مسألة وجود ملاحظات على مدرس الابن هذه عانيت منها كثيرا في كلا الطرفين حيث عانيت منها بالنسبة لشقيقي الصغير حين كنت أذاكر له كان لدي ملاحظات على مدرسة الفصل في مادة الرياضيات أنها تكتفي بحل المسألة النموذجية المبسطة في صورتها الأولية على الدرس فحسب وتقوم بإعطاء كافة المسائل الباقية في التمارين كواجب للأطفال مما يعني فهم سطحي للدرس من الأبناء وعدم اهتمام من المدرسة، وعانيت منه على الجانب الآخر حين كنت مدرسا للغة العربية للصف الثاني الابتدائي وكانت تصلني ملاحظات كثيرة من الأمهات للاهتمام بالأبناء بشكل خاص ومتابعة وصول المعلومات لأذهانهم كل على حدة، لذلك يجب علينا فك هذه الإشكالية والعمل بطريقة جادة على وضع نمط عادل يضمن حق الابن في نظام تعليمي محترم ويضمن حق مدرس الابن في عدم ضياع تعبه وتقدير مجهوده.
استكشف هذه المقالة
كيف يرى مدرس الابن ملاحظات الأم؟
عادة ما نرى الأمور من زاويتنا وحدنا ولا نرى الزوايا الأخرى للأشياء، حين ترسل الأم ملاحظة إلى مدرس الابن فإنه يراها كما لو كانت تقول له أنه مدرس مهمل ومقصر ولا يستطيع توصيل المعلومة ولا متابعة سير الطفل أو إدارة العملية التعليمية وأنه من الأفضل لو تنحى عن هذه المهنة لمن يجيدها مهما كان محتوى الرسالة وبالتالي هو يرى ذلك جحود بجهده ومعاناته في سبيل المساواة في الفصل الدراسي ومتابعة السير الدراسي لكافة التلاميذ بنفس القدر ولذلك يكون المدرس في أسوأ حالاته عندما يحدث هذا ويشعر أن تعبه كله يذهب هباء لا يشعر به أحد ولا يهتم به أحد بل ينكرونه ولا يعترفون به.
كيف ترى الأم مدرس الابن في المدرسة؟
في الغالب حين تلحظ الأم أي قصور في المعلومات الموجهة للابن أو في طريقة تقويمه سلوكيا ودفع مستواه للأمام فإنها تظن أن المدرس يدخل الفصل ويرمي بالكتب والكراسات ويظل يرقص ويلعب حتى نهاية الفترة الدراسية أو أنه ينام مثلا ويطلب من الجميع السكوت وفي الغالب هو لا يرى عمله ولا يهتم بمستوى الطلاب وخصوصًا ابنها الذي يحتاج إلى رعاية إضافية واهتمام زائد بالتالي هي يجب أن توجه ملاحظة شديدة اللهجة إلى مدرس الابن من أجل وضعه على الطريق الصحيح وبأننا نتابع بشكل جدي سير الطفل وبناء عليه نرى أنك لا تقوم بعملك.
كيف هي الصورة الواقعية؟
الصورة الواقعية فيما يخص مدرس الابن وفيما يخص أم الطالب فإن الفصل يحتوي عددا كبيرا من الطلاب يقوم المدرس بتوزيع اهتمامه عليهم كما ينبغي وبناء عليه فإنه من الممكن أن يكون الابن أو الابنة قد تراجع مستواه بسبب ضعفه من البداية لأن المتفوقين فقط هم من ينالون القليل من جهد المدرس ويجعلونه كثيرا بمتابعة الأب والأم، لا نقول أن المدرس يؤدي عمله على أكمل وجه ولكن هناك أمور ليس له دخل بها بل علينا على الدوام أن نفهم أن هذا من اختصاص الأسرة أو المدرس الخصوصي حيث يمكن فتح الخطوط وقنوات التواصل للمتابعة أولا بأول.
كيف يجب أن تتصرف الأم في حالة وجود ملاحظات؟
يجب أن تتصرف الأم بشكل لائق وحضاري بمعنى أنه ليس من العيب أن ترسل ملاحظات مكتوبة بشكل رقيق ومؤدب إلى المدرس في صورة سؤال، بمعنى أنها مثلا ترى أن هذا الواجب المنزلي الذي تأخذه ابنتها ليس وافيا أو فعالا فيمكن أن يكون الملحوظة مكتوبة نصا كالتالي: “إلى المدرس فلان، هل الجزء الفلاني من المنهج محذوفا لأننا نلاحظ انعدام أي واجب منزلي عليه وبالتالي نود أن نستفسر عن هذا ونرجو ألا نكون قد أزعجناك” لأن الملاحظة في صيغة تساؤل تعطي شعورا عظيما بأنه ما من انطباع تم تكوينه عن مدرس الابن أو الابنة ولكن مجرد ملاحظة وتساؤل ليس إلا.
كيف يمكن أن يتصرف مدرس الابن في هذه الحالة؟
يجب أن يفهم مدرس الابن أو الابنة في حالة وجود ملاحظات أن ثمة قلق لدى أسرة الطالب وما عليه في هذه الحالة سوى بث روح الطمأنينة قلوبهم وبناء عليه يقوم المدرس بالرد على هذه الملاحظة بالسلام في البداية والحديث بالشرح الوافي والتفصيل عن جوهر الملاحظة وبالتالي إفهامهم أنه متابع جيد للمستوى الدراسي للابن أو الابنة وأنه على علم تماما بما يختلج في قلوبهم وبهذا نكون قد بنينا جسر الثقة الأول بين المدرس ووالدة الطفل وكيف يمكننا في جميع الحالات تفادي الانطباعات السيئة لو أننا وضعنا النية الحسنة في البداية ونود أن نقول أن الحديث في الهاتف أفضل بكثير لو كان مسموحا لكن على أي حال تظل الرسائل النصية في كراسات المتابعة الخاصة بكل طالب هي الوسيلة الأفضل والأكثر أمنا.
الملاحظات حول مدرس الابن يجب أن تتم بصورة جيدة من الاحترام والتفهم والإدراك للمجهود الذي يبذله المدرس وعلى الجانب الآخر للقلق الذي يعتمل في نفس الأم وعن طريق هذا وذاك يكون التقدم في سبيل رفع مستوى الطفل.
أضف تعليق