هناك عصر بدأ فيه ظهور عادات وأشياء لا تصدق حيث كان لا يوجد إلا قليل جداً من وسائل الترفية فأصبح السيرك هو القائد الذي يقود عالم الترفية، وبالطبع عندما تسمع كلمة السيرك لن تفكر إلا في الحيوانات وهذا المهرج الذي يحاول أن يرسم البهجة، ولكن لم يكن السيرك في الماضي يعتمد عليهم، حيث كان مسوخ السيرك هم من يذهب لرؤيتهم الناس !
استكشف هذه المقالة
من أهم أشهر مسوخ السيرك وكيف عاشوا؟
إذا كنت تشعر بالغضب من استغلال الحيوانات في هذا العصر لأداء بعض العروض في السيرك إذن ما هو شعورك عندما تعلم أن في الماضي لم يكن يتم فقط استغلال الحيوانات بطريقة وحشية أنما كان يتم أيضاً استغلال البشر الضعفاء الذين خلقوا ببعض التشوهات الجسدية والأغرب من استغلال أصحاب السيرك لهم هو أن باقي البشر كانوا يجدون المتعة في مشاهدتهم، ولكن من هم أشهر مسوخ السيرك دعونا نتعرف عليهم ونقترب من حياتهم التي فيها الكثير من المعاناة.
Schlitzie
كان سكليتزيي مجرد واحد من العديد من النفوس الفقيرة التي نساها التاريخ بعد المعاناة التي عاشها، لذلك لا يوجد الكثير من المعلومات عن حياته الخاصة، لم يتم استغلاله فقط من قبل أصحاب السيرك أنما أيضاً تم استغلاله من قبل صناع السينما الذين وجدوه في معاناته مع المرض عنصر لجذب الجمهور، لن يوجد معلومات دقيقة حول تاريخ ميلاده ولكن أشارت العديد من المصادر إلى أنه ولد في 10 سبتمبر 1901.
ما هي طبيعة مرض Schlitzie
ولد باضطراب في النمو العصبي أو ما يسمي بمتلازمة “سيكيل” والذي يتسبب بصغر في حجم الدماغ والجمجمة بشكل غير طبيعي كما أيضاً لم يتعدى طوله “122 سم” وبسبب مرضه كان ذكائه ذكاء طفل عمره ثلاث سنوات، كان غير قادر على رعاية نفسه بالكامل ويمكنه التحدث فقط بكلمات أحادية المقطع وتشكيل بعض العبارات البسيطة.
عمل Schlitzie في السيرك السينما
مثل العديد من مسوخ السيرك تم استغلال سكليتزيي منذ الطفولة في أداء العروض، ولم يراعي أحد مشاعره فكانوا يقدمونه بملابس فتاة، وكان سكليتزيي شخص محب وودود أحب الرقص والغناء لديه قادرة فائقة على التقليد مما جعله مطمع.
عمل Schlitzie في السينما
ولفت نظر صناع السينما إليه حيث تم استغلال مظهره المختلف في فيلم “Freaks” وليس هو فقط أنما أيضاً مجموعة كبيرة أخرى من أشهر مسوخ السيرك في هذا الوقت، ثم بدأ يظهر في عدة أفلام أخرى قام فيها بتقمص أدوار صغيرة والتي أيضاً لم يتم من خلالها استغلال مواهبه الكثيرة ولكن استغلال مرضه فقط الذي جعله مميز عن غيره.
الفتاة الطائر Koo-Koo the Bird Girl
ميني وولسي ولدت عام 1880، ولقبت باسم الفتاة الطائر بسبب مظهرها الفريد الناتج عن مرضها، وهو نفس المرض الذي كان يعاني منه Schlitzie متلازمة” سيكيل”، ولكن مع ميني وولسي كان بنسبة مختلفة، حيث عانت من قصر القامة وصغر حجم الرأس والوجه، وكانت تملك أنف طويل يشبه المنقار إلى حد ما، وعينان كبيرتان بشكل مائل، وفك متراجع مع عدم وجود أسنان وأذن كبيرة وأيضاً الصلع، مما جعلها تشبه الطائر، ولذلك أطلق عليها اسم الفتاة الطائر، كما كانت تعاني أيضاً من إعاقة ذهنية بسيطة، ومن ضعف النظر الشديد.
استغلال ميني وولسي
كانت ميني وولسي يتيمة ولذلك قضت فترة من طفولتها في أحدى الملاجئ بدولة جورجيا، وفي أحدى الأيام جاء رجل من أجل أن يتبنى ميني، هل سوف تجد الفتاة المسكينة التي لم تعيش بسعادة مثل باقي الأطفال بسبب مرضها وتملك عائلة ومنزل واستقرار للأسف لا، لأن هذا الرجل جاء من أجل جني الأموال الطائلة من خلف هذه الفتاة، لتبدأ رحلتها في الشقاء، حيث أخذها الرجل للعمل في السيرك
عمل ميني وولسي بالسينما
بالرغم من أنها كانت وحيدة دائماً ولم يسبق لها التعامل مع هذا العدد من الناس إلا أنها وجدت الاهتمام كبير من الناس وهذا الأمر جعلها تتخلص سريعاً من خجلها وخوفها، وخلال فترة قصيرة أصبحت ميني واحدة من أشهر مسوخ السيرك، وبالرغم من أنها لم تجد مقابل إلا الاستغلال إلا أنها كانت سعيدة بأن هناك أشخاص يهتمون لأمرها، وأيضاً لن تفلت من استغلال صناع السينما ليتم أخذها هي أيضاً للمشاركة في فيلم “Freak”.
وفاة ميني وولسي
بعد صراع طويل مع قسوة الحياة وسنوات طويلة رسمت فيها البسمة على وجه الناس على حساب حياتها كإنسانة قابلت كل هذا برضا ومحبه، لم تأتي نهايتها طبيعية حيث صدمتها سيارة عام (1960) لترحل عن هذا العالم الذي قام باستغلالها من قبل هذا الرجل الذي تبناها أو من قبل صناع السينما أو حتى الجمهور الذي عشقته اعتقادا منها بعقلها البريء أنه يحبها ولكنه في حقيقة أمر كان يريد أن يشاهد اختلافها ويسخر من مرضها.
جوزيف ميريك
جوزيف ميريك من أكثر مسوخ السيرك شهرة حيث تحولت قصة حياته المأساوية إلى فيلم سينمائي حصل على العديد من الجوائز، و تبدأ القصة عندما ولد طفل جديد في عائلة بسيطة في 5 أغسطس من عام (1862) ليدخل الفرحة على قلب والدته التي عانت من سلوك والده الذي يشرب الخمر دائماً ثم يبدأ في العراك والصراخ، و لكن عندما بلغ الطفل الجميل عامه الثاني بدأ يتغير كثيراً.
متلازمة بروتيوس
متلازمة بروتيوس مرض نادر جداً من الصعب أن يعاني منه أحد، ولكن كانت إرادة الله أن يحمل جوزيف ميريك هذا المرض ليصبح أشهر شخص حمل هذا المرض حتى الآن، ومن أعراض هذا المرض تضخم الجزء الأيمن من الجسد أو الجزء الأيسر بالكامل، بمعنى أوضح تضخم في الذارع والقدم ونصف الوجه بالكامل، مما بالطبع يتسبب في تشوهات في الجلد والوجه والجسد ويؤثر أيضاً على الحركة وتناول الطعام والعمود الفقري.
معاناة جوزيف ميريك في الطفولة
بالطبع لا شك في أنه عانى من سخرية الأطفال، ولكن كانت المعاناة الأكبر عندما ماتت والدته الإنسان الوحيد الذي أحبه بدون الانزعاج من مظهره لأنه كانت تعلم كم كان طفلها جميل من الداخل، ولا يجد أي حنان من قبل والده، وكانت المصيبة الأكبر عندما تزوج الأب من امرأة قاسية جداً تحمل منها جوزيف الضرب والإهانة وصبر حتى نفذ صبرها هي من وجوده وقامت بطرده.
جوزيف ميريك ينضم إلى مسوخ السيرك
بعد أن وضع جوزيف في دار للمشردين لن يجد فيها إلا القسوة التي فاقت قسوة زوجه أبيه، ولذلك كان لا يوجد خيار أمامه إلا الهروب ليصبح في الشارع مرة أخرى، ولكن كيف سوف يوفر الطعام والمأوى، وكالعادة لم يجد أمامه إلا خيار واحد قاسي يجب أن يفعله وهو التجارة بمرضه مثله مثل غيره من الأشخاص الذين يعانون من التشوهات، ولذلك أنضم إلى مسوخ السيرك ليحصل على الطعام والشراب والسكن، وبدأ يتم عرضه على الجمهور القاسي الذي لقبه باسم الرجل الفيل.
الطبيب تريفيس القلب الرحيم
كان من بين هذا الجمهور القاسي رجل أمتلك قلب إنسان ممتلئ بالرحمة، عرض الطبيب تريفيس على جوزيف المساعدة ولكن جوزيف كان عزيز النفس لذلك رفض مساعدته وترك له دكتور تريفيس عنوان المستشفى التي يعمل بها حتى إذا أحتاج مساعدته في يوم من الأيام يتمكن من الوصول إليه، وبعد فترة أصدرت المملكة البريطانية قانون بحظر استغلال المعاقين في عروض ما تسمى مسوخ السيرك بذلك لم يجد جوزيف حل أمامه غير اللجوء إلى دكتور تريفيس الذي سعد بلقائه مرة أخرى وعلى الفور تحدث مع ملكة بريطانية بخصوص حالة جوزيف، والتي فقررت مساعدة دكتور تريفيس في توفير سكن له في أحدى غرف المستشفى وتوفير الرعاية الصحية والطعام وكل شيء يحتاج إليه.مسوخ السيرك
اكتشاف مواهب جوزيف ميريك
داخل المستشفى كان جوزيف قادراً على تكوين علاقات جيدة مع الأطباء وطاقم التمريض، ليكشف عن شخصيته المذهلة حيث تفاجأ الجميع بأنه شخص مثقف للغاية وقادر أيضاً على نقد أفضل وأشهر الأعمال الأدبية والفنية، وخلال فترة قصيرة أشتهر كثيراً مما لفت نظر الكثير من الأدباء والفنانين وأيضاً الأمراء لمقابلته والتحدث معه.
أمنية لم تتحقق
بالرغم من أن جوزيف وجد الرعاية والاهتمام إلا أنه ظل يحلم بأن يقابل فتاة تنظر لجماله الداخلي وترى شخصيته المبهرة والفريدة وتحبه وتقرر أن تتزوجه ليحظي بحياة طبيعية، وقال جوزيف بخصوص هذا الحلم عبارة مؤلمة جداً “أتمنى أن أقابل فتاة عمياء لتكتشف الجمال الذي بداخلي دون أن ترى مظهري المخيف”.
نهاية جوزيف ميريك
مرض جوزيف حرمه من كل شيء حتى النوم بشكل طبيعي حيث حذره الأطباء من النوم على ظهره لأن هذا سوف يتسبب له في الاختناق والموت فظل سنوات طويلة ينام على جنبه، وفي يوم من الأيام تأخر كثيراً فقاموا بالدخول إلى غرفته للاطمئنان عليه فوجدوه نائم على ظهره وقد فارق الحياة وهو لم يكمل الثامن والعشرون من العمر، ولا أحد يعلم هل تعمد جوزيف النوم على ظهره حتى ينهي حياته البائسة أم فعل ذلك أثناء نومه بدون قصد.
جوليا باسترانا
هذه الفتاة تم استغلالها من الجميع حتى أقرب إنسان إليها والدتها، ولدت جوليا في المكسيك عام (1834) ويقال أنها من أصول هندية، كانت تعاني من مرض فرط نمو الشعر، مما جعل الشعر يغطي جسمها بالكامل وجهها بشكل غير طبيعي ذلك أخفى ملامحها، كما أنها كانت تمتلك فم كبير وأسنان مدببه وأذن كبيرة، علمتها والدتها الغناء والرقص منذ الطفولة لأنها كانت تعلم تماماً أن مثلها مطلوب في العصر القذر وللأسف لم تفكر الأم إلا في استغلال مرض أبنتها بدلاً من حمايتها.
عمل جوليا في السيرك
في يوم من الأيام ذهب رجل يدعى “ثيودور لينت” إلى والدة جوليا وأعطى لها مبلغ مغري مقابل الحصول عليها، وبالطبع وافقت الأم على الفور بدون التفكير في ابنتها، اصطحبها الرجل لتقديم الفقرات الاستعراضية ضمن مسوخ السيرك والغريب أنه أعلن عن رغبته في الزواج منها، هل ابتسمت الحياة لجوليا و وجدت الحب الحقيقي بالطبع لا هو فقط كان يريد أن يضمن أنها سوف تظل ملكه للأبد ولن يخسر المال الكثير الذي يحصل عليه من خلفها.
نهاية جوليا باسترانا
تزوجت جوليا من الشخص الذي اشترها من والدتها وبعد عناء العمل كواحدة من مسوخ السيرك ولقبت بالفتاة القرد، جاءت لحظة سعيدة تحلم بها كل فتاة وهي حملها سوف تصبح أم هل سوف يعوضها حنان أبنها عن كل هذا الظلم ؟ ولكن لم تتحمل جوليا الولادة وتوفيت على الفور.
استغلال جوليا باسترانا بعد موتها
هنا فقط الزوج المستغل مصدر المال ولكن جوليا أنجبت طفل يحمل نفس مرضها هل هذا سوف يعوضه لكن من رحمه الله أن الطفل أيضاً مات ولم يعيش هذه المأساة، إذا ماذا سوف يفعل؟ قسوة قلب هذا الرجل الذي عشق المال أكثر من أي شيء جعلته يفكر في استغلال الموتى لذلك على الفور قام بالاتصال بإحدى الأطباء معدومين الضمير من أجل عمل عملية تحنيط لجوليا وطفلها، وقام بعرض الجثث في صندوق مصنوع من الزجاج إلى الجمهور من أجل الحصول على الكثير من الأموال، ولكن بعد ذلك تم سرقة الجثث لتظهر مرة أخرى بعد فترة طويلة في النرويج.
عودة مومياء جوليا باسترانا وطفلها إلى موطنها
وبعد معاناة من سرقة جثه جوليا وطفلها وعرضها في أكثر من بلد انتهت عملية الاستغلال البشعة هذه بعد 150 عام من موت جوليا ليتم إعادة الجثث إلى المكسيك ودفنها، أما بالنسبة للزوج ظل يبحث عن ضحية أخرى حتى وجد فتاة تعاني من نفس مرض جوليا ليتزوجها ويتم تكرار نفس المأساة لكن انتهي به الحال إلى للجنون والدخول إلى مستشفى الأمراض العقلية.
أضف تعليق