تُعد مشاكل الأنف من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا، وهي أيضًا شديدة الإزعاج لكل من تصيبه، نحاول في هذا المقال أن نتحدث عن كل ما يخص مشاكل الأنف مع طرح الحلول العلمية لها.
أشهر مشاكل الأنف والحلول لها
نزيف الأنف
يحدث النزيف نتيجة لتواجد إحدى مشاكل الأنف التي تصيب الطبقة الداخلية منها والمبطنة لها كأن تتعرض لإصابة ما أو لعوامل الجفاف مما يصيب الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الأنف بالتكسر وبالتالي يحدث النزيف والذي غالباً ما يكون أشد خطورة إذا كان المريض يشتكي من أمراض أخرى مصاحبة للنزيف ترتبط بالدم كارتفاع ضغط الدم أو سيولته. ويكمن حل مشكلة نزيف الأنف في الخطوات التالية:
وضعية الأنف
من الأخطاء الشائعة عند إيقاف نزيف الأنف أن يقوم الشخص بإرجاع رأسه للخلف فبالرغم من أن ذلك سيوقف النزيف ظاهرياً إلا أن اتخاذ مثل تلك الوضعية يشكل خطورة أكبر بكثير من خطورة النزيف ذاته؛ حيث أن الميل بالرأس للخلف يدفع الدم المنطلق من موضع النزيف إلى الدخول عبر مجرى الهواء حتى يصل إلى الرئتين بدلاً من الخروج خارج الجسم، ولذلك يجب اتخاذ الوضع السليم للأنف وهو الميل بالرأس للأمام ثم استخدام الإصبعين السبابة والإبهام للضغط بقوة على فتحتي الأنف لمدة 10 دقائق حتى تساعد في الإسراع من عملية تجلط والتي تعمل على إيقاف النزيف.
تبريد الجسم
فمن المعروف أن درجة الحرارة المنخفضة نسبياً- ضمن الحدود الطبيعية- تعمل على انقباض الأوعية الدموية داخل الجسم وبالتالي تقلل من مرور الدم خلالها؛ وعلى هذا الأساس فإن تبريد الجسم بشكل عام والأنف بشكل خاص يساعد على الحد من النزيف خلال وقت أسرع، والطريقة الأمثل لذلك هي باستخدام مكعبات الثلج ووضعها على الفم وليس على الأنف لأن ذلك سيساعد على خفض درجة حرارة الجسم بشكل أسرع ولمدة أطول.
استخدام رشاشة الأنف
هناك العديد من الأدوية الطبية والتي تباع في الصيدليات على هيئة رشاشة يتم استخدامها موضعياً لعلاج مشاكل الأنف المتعددة حيث يكون للمادة الفعالة بها وظيفة أساسية وهي انقباض الأوعية الدموية وتقليل معدل تدفق الدم، ولكن يمكن استخدام مثل تلك المواد إذا لم يكن نزيف الأنف بمعدل ثابت وكان ضغط الدم طبيعياً وغير مرتفع.
غسل الأنف جيداً
بعد التأكد من توقف النزيف بشكل كامل يمكنك غسل الأنف والمنطقة المحيطة به بماء دافئ ووضع منشفة صغيرة ساخنة على الأنف فذلك سيمنع حدوث تورم بالأنف من جراء النزيف السابق وكذلك سيساعد على عودة حركة تدفق الدم إلى المعدل الطبيعي مما يجنبك تكرار مشاكل الأنف كالنزيف مجدداً.
منع تكرار النزيف
قد ينتج النزيف من أفعال عديدة يظنها البعض غير مضرة أو بالأحرى لا يكترث لعواقبها أثناء فعلها وعلى رأس تلك الأفعال استخدام الأصابع لتنظيف الأنف حيث يؤدي ذلك في الكثير من الأحيان إلى إحداث جرح بالأنف ينتج عنه النزيف أو إزالة جزء من الجلطة المتكونة لإيقاف نزيف سابق مما يكرر حدوث النزيف مرة أخرى من نفس المكان. فلمنع حدوث مشاكل الأنف تلك مرة أخرى يجب تجنب تنظيف الأنف باستخدام الأصابع وكذلك قص أظافر الأطفال بانتظام حتى لا تسبب جروحاً بأنوفهم مع التعود على فتح الأنف باستمرار عند العطس لتجنب اندفاع الهواء أو المخاط بقوة داخل الأنف مما قد يسبب حدوث جروح مختلفة بها.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف: حيث أن نقص الألياف يسبب حدوث الإمساك مما يجعل الإنسان مجبراً على الدفع بقوة عند قضاء الحاجة مما يشكل خطراً على الأوعية الدموية الصغيرة وبالأخص داخل الأنف.
استشارة الطبيب
إذا لاحظت تكرار النزيف بمعدل شبه منتظم وعدم ارتباطه بحدوث إصابة معينة داخل الأنف أو بتغير درجة حرارة الجو يجب عليك استشارة طبيب مختص لمعرفة السبب الذي يكمن وراء تكرار ذاك النزيف.
جفاف الأنف
على الرغم من انتشارها بشكل كثيف كإحدى مشاكل الأنف المعتادة نادراً ما تعتبر مشكلة جفاف الأنف على قدر عالي من الخطورة؛ حيث أن معظم الإصابات بجفاف الأنف تنتج بسبب عوامل وراثية أو حتى كأحد الأعراض المصاحبة لإحدى مشاكل الأنف المختلفة. ولتجنب حدوث جفاف الأنف اتبع الخطوات الآتية:
استخدام مرطب للجو
فالنوم في غرفة بها مرطب للجو سيعمل على ترطيب الجو بمعدل مناسب مما يزيد من كمية بخار الماء الموجودة وبالتالي يسهم ذلك في ترطيب الأنف وتجنب مشاكل عديدة بجانب الجفاف كالنزيف أو تشققات الجلد أو القرح المختلفة. لكن عند استخدام المرطب حاول أن تبعده قدر الإمكان عن أثاث الغرفة حتى لا يسبب بخار الماء المتصاعد نمو الفطريات والطحالب على خشب الأثاث.
رشاشات الأنف
يوجد العديد من رشاشات الأنف تباع في الصيدليات والتي تعمل بشكل أساسي على ترطيب الأنف ومنع حدوث جفافها وبالتالي فلا يوجد أي ضرر على الإطلاق من استخدامها بشكل منتظم طالما لا يزيد عن المعدل الطبيعي.
المناديل المرطبة
إن كنت تعاني من رشح بالأنف أو حساسية ما تجبرك على استخدام المناديل بشكل شبه منتظم يمكنك اللجوء إلى استخدام المناديل المبللة والتي تعمل على ترطيب الأنف بشكل مستمر كلما حدث تلامس بينهما مما يجنبك الدخول في مشاكل جفاف الأنف وخلافه.
الإكثار من شرب الماء
فبشكل عام الإكثار من شرب الماء يعتبر مفيداً جداً لأجهزة الجسم المختلفة حيث يعمل على ترطيب الجسم بشكل كامل مما يجدد خلايا البشرة ويديم نضارة الأنسجة المختلفة وعلى رأسها النسيج المبطن للأنف من الداخل.
حمامات البخار (الساونا)
فالبخار الساخن بشكل عام يساعد على فتح مسام الجلد وتوسيعها والتخلص من الكثير من سموم الجسم وفضلاته عبر طردها للخارج وكذلك يعمل على ترطيب الجلد والأغشية المختلفة للجسم ومنها بالطبع غشاء الأنف من الداخل؛ ولذلك ينصح كل من يعاني من جفاف بالأنف باللجوء إلى حمامات البخار بشكل مستمر، أما إذا لم يكن في مقدورك استخدام حمام بخار فيمكنك استبداله بحل منزلي بسيط عبر تسخين مياه ووضعها على النار والعمل على استنشاق البخار المتصاعد منها بشكل مستمر مع الحفاظ بالطبع على مسافة معتدلة بين الأنف ومصدر النار حتى لا تصيبها بالتهابات أو بحروق.
جروح وإصابات الأنف
إذا حدث لك إصابة بالأنف نتج عنها حدوث جرح أو تورم فيجب عليك أولاً وقبل التفكير في أي حل غسل يديك جيداً واستعمال مطهر طبي حتى تضمن عدم نقل أي جراثيم أو بكتيريا أو فيروسات إلى منطقة الإصابة أثناء التعامل معها، ثم تقوم بإيقاف النزيف إن وجد بالطرق المشروحة سابقاً مع استخدام أدوات مطهرة ومعقمة جيداً لتنظيف منطقة الإصابة من أي خلايا ميتة أو أجسام غريبة وبحرص شديد.
لعلاج التورم يجب عليك في الحال استخدام مكعبات الثلج ووضعها على منطقة الإصابة ولكن ليس عبر الاتصال المباشر لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث تلوث للأنف إن كان الثلج غير نظيف؛ ولذلك قم بلف الثلج بقطعة قماش منظفة جيداً ووضعه على منطقة الورم في خلال الساعة الأولى بعد حدوث الإصابة مباشرة حيث يعمل الثلج على تقليل معدل مرور الدم خلال تلك المنطقة وبالتالي منع حدوث الورم، أما إذا تأخرت في استعمال أي حل ومرت مدة طويلة على وقت الإصابة يجب عليك اللجوء حين إذ إلى مواد ساخنة أو دافئة نسبياً حيث ستعمل على عكس الثلج أي تزيد من معدل مرور الدم وبالتالي تساعد على صرف السائل المتراكم داخل منطقة الورم.
أضف تعليق