تعتبر لغة الوجه من الأمور المهمة لفهم شخصية الإنسان الذي نتعامل معه، والتي على أساسها نحدد طريقة التعامل. فلكل فرد شخصية تختلف عن الآخر، يعتقد في أمور لا يعتقدها الآخرون وله وجهة نظر يجب أن تحترم من الجميع. لغة الوجه تعتبر من إحدى وسائل التواصل الغير لفظي، كما أنها جزءا مهما من لغة الجسد ككل، ويمكن من خلالها التعبير عن كل ما يشعر به المرء من دون كلام.
ولا تقتصر أهميتها على التواصل الشخصي فقط، بل تمتد إلى استخدامها في التحقيقات مع المجرمين، كما تستخدم أيضا في جلسات العلاج النفسي من قبل الأطباء النفسيين.
الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار
- الاختلافات الثقافية : قد يكون للخلفية الثقافية لشخص ما تأثير كبير على كيفية استخدامه لغة الجسد وقراءتها. فعلى سبيل المثال، في العديد من الثقافات الغربية ، يشير الاتصال بالعين أثناء التحدث إلى الانفتاح والاهتمام. بينما في الثقافات الشرقية ، التواصل البصري لفترات طويلة قد يبدو اقل احترامًا.
- الاختلافات التنموية : على سبيل المثال ، قد تزداد حركاتك عندما تشعر بالملل ، لكن أشخاص اخرين مع حالات صحية معينة قد يتحركون لزيادة التركيز أو تهدئة الاعصاب أو تهدئة الذات بطرق أخرى.
- الاختلافات النفسية : يمكن أن تؤثر بعض حالات الصحة العقلية أيضًا على لغة جسد شخص ما. المعاناة من القلق الاجتماعي تدفع صاحبها لتجنب النظر، او تجنب لمس الآخرين او المصافحة عند تحية شخص ما.
استكشف هذه المقالة
1- لغة الوجه : العيون
يقضي الكثير منا وقته وجها لوجه مع الناس ننظر إلى وجوههم. تلعب الإشارات التي يرسلونها بأعينهم دورًا حيويًا في الكشف عن أفكارهم ومواقفهم. في الواقع ، من بين جميع إشارات لغة الجسد ، تكشف لغة العيون عن أفكارنا وعواطفنا بدقة أكبر. ولأن حِداق العينين (البؤبؤ) تستجيب للمحفزات بشكل غير واع ، فلا يمكن التلاعب بها أو السيطرة عليها بشكل مصطنع.
التواصل من خلال العيون هو طريق ذو اتجاهين. يساعد الاتصال بالعين على تنظيم المحادثة. يعرف البعض منا وبشكل غريزي كيفية استخدام العيون لمصلحتهم الخاصة ، لكسب التعاطف ، أو التعبير عن الاهتمام العاطفي ، أو إيصال الرسالة معينة. يمكن لعينيك التحدث بالرسائل التي لا تجرؤ على قولها بصوت عال.
هناك بعض التعبيرات التي ترتسم على وجه الشخص وعينيه تتيح لنا فهم ما يجول بخاطره والتعامل معه على هذا الأساس، ومن هذه التعبيرات:
-
النظرة الجانبية :
في الغالب تدل هذه النظرة إلى عدم اليقين أو الحاجة إلى مزيد من المعلومات. يقوم بها الشخص عند اهتمامه بأمر معين أو عدم التأكد من صحة كلام الشخص الآخر أو في حالة العدوانية. من ناحية أخرى، إذا ما صاحب هذه النظرة ابتسامة خفيفة أو رفع الحاجب قليلا دلت على الاهتمام من جانب الشخص بالحوار أو علامة مغازلة.
-
النظر إلى بعيد:
إذا ما قام الشخص بالنظر إلى بعيد أثناء الحديث وعدم النظر مباشرة في عين من يخاطبه، فذلك دليل على محاولة الكذب أو عدم القدرة على مواجهة الشخص الآخر. أما إذا استطاع الشخص الكاذب النظر مباشرة في عين من يخاطبه فسيقوم حتما بإيحاء من المخ بالقيام ببعض الحركات اللاإرادية مثل حك الحواجب أو الفم.
-
الرمش :
عندما يرَمش شخص ما بسرعة ، غالبًا ما تكون علامة على أنه تحت ضغط. إذا كان الشخص يرَمش بشكل متكرر ، مثل عندما يطرح سؤالًا صعبًا ، فعادةً ما يكون ذلك بسبب الإجهاد. لكن هذا ليس الحال دائمًا. يمكن أن تزيد معدلات الرمش أيضًا عند جفاف العينين .
-
حجب العين :
إذا كان شخص ما غير مرتاح لشيء قلته ، فغالبًا ما سيحجب عينيه. على سبيل المثال ، إذا رأيت شخصًا يغطّي عينيه أو يخفض جفني عينه بناءً على امر قلته ، فهذا دليل على أنه غير مرتاح أو لا يوافق على ما قلته.
-
النظر للاعلى :
إذا تحركت عيون الشخص لأعلى وإلى اليمين عندما تطرح عليه سؤالًا ، فمن المرجح أنه يكذب. إذا نظر الشخص إلى الأعلى وإلى اليسار فهو على الأرجح يقول الحقيقة. ومع ذلك ، نظر شخص ما حوله لا يعني دائمًا أنه يكذب. أحيانًا ينظر الأشخاص حولهم لجمع المعلومات أيضًا.
-
اتساع حدقة العين أو تضييقها
يحدث هذا الأمر عند الشعور بالاندهاش أو الغضب. العيون المفتوحة العريضة الغير مصحوبة بابتسامة تشير الى الخوف. بالإضافة إلى ذلك يتمدد بؤبؤ العين إذا كان الشخص خائفًا أو متحمسًا بسبب فرز الأدرينالين في الجسم. توسع الحدقة يدل على السعادة ايضاً، إذا يتوسع البؤبؤ يعني أنك تحب ما تراه. كما تدل على التركيز. عندما يركز شخص ما على شيء ما ، خاصةً على جسم قريب ، يتقلص البؤبؤ. وسوف يتوسع عندما ينظر شخص ما إلى مسافة بعيدة.
-
ضيق العينين :
إذا رأيت شخصًا يضيق عينيه عندما تتحدث إليه ، فعادةً ما يكون اشئمزازه. كلما كانت العيون أضيق ، كلما كانت حالة النفور اكبر. العيون الضيقة والشفاه الضيقة تشير إلى الغضب.
العيون وفهم الشخصية
تعد العيون من أهم جوانب لغة الوجه، حيث أنها المفتاح لفهم الشخصية واكتشاف ما يعنيه المرء. ونجد أن العيون مثلها مثل الحواجب تنقسم إلى ثلاثة أحجام: صغيرة وكبيرة ومتوسطة. صاحب العيون الصغيرة يتصف بالانطوائية، أما العيون الكبيرة الواسعة يتمتع صاحبها بالإبداع والحس المرهف، وصاحب العيون المتوسطة يتصف بتوسط الذكاء.
2- لغة الوجه والابتسامة الحقيقية
يمكن التفريق بسهولة بين الابتسامة الحقيقية والابتسامة المصطنعة عن طريق مراقبة حركات الوجه أثناء الابتسام، حيث أن الابتسامة الحقيقية يصاحبها حركة عضلات الوجه ورسم خطوط تحت العينين، أما الابتسامة المصطنعة لا يحدث معها أي تحرك إلا للشفاه فقط.
3- لغة الوجه وتحليل الشخصية
برع العرب قديما في الكثير من العلوم، ومنها علم قراءة لغة الوجه أو ما يطلق عليه اسم علم الفراسة، وهو مختص بدراسة النفس البشرية وما يدور بداخلها، ويمكن تحليل الشخصية عن طريق دراسة كل جزء من أجزاء الوجه على حدة.
أشكال الوجوه وتحليل الشخصية
الوجه الدائري
أصحاب الوجه الدائري يتسمون بالعصبية والانفعال السريع، لكن لديهم القدرة على الانخراط مع الأشخاص المحيطين وإقناعهم بآرائهم بسهولة.
الوجه المربع
صاحب الوجه المربع ذو شخصية قوية ويمتاز بالصبر والمثابرة لإقناع من يحاوره برأيه وللوصول إلى ما يريد.
الوجه البيضاوي
يتسم صاحب هذا الوجه بطيبة القلب والتسامح، كما أن هذا الوجه يكون له جاذبية كبيرة ويتصف بالجمال.
الوجه الرفيع
من يمتلك الوجه الرفيع يمتلك ثقة كبيرة بالنفس وله قدرة على مواجهة الأمور وعدم الاستسلام، كما أنه يكون مرهف الحس ولا يكذب أبدا.
أشكال الجبهة وتحليل الشخصية
الجبهة الواسعة
يتمتع صاحب الجبهة الواسعة بالذكاء والفطنة.
الجبهة البارزة
يمتاز صاحبها بالاستقلالية والتفكير المنفرد.
الجبهة الضيقة
ينظر صاحبها للحياة من منظور ضيق.
الجبهة المسطحة
يعاني صاحبها من مشاكل في مجال العمل.
4- لغة الوجه والحواجب ودورهما
تعتبر الحواجب جزءا مهما ومعبرا في لغة الوجه وتساعد كثيرا على فهم طبيعة الشخصية. الحواجب المقوسة المصحوبة بابتسامة تشير الى أنك سعيد برؤية شخص ما. تفعل الأمهات هذا بشكل طبيعي مع أطفالهن في جميع الثقافات.
الجدير بالذكر أن أشكال الحواجب تنقسم إلى ثلاثة أشكال:
- المتباعدة : يتمتع صاحب الحواجب المتباعدة بالكتمان،
- المتقاربة : ذو الحواجب المتقاربة يتسمون بالتلقائية والسرعة في أمور حياتهم.
- المنخفضة : أصحاب الحواجب المنخفضة قد مروا بأوقات شعروا فيها بعدم الثقة بالنفس.
5- لغة الوجه والفم والأنف والخدود والفك والذقن
يتمتع أصحاب الفم الغليظ والأنف الكبير بشخصية قوية لها قدرة عالية على التركيز والسيطرة على المواقف. أما إذا مال حجم الأنف والفم إلى الصغر فهذا دليل على الانطوائية وعدم الرغبة في الانخراط الشديد مع الآخرين. أما صاحب الشفاه الوردية فيدل ذلك على حبه للحياة وتمتعه بعاطفة جياشة. الشفاه الجافة فتدل على عدم اكتراث صاحبها بالأمور العاطفية. الأنف الطويل الحاد يتمتع صاحبه بالعنف والعصبية الزائدة.
إذا ما كانت عظام الخدود العلوية بارزة فهذا يعني تمتع صاحبها بميوله للسلطة والنفوذ. في حالة الخدود الممتلئة فهذا دليل على طيبة القلب وحب الناس، أما الخدود الكبيرة فهي دليل على حب المال.
يعد شكل الذقن جزءا أيضا من لغة الوجه،. فأصحاب الذقن البارزة يتمتعون بالتفكير المستقل والشخصية المستقلة أيضا، أما الذقن الصغيرة تدل على التردد وضعف الإرادة.
6- الشعر ولغة الوجه
هل تعتقد أن الشعر يعتبر جزءا أيضا من لغة الوجه؟ هذا هو الحال بالفعل.
فأصحاب الشعر الخشن يتمتعون بقدرة كبيرة على تحمل ظروف الحياة وأعبائها والقيام بما يسند إليهم على أكمل وجه، أما أصحاب الشعر الناعم فهم يتسمون بالحساسية والعاطفة القوية.
الفرق بين لغة الوجه ولغة الجسد
لغة الجسد ما هي إلا عامل مساعد للتعبير عن حالة الشخص أثناء الكلام، ولكن لا تدل على شخصيته الحقيقة وصفاته التي يتمتع بها. أما لغة الوجه فهي تفيد في كلتا الحالتين،
- فهم شخصية الإنسان والصفات التي يتمتع بها
- إلى جانب فهم ما يعنيه أثناء الكلام، واكتشاف الكذب من الصدق.
والجدير بالذكر أن تحليل شخصية الإنسان من خلال لغة الوجه لا تعني أن الشخص يتسم بهذه الصفة طوال أوقات يومه، ولكنها تعني أنه يكون أكثر عرضة لهذه الصفة عن غيره من الأشخاص. على سبيل المثال الشخص الانطوائي لا يعني بالضرورة أنه يعتزل الناس في كل أوقات حياته، بل يعني ذلك أنه لا يفضل التواجد في التجمعات بصفة مستمرة بل يفضل العزلة، ولكن يمر به أوقات وظروف تضطره إلى التواجد بين الناس. كذلك الحال بالنسبة للشخص سريع الانفعال، لا يعني ذلك أنه يتشاجر مع الناس دائما وفي كل مكان وفي أي وقت، ولكن نجد أنه يكون سريع الانفعال والغضب في بعض المواقف التي قد يراها البعض تافهة لا تستدعي ذلك التصرف. وتساعدنا لغة الوجه وفهم الشخصية من خلالها على حسن التصرف مع كل شخص بحسب طبيعته وبحسب الموقف، حيث يكون لدينا توقع مسبق بما قد يقوم به.
ينكر الكثير من الناس علم لغة الوجه حيث أنهم يعتقدون في إمكانية أي شخص في تغيير تعابير وجهه لخداع من حوله. لكن أثبتت الأبحاث الحديثة عدم قدرة الشخص على خداع من حوله بصفة مستمرة. بل أنهم أثبتوا أن هناك بعض حركات الوجه التي يقوم بها تلقائيا من يحاول الكذب. كما يستخدم الممثلون هذا العلم في أعمالهم الفنية لإقناع المشاهد بما يراه. كذلك كاتبوا الروايات يقومون باستخدام هذا العلم في وصف الشخصيات لتوصيل الإحساس للقارئ.
أضف تعليق