومن الأفضل لك أن تمضي بعض الوقت بداخل ذلك المكان قبل موعد عرضك وأيضاً يفضل أن تقوم بالتدريب فيه لكي تتعود على نظام الإضاءة والصوت في ذلك المكان، وقم بأخذ الملاحظات التي تمكنك من التعامل مع أي مصدر إزعاج أو تشويش مرتبط بالقاعة ومحتوياتها.

أشعر بالاطمئنان والهدوء

حينما يقوم الفرد بتخيل الكثير من الأمور السلبية ووضع سقف منخفض من التوقعات الإيجابية وسقف مرتفع للتوقعات السلبية يصبح من الصعب عليه أن يتمكن من إتقان مهارة العرض ، بل تصبح العروض التقديمية هي أسوأ كوابيسه وأقوى مخاوفه على الإطلاق ولذلك يجب أن تجهز نفسك بالعديد من الأفكار الإيجابية التي تحارب بها تلك المشاعر والأفكار إن طرأت عليك، وفي الواقع قد أثبتت العديد من الدراسات أن أغلب الحضور في أي عرض تقديمي يطمحون إلى نجاح ذلك الشخص الذي يقوم بالتقديم ويتوجهون إلى مساعدته وتشجيعه عكس ما ترسخ في ذهن البعض من كون الحضور أشخاص يتصيدون الأخطاء فقط، أيضاً قبل قيامك بأي عرض قم بشرب كميات مناسبة ووافرة من المياه لأن لها دور كبير في تهدئة الأعصاب، كما يجب أن تعمل دوما على تنظيم نفسك عند الكلام ولذلك تدرب دائماً على التنفس بشكل صحيح وعميق واجعلها عادة مكتسبة لديك، وأما بعد أن تعتلي المسرح أو حينما تشرع في القيام بعرضك التقديمي أحرص دائماً وعلى مدار العرض على الابتسام فذلك سوف يوحي بالثقة والإيجابية وسوف تعطيك تلك الخطوات أفضلية هامة إذا أردت أن تتقن مهارة العرض ألا وهي أفضلية الاطمئنان والشعور بالهدوء والأريحية عند الحديث أمام عدد كبير من الأفراد.

اعمل على نبرة صوتك

لكي تتعلم مهارة العرض هناك بعض المهارات التي يجب عليك أن تدركها على الهامش مثل تعلم كيفية استخدامك لنبرة صوتك بشكل ملائم للحديث الذي تقوم بإلقائه وأيضاً يجب أن تتعلم ما المناطق التي تستطيع الوقوف فيها لأخذ نفسك ومن ثم تتمكن من العودة لمواصلة الحديث، ومن المتعارف عليه أنه حين يشعر الفرد بالتوتر يميل إلى التحدث بشكل سريع، والإسراع من الحديث بهذا الشكل يدخلك في حلقة من القلق لأنك قريباً ما سوف تفقد القدرة على التنفس بشكل سليم ومن ثم تشعر بالقلق والعصبية وتسرع من أسلوبك في الحديث وتبدأ الدورة مرة أخرى وفي كل مرة يسوء الوضع وتصبح أكثر عصبية، وفي تلك الحالة يجب أن تتوقف قليلاً وتأخذ لحظات من السكون لتعيد ضبط نفسك وتجميع أوراقك، وبالتالي يجب ألا تخشى من التوقف أو الصمت لأنه يستخدم للتأكيد على النقاط الهامة ويبعث برسالة للحضور لكي يشاركوك ويتفاعلوا مع عرضك التقديمي كما يساعدك التوقف أيضاً على الشعور بالهدوء والتخلص من القلق.

لا تفرط في المعلومات

لا أحد ينكر أن الخلطة المثالية لكي يبرز الفرد مهارة العرض لديك وإتقانه لها هو تحضيره لمحتوى مليء بالمعلومات والأخبار المميزة والحديثة ولكن هذا لا يعني أن تقول مثلاً مئة معلومة معقدة في خمس دقائق، يجب أن توازن بين كم المعلومات التي تريد إدراجها في عرضك التقديمي وبين الوقت الذي سوف تستهلكه لعرض تلك المعلومات، ثانياً يجب أن تنتبه ألا يكون ذلك الوقت طويلاً بشكل يدفع الحضور للشعور بالسقم والملل وقد أثبتت التجارب أن نحو الساعتين هو الوقت الأقصى لأن تقوم بعرض تقديمي متواصل، وحيث أن مهارة العرض تعتمد بشكل كبير علكم ونوعية المعلومات التي تقوم بعرضها يجب عليك أن تتخير أكثر المعلومات ارتباطاً بالموضوع الذي قمت باختياره ومن ثم تدرجها في عرضك وبإمكانك دائماً إدراج المعلومات الفرعية في عروض أخرى.

قم باستخدام التكنولوجيا

الحاسب الآلي والبرامج التكنولوجية الحديثة مثل الباور بوينت، والصور والفيديوهات، كلها وسائل بصرية هامة يجب أن تستعين بها بشكل أساسي في أي عرض تقديمي تقوم بتحضيره، لأنه يتوجب عليك أن تدرك أن أعين الحضور دائماً ما تبحث عما هو جديد ومتميز لترتبط به وبالتالي يزيد استيعابهم للموضوع وتقديرهم لمهارتك في عمل العروض التقديمية، وهكذا تتمكن من إتقان مهارة العرض .

مريم علاء

طالبة في كلية الطب، برج الجدي، عضو اتحاد طلاب كلية الطب، أهوى الكتابة والقراءة الأدبية ناشطة وفي مجال العمل المدني، ورئيس مشروع كن مبدعاً بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.

أضف تعليق

ثلاثة − اثنان =