تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف نجح فيلم لا لا لاند La La Land في الفوز بستة أوسكارات؟

كيف نجح فيلم لا لا لاند La La Land في الفوز بستة أوسكارات؟

يُعتبر فيلم لا لا لاند من الصيحات الجديدة في عالم السينما، إذ أنه منذ توقيت صدوره في 2016 وحتى وقتنا الحالي تمكن من القيام بعملية الجذب الجماهيري والنقدي، حيث اكتسح شباك التذاكر وفي نفس الوقت حصل على أكثر من جائزة أوسكار.

لا لا لاند

مهما كان توقيت بداية متابعتك للسينما العالمية فإن فيلم لا لا لاند بالتأكيد سيكون واحدة من الأفلام التي دخلت القائمة الخاصة بك من حيث المشاهدة، إذ أن ذلك الفيلم الذي صدر في نهاية عام 2016 كان أشبه بالإعصار الذي اجتاح صناعة سينما وتمكن من الحصول على ست جوائز أوسكار بخلاف طبعًا النجاح الجماهيري سواء للمشاهدة الرقمية أو من قبل ذلك في شباك التذاكر، كل شيء في هذا الفيلم كان يقود ببساطة شديدة إلى النجاح، ولهذا تمكن سريعًا من حفر اسمه في الأذهان على الرغم من أنه في الأساس لا ينتمي لنوعية الأفلام التي تنجح باكتساح في الوقت الحالي، والحديث هنا عن أفلام الحركة والإثارة والأبطال الخارقين، على العموم، السطور القادمة سوف تحمل لكم كل شيء يتعلق بالفيلم بداية من وجوده وانتشاره وانتهاءً بالأسباب التي أدت إلى نجاحه وحصوله في النهاية على ست جوائز أوسكار.

فيلم لا لا لاند

المعلومات الرئيسية ستكون بالتأكيد من الأمور التي سيُحب القارئ التعرف عليها، وهي تتمثل أولًا في أبطال الفيلم، حيث أن إيما ستون رايان غوسلينغ كانا حاضرين كبطلين رئيسيين، وهما طبعًا من الممثلين الذين يتمتعون بموهبة كبيرة وحضور قوي، لكنهما لم يكونا وحدهما أبطال العمل، فقد كان المخرج والمؤلف داميان تشازل حاضرًا بنص قوي وإخراج متميز للغاية استحق على إثره جائزة من جوائز الأوسكار، على العموم، كان من المقرر أن يصدر الفيلم في عام 2017، بيد أنه كانت ثمة رغبة باللحاق بموسم الأوسكار، لذلك تم إصداره لأول مرة في اليوم الأخير من أغسطس من خلال مهرجان البندقية ثم أصبح بعد ذلك جاهزًا للعرض بدايةً من بداية ديسمبر، ومن وقتها الاكتساح لم يتوقف حتى وقتنا الحالي، ولكي نكون صريحين فإنه منذ صدور الفيلم نهاية 2016، أي قبل حوالي عامين، لم يأتي أي فيلم آخر ويأخذ نفس المكانة التي حظي بها.

ماهية فيلم لا لا لاند

لا لا لاند ماهية فيلم لا لا لاند

ربما سيدهشكم ذلك، لكن ماهية أو نوعية فيلم لا لا لاند يُمكن اعتبارها بلا أدنى شك الأقل انتشارًا والأقل نجاحًا، وهي النوعية الموسيقية التي تعتمد على الموسيقى أكثر من الحوار، لكن فيلم لا لا لاند كان قويًا بالقدر الكافي لتحطيم هذه القاعدة، فالفيلم جاء رومانسيًا موسيقيًا عذبًا، كما أنه لم يخلو طبعًا من هدف وسمة ميزته عن بقية الأفلام الرومانسية، حتى النهاية الصادمة كانت جزءًا من الإبهار، وبما أننا نُعطي تلميحات عن الفيلم فبالتأكيد أغلبكم الآن في شوق شديد للتعرف على تفاصيل القصة.

قصة الفيلم

لدينا هنا مايا، ممثلة شابة طموحة لم تحظى بأي شهرة وتحول الحصول على أية فرصة، وعلى الجانب الآخر يأتي سيباستيان، ذلك العازف الموهوب والذي لا يجد كذلك فرصته إلا من خلال العزف في الحانات والأماكن الغير راقية بالمرة، وفي رحلة البحث عن المجد يلتقي بطلينا ببعضهما لتبدأ سلسلة من الصراعات التي أعقبت وقوعهما في الحب قبل أن تأتي لاحقًا النهاية الصادمة التي تُصيب المشاهدين بدهشة مُختلطة كثيرًا بالحزن، لكن في النهاية يظل الفيلم مداعبة لطيفة للمشاعر، حتى وإن كانت تلك المداعبة ستغدو قاسية في النهاية.

فريق العمل

من الأشياء التي تُعتبر طبعًا مؤشر وعنصر رئيسي من عناصر نجاح فريق عمل فيلم لا لا لاند أنه يمتك فريق عمل على قدر كبير من القوة والتميز، هذا الفريق لا يشمل الممثلين فقط وإنما كذلك المُخرج والفريق الموسيقي.

داميان تشازل

ربما لا يوجد أدني اختلاف لدى الكثيرين على أن الرجل الأول في هذا الفيلم والسبب الأكبر في نجاحه هو مخرجه ومؤلفه الشاب داميان تشازل، فهو شاب لا يزال في الثالثة والثلاثين من عمره أخرج ثلاث أفلام روائية طويلة وعدة أفلام قصيرة، وعلى الرغم من ذلك تمكن من اعتلاء منصة الأوسكار التي يعلم الجميع أنه من الصعب جدًا الاقتراب منها إلا من المخرجين والمؤلفين المُحنكين، لكن فيلم لا لا لاند الذي قام تشازل بكتابة السيناريو الخاص به وإخراجه كان يقول صراحةً بوجود فنان على قدر لا بأس به من الحنكة، ويقول داميان إن هذا المشروع قد أخذ منه ثلاث سنوات كاملة من العمل.

جوستين هورويتز

مرة أخرى يعود الشباب للسيطرة على كل تفاصيل الفيلم، والدليل على ذلك وجود جوستين هورويتز، ذلك الموسيقار الشاب الذي تدخل في موسيقى الفيلم تدخلًا جعل الإيقاع موسيقي من الطراز الكلاسيكي الممتع وكأنك تشاهد فيلم بالسبعينات، أيضًا الرجل مجرد فتى في الثالثة والثلاثين من عمره ولا يمتلك إلا ثلاثة تجارب سابقة فقط، وخمنوا ماذا؟ تلك التجارب أيضًا كانت مع المخرج داميان تشازل، بمعنى أننا نتحدث عن فريق فني اعتاد العمل مع بعضه وبالتالي كان الإبداع حاضرًا بالنهاية.

إيما ستون

لا شك طبعًا على أن الممثلة التي قامت بتجسيد شخصية مايا، وهي الأمريكية إيما ستون، تستحق أيضًا أن تكون من فريق العمل الرئيسي الذي أسهم في إنجاح الفيلم، وعلى الرغم من كونها فتاة لا تزال في التاسعة والعشرين من عمرها إلا أنها تمتلك رصيد فني كبير للغاية يقترب من خمسة وثلاثين فيلم ومسلسل، فقد مثلت في فيلم الرجل العنكبوت وفيلم يحمل اسم “سيء جدًا” وأخيرًا كان مسلسل المهووس الذي عرض في سبتمبر 2018، كما أنها فوق كل ذلك تُعتبر من أصغر من حصل على جائزة الأوسكار في التمثيل، ومن المرتقب ترشحها مرات أخرى كثيرة قادمة.

رايان غوسلينغ

العنصر الرجالي في التمثيل كان كذلك عنصرًا رئيسيًا، فالشخصية التي قام رايان غوسلينغ بتجسيدها كانت شخصية هامة شاركت شخصية إيما ستون في كل شيء حتى النهاية، كذلك دعونا لا ننسى أن رايان غوسلينغ أساسًا ممثل له وزنه منذ فترة وله أعمال كثيرة فارقة وترشيحات لا حصر لها في جوائز الأوسكار، إنه ببساطة فريق عمل تتمناه بشده.

أسباب نجاح لا لا لاند

لا لا لاند أسباب نجاح لا لا لاند

بعد أن تعرفنا على تفاصيل كافية مُتعلقة بفيلم فإن الوقت قد حان الآن للاقتراب أكثر من الأسباب التي أدت إلى نجاحه وحصوله على ست جوائز أوسكار كان من الممكن جدًا زيادتها لما هو أكثر من ذلك، ومن أهم هذه الأسباب قوة فريق العمل.

قوة فريق العمل

لا شك أن أهم الأسباب التي قادت في النهاية إلى نجاح فيلم لا لا لاند كان تتعلق أساسًا بفريق العمل القوي والمتميز للغاية، فنحن هنا نتحدث عن مخرج شاب متميز مع فريق تمثيل يحظى بنفس القدر من التميز وموسيقي من الطراز الفريد، هذه المعادلة في النهاية تضعنا بالطبع أمام فريق عمل غاية القوة قادر على النجاح مع وجود توفيق أو حظ، والواقع أن فريق عمل لا لا لاند قد تغير أكثر من مرة خلال مرحلة التكوين وقبل بدء التحضيرات النهاية مباشرةً، بشكل أوضح، كان من الممكن جدًا أن يخرج فيلم لا لا لاند بدون هؤلاء الذين تواجدوا فيه وعشقناهم وعشقنا كذلك ما قدموه.

موضوع سينمائي متميز

السبب الثاني الذي لا يخفى على أحد طبعًا كونه من أهم أسباب النجاح هو وجود فكرة وموضوع سينمائي جديد ومتميز فعلًا، فأغلب الأفلام التي تريد النجاح الجماهيري الآن تتجه إلى الحركة والإثارة والغموض، أما ت لك التي تُريد النجاح النقدي والجوائز فهي تتجه غالبًا إلى الموضوعات المعقدة الدرامية، لكن فيلم لا لا لاند قد تمكن من إنشاء تركيبة مميزة وجديدة جعلته يتصدر المشهد بسهولة، هذه التركيبة كانت تعتمد على الموسيقى في المقام الأول، وطبعًا جميعنا يعرف أنه من الصعب جدًا في الوقت الحالي تواجد فيلم موسيقي بين مجموعة الأفلام المنتشرة، إننا ببساطة نتحدث عن التميز والتجديد، ولهذا يستحق فيلم لا لا لاند كل ما وصل إليه، بيد أن تلك الأسباب ليست الوحيدة طبعًا.

عدم وجود توقعات

أيضًا من الأشياء التي أسهمت في نجاح الفيلم بهذا الشكل المُبهر كونه لم يكن يمتلك أساسًا أية توقعات، ومن الطبيعي أن تكون الأشياء الجيدة الغير متوقعة شيء رائع يدخل القلوب، فمع بداية عام 2016 لم يكن يتخيل أحد أن ثمة فيلم قادم يحمل اسم لا لا لاند سوف يترشح للأوسكار ويُصبح أيقونة من أيقونات السينما، لكن الفيلم فعل ذلك وحقق النجاح المطلوب وأكثر، والسر خلف ذلك كما ذكرنا أنه لم يكن ثمة توقعات بخصوص هذا الفيلم

توقيت صدور الفيلم

كذلك دعونا لا ننسى ضمن الأسباب الرئيسية التي قادت للنجاح كون الفيلم قد صدر في التوقيت المثالي للجوائز، وهو نهاية العام، ففي هذا التوقيت تُقام المهرجانات أو على الأقل تُعد الترشيحات الخاصة بها، وقد كان لا لا لاند ذكيا في جعل العرض الأول ضمن أحداث أحد المهرجانات، بعد ذلك أُتيح للعرض الجماهيري بعد أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديدًا شهر ديسمبر، وهذا يعني أنه قد انتظر العرض حتى وقت ترشيحه للأوسكار كأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وممثلة، ولكم أن تتخيلوا أنه ثمة فيلم يُعرض لأول مرة في السينمات مترشح لكل هذا الكم من الجوائز، ألن يكن جاهزًا للاكتساح الجماهيري؟

الاجتياح الجماهيري

كان الاجتياح الجماهيري سببًا في قوة الفيلم أكثر أمام لجنة الأوسكار، فعندما يكون لديك فيلم مغمور تقوم بتحكيمه أمر يختلف كل الاختلاف عن تحكيم فيلم جماهيري من الدرجة الأولى مثل فيلم لا لا لاند، ونحن هنا نتعرض لشباك التذاكر طبعًا والأرباح التي كانت تقترب من المليار دولار، ولذلك لن نكون مبالغين إذا قلنا إن هذا الأمر كان داعمًا للغاية في الأوسكار.

جزء ثانٍ من الفيلم

لا لا لاند جزء ثانٍ من الفيلم

كعادة أي فيلم ناجح في الآونة الأخيرة، لم يتردد منتجي فيلم لا لا لاند بالخروج بمعلومات تُفيد بوجود جزء ثانٍ من الفيلم من المتوقع طرحه للجمهور عام 2020، وهناك من يقول إن هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، لكن في النهاية يبقى الشيء المؤكد هو كون الفيلم قد نجح على كافة الأصعدة، وإذا كان ثمة جزء آخر فسوف يكون بقصة أخرى مختلفة تمامًا وليس كتكملة للفيلم الأول، وذلك لأنه قد انتهى بنهاية لا عودة منها، وهو أمر يعرفه جيدًا كل من شاهد الجزء الأول، والواقع أنك إذا سألت عشاق الفيلم الأصليين فسيُفضلون بالتأكيد عدم وجود جزء ثانٍ لأنه سيُقلل من جودة وتميز الأول الذي عشقوه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × 2 =