تظهر كل يوم معالم أثرية عملاقة تظهر حول العالم على أيدي علماء التنقيب وبعضها يقدر حجمه بأنها أكبر من أي معلم أخر مثل الأهرامات على سبيل المثال، وأقول يقدر لأن هذه المعالم الأثرية العملاقة تكون مجرد حطام أوأطلال على ما يفترض أنه كان حين تم بناءها. ولكن أثراها باقية في مكانها تشهد أن العالم شهد في فترة ما تلك الأبنية هائلة الحجم دليلاً على القدرة المعمارية للإنسان على مر العصور. وهنا في مقالي أتحدث عن هذا النوع من المعالم الأثرية العملاقة التي في الغالب لم تكن تعرفها من قبل.
معالم أثرية عملاقة بناها القدماء بطرقهم الخاصة
معبد الإله بان
الإله بان هو إله يوناني وهو الراعي لرعاة الخراف، وهو نصف إنسان نصف ماعز. ووجد علماء التنقيب معبد له في خارج حدود مدينة أفراس النهر أو ما تسمى بالإنجليزية “Hippos” في فلسطين المحتلة. فوجدوا قناع برونزي ضخم بالإضافة إلى مدخل حجري كبير يدل على أن ذلك المعبد كان من المعالم الأثرية العملاقة التي غلبها التاريخ. كانت احتفالات ذلك الإله تخرج عن السيطرة في الكثير من الأحيان لذلك كانت تقام خارج حدود المدينة سواء في الغابة أو في كهف أو في المعبد، وكانت عبارة عن شرب الكثير من الخمر والرقص العاري. ذلك المعبد الضخم كان موجود في عهد الإمبراطور الروماني هادريان بين 117 إلى 138 ميلادياً.
بوابات جالوت غيتس
ثاني اكتشاف بمدينة فلسطين المحتلة أيضاً في عام 2015 هي بوابات جالوت غيتس الضخمة أو ما كانت عليه يوماً. في التوراة القديمة نجد إشارات متكررة عن مدينة فلسطينية كانت تستوطن تلك المنطقة وكانت من أهم الدول هناك ولذلك لكبر حجمها وحجم شعبها، وكانت تسمى “جت” ولديها أبناء يعتبروا جبابرة الحرب بتلك الأيام. ولذلك كانت تلك البوابات على المدينة تعبر عن هيبتها وهيبة أهلها وشعبها.
حامل الجمجمة الهائل من المعالم الأثرية العملاقة في مكسيكو سيتي
من أضخم المعالم المرعبة بالعالم كانت ذلك الحامل الذي وقف ليرعب كل الداخلين للمدينة أثناء الفترة الاستعمارية لمدينة مكسيكو سيتي، وأثناء حقبة الأزتيك. كان المعلم عبارة عن بناء خشبي ضخم طوله حوالي 35 متر وعرضه حولي 12 متر، على هذا البناء الخشبي تم وضع المئات من الجماجم البشرية، والتي كانت من نوعين إما من الأنواع جماجم من التضحية البشرية المقدمة للآلهة أو من أسرى الحرب الذي تم قتلهم، والأخيرة كان يتم تلوين جماجمهم باللون الأبيض لحفظها وتميزها عن الأخرى، فكانت منظر مرعب ومخيف فكانت دليل إشارة على شيئين مهمين لشعب الأزتيك (الدين والروحانية مع الحرب والقوة العسكرية).
الجسر الويلزي الضخم
في عام 2012 تم اكتشاف واحدة من المعالم الأثرية العملاقة المهمة في أوروبا تحديداً في مونماوث ويلز، ثلاثة جذوع خشبية عملاقة التي يعتقد أنها قطعت من شجرة كبيرة عملاقة بطول الشجرة كلها. لم يتم الانتباه لأهمية الأمر سوى حين أدرك العلماء أن ذلك المكان كان فيما عبارة عن بحيرة وليس في أي زمن، لأنها من حوالي 4000 سنة في العصر البرونزي أو الحديدي من العصور الجيولوجية، فأعطى العلماء نظرية وهي أن هذه الأخشاب استخدمت كجسر لجزيرة اصطناعية في منتصف البحيرة وبقايا الفحم تحت الجسر تدل على وجود نوع من الأحواض لتسخين المياه. وهذا الأمر غريب مقارنة بالزمن المفترض وجوده فيه.
فيلا رومانية ضخمة في ويلشاير، إنجلترا
في العام الحالي 2016 تم اكتشاف واحدة من المعالم الأثرية العملاقة خلف مبنى سكني في مدينة ويلشاير بإنجلترا، كان صاحب البناية يقوم بأعمال حفرية في ساحة البناية والعمال اكتشفوا شيء بالصدفة أصبح فيما بعد معلماً أثرياً مهماً. الاكتشاف كان عبارة عن فسيفساء معقدة باللون الأزرق والأبيض والأحمر، وكانت واجهة فيلا رومانية كبيرة في العصر الروماني أثناء وجود أحد الأرستقراطيين الرومانيين المحتلين لإنجلترا، ومساحة الفسيفساء تدل على أن تلك ذلك المكان كان مبني فوق حطام فيلا هائلة لأحد من أهم كبار المسئولين بذلك الوقت بين 175 و220 ميلادياً، والتي تم هدمها منذ 1400 سنة ماضية، ذلك الاكتشاف سمح للمؤرخين وعلماء التنقيب معرفة أمور مهمة جديدة عن تلك الحقبة الرومانية في إنجلترا.
دوائر كهف البشر البدائيون
في جنوب فرنسا وفي عام 1990 تم اكتشاف كهف يحتوي على صواعد منحوتة من الحجر على شكل دوائر وكأنها بروز من أرض الكهف فلم يهتم لها العلماء كثيراً وتم إغلاق الكهف، ولكن بحلول عام 2013 تم إلقاء الضوء مرة أخرى عليه ودراسته بأجهزة حديثة، والتي أظهرت بالأخير أن عمر تلك المنحوتات هي 165 ألف سنة باستخدام الكربون المشع، والفصيلة الأدمية الوحيدة التي كانت تعيش بتلك الفترة هي البشر البدائيون أو إنسان الكهف. وكانوا العلماء يعتقدون أن هؤلاء البشر هم متخلفين وبدائيين بسطاء جداً، ولكن مع اكتشاف ذلك الكهف تغير الأمر لأن تلك الدوائر والمنحوتات كانت تستخدم يوماً ما في إشعال النيران للإضاءة والتدفئة والطبخ، فهي منشآت كاملة تفصيلاً مجهزة داخل مثل تلك الكهوف. من الواضح أن العلم مازال لا يعرف الكثير عن أوائل البشر على الأرض وكيف عاشوا.
القاعدة البحرية ليونان القديمة
في مدينة أثينا عاصمة اليونان القديمة وجد الباحثون أثار لقاعدة بحرية ضخمة قد غطتها المياه الآن ولكن بين 480 والـ 520 قبل الميلاد كانت تعتبر أكبر منشأة بالعالم واحتوت على مئات السفن الكبيرة التي كانت تجهز للمعارك الحربية الكبيرة بين الإمبراطورية اليونانية الصاعدة وإمبراطورية الفرس. بسبب المياه المتلوثة التي تغطيها كان التقدم في البحث ودراسة المنطقة صعب جداً ولكننا الآن نعرف بالتحديد أن تلك المنطقة كانت القاعدة البحرية لليونان والتي تمت فيها صناعة سفن معركة سلاميس واحدة من أهم المعارك البحرية في تاريخ اليونان القديم، وهي الآن واحدة من أكبر المعالم الأثرية العملاقة بالعالم.
مدينة ساروم القديمة من المعالم الأثرية العملاقة
تقع بالقرب من ساليسبري، إنجلترا وهي موقع تاريخي تجلس فوق أنقاض مدينة كاملة كانت قد بنيت في القرن الحادي عشر ولكن الحياة بها اختفت في القرن الثالث عشر أي بعد 300 سنة فقط. وهي تعرف بمدينة ساروم ولأنها تقع ضمن محمية بالطراز القديم للحفريات لا ينفع، فتم استخدام أشعة الليزر للحصول على فكرة لشكل تلك المدينة، فكان لها سور خارجي لحمايتها وتحتوي على قلعة وكاتدرائية وذلك بيوت كثيرة موزعة تحتوي على أفران كانت يوماً ما تحمي سكانها. ولكنها الآن مجرد بيوت مدمرة ورواسب معدنية بسبب الأفران. أما عن سبب اختفاء الحياة في تلك المدينة أو هجرة شعبها فلا يوجد سبب وجيه والأمر يبقى غامضاً.
أخيراً عزيزي القارئ القائمة تطول تحكي عن أبرز المعالم الأثرية التي شاهدها التاريخ يوماً ما ولكننا اليوم لا نرها وإنما نرى أطلالها وباقياه فقط ولكنها بالتأكيد لو بقيت لكانت أبهرت العالم بالقدرة المعمارية الضخمة لها، Superhenge والنصب التذكاري الضخم في البتراء هي أمثلة أخرى كذلك وغيرها. إذاً ليست الأهرامات هي فقط أضخم الأثريات بالعالم ولكنها تبقى الأقوى بسبب صمودها حتى الآن وتعقيد بناءها يدل على خبرة المعماريين المصريين القدماء.
أضف تعليق