عندما يتحدي اللغز الاف العلماء والفلاسفة والمفكرين وعلماء الاثار سنوات يكون بمثابة شخص يخرج لسانه للبشرية غائظا لهم على مدى تأخرهم وعدم قدرتهم على الفهم وعلى ايجاد التفسير المناسب لهذا اللوغاريتم الصعب. شاهدنا في عدة مقالات سابقة كيف بدأ لغز ” لعنة الفراعنة ” وكيف ازداد الغموض وتعددت الحوادث , وتابعنا تكرار حالات الوفاة بنفس ذات السبب الغامض الذي ظهر في هيئة حمي غريبة لم يستطع الاطباء تشخيصها ولكن قربوها مؤقتا للحمي التيفودية , ولكنها تتسبب في هلوسة المريض والغريب ان جميع من ماتوا بها هلوسوا بمومياوات الملوك الفراعين وهم يطاردونهم للانتقام منهم , وماتوا وهم في هذه الحالة ولم ينجو منهم احد من هذا المرض العجيب. ثم ازداد اللغز تحييرا عندما تابعنا ما حدث لاثنين من اشهر العلماء المشهورين والمرموقين في جميع انحاء العالم شامبليون وتيودور بلهارز وتابعنا كيف كان مصيرهم عجائبي ايضا وبنفس هذه الحمى الغريبة. تعالوا نستكمل البحث في هذه اللعنة ونحاول فك هذا اللغز ونتابع مجريات الامور.
لعنة الفراعنة والبحث عن أثار السفينة تيتانيك
في العام 1985 ميلادية خرجت احدي غواصات البحث واسمها “Alphen” يقودها فريق من البحث العلمي على اعلى مستوي فالمهمة صعبة وهي البحث عن اي اثر لاضخم سفينة ركاب شهدها العالم في زمانها واشتهرت باسمها بعد احتفالية تدشين دخولها مياه المحيط لأول مرة في بدايات القرن العشرين. ولأن حادثة غرقها مر عليها حتى يوم البحث اكثر من سبعة عقود من الزمان فالبحث يستلزم فريق بحثي على اعلى مستوى , ويستلزم اجهزة متقدمة تستطيع الوصول والاستكشاف في اعماق سحيقة قد لا يستطيع الانسان الوصول بنفسه اليها, ولذلك اصطحب فريق البحث جهاز شبيه بالانسان الالي لاستكشاف الاعماق ووضع هذا الالي المسمي Argo عند مقدمة الغواصة ليسهل اطلاقه واستقبال كل ما يرصده في الاعماق السحيقة فمدمج به كاميرا عالية الدقة وبها امكانيات تسجيل دقيقة.
وبدأت رحلة البحث , وانطلقت الغواصة في اعماق المحيط الاطلنطي قرب الموقع الذي غرقت فيه السفينة العملاقة تيتانيك وحتى نتخيل ضخامة هذه السفينة وعظم شأنها فقد كانت تزن بدون ركابها والبضاعات التي تحملها حوالي 52 الف طن, وبلغ طولها قرابة 882 قدم, وعرضها 95 قدم كمتوسط, وكان ارتفاعها يصل الى 44 قدم (يقارب ارتفاع مبني يتكون من احد عشر دور). وسميت تيتانيك توصيفا لحالتها وضخامتها فمعني الكلمة “المارد”. وعظمة هذه السفينة الكبيرة لم تقتصر على طولها وعرضها فقط بل تفنن صانعوها في اضافة فخامة لم تشهدها صناعة السفن قبلها ولا بعدها فقد كان طابقها الاعلى الذي سكنه علية القوم واثرياءه يفترش بالسجاد الفاخر, والغرف اثثت من افخم انواع الاثاث الاوروبي الكلاسيكي والمودرن, وابدع الصانعون في انشاء مطاعم لا تقل عن مطاعم باريس وايطاليا في فخامتها وبهائها. كل هذا كان كفيل بتهافت الصفوة وغيرهم على حجز اول تذكرة على هذه السفينة الرائعة في رحلة عبورها للمحيط الاطلنطي لتصل للشاطئ الامريكي.
ولكن كما يقول المثل “الحلو مايكملش”, فبعد ان اغتر صانعو تايتانيك بجميل صنعهم نسوا ان من سخر لهم البحر ليحمل هذا الابداع هو الله سبحانه وتعالي وهم غرتهم القوة والعزة فكان الرد عنيفا, فبعد اربعة ايام من بداية رحلة السفينة تايتانيك وخروجها من الساحل البريطاني. اصطدمت السفينة العظيمة بجبل جليدي في وسط المحيط لم يرصده الرادار وهذا كان امر عجيب ولكن اصطدمت السفينة , وبالرغم من انها تم اعدادها بحيث تقاوم الغرق بفصل اي جزء تخترقه المياه وعزله عن جسم السفينة تماما الا ان تدفق المياه كان فظيعا بحيث لم يتمكن عمال السفينة من ادراك الاجزاء التي غرقت ولم يصلح فصلها نهائيا بعد محاولات مضنية. وبحسابات مهندس السفينة قرر مصارحة فريقها بان السفينة ستغرق والمسألة مسألة وقت ليس اكثر. وكان الوقت ليس اكثر من 12 ساعة وبالفعل بعد احداث درامية عنيفة غرقت تيتانيك واستقرت في قاع المحيط ومنذ ذلك الوقت في ابريل من العام 1912 ميلادية لم يتوقف الحديث عن تيتانيك في الاعلام ابدا فقد كتب لها ان تكون حديث العالم قبل غرقها وبعده. وتم انتاج فيلمين باسم السفينة اخرهم واشهرهم طبعا هو فيلم تيتانيك انتاج عام 1997 ميلادية الذي اخرجه بشكل غاية الابداع جيمز كاميرون وقام ببطولته ليوناردو ديكابريو وويلت وينسلت وأثر العالم وقت عرضه وحصل على جوائز الاوسكار.
لغز مومياء في سرداب تايتانيك!
العجيب في قصة السفينة تايتانيك انها غرقت في نفس الفترة التي انتشرت فيها حدوتة ” لعنة الفراعنة “. وعندما غرقت تايتانيك خرج احد الناجين والذي كان احد عمال السفينة وادلي بتصريح مثير للصحف البريطانية وهو ان في مخزن البضائع بالدور الاسفل للسفينة كان يوجد صندوق خشبي عتيق موضوع فيه مومياء لكاهنة فرعونية. وأضاف تفاصيل مرعبة وهي انه وزملاءه كانوا يسمعون ليلا اصوات غريبة مرعبة من الغرفة التي وضع فيها تابوت الكاهنة الفرعونية. وذكر ان بعض زملاءه شاهدوا شبح في المخزن الخاص بالسفينة يشبه الكاهنة الفرعونية. ولأن رواية هذا العامل فيها الكثير من دلالات الكذب والادعاء الباطل سنؤجل الحكم على الموضوع مؤقتا خصوصا بعد ان تمكن فريق البحث على الغواصة ألفن من رصد حطام السفينة تايتانيك اخيرا , وتبع ذلك ارسال فرق لالتقاط هذا الحطام من
قاع المحيط, وبعد فحصه كاملا كان لا يوجد فيه اي شئ يدل على وجود تابوت فرعوني او مومياء وحتى التبرير الذي خرج بأن التابوت مصنوع من الخشب فطبيعي ان يكون قد اكله ماء المحيط, والمومياء اكيد كانت طعاما للاسماك وذوب بقاياها الملح الاجاج. ودلائل كذب هذا الادعاء كثيرة ويكفينا دليل واحد ينسف الادعاء كله وهو ان الكهنة في مصر القديمة لم يكن من بينهم نساء ابدا!!
كان لغز مومياء الكاهنة الفرعونية في سرداب تيتانيك مجرد فقاعة دعائية استغلها المنتجين للافلام والاعمال الفنية فقط ولم تلقي قبولا في اوساط العلماء نهائيا.
أضف تعليق