أعيش الان في منطقة تقع طبقا لمخطط القاهرة , المدينة المصرية التي اشتق اسمها حقيقة من اسم الوادي الذي قامت فيه منذ عصر مصر القديمة . وادي كاهي رع أو وادي الاله رع وهو ما ترمز اليه الشمس عند المصريين القدماء. وهو وادي فسيح على مجري النيل من جهة الشرق . وتداولت الاسم كتب التاريخ تزييفا وتحريفا فمنهم من قال بأن القاهرة سميت على اسم نجم القاهر الذي يظهر في السماء واخرون يقولون انها قاهرة المعز لدين الله الفاطمي وهو من اسماها بالقاهرة وكل هذا محض افتراء وكذب. واعيش بالتحديد في حي اسمه الان عين شمس وهو حي قديم يعود عمرانه بالناس الى اكثر من سبعة الاف سنة ولكن كان المصريين القدماء يسمونه هليوبوليس ثم اسموه أون ترميزا للاله امون الذي كان الاله المحتجب للمصريين القدماء ورمزه عين الشمس. في هذا الحي القديم محظور حتى الان اي عملية حفر في الارض للبناء او لأي سبب اخر الا باذن هيئة الاثار المصرية, لماذا؟
لأنها منطقة من الوارد بشكل كبير وجود اثار نفيسة او توابيت بها مومياوات تحت ارضها, وبالفعل ظهرت في منطقتنا اكثر من مرة توابيت وتماثيل كبيرة تم التحفظ عليها بفرق الاثار وتم نقلها للمتاحف لعرضها بعد اجراء عمليات حفر بجوارها للبحث عن اثار اخرى.
استكشف هذه المقالة
حضارة لم تبوح بأسرارها بعد
من أهم ما يميز الحضارة المصرية القديمة أنها حضارة لا تلبث الا وتقدم للعالم الحديث كل ما يعجزه ويدهشه ويمثل تحديا لكل ما توصل له العالم من تطور علمي ومع ذلك لا يستطيع تفسير الكثير من الاسرار التي تكتمت عليها كتابات الكهنة الذين كانوا من اهم العلماء في عصرهم فقد برعوا في فن التحنيط والتشريح والطب والفلك والرياضيات واستطاعوا ان يبنوا المسلات والاهرام وشيدوا المعابد العملاقة بأسلوب معجز وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم يتوصل العلم الحديث الى تفسير كثير من الاسرار مثل كيفية التحنيط عند المصريين القدماء وما هي المواد الكيميائية التي استطاعت الحفاظ على المومياء لألاف السنين وماهي الكيمياء التي تمكنهم من تلوين الرسومات على جدران المعابد وتحتفظ الرسوم ببهاء ألوانها لألاف السنين بدون ان تتأثر بالرطوبة والملح والشمس!
مشروع هوارد كارتر
كان هوارد كارتر عالم الاثار الشهير عاشقا بل يتنفس عشق الحضارة المصرية القديمة , ومن شدة تعلقه بالارض المصرية وحضارة المصريين القدماء اختار ان يعيش في مصر باحثا عن اسرار الفراعنة العظماء قدر ما يمهله العمر من وقت . عاش كارتر في مصر من نهايات القرن التاسع عشر ولم يصبه الملل من كثرة البحث ومرات الفشل الذي كان يقابله كثيرا. وجاء العام 1912 ميلادية يحمل بشري لكارتر حيث قرر اللورد البريطاني كارنرفون ان يمول حملة بحث عن مقبرة توت عنخ امون يتولي قيادتها كارتر في صحراء مصر الغربية في اقصى الجنوب. وتحمس كارتر ووجد في هذه الفرصة ضالته التي طالما بحث عنها. وبدأ رحلة البحث مع فريق من خبراء الاثار الاجانب بمساعدة عدد من المصريين الذين عملوا في مجال الحفر. واستمر البحث لأكثر من عشرة سنوات.
الكشف عن مقبرة توت عنخ امون
في شهر فبراير من عام 1923 ميلادية عثر هوارد كارتر على الكشف العظيم عن مقبرة الفرعون المصري الصغير صاحب الثمانية عشر عاما عند وفاته توت عنخ امون. مقبرة ذهبية وتابوتها ذهبي مزخرف غاية في الابداع والفن. كشف تحدث عنه العالم اجمع وافردت له الصحف العالمية وقتها صفحاتها الاولي فكان بحق كشفا عظيما يستحق كل الاهتمام. واخذ كارتر بحماسه المعهود يدون كل ما يراه مكتوبا علي الجدران وكان من اعجب الجمل جملة وجدها مكتوبة على باب من ابواب المقبرة الذهبية تقول “سيطوي الموت بجناحيه كل من يقلق الملك”. جاء اللورد كارنرفون ليلتقط لنفسه الصور التذكارية وفي خلفيته الانجاز الذهبي الذي كان الداعم له وبدونه كان لن يتم, وابهره كم الذهب والمشغولات الذهبية والقطع الثمينة وكان الخيال يأخذه حيث يريد فكل ما تقع عينيه عليه اصبح بحكم القانون المصري في ذلك الوقت ملك يديه. ولكن ماحدث اثار دهشة الجميع بعدها. فتدخلت الحكومة المصرية وقتها ضد القانون الوضعي واحكمت سيطرتها بالقوة على المقبرة الذهبية ولم يتمكن اللورد كارنرفون وباقي الخبراء المنقبين من الحصول على شئ من المقبرة الا عدد من القطع الصغيرة وهربوها لاوروبا. وتصدرت هذه الاحداث صفحات الجرائد داخل مصر وخارجها وخاصة في صحف لندن وفرنسا فكان الاهتمام شديدا بكل ما يتم نقله عن كشف كارتر لمقبرة توت عنخ امون. والعجائب لم تتوقف بل هي في الحقيقة ان اوان بدايتها ومفاجأتها المذهلة. انتظروها في المقالات القادمة….
أضف تعليق