مهارات القيادة لفهمها جيدا لأبد من معرفة ماذا تعني القيادة؟ القيادة تعني أن تملك زمام الأمور ويكون لك تأثير قوي على الآخرين وقدرة على إقناعهم وجعلهم يلتفون حولك، وهي متعددة ومتنوعة وكل منا يمكن أن يقوم بأكثر من نوع، فأنت حينما تقوم بتنظيم فريق عمل وتديره وتضع له خطط العمل وتوجهه وتضع الحلول للمشكلات التي تعترضه فقدرتك على فعل كل هذه الأمور بمهارة تعني أنك قائد، وحينما تطلب من طفلك في المنزل أن يقوم بعمل واجبات معينة وتقوم بتكليفه ببعض الأمور فهذا أيضا يضعك في موضع القائد، ولكن ماذا عن اجتماعات العمل مثلا حين يطلب منك مديرك الحضور إلى مكتبة لمناقشة بعض الأمور فهذا يعني أن مديرك هو القائد وهكذا. والآن هل القيادة فطرية؟ أي نولد بها أم مكتسبة أي يمكن تعلمها؟ وهنا دارات مناقشات عديدة ومنها أنها بها جزء كبير فطري فأنت تجدها لدي الأطفال مثلا وهم لم يتعلموا شيء بعد، وتلاحظ في مرات كثيرة أن طفلا ما دائما يقود مجموعة أو يحاول أن يسيطر على زمام الأمور وخاصة الأطفال الذكور عن الإناث تكون لديهم سلطة القيادة أعلى، وهذا يثبت بأن القيادة بها جزء فطري فعلا، ولكن أيضا هي يمكن تعلمها وتنميتها من خلال مجموعة من القواعد المدروسة وإلا لما أصبحت علم يدرس في العالم وله قواعد وأصول ويتم تدريسها وتعليمها في برامج معينة.
تعرف على مهارات القيادة اللازم تعلمها
صفات القائد
القيادة و مهارات القيادة فن له قواعد وشروط وكذلك القائد يجب أن يتميز بمجموعة من الصفات الضرورية والتي تفرق بينه وبين الشخص العادي ويمكننا على سبيل المثال لا الحصر نذكر منها:
- قوة الإرادة، ينبغي أن يكون القائد ذو إرادة حديدية وأن يكون ذلك ظاهرا جليا لمجموعة العمل حتى يستطيعوا أن يثقوا فيه وفي قدرته على إدارة الأمور ومن ثما الاطمئنان له ولقراراته.
- الشجاعة، وهي من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها القائد فيجب أن يكون دائما في المقدمة وخاصة في المواقف الصعبة فالقائد يضع نفسه في مصلحة الآخرين دائما وهو أول من يضحي ويتقدم.
- الالتزام، بالطبع لا غني عنها أو مناقشة فيها، فأن لم يكن القائد ملتزم لن يصمد طويلا ولن يستطيع السيطرة على أعماله ومن ثما سوف يتخلى عنه فريق العمل فيجب أن يدعو للالتزام ويكون الأكثر التزاما بين أعضاء الفريق.
- القدرة على التشجيع وبث الحماسة، القائد يرأس مجموعة تعمل معه وتحت إدارته وكل مرحلة ما تتسرب روح اليأس لدى بعضهم من الإخفاق في بعض النتائج أو الإحساس بالتعب والإرهاق وهنا يأتي دور القائد ليجدد النشاط ويبث الأمل ويرفع الروح المعنوية لهم.
- الانفراد بالعمل، على القائد أن يدرك جيدا أن لديه فريق يتكون من مجموعة من الأعضاء يجب أن يوزع المهام بينهم بالتساوي بحيث يكون لكل منهم ما يقوم به وينجزه ولا يجب عليه أن ينفرد بمعظم الأعمال على أساس أنه القائد وهو الأصلح وما إلى ذلك.
- الشخص المناسب في المكان المناسب، كما أشرنا سابقا أن القائد هو الذي يوزع القدرات وعليه دراسة أعضاء فريقه جيدا حتى يستطيع وضع كل شخص في المكان الذي يناسبه، ومثال واضح هنا ستيف جوبز في أحد لقاءته قال إنه يكلف الأشخاص الكسالى بالأعمال الشاقة لأنه يعلم جيدا بأنه سوف يبحث عن أسهل الطرق لإنهائها وتفكيره سوف يتوجه مباشرا إلى أقل الطرق إجهادا.
- المشاورة والنقاش، دمج فريقك في النقاش واتخاذ القرارات لا يضعف من كونك قائد بل على العكس يدعم ثقتهم بك ويقوى الصلات والروابط التي تجمعكم، كما أن سماع الآراء المختلفة يصل بنا إلى أفضل الحلول، فربما أحدهما يرى شيء ما مهم ونحن لا نراه.
- التفكير قبل اتخاذ القرارات، على القائد أن يعلم أن مسئولية اتخاذ القرارات تضعه تحت طائل المسئولية عن الجميع فالموضوع ليس ترفا وإنما مسئولية ثقيلة فأن لم يكن قرارك هو الصواب ستتحمل أنت العواقب والخسائر لذا عليك التفكير بعمق قبل اتخاذ أي قرار.
الطبيعة البشرية
الأشخاص بطبيعتهم يميلون إلى الانصياع تحت قائد لهم يتولى أمورهم، وهذا ليس عيبا ولكن هذا القائد يجب أن يكون مؤهلا لهذا العمل لكي يستطيع توجيههم فعلا ويكون على دراية تامه بموضوع مهارات القيادة ولكن علينا أن نفرق أولا بين القائد الذي يعمل أكثر من فريق عمله ويتقدمهم دائما بخطوة، وتجده في الخطر يكون في المقدمة، وبين القائد الذي يجلس ويرتاح ويصدر الأوامر فقط بالعمل. لكل مجموعة هدف ورؤية لتحقيقها والقائد عليه أن يُذكر فريق عمله بهذا دائما من خلال روية تصميمه هو وبذله للجهد دون راحة من أجل أن يحقق ما يريدون، ليس الإنسان فقط هو الذي يبحث دائما عن القائد والعمل في مجموعات ولكن الطبيعة حولك تسير على نفس النظام، فلو رأيت الأسماك والطيور والحيوانات في موسم الهجرة، تجدها تتجمع بشكل معين والجميع مشترك فيه ويقودهم أحد أفراد المجموعة، ولكن لا يسيرون بمفردهم ولا بشكل عشوائي والقائد هنا هو الذي يضمن لهم سير النظام كما هو متفق عليه، وبالتالي نصل إلى الهدف سريعا وبالقليل من العقبات.
مهارات القيادة
مهارات القيادة مهمة جدا من أجل أن تكون تصرفات القائد مدروسة قبلا ومخطط لها جيدا، وبالطبع كل مجموعة عمل هي بمثابة حالة لها ظروف معينة وتحتاج نظام معين ولكن يمكننا إجمالا توضيح بعضها في الآتي:
- الإبداع، يتميز القائد بالإبداع وقدرته على ابتكار أفكار خلاقة، فهو يستمع وينصت باهتمام إلى الجميع ويحلل وينقد الحلول المقدمة ويفندها حتى يصل بالحل الأكثر انسجاما والأكثر إقناعا لفريق العمل أيضا.
- أعرف نفسك أولا، حكمة قالها فيلسوف يوناني قديم، معرفتك لذاتك هي التي ستحقق لك النجاح، لذلك عليك معرفة ذاتك جيدا لتستطيع قياداتها قبل قياداتك للآخرين.
- أنت القدوة، وهذه قاعدة يجب أن تركز عليها طوال الوقت، فلا تأتي بفعل وتنكره على الآخرين، راقب أفعالك وتصرفاتك جيدا حتى لا تفقد ثقتهم بك وتأثيرك فيهم، يجب أن تكون أنت النموذج.
- التخطيط الجيد، ينبغي عليك أن تخطط جيدا وتعرض خططك على فريقك وتوضح لهم الطريق من البداية حتى يطمئنوا وتقوم بتحليل النتائج أولا بأول.
- انسب النجاح لفريقك، لا تتحدث بصيغة أنت، إنجاز المهام لا يتم بشكل فردي وإنما هو عمل متناغم للفريق بأكمله فعليك الاعتراف بهذا طوال الوقت ولا تنسب النجاح لك وحدك.
- احترم الرأي الأخر، مهما كان بسيطا ومهما كنت تراه ليس ذي قيمة لكن عليك حسن الانصات والاستماع جديا وإعطاءه بعض الأهمية.
- اهتم بفريقك اجتماعيا ونفسيا، بمعنى أن يكون جزء من حديثك مع مرور الوقت في أشياء حياتيه لتشعرهم باهتمامك بهم كأشخاص وليس كآلات عمل.
وفي النهاية كن على يقين أنك لا تترأسهم بقدر ما أنت مسئول عنهم، فمهمة القيادة تكليف وليست تشريف كما يظهر للبعض، ففيها من الجهد والتعب والمشقة ما يؤكد ذلك، ولكن على جانب أخر أنا أرى أن الجزء الفطري لموضوع القيادة و مهارات القيادة يكون له الدور الأكبر في نجاح الأمر حيث أن الشخص القائد لا يشعر بمشقة الأمر أكثر من استمتاعه بممارسة نشاط يتفق وطبيعته.