مشاكل الحب، لا تخلو علاقة حب من مشاكلها، لكن وجود مشاكل الحب لا يعني الحكم عليه بالفشل. يستطيع كثير من المرتبطين تخطي مشاكل الحب بشكل طبيعي وبناء علاقة كاملة متزنة. وبشكل عام، إذا تمكنت مبكرا من معرفة مشاكل الحب التي قد تتعرض لها في علاقتك، فسيساعدك هذا على تخطيها بشكل أفضل، حيث سيوفر لك السبق فرصة التوقع التي ستجعل الأمر أسهل بكثير ومفاجآت الطريق أضعف ضررا عليكَ وعلى شريكك في المستقبل.
أكثر مشاكل الحب شيوعا
التواصل
انعدام التواصل أو سوء التواصل هو الأصل الذي تنبع منه كل مشاكل الحب تقريبا، وهذه المشكلة تنتج من سوء الاستماع إلى الطرف الآخر أو عدم الاستماع إليه بالأساس، أو تأويل كلماته خلاف ما يقصد. هكذا يتحول التواصل، إن وجد، لصراخ وتراشق بالألفاظ النابية لا أكثر، والصوت العالي لا يعني أن الكلمات تصل أفضل.
أيضا قد تفضل التواصل مع أصدقائك القدامى على التواصل مع شريكك الجديد مثلا، لأنهم أقرب إليك ويعرفون الكثير عنك ولست في حاجة إلى شرح طويل ومفصل عن كل ما تحكي عنه لهم.
وهناك مشهد مؤذ للغاية يتكرر كثيرا، يجلس في زوجان في مطعم أو على البحر أو حتى في البيت، يمسك كل منهما بهاتف ذكي أو حاسوب محمول أو حتى كتاب، يتواصل مع الجميع إلا هذا الجالس إلى جواره.
طرق لحل مشكلة التواصل
أزمة التواصل من أهم مشاكل الحب ، لكنها لا تعني انعدام وجوده، وهي ككل المشاكل الأخرى لها حلول كثيرة. أولا، من الممكن أن تعودا للأيام الأولى من علاقتكما، أن تحددا وقتا كل يوم للتواصل سويا، تتكلمان فيه معا فقط، تغلقان الهواتف وتبتعدان عن كل الناس، تتواصلان ويحاول كل منكما وصع تحيزاته ضد الآخر جانبا.
إذا وصلتما لمرحلة الصراخ وصرتما غير قادرين على التكلم إلا بصوت عال، أجل، هذا يعني أنكما وصلتما لمرحلة كبيرة ضمن مشاكل الحب ، وقد تحمل علاقتكما مشكلات أخرى، لكن هذا لا يعني أن الحل مستحيل. كاقتراح للحل، بإمكانكما الذهاب إلى المكتبات والأماكن العامة والتحاور هناك، ففي تلك الأماكن ستحرجان من رفع الصوت ومن سماع الناس لمحتوى كلامكما، وستعتادان الكلام بهدوء مع الوقت.
أيضا بإمكانكما وضع بعض القواعد الناجعة في هذه الظروف، مثلا حاول عدم مقاطعة شريكك قبل أن ينتهي من حديثه بالكامل، أو امنعوا كلمات الشجار المعتادة التي تبدأ بـ “أنت دائما ما تفعل أو لا تفعل…”
مشكلة المال
تعد هذه المشكلة من أكبر مشاكل الحب وأعقدها، فالعلاقات تشمل التشارك في المال كما في كل شيء آخر. لكن المال عامل هام ويصيب العديدين بالقلق، خصوصا في العلاقات التي يملك كل من الطرفين فيها دخلا خاصا به. أيضا، تحدث المشكلات بسبب الفروق المادية بين الطرفين. أو حتى بسبب اختلاف الرؤى فيما يخص مستقبل الحياة بين الشريكين وتطلعات كل منهما لبناء حياة معينة.
طرق لحل مشكلة المال
ككل مشاكل الحب الأخرى، بالتأكيد لهذه المشكلة حلول، وحلولها عملية وسهلة ومتاحة للغاية، يقتضي الأمر فقط الكثير والكثير من الصراحة ووضع فكرة الحساسيات جانبا. إذا كانت لديك أية تحفظات فيما يخص حياتكما المادية فعليك بإبرازها فورا، لكن طبعا بهدوء وعليك الحرص على اختيار الكلمات المناسبة. كذلك، تحديد طريقة الإنفاق بعد الزواج وهل سيكون الزوج فقط مسؤولا أم ستشاركه الزوجة، وما شكل هذه المشاركة.
بالطبع قبل كل هذا عليك توضيح وضعك المالي الحالي بكل صراحة، ورؤيتك المستقبلية فيما يخص قدرتكما على بناء حياة سويا باستثمار ما لديكما من مال، ووضع التأمينات الكافية لكل طرف في العلاقة، سواء في نجاحها أو فشلها. فقط بهذه الخطوات البسيطة تكون قد تمكنت من حل واحدة من أكبر مشاكل الحب والارتباط بشكل عام، بخاصة في مجتمعاتنا.
مشكلة تقسيم العمل المنزلي
هذه إحدى مشاكل الحب الحديثة، نتجت عن تطور المجتمع الحاليّ وخروج المرأة للعمل؛ في الغالب يعمل الزوجان خارج المنزل هذه الأيام. ما يجعل القيام بأعباء المنزل عبئًا كبيرًا على المرأة التي لن تحتمل العمل مع وظيفتين في الوقت نفسه مع الحفاظ على صحتها النفسية والجسدية. إذن فتقسيم العمل المنزليّ على الزوجين العاملين هو حل جيد لهذه المشكلة، وله أن يوفر على الزوجين الكثير من المشاحنات المستقبلية. وهذا التقسيم ينبغي الاتفاق عليه في بداية علاقة الحب كي تعرف أفكار شريكك في هذا المجال، فهناك من يعارضه ويرى استمرار الوضع القديم أفضل، بإلقاء العبء كله على المرأة مع مشاركتها أيضًا في الإنفاق على المنزل.
طرق لحل المشكلة
التنظيم هو الحل الأمثل لهذه المشكلة الحديثة من مشاكل الحب ، عليكما تقسيم العمل المنزلي بالتفصيل وبشكل عادل، ولا ضير من كتابة هذه التقسيمات كي يتذكرها الطرفان ويلتزمان بتنفيذها. ويجب توخي العدل في هذه الأثناء، وأيضًا مراعاة أن يختار كل طرف ما يحب أن يفعله أكثر بالشكل الذي يريحه. لكن ليس هذا هو الحل الوحيد، فإذا كنتما تكرهان العمل المنزلي وسيشكل عبئًا مستحيلاً عليكما، فلماذا لا تفكران في استقدام خادمة تؤدي عنكما الأعمال التي تكرهان؟ هذا الحل مرهون بتحقيق مستوى مادي يسمح بدفع أجر إضافي لخادمة بالطبع. لكنه متاح للكثيرين.
مشكلة الأولوية
من أهم مشاكل الحب ، وهي الأساس الذي يجعل علاقات الحب تفقد وهجها سريعًا، ويعيش طرفاها كل في عالم خاص به، يعاني وحدة رغم أنه في علاقة. من الطبيعي أن تجعل علاقتك أولوية كبيرة في حياتك، تستقدمها فوق كل شيء، ولشريكك الأولوية على الجميع. إذا لم تفعل هذا فلن تكون هناك خصوصية لهذه العلاقة عن أنواع العلاقات الإنسانية الأخرى مثل الصداقة مثلا، كما أنه سيؤدي لكسلك عن تطوير العلاقة والإبداع فيها ومراعاة الشريك ومحاولة الحصول على رضاه طوال الوقت، وهي أصلا السمات التي تصف علاقة الحب، فمن غيرها ستكون علاقة باهتة مؤذية لطرفيها بشكل مرعب.
طرق لحل المشكلة
عليك استعادة ما كنت تفعله في بدايات العلاقة: إبداء الاهتمام والحب بشكل مستمر، والإطراء على شريكك، والاتصال بشكل مستمر طوال اليوم، ومتابعة تفاصيل حياته ودعمه فيها. أيضًا تخطيط الرحلات سويًا هو حل ناجح وسهل، وأسهل منه أن تخرجا معًا وتقضيا ليالٍ سوية بغير أصحاب أو أهل، وأن تحاولا البحث عن التغيير والإبداع في كل مرة تخرجان فيها. ويتركز انتباه كل منكما على الآخر لا على هاتف محمول مثلاً.
فقدان الثقة
هي دلالة على وجود خطأ ما أكثر من كونها إحدى مشاكل الحب فقط، فقدان الثقة قد يكون لأن أحد الشريكين لديه مشكلة ثقة عامة، وإذن فالحل سيدور حول محاولة حلّ هذه المشكلة بإيجاد أسبابها وإعطاء الطرف الآخر ضمانات كافية. لكنها قد تنبع من أسباب حقيقية مثل أن يكون أحد الشريكين غير مخلص، أو مفرط في إبداء مشاعر الود تجاه الآخرين ما يورطه دائمًا في مواقف تثير الريبة. أو يكون قريبًا من أصدقائه أكثر من شريكه. هنا يكون الحل هو إعطاء الأولوية لعلاقة الحب والاهتمام بها أكثر من غيرها.
هكذا نكون قد عرضنا لعدد من مشاكل الحب وكيفية حلها، وكما نرى ينحصر حل المشاكل أو طريقة تفاديها بالأساس حول الاهتمام بالعلاقة وإبداء الصدق وطلب الثقة في المقابل وتنظيم الحياة المشتركة بدقة وتحسب للمستقبل.
أضف تعليق