إن لصق الأشياء باستعمال مواد الغراء يعتبر من الأمور ذات الأهمية القصوى التي يلجأ إليها الإنسان دومًا، وتدخل في الكثير من الصناعات على اختلافها في مختلف المجالات من حولنا، وهو ما استوعبه الإنسان وحاول تطويره ولنا في ذلك أمثلة عديدة لمختلف أنواع الغراء وآليات لصق المواد البسيطة الخفيفة والثقيلة المعقدة، وفيما يلي نسرد معلومات وتفاصيل أكثر حول أنواع الغراء وكيفية وماهية استعمالها، كما نسلط الضوء حول الغراء المخصص للصق الجلود تحديدًا لشهرته العالية ضمن مختلف أنواع الغراء، وكذا الحديث حول أفضل لاصق بلاستيك وهو ما يتساءل عنه الكثيرون دومًا، لا سيَّما وأن البلاستيك يحتاج لخبرة ودقة كبيرة في لصقه؛ إذ أن استعمال الحرارة في لصقه ودمجه قد تعرضه للانصهار إذا لم يقم بها من يملك الدراية في ذلك وفق نوع البلاستيك وخامته، أما المعادن فلها كذا لاصقات ما إذا أراد الشخص لصقها بمواد أخرى، وهو ما نوضحه بالشرح والتفاصيل، مع توضيح طريقة وكيفية ونوع الغراء المستخدم في لصق البلاستيك بالحديد.
استكشف هذه المقالة
أنواع الغراء واستخداماته في لصق المواد
يوجد العديد من أنواع الغراء المنتشرة من حيث الخامة وطريقة الاستعمال وكذا نوع المواد التي تعمل معها، وفيما يلي نسرد تفاصيل حول أنواع الغراء من حيث الخامة أو المادة الأولية لتصنيعها بهدف لصق المواد المختلفة:
الغراء الطبيعي
وهو أحد أنواع لصق المواد المختلفة التي يتم استخراجها من الطبيعة ودون إضافات أية مواد كيماوية، وغالبًا ما تكون أضعف من أنواع الغراء الأخرى؛ حيث تستخدم في لصق الأوراق والأخشاب البسيطة والورق المقوى وبعض الرقائق المعدنية البسيطة، إلا أنه يتميز عن باقي أنواع الغراء بفعاليته الكبيرة وقدرته على الاحتفاظ بالمتانة في درجات حرارة مختلفة، كما أنه في الوقت ذاته مقاوم جيد لكافة المذيبات الطبيعية العضوية التي يمكنها تفكيك الغراء الصناعي، إلا أنه يُعاب عليه كونه لا يتحمل الرطوبة ويمكنه أن يتفكك أمام الهجمات الفطرية والحشرات الطفيلية، وقد يكون هذا الغراء حيوانيًا أو نباتيًا، وهو ما نوضحه أيضًا فيما يلي:
الغراء الحيواني
وهو أحد أبرز أنواع لصق المواد بشكل طبيعي دون استعمال كيماويات، فهو غراء طبيعي يتم استخراجه عظام الحيوانات أو من جلودها وكذا من جلود بعض أنواع السمك، ورغم أنه متوافر بشكل كبير في البيئة من حولنا إلا أنه يتطلب صناعات خاصة دقيقة لكي يتم إنتاجه على الوجه الأكمل ويمكن أن ينقسم إلى:
غراء الكازين
وهو أحد الغراءات الحيوانية التي تنتج من بروتين الحليب بعد ترسبه، وفي أغلب الأحيان يستعمل في لصق المواد البسيطة مثل الأوراق التي توضع حول العبوات البلاستيكية وما إلى ذلك من مواد بسيطة.
غراء الدم جيد لـ لصق المواد الخشبية
وهو ذاك النوع الذي يتم استخراجه من البروتين المترسب أيضًا ولكن البروتين الموجود في دماء الحيوانات، ويحتاج لخبرة خاصة من أجل تجفيفه قبل خلطه بالمياه وإضافة بعض المواد الكيميائية وتعريضها لدرجات حرارة عالية تهدف لتخليص المزيج من مركبات الماء، وفي النهاية يكون صالح جدًا لاستعماله في لصق المواد الخشبية البسيطة وبعض الأوراق ومواد التغليف المختلفة.
غراء الأسماك
يعتبر غراء الأسماك أحد أشهر أنواع الغراء الحيواني المستخدم في لصق الكثير من المواد، ويتميز بكونه سائلًا وسهل الاستعمال، وفي الغالب يتم استخراجه من جلود سمك القد.
غراء الجيلاتين
أخيرًا يعد غراء الجيلاتين أنقى وأفضل أنواع الغراء الطبيعي من المستخرج من الفصائل الحيوانية، ويتم استخراجه من أحشاء معظم الحيوانات، ويتميز هذا الغراء بشكل ومظهره الصلب الشفاف على هيئة رقائق، وله العديد من الاستعمالات في مجالات مختلفة.
الغراء النباتي
ويُعرَف بكونه مستخلَصًا من بعض النباتات التي تذوب وتتكسر في الماء، ويعتبر من أنواع لصق المواد سهلة الإنتاج التي يمكن استخراجها في المنزل بكل بساطة، وكذا منه بعض الأنواع التي تتطلب مصانع خاصة ومعدات ما، ويمكن أن ينقسم إلى:
غراء النشا
يعتبر النشا أحد أشهر أنواع الغراء النباتي والذي تم استعماله منذ قرون طويلة وكان يستخرجه الإنسان القديم من حبوب القمح وحبات البطاطا وكذا نباتات الكاسافا، ويتم تحويله إلى غراء من خلال تسخينه في أي من المحاليل القاعدية ليتم بعدها تبريده في درجة حرارة متوسطة ولتكن درجة حرارة الغرفة، وهو من المواد شائعة الاستعمال التي تستخدم كثيرًا مع الأخشاب والأوراق المقواة والكراتين، وتعتبر أبرز ميزات هذا النوع من الغراء أنه يقاوم الماء ومختلف الأحياء الفطرية والحشرية الدقيقة التي يمكنها أن تتغذى عليه وتفسده وذلك عبر إضافة بعد المواد المبيدة إليه.
لصق المواد بـ غراء الديكسترين
ويتكون هذا الغراء من مواد كربوهيدراتية بمواصفات كيميائية خاصة يتم إنتاجها أيضًا من النشا النباتي، ويتميز هذا النوع من مواد اللصق بكونها تذوب في الماء وسهل الاستعمال.
غراء فول الصويا
عرف العالم فول الصويا منذ القدم واستعملوه في الغذاء وغيره من أمور، وفي العصر الحديث بات من الشائع استعمال بروتين فول الصويا في إنتاج الغراء، ويحتاج الأمر لمعدات ما تعمل على تصنيعه بمواد كيميائية تضاف إليه مثل أملاح الكالسيوم، ويعتبر غراء فول الصويا رخيص الثمن كثيرًا مقارنةً بغيره من أنواع لصق المواد الشائعة، ويمكن استعماله مع رقاقات الأخشاب وكذا يستخدم في طلاء الورق.
غراء الصنوبر
يستخدم الصنوبر في إنتاج الغراء الراتنجية باستعمال مواد كيميائية ما، وهو في الأساس مادة هيدروكربونية تخرج بشكل دوري من أشجار الصنوبر، وتعتبر من أكثر مواد اللصق المقاومة للمياه، ويستخدم كثيرًا في مواد طلاء الورق وكذلك يدخل بشكل كبير في تصنيع الورنيش والصبغات، وعند تصنيع غراء الصنوبر قد يدخل فيه بعض المواد البلاستيكية.
الصمغ العربي الأكثر إستعمالاً في لصق المواد
هو من أكثر أنواع الغراء الطبيعية المستعملة في لصق المواد وينتج بكميات كبيرة من أشجار الفواكه المثمرة، وقد تمكن العلم من استخراجه من مواد عضوية مختلفة إلا أنها تتأثر بفعل الماء خاصةً مع تغير درجات حرارته للارتفاع أو الانخفاض، ويعاب عليه فقط ضعف قدرته على لصق المواد البسيطة ولا حتى رقاقات الخشب، إلا أنه يستعمل طوال الوقت في لصق المواد الورقية؛ ولهذا فهو رخيص الثمن.
الغراء الصناعي من أجل لصق المواد
يُعرَف الغراء الصناعي من اسمه كونه ذاك الذي يعتمد على مواد كيميائية مختلفة من أجل تصنيع غراء لصق المواد، وهناك العديد والعديد من أنواع الغراء الكيميائية الصناعية التي تم إنتاجها باستخدام مواد وجزيئات ومركبات مختلفة مثل اليوريا والإنيلين والفنيول فورمالدهيد وكل من الإيبوكسي وغراء التماس وخلات متعدد الفينيل، ولكن فيما يلي نوضح أنواع الغراء الصناعية وفقًا للمواد الأولية التي استُخدِمت لإنتاجه:
الغراء المقوى حراريا
وهو ذاك الغراء الذي يستحيل له أن يدخل في عملية حرارية بهدف التسخين أو الإذابة والانصهار بعد أن يتم تصنيعه ومعالجته، وبشكل عام يمكن الحصول عليه من خلال دمج بعض المركبات في تفاعلات كيميائية تتم في ظل درجات حرارة مختلفة، ويعتبر الإيبوكسي هو أبرز هذه الأنواع، يليه في ذلك لصق المواد باستعمال مواد ميلامين فورمالدهايد ومادة اليوريافورمالدهايد وغيرها من مواد الأكريليك والبوليميد.
الغراء المطاوع للحرارة
وهو على عكس الغراء المقوى حراريًا، حيث يتميز بعدم قدرته على تحمل الحرارة وبالتالي يذوب وتتغير خصائصه وصفاته الكيميائية، ولذلك لا يُنصَح أبدًا باستعماله في لصق المواد ذات درجات الحرارة المرتفعة، وتعتبر أسيتات السيليلوز ومادة نترات السيليلوز أبرز أنواع هذه الغراء.
الغراء المرن
هو أحد أنواع الغراء الصناعي، ويستخدم كثيرًا في تصنيع الأشرطة اللاصقة، وعند صناعة هذا النوع من الغراء يتم الاستعانة بطريقة علمية تستهدف البوليمرات في أوضاع ومواصفات معينة ليتم إنتاج الغراء المرن في شكل محلول أو مذيب عضوي، ويتميز هذا النوع بقدرته الكبيرة على تحمل درجات الحرارة العالية.
أفضل لاصق للجلد
هناك العديد من المواد اللاصقة التي تدخل في صناعة وصيانة المواد الجلدية، ومن أشهر هذه المواد ما يلي:
غراء البولي يوريثين
وهو غراء قوي مصنع من مواد ومركبات كيميائية يعطي قوة ومتانة كبيرة عند استعماله على الأسطح الجلدية، وتزداد قدرة هذه المادة حين استعمالها على أسطح مسامية، إلا أنه يُعاب عليه أن حجمه يزداد بعد استعماله، ورغم سهولة استعماله لكنه يجب استعماله بحذر ومن قِبَل مختصين؛ إذ أنه من الصعب جدًا إزالته بعد استعماله.
غراء البيركلوروفينيل جيد في لصق المواد الجلدية
ويستخدم كثيرًا مع المطاط الكاوتشوك ومفيد للغاية في لصق المواد الجلدية وربط هذه الأسطح ببعضها البعض، وهو غراء قوي وجيد إلا أنه يُعاب عليه من جملة سلبياته كونه لا يدوم طويلًا ويتفكك بمرور الوقت، كما أنه لا يتحمل الرطوبة الزائدة ويفقد خواصه الكيميائية اللاصقة، والأمر ذاته يتكرر مع درجات الحرارة المنخفضة؛ ولذا يفضل استعماله عند لصق الجلود والمطاط في فترات الصيف فقط، وعلاوةً على ذلك نجد أن البيركلوروفينيل لا يصلح بتاتًا لاستعماله على واجهات الجلود أو في لصق المواد الأساسية.
غراء البولي فينيل كلورايد
يعتبر من أفضل أنواع الغراء المستخدم في لصق المواد الجلدية، ويتميز بقدرته الفائقة على تحمل درجات الحرارة العالية وكذا المنخفضة كما أنه يتحمل الرطوبة بقدر كبير على عكس معظم أنواع غراء الجلود، وجدير بالذكر أن البولي فينيل كلورايد يحتوي على مادة الراتنج؛ الأمر الذي يعطيه فعالية وكفاءة ومرونة أكبر، كما أنه يصلح للصق الجلود مع المواد النسيجية المختلفة، وتتميز هذه المادة كثيرًا بقدرتها الفائقة على مقاومة المياه؛ ولذا فهي مفيدة جدًا في وقف التسربات إلى الأسطح الجلدية.
غراء الديسموكول من أشهر مواد لصق المواد
يعتبر الديسموكول من أشهر أنواع الغراء المستعملة في لصق المواد الجلدية لا سيَّما الأحذية العملية والمخصصة لمهن بعينها، ويعتبر أحد أبرز الإبداعات الصناعية الناتجة عن إضافات راتنجية وغراء البولي يوريثان وكذا المذيبات العضوية؛ ويتميز الديسموكول بأنه لا يستعمل فقط في لصق الجلود وإنما يدخل في صناعتها كثيرًا مثل صناعة الأحذية حيث يتميز بقوته ومتانته وسرعة فعاليته، كما أنه يستخدم على أوجه الجلود دون إحداث تشوهات، إلا أن من أبرز سلبياته وأضراره كونه قابل للاحتراق نتيجة احتواءه على مذيبات تشتعل، وهذا سبب كاف لحفظه في أماكن بعيدة عن الحرارة العالية ومصادر اللهب، كما أن استعماله يتطلب وجود هواء متجدد.
وغراء الديسموكول كغيره من أنواع الغراء يحتاج لنظافة السطح جيدًا قبل استعماله وكذا التخلص من الزيوت والشحوم، إلا أنه قد يختلف عن المواد اللاصقة الأخرى في أنه لا يحتاج سوى كمية صغيرة منه لتوضع على هيئة طبقة رقيقة بين الأسطح المراد لصقها، ثم يُترَك حتى يجف تمامًا حسب مدى قدرة الأسطح على امتصاصه وقد يحتاج من ربع إلى ساعة من الزمن، وخلال ذلك يتم تنشيط هذه المادة باستعمال اللهب ودرجات حرارة مرتفعة إبان وجود الغراء بين السطحين، ولعل لصق المواد بهذا الغراء يضمن التماسك والمتانة الفائقة التي من الصعب الحصول عليها بهذه السهولة في منتجات لاصقة أخرى.
غراء البولي كلوروبرين
يتم صناعة هذا المركب الكيميائي من مواد عديدة أثبتت فعاليتها كثيرًا في لصق الجلود والحيلولة دون تسرب المياه أو التأثر بالرطوبة والحرارة، ورغم أنه أثبت فعالية كبيرة في الحصول على الهدف المطلوب إلا أنه لا يفيد كثيرًا في لصق الأسطح الكبيرة، ويفيد البوليكلوروبرين كثيرًا أيضًا في لصق المطاط، وقد أثبتت التجارب والأبحاث التي أجريت عليه أنه يحقق أقصى استفادة ممكنة منه في حال كانت درجات الحرارة مرتفعة.
أقوى لاصق بلاستيك
هناك العديد من أنواع غراء لصق المواد البلاستيكية التي توصل إليها العلم بعد التطور الكيميائي والأبحاث المعملية المختلفة، وتعتبر تلك المواد اللاصقة من أهم المواد التي نحتاجها في حياتنا اليومية في الوقت الراهن؛ نظرًا لكون البلاستيك يدخل في معظم المنتجات من حولنا، وفيما يلي نوضح أبرز وأقوى لاصقات البلاستيك:
معجون لحام البلاستيك
وهو من أشهر أنواع لصق المواد البلاستيكية، ويعتمد هذا اللحام على الحرارة العالية وتكون نتيجته مذهلة في إضفاء قوة تماسك وصلابة أكبر على البلاستيك، وخلال هذه العملية يتم رفع الحرارة حتى تنصهر أطراف البلاستيك المراد دمجها، وفي الغالب يتم الاستعانة بقطعة معدنية ساخنة تحقق الغرض ذاته، وفي الختام يتم ضغط طرفي البلاستيك بشكل قوي ليتم اللحام.
لحام بارد للبلاستيك الأفضل في لصق المواد البلاستيكية
وهو على عكس اللحام الساخن، ويعتبر أفضل أنواع اللحام المستخدمة في لصق المواد البلاستيكية كما أنها سريعة وبسيطة للغاية، وفي هذا الصدد يتم الاستعانة بالمواد الراتنجية التي تفيد كثيرًا في جمع ولصق المواد مع بعضها البعض بدون الحاجة لأية حرارة أو صهر لطرفي البلاستيك المراد لصقه.
لاصق بلاستيك قوي
ويتميز هذا اللاصق بكونه شفافًا ويمكنه لصق معظم أنواع البلاستيك الصلب والحراري والأكريليك وغيرها، كما أنه يعطي ترابطًا متينًا للغاية، وفي الوقت ذاته يتميز بأنه لا يتسبب في إحداث أية تلفيات على عكس اللحام الساخن مثلًا وما يستدعيه من صهر بهدف لصق المواد البلاستيكية.
لحام لصق المواد البلاستيكية بالاحتكاك
هي إحدى أشهر الطرق لكونها تعتمد على أنواع بعينها من البلاستيك ولا تصلح لمختلف الخامات، كما أنها لا تصلح إلا لأنواع كسور وشروخ بعينها، أما عن آلية التنفيذ فإنها تعتمد على احتكاك الأسطح البلاستيكية المراد لصقها حتى ينتج عنها درجة حرارة ما تسهم في اندماج السطحين وبالتالي لصق المواد ببعضها البعض، وهي طريقة أشبه إلى حد ما طريقة اللحام على البارد التي تستعمل المواد الراتنجية.
اللحام بالموجات فوق الصوتية
وهذا المصطلح هو ما يطلق على طريقة لصق المواد البلاستيكية من خلال اللحام عبر الاهتزازات فوق الصوتية، وهي طريقة حديثة ومتطورة للغاية ولا يلجأ إليها الكثيرين خاصةً وأنها غير منتشرة وتتطلب متخصصين أكفاء على أعلى مستوى، وباستعمال أجهزة ما تصدر موجات اهتزازية فوق صوتية بكميات كبيرة تؤدي إلى التحام البلاستيك ببعضه البعض بسرعة بالغة، والتفسير العلمي لذلك أن هذه الاهتزازات تنتج من خلال عملية تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة أخرى حركية مذبذبة لها مفعول اللحام هذا.
نصائح عند لصق المواد البلاستيك
هناك العديد من النصائح الواجب اتباعها عند استعمال الغراء بأنواعه وأشكاله وخواصه المختلفة بهدف لصق المواد البلاستيكية، ومن هذه النصائح ما يجب تطبيقه قبل أو بعد أو أثناء عملية اللصق كما يلي:
- في البداية يجب التأكد من كون السطح البلاستيكي نظيفًا بشكل كامل، مع التأكد من إزالة كافة الاتساخات والأتربة العالقة به وكذا تجفيفه من آثار السوائل المختلفة والزيوت والشحوم، وهناك العديد من المواد التي من شأنها إزالة الشحوم عن الأسطح البلاستيكية سواء مواد التنظيف أو مواد كحولية مع التأكد من تجفيف آثار الكحول أو عدم البدء في استعمال الغراء إلا بعد تطاير الكحول.
- عند الرغبة في لصق المواد البلاستيكية يجب استعمال قفازات نظيفة وعدم لمس الأسطح باليد لعدم انتقال العرق أو حتى الفطريات والبكتيريا التي قد تفسد خواص اللاصقات الكيميائية، وفي الوقت ذاته تضمن نظافة البلاستيك أن عملية اللصق ستكون متينة كثيرًا.
- قبل بدء عملية لصق البلاستيك يجب ورق الزجاج الخشن أو غيره من مواد خشنة للتنظيف كنوع من الصنفرة لفرك السطح جيدًا؛ ولعل الهدف الأساسي من تلكم العملية هو الحصول على سطح خشن قدر الإمكان وبشكل مستو حتى يجعل المادة اللاصقة أكثر قدرة على الثبات على السطح والتماسك وعدم الانزلاق.
- عند استعمال الإيبوكسي في لصق المواد البلاستيكية، فإنه يجب مراعاة استعمال المادتين اللتان يتم دمجهما معًا بهدف إنتاج المادة اللاصقة، وقبل ذلك يجب التعرف على النوع والكمية المطلوب استخدامها تحديدًا من كلتي المادتين، وهذه نصيحة جادة لقراءة تعليمات المنتج أو الاستعانة بشخص ذي خبرة؛ إذ أن استعمال الإيبوكسي بشكل عشوائي يحول دون الاستفادة من خواصه لا سيَّما أن هناك العديد من أنواع البلاستيك التي قد يحتاج بعضها لدقائق حتى يجف، فيما تحتاج أنواع أخرى إلى ساعات طويلة للحصول على التماسك المطلوب بعد جفاف المادة اللاصقة.
- بعد وضع المادة اللاصقة على سطح البلاستيك، يتم استعمال الفرشاة المخصصة في توزيع الغراء على كلتي القطعتين، مع مراعاة أن يتم التوزيع بشكل متساو وبنفس الكمية حتى نضمن تماسك جميع الأطراف بنفس القدر، أما في حال كانت المادة البلاستيكية المراد لصقها صغيرة من حيث المساحة فإنه يفضل استعمال دبوس أو إبرة لوضع وتوزيع الغراء.
- في بعض الأحيان يتم الاستعانة بغراء مذيب سائل القوام، وفي هذه الحالة يجب التأكد من كون السطحين ناعمين بدرجة كبيرة، ونبدأ بوضع المذيب ونتركه ينزلق ويتوزع على طول السطح المطلوب لصقه حتى يذيب السطحين فيتماسكان معًا، وبعدها يتم الضغط بقوة وبحذر على الطرفين المراد لصقهما لضمان إخراج الهواء من بينهما حتى لا يحول دون إتمام عملية لصق المواد بشكل كامل، مع مراعاة ألا يتم الضغط بشكل قوي أيًا كان نوع المادة اللاصقة، حتى لا يخرج الغراء من بين السطحين المراد لصقهما.
- في حال خرج الغراء المستخدم خارج منطقة اللصق، فيجب على الفور مسحه بقطعة قماشية قبل أن يجف على الجوانب ويعطي مظهرًا غير لائق، أما إذا كانت المادة المستعملة هي الأكريليك فيُنصَح بتركها حتى تتطاير من تلقاء نفسها.
- بعد وضع اللاصق وضغط المواد ببعضها البعض، يجب ضمان التماسك بينهما لفترة حتى تجف المادة اللاصقة، ويمكن القيام بتلك العملية من خلال استعمال شريط لاصق أو أي آلة ما من شأنها ربط السطحين معًا، وكلها أمور تتوافر بتعليمات خاصة من حيث كمية المادة اللاصقة والوقت اللازم لجفافها والحصول على أكبر تأثير ممكن وغيرها من بيانات هامة يجب الاطلاع عليها لا سيَّما في حال استعمال أنواع غراء صناعية قد تكون ضارة إذا لم يحسن الشخص استعمالها بالشكل الصحيح.
لصق البلاستيك بالحديد
هناك العديد من المواد التي يمكن استعمالها بهدف لصق المواد المعدنية مثل الحديد مع المواد البلاستيكية، وقد تتفاوت هذه المواد من حيث الجودة ومدى كفاءتها وقدرتها على حفظ الثبات والتماسك بين السطحين، لكن وبشكل عام نجد أن الإيبوكسي هو الأفضل في هذا الأمر، والإيبوكسي هو أحد أنواع الغراء المستخدم في لصق المواد والشائع كثيرًا في الوقت الراهن والذي يتم تصنيعه من الراتنجات، ويتميز بكونه شديد الالتصاق بقدر كبير للغاية وسريع التصلب كما أنه يتميز بمقاومته للاحتكاك والماء والسوائل وكذا المذيبات الكيميائية المختلفة، ولا يتوقف استخدامه فقط كلاصق وإنما يدخل في صناعة المونة والطلاء وما إلى ذلك، إلا أنه يعاب عليه كونه من الصعب معالجته بعد تفاعله بين السطحين المراد لصقهما وبالتالي يصعب إزالته أو إعادة تشكيله حتى مع استخدام الحرارة، ونظرًا لكونه يعطي المواد قوة وصلابة ومتانة فإنه يدخل كثيرًا في لصق المواد الثقيلة والمعقدة والقوية وتلكم التي تتطلب تماسكًا خاصًا.
لكي يتم لصق البلاستيك مع الحديد فإننا نحتاج لكمية مناسبة من الإيبوكسي توضع على أحد السطحين، مع العلم أنه عندما يوضع فوق البلاستيك فإنه يتسبب في ذوبان السطح البلاستيكي وبذلك تحدث عملية تفاعل تسهل من التصاق الحديد به، وهي عملية بسيطة لكنها تتطلب قرابة الساعة حتى يجف تمامًا ويحقق الغرض منه ويصبح من الصعوبة بمكان تفكيكه وإزالته، ويتميز الإيبوكسي بكونه يصلح للاستعمال في درجات حرارة متفاوتة ما بين 5 إلى 90 درجة مئوية، وفي السياق ذاته هناك عدة نصائح وإرشادات يجب اتباعها قبل الاتجاه إلى لصق المواد البلاستيكية بالحديد ولحامهما معًا، وتتمثل في التأكد من نظافة كلا السطحين تمامًا وعدم وجود سوائل أو شحوم على أيٍ منهما ويُنصَح باستعمال الصنفرة أو الصوف لفرك الحديد قبل لصقه بالبلاستيك، كما يجب التأكد من نوع البلاستيك ومدى قدرته على التحمل؛ حيث أن بعض أنواع البلاستيك تكون خامته رديئة ولا تتحمل تفاعل الإيبوكسي؛ ولذا يجب التجربة أولًا على قطعة صغيرة من البلاستيك.
ملحوظة هامة: في حال كانت الأسطح البلاستيكية ملساء بقدر كبير، فإنه من الواجب استعمال الرمال المخصصة لتثبيت الإيبوكسي بين كل من المعدن والبلاستيك، وللحصول على نفس الغرض يمكن إحداث ثقوب أو فجوات صغيرة جدًا على البلاستيك في الوجه المراد لصقه من خلاله لضمان تماسك أكبر بين الحديد والبلاستيك، كما أنه من الضروري مراعاة كمية الإيبوكسي المستعملة حتى لا يزيد كثيرًا ويلتصق بالجوانب.
إن عملية لصق المواد من الأمور التي عرفها الإنسان منذ القدم، وهي رغم ذلك لا زالت تتطور بمرور الوقت ويستحدث المتخصصون أنواعًا أخرى أكثر فعالية وأقل من حيث الآثار الجانبية، وإلى وقتنا هذا تمكن العلماء من تصنيع عدد من أنواع الغراء سواء الطبيعية التي يتم استخراجها من جلود ودماء حيوانات ومواد عضوية أو الغراء النباتي من الأشجار وغيره من مواد زراعية، أو حتى الغراء الصناعي المعتمد بشكل رئيسي على المواد الكيميائية، وعلى كل حال تختلف تلك المواد من حيث الاستعمال حسب نوع السطح المراد لصقه سواء كان من مادة بلاستيكية أو معدنية أو خشبية أو حتى جلدية، ويعتبر اللحام البارد والساخن وكذا اللحام بالموجات فوق الصوتية من أبرز طرق لصق المواد البلاستيكية، في حين أن استعمال الكيماويات ومادة المطاط والكاوتشوك والبولي كلوروبرين والديسموكول والبولي فينيل والبولي يوريثين تعد أبرز أنواع لصق المواد الجلدية، أما لصق البلاستيك بالحديد فهناك مواد لاصقة عديدة ولكن الإيبوكسي أبرزها.
أضف تعليق