مرض التيفوس من الأمراض المستوطنة التي ترتبط بتربية الحيوانات المنزلية التي تنقل العدوى للبشر في المناطق الحضرية، وكذلك ينتقل بسبب انتشار البراغيث والفئران والحشرات الأخرى التي تنقلها للبشر في المناطق الريفية كذلك، وهو من الأمراض الحموية الحادة التي تنتشر بصورة كبيرة في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، وقد ظهر هذا المرض في عدة أماكن في العالم مصاحبا للحروب والكوارث، وخلال الحرب العالمية الأولى مات بسببه أكثر من ثلاثة ملايين شخصٍ في أوربا وروسيا، ومن أشهر مناطق انتشاره أوروبا وبعض المناطق بالولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا وإقليم البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا، وتظهر أعراض ذلك المرض في فصول: الربيع والخريف والصيف، ولذلك سوف نعرض في هذا المقال: ما هو مرض التيفوس المتوطن؟ ما الفرق بين حمى التيفوس وحمى التيفود؟ ما هي أسباب مرض التيفوس؟ ماذا تعرف عن تاريخ مرض التيفوس؟ لماذا يطلق عليه مرض السجين؟ ما الأمراض التي يسببها القمل وحشرات الفراش؟ كيف تكون أعراض مرض التيفوس؟ كيف يتم تشخيص مرض التيفوس وعلاجه؟ كيف تكون الوقاية من مرض التيفوس؟
استكشف هذه المقالة
ما هو مرض التيفوس المتوطن؟
هو عبارة عن حمى أو مرض التيفوس الوبائي المتوطن، ويطلق عليه اسم الحمى النمشية، وهو ناتج عن عدوى بكتيرية تسمى: “الركتسيا التيفية”، وينتشر هذا المرض بين البشر نتيجة الاتصال مع البراغيث أو حشرات الفراش المنزلية المصابة والناقلة للمرض، حيث تحمل تلك الحشرات اللا فقارية كالعث والبراغيث والقمل والقراد وغيرها مما يعرف باسم المفصليات المرض، وعند اتصالها بالبشر عن طريق اللدغ تتسبب في حالة من الأكلان أو الهرش أو الحكة التي تؤدي إلى فتح مسام الجلد؛ ويترتب على ذلك اتصال فضلات أو براز تلك الحشرات بمجرى الدم لدى الشخص، فيؤدي إلى إصابته وانتقال العدوى إليه مباشرة، وتستمر تلك البكتيريا في النمو والتكاثر حتى ينتشر المرض في جميع أجزاء الجسم، وقد حدد العلماء لمرض التيفوس المتوطن ثلاثة أنواع، وهي كالتالي:
تيفوس الفئران الوبائي
وهو ما يطلق عليه مرض التيفوس المستوطن، وهو ينتقل إلى البشر عن طريق لسع أو لدغ البراغيث المنتشرة في الفئران، وهو ينتشر في المناطق الجبلية أو الريفية التي تكثر فيها الفئران، وبسبب القضاء على تلك الفئران في المناطق الحضرية وكثير من المناطق الريفية تمت السيطرة على هذا النوع من المرض.
تيفوس القراد
وهو ما يطلق عليه مرض حمى النهر اليابانية، وينتشر بكثرة في دول غرب المحيط الهادي وقارة آسيا عموما، وهو يشبه مرض التيفوس الوبائي في آثاره وأعراضه، وتعتبر البراغيث الخارقة أو العثة والسوس هي الحشرات المسببة للمرض، حيث ينتقل من خلالها إلى البشر.
تيفوس الحكة
وهو من أكثر أنواع هذا المرض انتشارا في عديد من دول العالم، ويطلق عليه اسم مرض حمى الروكي، ومن أشهر مناطق انتشاره الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ينتقل عن طريق قراد الكلب الأمريكي وقراد الأخشاب عند اتصالها مع الفئران أو الكلاب المصابة، وتنتقل جرثومة المرض إلى البشر عن طريق الاختلاط مع الكلاب أو الفئران الناقلة للمرض، وذلك عن طريق لدغ البراغيث أو القراد المصاب الذي يعيش على الفئران أو الكلاب أو الأخشاب.
ما الفرق بين حمى التيفوس وحمى التيفود؟
منذ مئات السنين ابتُلي العالم بمرض التيفود ومرض التيفوس الوبائي، ويتأثر بهما كل عام ملايين الأشخاص، وقد مات من آثارهما ملايين المصابين، ويخلط كثير من الناس بين المرضين، ولا يعرفون الفرق بينهما، ولكن لكل نوع منهما أسبابه وأعراضه التي تختلف عن الآخر، وفيما يلي أهم الاختلافات التي تجعلنا نميز بين حمى التيفود وحمى التيفوس:
مرض حمى التيفوس
وهذا المرض ينتقل كما ذكرنا سابقا عن طريق البراغيث والحشرات اللا فقارية، وذلك عن طريق العدوى بسبب لدغ تلك الحشرات واتصالها المباشر بمجرى الدم لدى الإنسان، وينتشر ذلك الوباء في المناطق المكتظة بالسكان التي تتميز بالإهمال الطبي والتلوث وسوء النظافة، ويزداد انتشاره في المناطق الباردة والجبلية بإفريقيا وأمريكا وآسيا، ويؤثر مرض التيفوس على كثير من الأفراد ويؤدي إلى الوفاة خلال الكوارث الطبيعية والحروب، ولكن بصفة عامة يمكن السيطرة على هذا المرض بالنظافة والتخلص من الحشرات الناقلة للمرض.
مرض حمى التيفود
مرض التيفود أو الحمى التيفودية من الأمراض التي تنتقل عن طريق تلوث الغذاء، حيث يُصاب بهذا المرض كل عام ملايين الأفراد، يموت منهم سنويا حوالي 200000 شخص، وذلك بسبب تلوث الطعام والشراب ببكتريا السالمونيلا الناقلة للمرض، وقد تأتي العدوي من شخص مصاب يطهو لك الطعام أو غير ذلك؛ مما يؤدي إلى الآلام الحادة في البطن والقيء وارتفاع في درجة حرارة الجسم وغير ذلك من الأعراض الأخرى، ويمثل التيفود خطرا شديدا عند تطوره وازدياد حدته والفشل في السيطرة عليه، خاصة إذا كان مصحوبا بنزيف معوي أو معدي وانثقاب أو انسداد الأمعاء، ويصل الأمر إلى انتشار الوباء أو الكوليرا التيفودية القاتلة، وقد أجرى العلماء العديد من الأبحاث حتى توصلوا إلى لقاح وقائي ضد مرض التيفود، وذلك بخلاف مرض التيفوس الذي لم يهتم العلماء بتصنيع لقاح له في الوقت الحالي.
ما هي أسباب مرض التيفوس؟
لا ينتقل مرض التيفوس من شخص لآخر مثل طريقة انتقال أمراض البرد والإنفلونزا، ولكن العدوى بهذا الوباء أو المرض المستوطن تكون من خلال الحشرات المفصلية التي تتغذى على الدم الناقلة للمرض ومن أشهر تلك الحشرات: القمل والبراغيث والقراد والعث، حيث تحمل تلك الحشرات البكتريا المسببة للمرض وهي بكتيريا الركتيسيا التيفية، التي تتكاثر في فضلات أو براز تلك الحشرات المذكورة، وتعيش تلك الحشرات في فراش الإنسان أو تعيش متطفلة على بعض أنواع الحيوانات الثديية الأليفة مثل: الكلاب أو الفئران أو القطط؛ لتحافظ على دورة حياتها، وبالتالي تنتقل تلك الحشرات إلى الإنسان عند الاتصال أو الاختلاط مع تلك الحيوانات والحشرات، وعند تبرز تلك الحشرات ولدغها لبشرة الإنسان يؤدي ذلك إلى الحكة والهرش؛ مما يترتب عليه الاتصال المباشر بين تلك البكتيريا المسببة للإصابة وحدوث مرض التيفوس “الركتيسيا” ومجرى دم الإنسان، وهنا تحدث العدوى، وتبدأ أعراض المرض في الظهور بسبب انتشار البكتيريا في دم الإنسان من خلال الجروح الصغيرة على بشرته.
ماذا تعرف عن تاريخ مرض التيفوس؟
يعتقد الباحثون أن مرض التيفوس معروف منذ التاريخ القديم وقبل عصور الفراعنة، وعلى الرغم من ذلك فإن أول وصف أو خبر يقيني عن المرض قد عرفه العالم خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك عندما انتشر هذا الوباء في دير صقلية، وقد نسب مرض التيفوس إلى الأمراض الوبائية في عام 1489م أثناء حصار غرناطة، ثم انتشر بعد ذلك في جميع أنحاء أوروبا، وقد اختلف العلماء في أسباب انتشار هذا المرض في الأمريكيتين (الشمالية والجنوبية)، حيث رأى بعضهم أن المستكشفون من الإسبانيين هم الذين جلبوا معهم المرض إلى الأمريكيتين خلال القرن السادس عشر، ويرى بعض العلماء أن المرض موجود بالفعل في أراضي ومجتمعات الأمريكيتين قبل اكتشافهما من قِبَل كولومبوس، وفي أوائل القرن التاسع عشر انتشر مرض أو وباء التيفوس في أنحاء مختلفة من أوربا بشكل ملحوظ، أما خلال القرن العشرين فقد انتشر مرض أو وباء التيفوس في أنحاء أوروبا وشمال قارة أفريقيا وجزر المحيط الهادي ومناطق متعددة من شرق آسيا.
لماذا يطلق عليه مرض السجين؟
إن المتأمل في تاريخ الحروب منذ القدم، وما يرافقها من فقر وسوء الأحوال المعيشية، وفتح للسجون؛ فإن يلاحظ أن تلك الحروب تؤدي إلى تفشي الأمراض والمجاعات، ومن أشهر الأمراض التي تتفشى بين السجناء مرض التيفوس الوبائي؛ وذلك لأن السجون تفتقر إلى النظافة والاهتمام، وبالتالي تنتشر حشرات الفراش الناقلة للمرض والطفيليات والحيوانات الصغيرة كالجرذان والفئران والقمل والقراد والبراغيث والعث وغيرها، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فالحرب العالمية الأولى وما صاحبها من أمراض تشهد بذلك، والحرب العالمية الثانية التي انتشر مرض التيفوس خلالها في شمال أفريقيا وجزر المحيط الهادي وأوروبا، حيث قُتل آلاف بل مئات من الآلاف من السجناء في معسكرات الاعتقال الألمانية، ولا يزال مرض التيفوس الوبائي يمثل خطرا على كثير من الدول في أنحاء العالم المختلفة، وخاصة بين السجناء التي لا يهتم بها ولا بنظافة الأماكن المحيطة بها، ومن هنا يعد التيفوس وباءً خطيرا يهدد أجزاء متفرقة من العالم، وقد يؤدي إلى تدمير العالم في ظل الظروف المعيشية غير الصحية.
ما الأمراض التي يسببها القمل وحشرات الفراش؟
تنتشر الحشرات المنزلية أو حشرات الفراش في المناطق المزدحمة بالسكان، وخاصة الفقيرة التي تفتقر إلى النظافة والاهتمام بالبيئة والصحة، ومن أشهر تلك الحشرات: القمل والبراغيث والعث والقراد وغير ذلك من الحشرات المتطفلة التي تعيش وتتغذى على دم الإنسان، وكل نوع من حشرات الفراش ينقسم إلى عدة فصائل تختلف باختلاف أماكن تواجدها ومعيشتها، فالقمل ينقسم إلى ثلاثة أصناف: قمل الجسم الذي يعيش ويتغذى على جسم الإنسان، قمل الرأس الذي يعيش داخل شعر الرأس ويتغذى على فروة الرأس، قمل العانة الذي يعيش داخل شعر العانة ويتغذى على جلد الإنسان أسفل الشعر، وإذا فارق القمل عائله يموت خلال خمسة أيام على أقصى تقدير، وفيما يلي أهم الأمراض التي ينقلها القمل وحشرات الفراش إلى الإنسان:
مرض التيفوس المستوطن
من أشهر الأمراض التي تنتقل بسبب انتشار القمل وحشرات الفراش حمى التيفوس الوبائية، وقد تتعدد مسميات هذا المرض باختلاف موطنه، فقد يسمى: حمى الخندق أو حمى القراد أو حمى الفئران المستوطنة أو الحمى اليابانية أو التهاب الدماغ الياباني أو غير ذلك، وقد فصلنا الحديث عنها سابقا.
حمى الضنك
من الأمراض التي تنقلها حشرات الفراش بسبب انتقال وانتشار فيروس المساكن، وهو مرض وبائي ينتشر بعد فترة حضانة 7 أيام فقط، وإذا زادت حدته يؤدي إلى الموت.
مرض لايم
وهو من الأمراض التي تنتقل نتيجة البكتريا المنقولة عبر لدغ القراد، وينتشر هذا المرض في أمريكا الشمالية أكثر من أوروبا.
التهاب السحايا والدماغ
وهو من الأمراض التي ينقلها القراد للبشر عن طريق العدوى الفيروسية الفصلية التي تنتشر في فصلي الربيع والصيف، ومن أشهر المناطق المتضررة من هذا المرض أوروبا الوسطى والشرقية، وبعض المناطق الآسيوية كروسيا واليابان.
الملاريا
تعتبر الملاريا من الأمراض الوبائية التي تنتقل من خلال الحشرات المنزلية كالبعوض والذباب والقمل والبراغيث وغيرها؛ وذلك لأن تلك الحشرات تنقل العدوى بين الناس عن طريق اختلاط الدماء والتلوث الذي يحدث من أنبوبها الماص الذي تمتص به الدماء من الإنسان، وينقل العدوى تبعا لذلك.
ما هي أعراض مرض التيفوس ؟
لا تختلف أعراض مرض التيفوس أو وباء التيفوس المستوطن كثيرا باختلاف نوع التيفوس، وتتفق جميعا في بعض الأعراض المشهورة التي من أهمها صداع شديد في الرأس، الشعور بقشعريرة أو برودة في الجسم، طفح جلدي في مناطق متفرقة من الجسم على هيئة نقاط أو بقع حمراء داكنة، حكة جلدية ورغبة ملحة في حك الجلد، ارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة ملحوظة، الرجفة والارتباك والحركات اللا إرادية، الدوخة أو الفقدان التام للوعي في كثير من الأحيان، انخفاض ملحوظ في مستوى ضغط الدم، حساسية العين للأضواء الشديدة الساطعة، الشعور بألم شديد في العضلات أو في أجزاء متفرقة من الجسم، وبعض أنواع التيفود تكون مصحوبة بالسعال الجاف أو القيء والغثيان أو الإسهال أو تضخم الغدد الليمفاوية أو الإرهاق الشديد أو القرح الجلدية التي تنتشر في مواضع عضة تلك الحشرات من القمل والبق والبراغيث، وقد يتطور المرض وتزداد مضاعفاته، وتصل إلى التهاب في الكبد أو نزيف في الجهاز الهضمي والأمعاء أو الهزال وانخفاض ملحوظ في الحجم وقلة السوائل في الجسم، وأيضا من المضاعفات المحتملة الالتهاب الرئوي وتلف الجهاز العصبي المركزي والقصور الكلوي.
كيف يتم تشخيص مرض التيفوس وعلاجه؟
يعتمد تشخيص مرض التيفوس الوبائي في الأساس على الفحص البدني وجمع معلومات تفصيلية عن الأعراض التي يعاني منها المريض، وعادة ما يكون التشخيص أمرا صعبا لتشابه أعراضه مع بعض الأمراض الأخرى مثل: حمى الضنك، ومرض الملاريا الوبائي، وداء البروسيلا المعروف، وحمى التيفود، وغير ذلك، ولكن يتم تشخيص معظم الحالات عن طريق تحليل جزء من الجلد المصاب، وكذلك الاختبارات المصلية الحادة التي تسمى اختبارات المناعة، أو اختبارات PCR، ونادرا ما ينجح الأطباء في عزل بكتيريا الركتيسيا المسببة للمرض من خلال عمل مزرعة لتحليل الدم، وذلك بالإضافة إلى المظاهر والعلامات السريرية التي تدل على الإصابة بهذا المرض، ومنها انتشار حشرات الفراش من القمل والبراغيث والبق والعث والقراد وغير ذلك، مع ضرورة ملاحظة بعض الأمور منها: انتشار مرض التيفوس في البيئة المحيطة، السفر من فترة قريبة إلى خارج البلاد دون إجراء تحاليل أو تناول أمصال مضادة للمرض، العيش في منطقة مزدحمة بالسكان، انتشار التلوث والحشرات والحيوانات الأليفة من القطط والفئران والكلاب في البيئة المحيطة.
يتم علاج مرض التيفوس بأشكاله المختلفة بالمضادات الحيوية، ولكن تختلف طرق العلاج والكم المناسب حسب حالة المريض، وبالنسبة لطرق علاج مرض التيفوس المستوطن فهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع من العلاجات، يتم تحديد النوع المناسب للمريض حسب السن وحالته الصحية والعلاج المناسب له، وهذه الأنواع كالتالي:
الدوكسيسيكلين
وهو المضاد الحيوي الأنسب لعلاج مرض التيفوس بصفة عامة، ويستمر العلاج به لمدة أسبوع على الأقل في الحالات الشديدة، وحسبما أثبتت الأبحاث السريرية على المرضى في اليونان والولايات المتحدة الأمريكية فإن الحمى الشديدة لا تستمر مع هذا العلاج أكثر من ثلاثة أيام، كما يوصي الأطباء بضرورة شرب السوائل وتناول المحاليل عبر الوريد لتعويض الفاقد من الإسهال وغيره، ومساعدة المريض على مقاومة المرض.
الكلورامفينيكول
وهو الخيار الأمثل من المضادات الحيوية لعلاج مرض التيفوس لدى النساء الحوامل خاصة في المراحل الأولى من الحمل، وكذلك النساء المرضعات أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك لضمان سلامة الجنين، لأن النوع الأول أشد خطورة على صحة الجنين من النوع الثاني الذي يعتبر أكثر أمانا، وإن طالت معه مدة العلاج قليلا.
السيبروفلوكساسين
وهو يعتبر من البدائل الفعالة المناسبة لعلاج مرض التيفوس الوبائي، حيث أظهرت الدراسات المختبرية في السويد وإسبانيا أن الكينولونات كالفلوكساسين والسيبروفلوكساسين فعالة أيضا في علاج هذا المرض، ولكنها بطيئة قليلا في نتيجتها والقضاء على المرض.
كيف يمكن الوقاية من مرض التيفوس؟
خلال الحرب العالمية الثانية تم تصنيع لقاح للوقاية من مرض التيفوس الوبائي ومنع انتشاره، ولكن بسبب قلة عدد المصابين به بعد ذلك توقف تصنيع اللقاح، فلا توجد أمصال أو لقاحات للتحصين من المرض حاليا رغم خطورته، لذلك فإن أسهل طريقة لمنع انتشار مرض التيفوس هي تجنب الآفات التي تنقله وتؤدي إلى انتشاره، وفيما يلي أهم الاقتراحات المناسبة للوقاية من هذا المرض والوباء المستوطن:
- الحفاظ على النظافة الشخصية بصفة مستمرة، من خلال تنظيف الجسم والشعر والملابس والمسكن وغير ذلك، بما يضمن للفرد الوقاية من الإصابة بالقمل أو البراغيث الناقلة للمرض.
- تجنب الأماكن المزدحمة بالسكان، حيث تكون الفرصة مهيأة لانتشار الأمراض المختلفة ومن أهمها مرض التيفوس الوبائي، حيث تنتقل الحشرات كالبراغيث أو القمل أو غير ذلك بين الناس ناقلة معها المرض إلى الآخرين، وإذا لزم الأمر أن تكون متواجدا في المناطق المزدحمة، فيجب أن تحرص على تعليمات الأمان الصحية المناسبة، وذلك كتناول المضادات الحيوية التي تضمن لك الوقاية، ارتداء الملابس الصحية التي تضمن عدم انتقال تلك الحشرات، وأيضا التخلص من تلك الملابس عند العودة وفي أقرب فرصة.
- تجنب الاختلاط مع الحيوانات الأليفة أو القوارض الناقلة للمرض، وإذا لزم الأمر تربية بعضها يجب الحفاظ على تحصينها وتنظيفها بصفة مستمرة؛ وذلك لضمان خلوها من الحشرات المفصلية الناقلة للمرض، وكذلك يجب ارتداء القفازات عند التعامل مع الأنواع المريضة أو الميتة منها.
- تجنب السفر إلى المناطق الموبوءة أو البلدان ذات المخاطر العالية التي تتميز بانتشار المرض فيها بصورة كبيرة، وإذا لزم الأمر لا بد من ارتداء الملابس الواقية، وكذلك تناول المضادات الحيوية الوقائية.
- استخدام المواد الكيميائية للقضاء على حشرات الفراش من القمل والقراد والعث والبق والبراغيث الناقلة للمرض، وتجنب ارتداء الملابس التي بها تلك الحشرات قبل أسبوع على الأقل؛ لأن تلك الحشرات تموت بعد خمسة أيام إذا لم تجد العائل، واحرص على إخلاء المكان الذي ترش به المواد الكيميائية من الأطفال لضمان سلامتهم.
- تأمين المنزل أو المزرعة جيدا، والحفاظ على نظافتهما وخلوهما من الكلاب الضالة أو القطط الضالة والفئران وغير ذلك من الحيوانات التي تحمل الحشرات الناقلة والتي تتسبب في مرض التيفوس الوبائي، والتخلص من أي تجمعات للقمامة بجوار أو بالقرب من المنزل؛ وذلك لأنها تشجع تلك الحيوانات على التجمع حولها بما يسمح بانتقال الحشرات الناقلة للمرض إلى أحد أفراد أسرتك.
رغم خطورة مرض التيفوس المستوطن إلا إن العلاج المبكر بالمضادات الحيوية فعال للغاية، وإذا تم تناول الجرعة كاملة حسبما أوصى الطبيب فإنه لا تحدث انتكاسة للمرض، ولا يمثل المرض خطرا يهدد بقاء المصابين إلا إذا فشلوا في الحصول على العلاج بسبب الفقر أو سوء التشخيص أو غير ذلك، ووفقا لأبحاث العلماء فإن نسبة الوفيات بين مرضى التيفوس المعالجين تصل إلى 4%، وتصل بين غير المعالجين إلى أكثر من ذلك ما بين 10% و60%، وهي نسبة كبيرة تحتاج إلى الوقوف عندها، وقد عرضنا في هذا المقال: ما هو مرض التيفوس المتوطن؟ ما الفرق بين حمى التيفوس وحمى التيفود؟ ما هي أسباب مرض التيفوس؟ ماذا تعرف عن تاريخ مرض التيفوس؟ لماذا يطلق عليه مرض السجين؟ ما الأمراض التي يسببها القمل وحشرات الفراش؟ كيف تكون أعراض مرض التيفوس؟ كيف يتم تشخيص مرض التيفوس وعلاجه؟ كيف تكون الوقاية من مرض التيفوس؟
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق