تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » معرفة الصديق الحقيقي : كيف تتأكد من أن صديقك صديق حقيقي ؟

معرفة الصديق الحقيقي : كيف تتأكد من أن صديقك صديق حقيقي ؟

معرفة الصديق الحقيقي من المزيف واحدة من أصعب الأمور، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثر فيه الأصدقاء المزيفون، نقدم لك دليلاً لمعرفة الصديق الحقيقي.

معرفة الصديق الحقيقي

واحدة من أصعب الأمور على أي شخص هي معرفة الصديق الحقيقي . فالأصدقاء هم النعمة التي وهبها اللي في الحياة، هم الذين يعضدوننا كي نكمل المسيرة ويرافقوننا في المشوار حتى نهايته، ومن الممكن أن يرتبط شخص في علاقة مع شخص آخر وتنتهي هذه العلاقة فيذهب الشخص كأنه لم يكن من قبل موجودًا في حياته بالأساس، رغم أنه كان يأخذ كل الاهتمام والأولوية في كل شيء، بينما يظل الصديق ربما منذ الطفولة، وحتى يحمل أحدهما الآخر إلى مثواه الأخير.

بالطبع هناك أشخاص لا ينبغي أن نطلق عليهم أصدقاء، بل هم مجرد معارف أو علاقات عابرة، بينما الصديق الحقيقي شيءٌ آخر، فهيا بنا نطلع على العلامات التي يمكننا من خلالها معرفة الصديق الحقيقي .

8 طرق من أجل معرفة الصديق الحقيقي بشكل دقيق

لا يفكر في مصلحته وحده، يفكر في مصلحتك أيضًا

من علامات معرفة الصديق الحقيقي أنه لا يؤثر مصلحته على مصلحتك بل أحيانًا تجده، يؤثر مصلحتك أنت على مصلحته وربما يتنازل عن شيء يريده من أجلك والصديق الحقيقي تجده عضدك في الأشياء الهامة وغير الهامة ولا تجده يسفه أبدًا من رغباتك أو قراراتك، دائمًا متجاوب معك.

لذلك من علامات معرفة الصديق الحقيقي هو عدم تفضيله نفسه عليك، بعكس الصديق المزيف الذي يراك وسيلة لتحقيق رغباته ويرى إمكانياتك أو مهاراتك أو ممتلكاتك هي أدوات لتحقيق سعادته من خلال صداقتكما المزيفة، لذلك عليك الحذر من هذه الشخصيات.

النقود آخر شيء تفكران فيه

معرفة الصديق الحقيقي تكمن في ذوبان الفروق المالية بينكما، لا يوجد شيء اسمه لقد قمت بدفع كذا وستقوم أنت بدفع كذا، من معه ينفق، وقد يتحمل الصديق صديقه لفترة طويلة إن كان يمر بأزمة مالية أو يفتقر للدخل الذي يمكنه من الإنفاق بسخاء، لذلك يحدثان كليهما التوازن بأن يتحمل الشخص الموسر نفقات صديقه وسيتحمله صديقه أيضًا عند أول أزمة مالية ولا ريب أنه يعرف هذا جيدًا، وبالطبع لن يكون هناك أحقاد بخصوص النقود أو دفعها مهما بلغت ولو كانت آخر نقود في جيبك ودفعتها لصديقك فسيكون ذلك عن طيبٍ خاطر، فستضحي بكل ما تملك من أجل أن ترى هذا الصديق راضيًا، لأنه أيضًا لو كان في نفس الموقف لن يتردد في دفع آخر نقود في جيبه لك دون أي ضغط، بل سيعتبر معارضتك لذلك تقليلاً من حجم صداقتكما. لذلك يعد ذوبان الفروق المالية بين الصديقين إحدى أهم علامات معرفة الصديق الحقيقي، وبيان الصديق المزيف.

يدافع عنك في غيابك

إحدى الإشارات التي تدل على أن صديقك هذا حقيقي أم مزيف هو أنه يحفظ غيبتك، ولا يسمح لأحد أن يأتي بسيرتك بسوء أمامه، لذلك من علامات معرفة الصديق الحقيقي أنه لا يتحمل أن يأتي أحد ويقول عنك كلام تكره أنت أن تسمعه بل يسعى دائمًا لأن يرد غيبتك ولا يسمح لأحد بتجريحك أو أهانتك أو يذكر فيك ما تكره بل ينبري للدفاع عنك دومًا ولا يترك هذا الشخص الآخر يتحدث عنك بالحديث السيئ ويتجاوب معه أو تجده يسكت عنه ولا يحاول إسكاته أو الدفاع عنك. هذه علامة من علامات معرفة الصديق الحقيقي وإحدى الإشارات التي تشير إلى معرفة الصديق الحقيقي لا المزيف، وبالتالي إن وجدت صديقًا مثل هذا فاعرف أنه صديقًا حقيقيًا ولا تحاول أن تخسره حتى نهاية العمر.

يسعى لتجربة الأشياء الجديدة معك حتى وإن كانت خطرة

من علامات معرفة الصديق الحقيقي أنك عندما تصارحه بأنك تود أن تجرب شيئًا جديدًا يقوم على الفور بمشاركتك في هذا الشيء حتى وإن كان غير آمنًا أو ينطوي على خطورة، بل يسعى لتجربته معك ربما دون تفكير، وحتى إن خاف إن يجربه فهو لا يتحول إلى واعظ أو مرشد يقوم بنصحك باستمرار أن تقلع عن هذا الشيء الذي تود تجربته أو غير ذلك وهذه هي قيمة الصديق الحقيقي، وهذه هي الصفة التي تجعل صديقك أقرب إليك من والديك وأشقائك وحبيبتك وزوجتك، الصديق لا يقيم محاكمة لصديقه ولا يقدم له الموعظة أو الحكمة، الصديق دائمًا على نفس الخط مع الصديق، ليس له أي مصلحة شخصية، بغض النظر عما قد يؤدي إليه الشيء الذي تود أن تمارسه، فإن عدم تحول الصديق إلى واعظ أو وصي عليك يجعله دائمًا أقرب، ويجعلك تقول للصديق ما لم يمكن أن تقوله أبدًا لأي شخصٍ آخر، الإنسان دائمًا يخاف من التأنيب، وهو طول الوقت يتلقى التأنيب من والده ووالدته وأشقاءه الكبار وزوجته، وعندما يشيخ يتلقى التأنيب من أبنائه، إلا أن الصديق هو الوحيد الذي على مدى حياته كلها لا يقوم بتأنيب صديقه ولا يلقي اللوم عليه ولا يعاتبه ولا ينتقده على أي أساس ولا يدعي عليه الفضيلة أو الأخلاق، لذلك يظل الصديق هو الأقرب من بين كل الأشخاص الآخرين وصفاتهم. لذلك من علامات الصديق الحقيقي مشاركة صديقه حتى في الأشياء الخطرة وغير الآمنة، وعدم قيامه بدور الناصح والواعظ وصديقه والوقوف منه في موقف الناصح.

يفرحون لأنك حققت شيئًا في حياتك ويسعون لإخراجك من حزنك بوسائل مادية ملموسة

يعتبر الصديق الحقيقي أي إنجاز لك هو إنجاز شخصي له أيضًا ولا يجد الصديق الحقيقي حرجًا في نفسه من التفاخر بإنجازات صديقه، ذلك وأن الصديق المزيف يغار من إنجازات الآخرين ويريد أن يكون أفضل من صديقه دائمًا بينما يفرح الصديق الحقيقي لفرحة صديقه ويشاركه هذه الفرحة، من خلال هذه السمة تستطيع معرفة الصديق الحقيقي من المزيف وتستطيع إدراك هل هذا الصديق هو صديق حقيقي أم مزيف.

على الجانب الآخر يجد الصديق الحقيقي في حزن صديقه حزنه هو، وفي محنته محنة له أيضًا لذلك يبادر بإخراج صديقه من حزنه ومحنته كأنما يسعى لإخراج نفسه من الحزن والمزاج السيئ وحالة الاكتئاب التي يعاني منها، ولا يكتفي بالتهوين على صديقه أو التخفيف عنه كما يفعل الغرباء بل يسعى لما هو أكثر من ذلك بأن يصطحب صديقه في نزهة أو يدعوه للغداء في مطعم يحبه أو يأخذه ليسهرا سويًا في مكانٍ مألوف لهما ولا يهدأ حتى يتجاوز صديقه الخروج من هوة الأحزان التي سقط فيها، لذلك من خلال هذا الأمر تحديدًا تستطيع معرفة الصديق الحقيقي الذي يقف في جانبك في السعادة والحزن، وفي الفرح والمحنة ولا يدخر جهدًا كي يقدم لك يد العون والمساعدة سواء للخروج للتقدم والإنجاز أكثر وأكثر والارتقاء في حياتك وفي مجال عملك أو دراستك أو في أي مرحلة من مراحل حياتك عمومًا، أو في حالة الحزن والاكتئاب بأن يدعمك ويقف بجوارك ويحاول بشتى الوسائل الممكنة تخفيف المحنة عنك حتى تستطيع تجاوز هذه المحنة بسلام وأمان.

يحتفظون بأسرارك

معرفة الصديق الحقيقي تظهر في وقتٍ كهذا، فكما قلنا سابقًا فإن الصديق الحقيقي هو خزانة أسرار صديقه، وربما لا يقول الصديق بعض الأشياء لزوجته ويقوله لصديقه، وقد يحكي لصديقه من المشاكل التي يواجهها في الحياة أو من المواقف الصعبة ما لا قد يحكيه لأي أحدٍ آخر لأن الصديق الحقيقي سيقدم حلولاً وسيبادر بالمساعدة بشتى السبل والوسائل ولن يقوم بالتذمر وإلقاء اللوم على صديقه أو تأنيبه وعتابه على ما قام بفعله وأوقعه في هذه المشكلة، بل على العكس سيسعى لأن يخفف الهم عن صديقه وعن شعوره بالمسئولية على وقوع هذه المشكلة وجلد ذاته عما ارتكبه وتسبب في إحداث هذه الأزمة ويقوم دائمًا بالتفكير بهدوء ومحاولة إيجاد حلول للمشكلة، لذلك يجد الإنسان في صديقه الحقيقي ملاذًا وملجأ ويشعر بالأمان طالما هو موجود في العالم مما يعني أن هناك سندًا دائمًا له يستطيع الاستناد عليه عند وقوع الأزمات، وبالتالي وبما إن هذا الصديق يعرف أسرار صديقه بأكمله فإن من علامات معرفة الصديق الحقيقي أن لا يقوم بإفشاء الأسرار أبدًا لأي شخص وتحت أي ظرف، وحتى وإن حدثت بينهما مشاكل يومًا ما فإنه لن يستخدم هذه الأسرار كوسيلة للضغط على صديقه بل سيظل يحتفظ بها دائمًا دون أي نية لديه لإفشائها، محافظًا على الوفاء لصديقه حتى في الأوقات التي تكون العلاقة بينهما مقطوعة.

يقفون بجوارك دائمًا

من علامات معرفة الصديق الحقيقي في مناسبة سعيدة كحفل زفاف مثلاً أو في مناسبة حزينة كحالة وفاة تجد هذا الصديق أول شخص يهرع إليك للوقوف بجوارك ولن يتركك أبدًا حتى وإن طلبت منه أن يذهب ويرتاح، في وقت المرض والشدة على سبيل المثال ستجده يقف بجوارك دائمًا ولا يتركك حتى يطمئن عليك، في وقت الفرح مثل مناقشة ماجستير أو دكتوراه، ستجده أول الحاضرين، في وقت تكريم ما أو فوز بجائزة ما أو تقديمك لمسابقة ما، ستجده أول المهنئين وأول المادين أيديهم بالعون والمساعدة، عند انتقالك من سكن لآخر، ستجده أول شخص يأتي لينقل الأثاث والمتعلقات التي تخصك معك، وفي وقت السفر ستجد عيونه تذرف دموعًا غزيرة لفراقك وربما لن يتحمل لحظات الوداع هذه، وستجده ينهار غير مستوعب أنك ستغيب عنه لفترة طويلة. وفي أي وقت وفي أي مناسبة ستجد هذا الصديق يعضدك ويدعمك دائمًا حتى وإن لم يفعل شيئًا فإن وجوده بجوارك سيعطيك شعورًا مثاليًا بالأمان.

لذلك من علامات معرفة الصديق الحقيقي هو أن تجده بجوارك حتى دون أن تطلبه، وتستطيع الاتصال به عند وقوع أزمة ولو حتى بعد منتصف الليل كي يأتيك بالنجدة، لن تجده يتذمر أو يبدي ضيقًا بل ربما يغضب لأنك لم تبادر بالاتصال به، وهكذا هم الأصدقاء الحقيقيون، بدون أي غرض أو غاية ولكن فقط بدافع رابطة الصداقة القوية بينكما تجده دائمًا بجوارك يقدم لك يد العون والمساعدة، أو الدعم والتعضيد في مناسبات الفرح، أو المواساة في أوقات الحزن.

يتحدث عنك بكل خير

من علامات معرفة الصديق الحقيقي أنك تجده يتحدث عنك بالخير في كل مناسبة وفي كل مرة تأتي سيرتك فيها، وربما يثير فضول الآخرين لمعرفتك من حديثه عنك بالخير وفي تعديد صفاتك الطيبة والتغاضي عن العيوب التي قد لا يراها أو يعتاد عليها ويتأقلم معها بشكل يدهشك أنت شخصيًا، وهناك من يقول لك أنه قد أحبك من كلام صديقك الذي يتحدث بكل حبٍ عنك، وبالفعل يكون كلامه حقيقي، ولا يوجد في الدنيا أفضل من صديق حقيقي يمدحك في غيابك أمام الآخرين.

خاتمة

الصديق الحقيقي من الأشياء النادرة في كل الأزمنة وقد عده الأقدمون من المستحيلات التي من الصعب أن تتوفر وذلك لندرته وقلة وجوده، فإذا عثرت على صديق حقيقي وكانت به الصفات السابقة التي قمنا بذكرها والتي تمكنك من معرفة الصديق الحقيقي، فاحرص على ألا تخسر هذا الصديق بأي شكل.

محمد رشوان

أضف تعليق

18 + أربعة =