يعاني 70% من الأشخاص على الأقل من تغير في حاستي الشم والتذوق من حين لأخر، وبالأخص مشكلة مرارة الفم التي تعد حالة من حالات اضطرابات التذوق، وهى تحدث لأسباب كثيرة منها تناول بعض أنواع الأدوية أو التدخين المستمر وأحيانا تكون ناتجة عن التهاب الحلق أو الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ومن خلال هذه السطور سنتحدث عن جميع الأسباب التي يمكن أن تؤدي للإصابة بمرارة الفم وطرق التخلص منها.
استكشف هذه المقالة
أسباب مرارة الفم عند شرب الماء
إن الشعور بطعم معدني أو مر في الحلق بعد شرب الماء مباشرة قد لا يدل على وجود مشكلة صحية ما فقد يكون الماء ملوثا أو تم تخزينه لفترة كبيرة حتى حدث تفاعل للأحماض المعدنية بداخله فيجب حينها التأكد من صلاحية الماء ونظافة الزجاجة الموضوعة به ثم البحث في الأعراض المصاحبة مثل حدوث نزيف باللثة مع خروج رائحة كريهة من الفم مع الرغبة في التقيؤ أو زيادة في إفرازات اللعاب فكل هذه الأعراض قد تحدث لوجود التهاب في اللثة والأسنان أو لوجود مشكلة في الحلق.
أيضا قد يكون السبب ناتجا عن تناول المشروبات المنبهة بكثرة كالشاي والقهوة والنسكافيه والتي تتسبب في جفاف الحلق فنشعر بعضها برغبة ملحة في شرب الماء ونستشعر بوجود هذا الطعم المعدني في الفم فهذه المشروبات تتسبب في الإحساس بمرارة في الفم بالإضافة إلى بعض أنواع الأدوية التي تتطلب إبقائها في الفم حتى تذوب تماما فيظل مذاقها عالقا في الفم لعدة ساعات طويلة ويظهر طعمها مع شرب الماء، ومن هنا يجب الحرص على المضمضة عدة مرات يوميا وبخاصة بعد تناول الأطعمة والمشروبات والأدوية والحرص على استعمال الفرشاة والمعجون بشكل يومي.
مرارة الفم أثناء الصيام
يعتبر الصيام واحدا من أكبر الأسباب المؤدية لمرارة الفم، وهذا يمكن تفسيره بسهولة عن طريق حالة جفاف الفم التي تحدث للإنسان نتيجة للامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة من اليوم فيقل إفراز إنزيمات اللعاب التي تعمل على تجديد مذاق الفم باستمرار، وغالبا ما تزول مرارة الفم بعد تناول الطعام مباشرة، وأيضا قد يؤدي الصيام إلى حدوث ارتجاع بالمرئ فيستشعر المريض بوجود طعم غير مستحب في الفم وهو يحدث نتيجة للنوم مباشرة بعد تناول الإفطار أو السحور وأحيانا يكون ناجما عن وجود أمراض بالمعدة، ولعلاج هذه المشكلة ينصح الأطباء بالامتناع عن التدخين وشرب الماء بكميات كافية أثناء السحور مع تناول الأطعمة التي تقلل من العطش وتقضي على جفاف الفم كالخيار والزبادي وعدم الإكثار من الأطعمة المالحة والأطعمة الغنية بالسكريات.
مرارة الفم أثناء الحمل
من الطبيعي في الشهور الأولى من الحمل، وبخاصة أول ثلاثة أشهر أن تشعر المرأة بالتعب المستمر مع الرغبة في التقيؤ وانخفاض الشهية والإحساس بمرارة في الفم، وهذا الأمر لا يدعو للقلق فهو يحدث نتيجة لاضطراب هرمونات الجسم فبعض هذه الهرمونات ينتج عن ارتفاعها تغير مذاق الفم والتأثير على حاسة التذوق فيخيل للمرأة وجود طعم مر أو مالح في الفم مع تناول أي طعام أو مشروب على الرغم من عدم حدوث ذلك فعليا.
ويمكن أيضا أن تكون هذه الحالة ناجمة عن افتقار الجسم إلى بعض العناصر مثل الحديد والصوديوم وأيضا قد يكون السبب ناتجا عن احتباس السوائل بالجسم نتيجة لضغط الجنين على المثانة البولية والرحم، وفي هذه الحالة يجب على المرأة الحامل المتابعة مع الطبيب لمعرفة السبب الرئيسي المؤدي لهذه الحالة وإمكانية علاجها سريعا خاصة إذا ما استمرت بعد انتهاء الأشهر الأولى من الحمل.
مرارة الفم في الصباح
يشكو الكثير منا من وجود طعم معدني بالفم في ساعات الصباح الباكر وخاصة وقت الاستيقاظ وهذا قد يكون ناتجا عن أسباب كثيرة يجب البحث فيها أولا قبل اللجوء للطبيب فقد تكون المشكلة بسيطة وناتجة عن تناول الكثير من الأطعمة المالحة والغنية بالتوابل أو تناول المشروبات المنبهة أو لوجود فضلات بالفم أو اللسان فالكثير منا يهمل تنظيفه ويكتفي بتفريش الأسنان فقط على الرغم من أن بقايا الطعام تظل عالقة به لساعات طويلة ويمكن أن نلاحظها بشكل واضح ومع تراكم هذه الفضلات في ساعات النوم الطويلة يتم تفاعلها مع إنزيمات الفم حتى تتحول بعد ذلك إلى بكتيريا يصعب التخلص منها.
ومن الأسباب الشائعة أيضا حدوث جرح أو التهاب باللثة أو الأسنان أدى إلى حدوث نزيف بالفم أو خروج القيح في ساعات الليل مما يؤدي إلى استمرار مرارة الفم حتى الصباح، ومن الممكن أيضا أن يكون ناجما عن وصول الإفرازات إلى الفم والمعدة نتيجة لالتهابات الحلق أو الإصابة بالإنفلونزا كما أن هذه المشكلة تحدث أيضا مع نقص السوائل في الجسم أو مع الإصابة بارتجاع المرئ، وهناك أسباب خطيرة أيضا قد تؤدي لمرارة الفم كالإصابة بأحد أمراض الكبد الوبائي حيث يقوم الكبد بإفراز مجموعة من الإنزيمات ويزيد إفرازها بشكل أكبر في ساعات الليل وقد تتسبب بدورها في الوصول إلى الفم وحدوث تغيرات في المذاق أو وجود خلل في إفراز الغدد اللعابية أو الإصابة بمرض السكر.
مرارة الفم والقولون
إن القولون العصبي من الأمراض الشائعة في عصرنا الحالي والتي يصاب بها الكثير من الناس، ويتسبب هذا المرض في حدوث خلل في وظائف المعدة ينتج عنه أعراض كثيرة من بينها حدوث آلام وتشنجات بالمعدة مع وجود صعوبة بالتبرز وخروج بعض الإفرازات مع البول والبراز ووجود تغيرات في المذاق وصعوبة في البلع والشعور بمرارة في الفم، ويعتمد العلاج على أدوية القولون مع المشروبات المهدئة للأعصاب والمعدة كالنعناع والينسون والالتزام بتناول الأطعمة المسلوقة والفواكه والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون.
علاج مرارة الفم بعد الإنفلونزا
في بعض الأحيان تستمر مرارة الفم حتى بعد الشفاء من نزلات البرد والإنفلونزا تماما، ويمكن التخلص من تلك المشكلة عن طريق الاهتمام بتنظيف الفم والأسنان بالفرشاة والمعجون بعد كل وجبة واستعمال الغسول مرتين يوميا على الأقل مع تناول الأعشاب التي تجعل مذاق الفم أفضل كالنعناع والقرنفل والينسون والقرفة والحرص على مضغ اللبان مع الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالأملاح والتوابل والحرص على شرب الماء بكميات كافية خلال اليوم، ويمكن عمل غرغرة من الماء الدافئ والملح أو استعمال المضمضة بزيت السمسم أو زيت جوز الهند فقط لتطهير المعدة والحلق من الجراثيم والميكروبات وإذا ما استمرت هذه المشكلة حتى مع إتباع العلاجات السابقة يجب اللجوء للطبيب.
الخاتمة
إن العلاجات الطبيعية تعمل بشكل فعال للتخلص من مرارة الفم، ولكن مع استمرار المشكلة لعدة أيام يجب اللجوء للطبيب ولا يجب الاستهانة بتلك المشكلة حيث أن هناك أمراض خطيرة قد تتسبب في تغير حاسة التذوق كأمراض الدم والتهاب الكبد الوبائي وقرحه المعدة ومرض كرون.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق