لو قمنا بالمقارنة أيهما أصعب، الأبوة في الوقت الحالي، أم قبل 30 سنة، ماذا ستكون الإجابة، الكثيرون سيذهبون إلى أن تربية الأطفال في العصر الحالي أسهل بكثير واكثر يسرا، لكن بالقطع هذه الإجابة متسرعة وتحمل في طيها عند التفكير السليم والمتسرع، فعلى الرغم أنه لم تكن تربية طفلة أمرًا سهلاً أبدًا في السابق. لكن في القرن الواحد والعشرين، أصبح الأمر معقدًا بشكل لا يسبر غوره. ولعل اكبر الأمثلة على ذلك وعلى مدى الصعوبة هي واحدة من اكبر المفارقات أيضا فغالبًا ما تكون الأشياء المصممة لجعل العالم أكثر أمانًا ووصولًا للأطفال، هي اكثر مزعجات الآباء ، ما عليك سوى التفكير في الإنترنت، وهو أمر مذهل وإيجابي عندما يكون بمثابة (مكتبة افتراضية للمعرفة للأطفال) ومرعب (بما يقدم من مواد ومواقع تساعد على الانحراف). وهذه هي فقط البداية في قائمة تطول. في ما يلي 9 أشياء يشعر أولياء الأمور اليوم بالقلق بشأنها باستمرار والتي لم تكن موجودة قبل 30 عامًا.
استكشف هذه المقالة
مقاعد الأطفال في السيارة
قديما كانت وسيلة ركوب الأطفال في المركبة بسيطة وسريعة، يجلس الطفل في المقعد الخلفي مع أحد الوالدين أو الأخوة الكبار، ويمكن استخدام حزام الأمان، ولكن على الأغلب يتم جلوس الطفل في حضن الراكب الأخر، ويتم استخدام الأذرع كحزام أمان والأصابع بمثابة المشبك، وتنطلق المركبة، وفي حالة تحرك الراكب الصغير، سيتم الصراخ عليه من قبل الأب (السائق بطريقة عنيفة) حتى يجمد في مكانه. الآن هناك اختلاف كبير، فمن مزعجات الآباء أنك بحاجة إلى المقعد المخصص للطفل ضمن شروط السلامة والحماية، وبعكس ذلك فأنت معرض للمخالفة من الشرطة، في مجتمعاتنا العربية حيث يكون عدد الأطفال كبير، قد يشكل شراء وتواجد هذه المقاعد عبئا ماليا لرب الأسرة، بالإضافة إلى المخالفة إذا لم يستخدمه. مع كل هذا إلا أنني مع استخدام هذه المقاعد لحماية الأطفال.
Google من مزعجات الآباء حاليًا
قديما كان سهلا جدا عندما يكون لدى الأطفال سؤال، كل ما عليك إخبارهم (لا أعرف، سأسال لاحقا)، هذا إن كان الوالد متعاطفا جدا مع الطفل، ولكن الآن، إذا كان لديهم أسئلة، فإنهم لديهم الإنترنت في متناول أيديهم. فكل ما على الطفل هو مجرد البحث عبر جوجل، المشكلة في حال تعثر الطفل بطريق الخطأ على شيء من شأنه أن يدمر براءته إلى الأبد.
الحساسية من المكسرات من مزعجات الآباء حاليًا
نشأنا، ونحن نسمع بصورة عابرة عن الأطفال الذين يصابون بأنواع معينة من الحساسية خاصة تجاه المكسرات والجوز على وجه التحديد، فهي كانت فريدة من نوعها. ولكن، وفقا لمراكز الأبحاث والدراسات العالمية فقد تضاعفت حالات الحساسية من الفول السوداني والجوز بجوالي الثلاث أضعاف بين الأطفال، وقد يكون من الممكن تخيل وجود مدارس خالية من الجوز لاحقا.
قنوات الأخبار
بفضل قنوات الأخبار على مدار 24 ساعة، قد يتعرض الطفل لصور مرعبة أو كلمات خشنة في أي لحظة في أي وقت من اليوم. والمشكلة أن الآباء في الدول العربية لديهم إدمان على مثل هذه القنوات، حتى لو كان يجلس جنبه طفله، قديما كانت نشرة الأخبار لا تتعدى النصف ساعة، وتوقيت النشرة الرئيسية الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف مساء، ويقرأها المذيع بسرعة تجنبا للإطالة وحتى يلحق المشاهدون بالمسلسل المصري أو البدوي، وعاليا ما يكون الأطفال في فراشهم من تعب اللعب طوال اليوم بألعاب تحتاج الطاقة وليس الشاشة.
تمويل المدارس الخاصة من مزعجات الآباء
عندما تجلس مع احد الوالدين حاليا ستجده يتكلم بامتعاض وحزن وثقل هائل بين كتفيه عن بداية أو منتصف العام والأقساط الخاصة بالمدارس، وكيف أنها أصبحت تستنزف معظم راتبه، فالمدارس الحكومية أصبحت غير كافية ولا تقدم التعليم المنتظر للطالب، ولا حتى المقاعد كافيه. قديما كان مجرد طلب درس خصوصي واحد لمادة كالفيزياء أو الرياضيات كافيا ليشعل حرب خنادق في البيت/ مع قيام الأم باستخدام الوسائد كواقية للأسلحة الطائرة من قبل الأب خوفا على طفلها. بعيدا عن المزاح، الآن اصبح مجرد التفكير بتعليم الطفل هما قاتلا لكل أب وأم.
وقت الشاشة المفتوح
كان هناك هذا الشيء الذي كان يُطلق عليه الساعة الخامسة، وكان هذا هو الوقت الوحيد في الأسبوع الذي يمكن فيه للأطفال مشاهدة الرسوم المتحركة. إذا فاتتك هذه الفرصة، فقد فاتتك، ولن ترى كرتونا آخر في هذا اليوم، لكن في هذه الأيام؟ يتمتع الأطفال بخيارات لا حصر لها، وهم قادرون على مشاهدة أي عرض يمكن أن يتخيلوه في أي وقت، ليلاً أو نهارًا. ولهذا أصبح يُطلب الآن من أحد الوالدين تخصيص وقت للشاشة، وتحديد عدد الدقائق والساعات بالضبط التي يحدق بها أطفالهم في الشاشات الوامضة. وهو ما يثير الكثير من المشاكل والجدل أحيانا بين أفراد الأسرة ويعد من مزعجات الآباء الكبرى.
YouTube
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يدمر بها YouTube الأطفال، من خلال عصف الإعلانات التجارية إلى مقاطع الفيديو المزعجة، التي تم تصميمها لتبدو مشابهة إلى حد ما للعروض المتحركة غير الضارة التي يشاهدونها على التلفزيون، والتي يحذر بعض الخبراء من أنها تسبب الأذى النفسي على المدى الطويل للطفل. قبل أكثر من ثلاثة عقود، كان أكثر الأشياء التي يمكن أن يراها الطفل هو ما إذا كان آباؤهم يسمحون لهم بالبقاء ربع ساعة أخرى لمشاهدة بعض الكرتون أن توفر.
سمنة الطفولة من مزعجات الآباء
في 30 عامًا فقط، تضاعفت نسبة البدانة بين الأطفال وأربعة أضعاف بين المراهقين. والسبب توفر السكريات والحلويات والطعمة الجاهزة بطريقة كبيرة وكثرة، فواحد من كل خمسة أطفال أصيب بالسمنة من الناحية الفنية. والمشكلة انه أصبح الأطفال يتناولون الآن نفس نوع الأدوية التي يتناولها آباؤهم لإدارة ضغط الدم والسكري والكوليسترول. لذا بالإضافة إلى التأكد من أن الأطفال ينظفون أسنانهم ويرتدون ملابسهم كل صباح، يجب على الآباء أيضاً أن يقيسوا الضغط لهم.
أنشطة ما بعد المدرسة
ماذا فعل الأطفال بعد المدرسة منذ 30 عامًا؟ لم يكن لدى معظم الآباء أي فكرة. ربما قاموا بالتسكع مع أصدقائهم، ربما كان لديهم أنشطة خارج المنهج، كانت حياة الطفل بعد المدرسة آمنة ونشيطة وجميلة، لكن اليوم من مزعجات الآباء أنه من المتوقع أن ينظم الآباء كل لحظات حياة أطفالهم. إذا لم يكونوا في المدرسة، فيجب أن يكونوا في فصول دراسية في الفن أو دروس موسيقية أو الدروس الخاصة أو البيت. إنه أمر مرهق، حتى حياة الطفل أصبحت مملة كالرجل الآلي.
أضف تعليق