لا أحد يُحب سماع الأخبار السيئة ناهيك عن قولها، سواء لصديق أو قريب أو حتى شخص غريب تماماً عنا، لكن أحياناً تُجبرنا الظروف على ذلك، في هذه الحالة يتوجب عليك اختيار الوقت والطريقة المناسبة لإخبار الطرف الآخر، فأي خطأ قد يُعقد الأمور ويجعلها أسوأ بمراحل، في هذا المقال سنُساعدك على تخفيف حدة الأخبار السيئة قدر الإمكان ومعرفة أفضل طريقة لقولها لو توجب عليك ذلك.
كيف تنقل الأخبار السيئة لشخص ما في 9 خطوات؟
استجمع قواك أولاً
من المحتمل أن تؤثر الأخبار السيئة التي تلقيتها عليك تماماً كتأثيرها على الطرف الذي يتوجب عليك إخباره، خاصة إن كنت على صلة بمن يخصه الخبر، لذلك لا تهرع لقولها مباشرة، بل أعطي لنفسك فرصة كي تستجمع قواك وتُرتب أفكارك قليلاً، احتسي كوب من القهوة، أو خذ حمام بارد لتُنعش عقلك، أو مارس بعض تمارين الكارديو لتُخرج الطاقة السلبية التي حملها لك الخبر، الأهم أن تحظى ببعض الوقت مع نفسك حتى تتخطى صدمة الخبر، أو على الأقل تتماسك قليلاً.
هل أنت الشخص الصحيح للقيام بهذه المهمة؟!
غالباً تكون أغلب الأخبار السيئة شخصية للغاية وتمس الطرف الآخر بشكل مباشر، وإلا لما كانت مؤثرة لهذه الدرجة! لهذا لو علمت مصادفة بخبر طلاق زميلك في العمل مثلاً، فالأفضل ألا تُخبر أي شخص آخر عن الأمر ولا تذكر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي حتى، بل اترك له مهمة القيام بهذا وإخبار من يود في الوقت المناسب، لأن تدخلك في مثل هذه الأمور الشخصية قد يُفهم بطريقة خاطئة ويؤدي لحدوث نوع من الحساسية بينكما فيما بعد، والأفضل أيضاً ألا تُخبره بمعرفتك حتى يُخبرك هو! اترك له بعض الوقت كي يستجمع قواه ويكون قادر على مواجهة المجتمع بما فيهم أنت.
تدرب على ما ستقوله
لو لم يكن هناك مفر من قيامك بهذه المهمة، فالأفضل أن تدرب على ما ستقوله مع نفسك أولاً، اختيار كلماتك وردود فعلك في مثل هذا الموقف يُعتبر العامل الأهم، يجب أن تُحضر نفسك أيضاً لأي رد فعل قد يصدر عن الطرف الآخر سواء توقعته أو لا، لهذا كن مرناً في اختيار كلماتك.
اختر المكان المناسب
الأماكن العامة والمزدحمة عموماً تُعتبر الخيار الأسوأ على الإطلاق، خاصة إن كان المكان لا يحتوي على شيء يُمكن أن يجلس عليه متُلقي الخبر كي يستجمع قواه ويستوعب ما قولته، الأفضل أن تختار مكان يوفر لكما مساحة من الخصوصية بعيداً عن تطفلات الآخرين، أغلق كافة الأجهزة الالكترونية كالتلفاز والهاتف وغيرها إن وجدت، ولا تنسى إغلاق الباب أو الستائر أو أي شيء آخر كي تحظى بكامل انتباهه، من الأفضل ألا يكون هناك أي شخص معكما، لكن إذا لم تستطع تولي الأمر وحدك فاختر شخص مقرب منه كي يُساعدك.
انتظر الوقت المناسب
في بعض الأحيان يكون الانتظار شبه مستحيل، ولابد من إخباره في أسرع وقت ممكن كأخبار المرض والموت، لكن إن استطعت الانتظار قليلاً واختيار أنسب وقت يكون فيه الطرف الآخر في منتهى التركيز، فلا تُخبره بما تُريد عند عودته من العمل بعد يوم حافل، ولا بعد حدوث مشادة أو شجار بينكما مثلاً، في جميع الأحوال لو توجب عليك إخباره بشكل فوري فعلى الأقل اصحبه لمكان هادئ أو دعه يجلس على الأقل، كذلك لا تُحاول أن تُخبره بالأمر عبر الهاتف خاصة إن كان بمفرده.
تأكد إن كان يعرف بالأمر أم لا
من المهم أن تعرف إن كان الطرف الآخر على علم بما ستقوله بالفعل أم لا حتى لا تُردد عليه كلمات لا يود سماعها، واجعل أسلوب كلامك ملائم لشخصيته، إذا كان يُحب الاختصار فأخبره مباشرة أن لديك أخبار سيئة ثم قل ما لديك، أما إن كان يُحب معرفة التفاصيل فاحكي له كل ما حدث ما لديك من معلومات عن الموضوع، وتجنب استخدام المجاملات والتشبيهات وغيرها، اجعل كلامك واضحاً جاداً قدر الإمكان، كي لا يشعر أنك تستهزئ بمشاعره.
أبقى بجواره
لا تُغادر مباشرة بعد إخباره بما لديك، بل انتظر بجواره وحاول مواساته وتخفيف الصدمة عنه قدر الإمكان، في البداية حدد ما يشعر به من خلال رد فعله، هل يشعر بالغضب، الخوف، الحزن، الصدمة ..إلخ، وهل السبب هو الخبر نفسه أم أنه يتعلق بشيء آخر، حاول أن تتحدث معه وتوضح له أنك تتفهم مشاعره، إذا بدأ بالصراخ أو الغضب فحاول أن تبقى هادئاً تماماً ولا تأخذ الأمر بمحمل شخصي، أما إن بدأ بالبكاء حاول مواساته قدر استطاعتك.
خطط لما بعد إخباره
دورك لن يتوقف على قول الأخبار السيئة التي لديك فقط، بل لابد أن يكون لديك خطة واضحة لما ستفعل بعد ذلك، وكيف ستُساعد هذا الشخص على تخطي الصدمة الأولية على الأقل، إن كان الخبر فقدانه لوظيفته فكيف يُمكنه إيجاد وظيفة أخرى، إن كنت طبيب وتخبر أحد المرضى أن حالته حرجة فما الإجراءات الطبية التي يجب عليه اتخاذها ..إلخ.
التمس له العذر
لا يجب أن تلوم الطرف الآخر على أي رد فعل في هذه اللحظة ولا تأخذ أي شيء بمحمل شخصي، فكل إنسان له طريقته الخاصة في التعامل مع الأخبار السيئة، لذلك لا تقيس الأمر على رد فعلك، خاصة إن كان الخبر يتعلق به شخصياً أو يمس أحد المقربين منه.
أضف تعليق