هل تحلمين بالعمل في وظيفة ممرضة ؟ قد تظنين أن الأمر سهل وهو بالفعل كذلك، فأنت قد تتمكنين من العمل في الكثير من المستشفيات من خلال شهادتك الجامعية، إلا أن التميز في مهنة التمريض ليس بالأمر السهل، وأنت تحتاجين إلى الكثير من الخصائص الإيجابية في شخصيتك لتتمكني من التأثير على المرضى بطريقة إيجابية وأن يكون لديك كم كبير من التعاون في التعامل مع بقية العاملين في المستشفى، وفي هذا المقال سنتعرض إلى أهم الأمور التي يجب عليك معرفتها في عملك في وظيفة ممرضة وما هي التعليمات التي يجب عليك اتباعها.
ما يجب عليك معرفته إذا ما أردتِ أن تصبحي ممرضة
احصلي على التعليم المناسب
إذا أردت العمل في وظيفة ممرضة فأنت تحتاجين إلى درجة جامعية في التمريض، إلا أنه في بعض البلدان فإنك لا تحتاجين سوى شهادة الثانوية العامة بالإضافة إلى بعض الدورات التدريبية في التمريض، لكن الأفضل أن تذهبي إلى الجامعة ليكون لديك أكبر كم ممكن من المعلومات حول المهنة وكذلك أن تحاطي بجو أكاديمي تتمكني فيه من الاستفادة من المعلومات الطبية بشكل عام.
ابحثي عن الوظيفة
بحثك عن وظيفة ممرضة لن يكون أمرًا صعبًا بأي شكل، فالمستشفيات كثيرة للغاية، إلا أن الأمر الذي سيفرق هو عملك في مستشفى جيدة، لذا فأنت تحتاجين إلى تقدير مرتفع في درجتك الجامعية مع بعض الدورات التدريبية التي ستطور من قدراتك وتضيف الكثير في سيرتك الذاتية وأن يكون لديك الشغف الكافي وأن ترسلي سيرتك الذاتية إلى أكبر كم من المستشفيات وأن تحتوي على كافة المهارات التي تتميزين فيها وخبراتك، كما أنه من الأفضل أن تعرض سيرتك الذاتية الأحلام التي تريدين تحقيقها في وظيفة ممرضة وما هي الأسباب التي دفعتك إلى العمل في هذه المهنة.
اتبعي التعليمات الخاصة بأية ممرضة
قد تبدو هذه خطوة طبيعية في كافة المهن، إلا أنها مهمة للغاية فيما يتعلق بوظيفة أي ممرضة ، لا تقومي بأي شيء خارج عن التعليمات العامة للمستشفى ولا تخالفي تعليمات الطبيب، والأمر الأكثر الأهمية هو ألا تقومي بسرقة الأدوية من المستشفى، وهذا أمر شائع بين كثير من الممرضات خاصةً الممرضات حديثات التخرج، سيعرضك هذا إلى المسائلة القانونية كما أنه سيكلفك وظيفتك وسيدمر مسيرتك المهنية، كذلك لا تسرقي الأدوية بحسن نية، فقد تشعري بالتعب في بعض الأوقات وتريدي الحصول على قرص من دواء معين، اسألي الطبيب المسئول قبل أن تقومي بفعل كهذا، كما أنه يجب عليك أن تلتزمي بكافة الأمور التي يقولها الطبيب وأن تبتسمي بعد إلقاءه للأوامر وألا تشتكي دومًا، فالطبيب يمر بالكثير من ضغوط العمل يوميًا وهو لا يبحث عن تعبك، بل هو يبحث عن راحة المرضى والتي قد تكون سببًا في تعبك في بعض الأحيان، إلا أن هذه هي وظيفتك ويجب أن تلتزمي بإتمامها بالشكل الصحيح.
اشعري بأهمية وظيفتك
من المهم كذلك أن تشعري بالفخر والرضا تجاه وظيفتك، بالرغم من أنك لست الطبيب الجراح الذي يقوم بإجراء العمليات الجراحية الحرجة، إلا أن دور أي ممرضة هو مهم للغاية في تماثل المرضى للشفاء وبدونه لا يمكن أن يسير النظام الموجود في المستشفى. لا تظني أنك أقل من الطبيب الموجود أو غيره من العاملين في المستشفى، ربما تكون درجة اختصاصك العلمية أقل من الطبيب بكثير إلا أنك تملكين تأثيرًا ساحرًا على المرضى وبدونك لن يتمكن الطبيب من مزاولة عمله.
كوني ممرضة قادرة على الاستماع للمرضى
خذي الوقت الكافي في التحدث إلى المرضى الذين تقومين بالإشراف على راحتهم، كوني على أكبر قدر ممكن من الأخلاق الرفيعة والاحترام واللطافة، تذكري أن الأشخاص الموجودين في المستشفى يمرون بلحظات تعيسة في حياتهم وهم لا يريدون بأي حال من الأحوال البقاء في المستشفى، لذا فوجود ممرضة لطيفة في المستشفى سيجعلهم يشعرون بتحسن كبير، لو أن لديك وقت فراغ في بعض الأيام، عودي إلى المرضى وقومي ببعض المحادثات الصغيرة معهم، سيشعرون وقتها بأنك تهتمين بهم بشكل كبير وسيؤثر ذلك على حالتهم النفسية، ودومًا ضعي في الاعتبار أهمية الأسئلة والمخاوف التي تكون عند المرضى، إذا كان بإمكانك الإجابة فقومي بذلك، وإذا لم تكن لديك الإجابة المؤكدة قومي بسؤال الطبيب المختص، فمن خلال محادثة عادية قد تلتقطين طرف خيط يؤدي إلى حل المشكلة الصحية التي يتعرض لها المريض.
انتبهي إلى لغة الجسد
انتبهي كذلك إلى لغة الجسد، فأنت ممرضة وستواجهين المرضى بشكل يومي خاصةً أصحاب الأمراض الخطيرة الذين يعانون من مشكلة في التحدث وهم في كل الأحوال لا يريدون التحدث لوقت طويل، لذا فهم يعتمدون على الإشارات والإيماءات والتحدث بكلمات بسيطة، يجب أن تكون لديك القدرة على فهم تلك الإشارات غير المباشرة وأن تفهمي أحاسيسهم بشكل سريع دون اضطرارهم إلى التحدث بشكل مفصل، قد يكون هذا الأمر صعبًا في البداية إلا أنه من خلال التمرين المستمر ستحصلين على قدرة كبيرة في قراءة لغة الجسد وهذا أمر أساسي لأي ممرضة ناجحة.
كوني ممرضة صبورة
اعلمي أن الصبر هو أحد المميزات الهامة والأساسية لشخصية أي ممرضة ، فأنت ستتعاملين مع أشخاص مصابين بأمراض حادة تتعلق بعدم قدرتهم على التفكير في الأمور الذهنية المختلفة بالشكل الصحيح، فتعاملك مع شخص مصاب بمرض الألزهايمر سيكون صعبًا للغاية وستحتاجي إلى تكرار الكثير من الكلمات في أوقات مختلفة، كما أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم صعوبة في التحدث، فقد تنتظرين لدقائق كثيرة لتتمكني من سماع جملة أو جملتين، حاولي أن تطوري من قدراتك على التفاهم وسماع الآخرين كذلك مثل اعتمادك على الأشكال والصور لتحديد ما يريده المريض أو لغة الجسد، لكن في الأحوال يجب أن تتحلي بكمية كبيرة من الصبر في كل الأوقات وأن تعطي المريض وقته الكافي في التعبير عما يشعر به.
أمور صغيرة ولكنها هامة لأي ممرضة
يجب أن تكون لدى أي ممرضة القدرة على ضبط المشاعر والأعصاب، فأنت ستواجهين الكثير من الضغوط في يومك في العمل وستواجهين الكثير من الحالات الإنسانية الصعبة، لا تجعلي أي شيء من هذا يؤثر على عملك وفكري دومًا في أنك يجب أن تكوني الطرف المساعد وليس الطرف الذي يحتاج إلى المساعدة، كوني مرنة وفكري في الحلول السريعة المبتكرة، وإن لم تجدي نفسك قادرة على الخروج من الأزمة اسألي الممرضات الأخريات في المستشفى واحصلي على النصيحة المناسبة، اهتمي بالتفاصيل الخاصة بكل المرضى، حتى أنه بإمكانك كتابة بعض التفاصيل التي قد تنسيها، فعند ذكرك لتلك التفاصيل بعدها بأيام أو أسابيع، سيشعر المريض بأنك تهتمين بكافة الأمور الصغيرة الموجودة في حياته وسيجعله هذا يشعر بالراحة النفسية التامة، أظهري الاحترام دومًا لكافة العاملين في المستشفى وللمرضى كذلك مهما كان عمرهم، إلا أنك قد تحتاجي في بعض الأحيان إلى تغيير أسلوبك في التعامل إذا كان المريض طفلاً أو شخص مسن، لكن في الأحوال حاولي أن تكوني لطيفة وأن تكوني متعاونة ومقدمة للحلول في كافة الأوقات.
نختم المقال بذكر أهمية مهنة التمريض وتأثير أي ممرضة شغوفة بعملها، نعم أنت ستتمكنين من التأثير على الحالة النفسية والصحية كذلك على المرضى، فقط أنت تحتاجين إلى التمرين المستمر وأن يكون لديك الشغف والاهتمام بالمهنة وتطبيق الخطوات السابقة.