مدمنة التسوق هي امرأة تذهب للتسوق للمتعة فقط وليس لشراء احتياجاتها، وكوننا وجهنا الحديث هنا للمرأة ونسبنا إدمان التسوق لها فلا يعنى ذلك عدم وجوده في عالم الرجال، ولكن الظاهرة منتشرة بين النساء بشكل أكبر، وإن لم تكن سمة من سمات الشخصية النسائية. أما في الرجال فالأمر مختلف، فهناك بعض الحالات الفردية المعدودة. سوف نحاول في مقالنا أن نوضح ما هو إدمان التسوق؟ بماذا تشعر مدمنة التسوق أثناء قيامها بالتسوق؟ هل يعد إدمان التسوق مرضًا نفسيًا؟ ما أسباب إدمان التسوق وكيف يمكن علاجه؟ ماذا أفعل إن كانت زوجتي مدمنة على التسوق؟
كيفية علاج الزوجة مدمنة التسوق والتعامل معها
ما هو إدمان التسوق؟
هو عملية شراء الكثير من الأشياء بنهم كبير ولا يوجد هدف أو غاية لعملية الشراء نفسها، لأنه ببساطة معظم إن لم يكن كل هذه الأشياء لا يحتاجها الفرد إطلاقا أو لن يحتاجها في الفترة الحالية، ولكنة يشعر برغبة ملحة في شراء الأشياء ولا يستطيع مقاومتها أو السيطرة عليها، وعند سؤال مدمنة التسوق عن إدمانها للتسوق ستخبرك بأن لا حيلتها لها في الأمر، هي فقط تشعر برغبة ملحة لعمل هذا الشي وفي الغالب تعاني ولا تعرف ماذا تفعل لما يسببه لها من مواقف محرجة مع زوجها ويدخلها في أزمات اقتصادية هي في غنى عنها.
بماذا تشعر مدمنة التسوق؟
حينما ترى مدمنة التسوق المحلات أو المولات الكبيرة واللافتات الإعلانية المعلقة بجوارها والعروض والتخفيضات، تجد نفسها تدخل المكان بشكل تلقائي لا دخل لها فيه سوى إحساسها بالرغبة في الدخول ومشاهدة المعروضات وأوتوماتيكيا تتجه إلى شراء البعض منها وتشعر بنشوة غامرة حين تكتمل عملية الشراء، ولكن فيما بعد يبدأ الإحساس بالندم لعلمها أنها لن تستخدمها وأنها أنفقت الكثير من المال، الأمر الذي سوف يزعج زوجها كثيرًا. وتتجه النساء غالبا إلى شراء الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل وملابس الأطفال، ويمثلوا هؤلاء أغلب اهتمامات المرأة الشرائية.
أسباب إدمان التسوق
أسباب إدمان التسوق متعددة ومختلفة باختلاف ظروف وحياة كل فرد، وسوف نحاول توضيح الأسباب التي تشترك فيها العديدات، مع الوضع في الاعتبار أن هذه الأسباب التي تقف وراء مدمنة التسوق في الغالب ذات بعد نفسي يجب مراعاته وهي كالتالي:
- مرحلة الطفولة ودور العائلة، التربية التي يتلقها الطفل هي التي تحدد شخصيته فيما بعد ومن الممكن أن يكون إدمان التسوق تم اكتسابه من سلوكيات خاصة بمرحلة الطفولة.
- إهمال الزوج لزوجته، يحدث في كثير من الأحيان وخصوصا عند عمل الرجل طوال اليوم وعدم خروج المرأة للعمل أن يهملها زوجها لضيق وقته، في حين شعورها هي بالملل والوحدة؛ فتحاول أن تسد هذا الفراغ العاطفي وتشغل وقتها بالتسوق بدون داع.
- الهروب من الواقع، الكثير منا يعاني من بعض المشكلات مع الواقع المعيش ونتعرض للكثير من الأزمات بشكل يومي، وتختلف قدرة كل منا على المواجهة، ونسبة ليست بالقليلة تحب الهروب وتتجنب المواجهة، فيكون أحد مظاهر الهروب هو التسوق بكثرة لشغل الوقت والتفكير.
- الانتقام من الآخر، تحاول الكثير من الزوجات استخدام التسوق وشراء الماركات العالمية ودفع الكثير من النقود لا لشيء إلا الانتقام من الآخر وإلقاء الكثير من المسؤوليات على عاتقة.
- عدم نزول المرأة للعمل، يشعر المرء بقيمة النقود التي يحملها بقدر شعوره بالتعب من الحصول عليها، فلو كانت المرأة ربة منزل ولا تنزل للعمل فلن تشعر بقيمة المجهود المبذول للحصول على هذا المال؛ وبناء عليه سوف تنطلق في صرفه بأكثر من وسيلة دون الشعور بالمسؤولية.
- الشعور بالحرمان، ربما هذا الشخص المدمن للشراء مرت به مرحلة في حياته قاسية حرمته من الكثير، فحين يتوفر له المال يحاول شراء كل ما يرغب فيه لسد الناقص في الماضي وحتى يثبت لنفسه بأن هذه المرحلة قد انقضت.
هل يعد إدمان التسوق مرضا نفسيا؟
يؤكد الأطباء النفسيين أن إدمان الكحول وإدمان المخدرات وإدمان التسوق هما أكثر ثلاث ظواهر نفسية على مستوى العالم، وأن إدمان التسوق -وإن كنا نراه ليس خطيرا- إلا أنه في الواقع لا يقل خطورة عن إدمان الكحول وإدمان المخدرات وله العديد من المظاهر السلبية التي تضر بالشخصية الإنسانية ونموها، وأرجع الأطباء أيضا أن إدمان التسوق يعود في أوقات كثيرة إلى إصابة المرأة بالاكتئاب فيكون رد فعل طبيعي لها، كما أن المجتمع يساعد في ذلك من خلال الحملات الدعائية والتي يتم توجيه معظمها إلى المرأة على اعتبار أنها مدمنة التسوق في المجتمع، مما يرسخ الفكرة أكثر ويؤدي بنا إلى ما نحن فيه، وينصح الأطباء بالاتزان نفسيا والتخلص من الضغوط والمشكلات والتفكير بتروي قبل اتخاذ القرارات.
علاج إدمان التسوق
لعالج مدمنة التسوق ينبغي معرفة الأسباب التي جعلتها تدمن التسوق، ففي الغالب التسوق ليس سبب رئيسي وإنما ناتج عن مشكلة ما مثل وقت الفراغ والشعور بالملل والوحدة والشعور بالحرمان وغيره الكثير، ولكن سوف نحاول وضع طرق بسيطة للتعامل مع الأمر كالتالي:
- الاعتراف بالأمر، على مدمن التسوق أن يعترف بداية أن لدية مشكلة فعلية وفى حاجة إلى المساعدة حتى يمكن مساعدته فعلا، فيجب أن يشعر هو بداخله أن الأمر غير طبيعي.
- طلب المساعدة، بعد أن نعترف بإدماننا للتسوق نطلب المساعدة من الأقرباء منا لمحاولة التخلص من الأمر أو اللجوء لطبيب إن لم نستطع.
- عود نفسك دائما ألا تتجول في المحالات أو المولات دون وجود حاجة لشراء شيء ما ولا تتجول للمتعة فقط وكف عن متابعة العروض التي تجعلك تشترى لتخزن من أجل أنه عرض موفر، لا تخزن شئيا حتى لا تعتاد الأمر.
ابتعد عن الحملات الدعائية للمنتجات ولا تهتم لما يذاع عنها، فإن كنت لا تريدها فلن يهمك آلية عملها أو منافعها ولا داعي لمعرفتها أساسا. - ابتعدي عن التسوق مع صديقاتك من مدمنات التسوق حتى لا يغرينك وتنقادي لهن.
- خططي لمدخراتك بشكل شهري وضعي أهداف لتحقيقها من هذه المدخرات، كتعلم لغة جديدة أو القيام برحلة جميلة أو حتى السفر خارج البلد من أجل السياحة.
- لا تشتري منتج إلا بعد أن تتعرفي على تفاصيله وتجربيه، ولا تثقي في رأي البائع الذي هو في الغالب يريد إتمام عملية البيع لا أكثر.
- ضعي قائمة بما تودين شراءه حتى تكوني محددة قبل النزول للشارع حتى لا يجذبك بريق الإعلانات.
كيف تتعامل مع زوجتك؟
إذا كانت زوجتك مدمنة التسوق فعليك أن تعلم أنك تمثل جزء من المشكلة بانشغالك عنها، وعليك الاهتمام بها أكثر ومرافقتها أثناء قيامها بالتسوق والإدلاء برأيك، ولا تتركها وحيدة محاطة بالعديد من الاختيارات، دعمها دائما ووضح لها ما تريدا شراءه فعلا وما هو زائد عن الحاجة، الحب والاهتمام هما الطريق لحل أي مشكلة بين الزوجين؛ فاحرص عليهما.
وفي النهاية عليك أن تعرفي أن صفة مدمنة التسوق هي من الصفات التي يكرهها الرجل في المرأة وتكون من ضمن أهم الأسباب إلى فشل العلاقة بينهم ومن أسباب الانفصال أيضا، فالرجل بعد الزواج يرى أن المفروض هو توفير النقود وادخارها لتكوين أسرته الصغيرة وسد احتياجاتها، في حين أن المرأة ترى أن عليها الإنفاق أكثر على مظهرها الخارجي وشراء المزيد من الملابس والاكسسوارات ومستحضرات التجميل حتى تظل جميلة في عين زوجها، وهنا يحدث التصادم بين الاثنين فترى هي أن زوجها بخيل مقتر ويرى هو زوجته ليس لديها إحساس بالمسؤولية، فالأمر يحتاج وقفة للتأمل والتفكير من كلا الطرفين.