يفيض علينا العالم اليوم وكل يوم بنوع جديد من الموضات والاختراعات و ( الصرعات )، قد لا نختلف حولها ان كانت في الالبسة والسيارات، وغيرها من الامور التي نستخدمها ونتداولها يوميا، لكن اذا كانت تتعلق بمأكلنا ومشربنا فهي تستحق التوقف، ودراستها، ومن المخجل القول ان الشباب العربي يتصرف بجنون أحيانا عندما يتعلق الامر بشيء جديد، كنوع من التباهي او نوع من التطور في الشخصية والنضوج، وبنظرة سريعة الى المقاهي، سترى الكم الهائل من الشباب الذي يمسك بيده ( بربيش ) النرجيلة و (يشوح) به كقائد دبكة، ثم يضعه في فمه، ويغمض عيناه، مع نشوة الانتصار، ( بدها زقفة ) ، والجديد, ومنذ سنوات قليلة خلت، انتشار مشروبات الطاقة بدلا من المشروبات التقليدية والمفيدة كالعصير الطبيعي، فهل جربت عزيزي القارئ احدى هذه المشروبات ؟, وهل تعرف تماما ماذا كنت تفعل بجسمك ؟، وهل تدرك الية عمل هذه المشروبات ؟
ماهي مشروبات الطاقة :
من المفيد القول ان هذه المشروبات غير مكونة من مواد طبيعية خالصة، بل هي مستخرجة من مواد اخرى، ويتم تجميعها ضمن مقادير معينة، خاصة بكل شركة منتجة لمشروب الطاقة لانتاج مشروبهم الخاص بهم . ولكن معظم هذه الشركات اجتمعت على ان تكون المكونات الرئيسية لهذا المشروب من :
1. الكافيين : والكافيين موجود بعدة انواع في هذه المشروبات فقد يكون موجود ضمن عصارة احدى النباتات ,كفاكهة الجورانا، او يضاف اضافة الى المشروب، والعلة ليست بوجود المادة بحد ذاتها، فهي موجددة في الشاي والقهوة والتي نستهلكها يوميا، لكن العلة في الكمية التي تضاف فيها الى المشروب حتى تعطي النتائج المرجوة منه، اي حتى يشعر المستهلك بالطاقة والنشاط، وحتى اوضح اكثر فإن نسبة الكافيين في كوب الشاي حوالي 25 ملغم ,قد تزيد او تنقص، والقهوة ما بين 30 الى 60 ملغن، اما في مشروب الطاقة لمدة حوالي 5 ساعات فيعادل 207 ملغم
2. السكر : وهو مصدر الطاقة الرئيسي في المشروب، ويتم اضافته بنسب عالية هو الاخر، وعادة ما يكون من السكر سريع الامتصاص من الجسم، حتى يشعر المستهلك بنتائج الشراب بسرعة، ويشعر بفعاليته وتأثيره على نشاطه .
3. الاحماض الامينية : وعادة ما يستخرج منها مادة توجد في اللحوم ويطلق عليها مادة التورين، وهي شائعة الاستخدام في معظم انواع مشروبات الطاقة ,كما ويستخدم بعض الاحماض الاخرى.
4. مياه غازية .
فقط بمراجعة سريعة لابرز هذه المكونات نكتشف تأثيرها على جسم الانسان، علما انني تجنبت التطرق لهذا الموضوع حاليا لحين التحدث عن مضار مشروبات الطاقة، وتأثيرها على متعاطيها وبدنه .
الية عمل هذه المشروبات :
عند التحدث لالية عمل هذه المشروبات ستتفاجأ ان الية عمل هذه المشروبات هي ذاتها ما تقوم به المخدرات، اي تحفيز الجهاز العصبي، فالمواد المكونة للمشروب وبما تحتويه ونسبها العالية تعمل على تنبيه هذا الجهاز للبقاء بحالة نشطة، وذلك عن طريق امتصاص مصدر الطاقة سكر الجولكوز، والمادة المنبهة الرئيسية الكافيين، ويكفيك ان تقرأ عن الاثار السلبية لتعاطي الكافيين والسكر بنسب عالية لتعرف تاثيرهما على الانسان، وهذا ما سنقوم به لاحقا .
وبالتالي اذا كان الهدف من تعاطي هذا الشراب زيادة التنبه، فالافضل تعاطي مواد منبهة طبيعية، ضمن نسب صحية، حتى تتجنب اي مخاطر جانبية على الجسد، ويمكن ايجاد مثل هذا النوع من المواد في الشاي الاخضر واليانسون، او حتى بزيادة ممارسة الرياضة، ومن الخطأ الاعتقاد وهو من الخطر كذلك تعاطي مشروبات الطاقة وممارسة الرياضوكما يعتقد البعض، اما المشروبات التي يتناولها الرياضيون فهي ليست مشروبات الطاقة المتداولة .
تأثير مشروب الطاقة :
اولا – النواحي الايجابية :
النواحي الايجابية الوحيدة والتي ثبتت لهذه المادة تتلخص في نقطتين :
1. هو مشروب وبالتالي يمكن استهلاكه عند الظمأ والعطش كغيره من المشروبات الاخرى، كالكولا والعصير والماء.
2. يزيد النشاط، ويعطي حالة من الانتباه والتركيز، وكما قد يؤدي الى الوصول الى حالة من النشوة لاحقا، فمكوناته المذكورة سابقا اذا ما اضيف اليها بعض المكونات الاخرى كالجنسن والفيتامينات ,ستصبح كساعة المنبه في راس متعاطيها .
ثانيا – النواحي السلبية :
وكما يقال ( هون مربط الفرس )، اي هنا عقدة المقال وحله : اليكم نبذة مختصر عن التأثيرات السلبية والمضار لمشروبات الطاقة :
1. ازدياد وتسارع في دقات القلب : اثبتت الابحاث ان هذه المشروبات تؤثر بصورة خطيرة على معدل دقات القلب في الدقيقة، فكما هو معروف فإن العدد الطبيعي لها عن الانسان البالغ ما بين 60_100 دقة دقيقة، لكن وجد ان بعد تناول هذه المشروبات قد ترتفع لتصل الى 150 دقة دقيقة، ومن المعروف تأثير ارتفاع دقات القلب واخطاره على الجسم وتسببها بالجلطات القلبية والدماغية، خاصة اذا رافقها عدم انتظام في هذه الدقات، ولذلك من الخطر تناول هذه المشروبات وممارسة الرياضة، اذا ان ممارسة الرياضة بحد ذاتها تزيد من معدل دقات القلب، فتخيل اجتماعها مع هذا المشروب .
2. ارتفاع ضغط الدم : وهو نتيجة اخرى مدمرة للجسم خاصة في حال اجتماعها مع ازدياد دقات القلب، وتاثيرهما على الدورة الدموية في العموم عند الانسان، وليس من الضروري ان اذكر مخاطر ارتفاع الضغط وما يرافقه من زيادة في احتمال الاصابة بسكتات دماغية وقلبية، وتأثيره على الكلى وغيرها .
3. الاصابة بالسكري : نظرا لنسبة السكريات العالية في الشراب بالاضافة الى الكافيين، فتؤدي لازدياد مخاطر الاصابة بالسكري، وهو من الامراض الخطيرة التي لا علاج لها الا بالدواء طوال ما تبقى من عمر، مع انهاك كامل للبدن والجسد .
4. الصداع والانهاك والادمان :نظرا لوجود الكافيين في الدم عند تعاطيه فإن الجسد يمتصه من الدم، وعند التوقف عن شربه، يقوم الجسد بامتصاص ما تبقى من كافيين في الجسد عن طريق الدم ، مما يؤدي الى الام الراس والشعور بالتعب.
5. الاثار على الجهاز الهضمي : حيث سيؤدي الى زيادة افرازات الاحماض في المعدة بالاضافة للاثار المدمرة للكافيين على الكبد والكلى .
6. جملة من الامراض الاخرى : كالجفاف، وزيادة الوزن، هشاشة العظام … الخ
هل ما زلت ترغب عزيزي القارئ بشرب الطاقة, هل ترغب بالنشوة لساعات والالم باقي العمر، هل تعلم ان في دول كاستراليا و كندا والدنمارك ودول اخرى لا يباع هذا المشروب الا بالصيدليات وتحت اشراف طبي وبمقدار معين، وهل تعلم انه تم منعه في بعض الدول كالسعودية .
علينا النصيحة، وعليك الامتناع
تذكر المعلومات هنا للافادة وعليك استشارة طبيبك للامور المتعلقة بصحتك.