الحمل هو عملية شديدة التعقيد، يبدأ الحمل بالحدوث من اللحظة التي يحدث فيها الاتصال الجنسي بين الرجل والأنثى، ويتطور الحمل بشكل بطئ، لكن بمعدل منتظم، لمدة 9 أشهر في الغالب، وذلك حتى يصل الجنين إلى مرحلة الاكتمال، ويكون مستعدًا للخروج من بطن الأم، وذلك عن طريق عملية الولادة، في هذا المقال نشرح بكثير من التفصيل كيفية حدوث الحمل، ومراحل تطوره بشكل ثابت، هذا المقال هام بشكل خاص للمرأة الحامل لتعرف ما الذي يحدث بشكل دقيق في جسمها أثناء هذه العملية الدقيقة والاجابة بشكل مفصل على :” كيف يتم الحمل ؟”.
استكشف هذه المقالة
متى يحدث الحمل ؟
يحدث الحمل عندما تلتقي الحيوانات المنوية القادمة من إحليل الذكر، بالبويضة المنتجة في رحم الأنثى، عندما يحدث الالتقاء الناجح بين الطرفين يحدث الحمل، ويتطور عبر الشهور التسعة للحمل وذلك حتى الوصول إلى عملية الولادة، أما إذا لم يحدث الالتقاء، فإن البويضة تموت وتنزل من رحم الأنثى عبر المهبل، وتتحول إلى دم الحيض المعروف لدى النساء. يفرز الذكر الملايين من الحيوانات المنوية في كل دفقة للمني، وفي النهاية يصل حيوان منوي واحد فقط إلى البويضة وينجح في إخصابها، بعد دخول هذا الحيوان المنوي، تمتنع البويضة عن استقبال أي حيوانات منوية أخرى، ويكون مصير الحيوانات المنوية الأخرى هو الموت.
كيف يحدث الحمل بين الزوجين ؟ كيف يتم الحمل ؟
يحدث الحمل كما أسلفنا إذا ما تلاقت الحيوانات المنوية القادمة من إحليل الذكر بالبويضة في رحم الأنثى، عدد الحيوانات المنوية يكون كبيرًا جدًا، إذ يصل إلى ملايين من الحيوانات المنوية، ويحدث الإخصاب من واحد منها فقط، يموت عدد كبير من الحيوانات المنوية وهي في طريقها إلى البويضة، عندما تصل الحيوانات المنوية إلى الرحم، يختار نصف عدد الحيوانات المنوية الاتجاه إلى المبيض الأيمن، ونصفها الاتجاه إلى المبيض الأيسر، وذلك لأن احتمالية وجود البويضة في أحد المبيضين تكون بنسبة 50:50، تموت الحيوانات المنوية التي تصل إلى المبيض الذي لا يحتوي على البويضة بالطبع لأنها لا تجد شيئًا بانتظارها.
كيف يحدث الإخصاب ؟
يحدث الإخصاب عندما ينجح أحد الحيوانات المنوية في الوصول إلى البويضة واختراق غشائها، بالنظر إلى أن غشاء البويضة هو غشاء قاسٍ جدًا، ولا يستطيع حيوان منوي اختراقه بشكل منفرد، يتجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية معًا، ويبدئون في إفراز أنزيم معين يقوم بعمل ثقب صغير في غشاء البويضة الخارجي، وفي النهاية يسمح لحيوان منوي واحد بالدخول إلى البويضة وإخصابها، دخول أكثر من حيوان منوي واحد إلى البويضة يعني فشل عملية الإخصاب، لذلك تقوم البويضة بعد أن يدخل الحيوان المنوي الذي ينجح في الوصول إلى البويضة بعملية لحام للغشاء الذي تم اختراقه، وتمنع أي حيوانات منوية إضافية من الدخول.
ما هو الحيوان المنوي الفائز الذي يدخل البويضة ؟
الحيوان المنوي الذي ينجح في الوصول إلى البويضة يكون حيوانًا منويًا قويًا جدًا، لذلك يكون هوا الفائز بالبويضة، وهو الذي يقوم بإخصابها، عملية اختيار الحيوان المنوي الفائز بإخصاب البويضة تشابه عملية الانتخاب الطبيعي التي تحدث في الطبيعة على نطاق واسع، حيث يعيش الأفراد الأقوى الذين لديهم أفضل الخصائص من أجل البقاء، أما الأفراد الضعفاء، فيتم التخلص منهم، لو لم تكن عملية اختيار الحيوان المنوي تتم بهذه الطريقة (لو كانت تتم بطريقة عشوائية)، لكان من الوارد جدًا أن يتم الحصول على نسبة كبيرة من الأجنة المشوهة أو الضعيفة، لكن هذه الطريقة تضمن وصول أفضل الحيوانات المنوية وأكثرها صحة من أجل إخصاب البويضة.
ما هي المرحلة التالية لإخصاب البويضة؟
بعد أن يتم إخصاب البويضة، يتم تكوين الخلية الأولى التي ينشأ منها الجنين، أي خلايا في الجسم تكاثر عن طريق الانقسام، فخلية واحدة تنتج خليتين، وكل خلية من الخليتين ينتج خليتين، وهكذا، يتم الانقسام بطريقة متوالية هندية حتى يتم الوصول إلى الجنين الكامل، بعد أن تنقسم البويضة وتتكون الخلية، تتحرك البويضة إلى بطانة الرحم عبر قناة فالوب بمساعدة الشعيرات الدقيقة التي تساعدها على الحركة.
ماذا بعد وصول البويضة إلى بطانة الرحم؟
بعد وصول البويضة إلى بطانة الرحم تبدأ عملية نمو الجنين، تحتاج عملية نمو الجنين إلى 40 أسبوعًا من أجل الولادة، وهو في أثناء هذه المدة يقوم بالنمو بشكل تدريجي، وتتكون أعضاءه البالغة الصغر شيئًا فشيئًا، حتى يصبح إنسانًا مكتملاً في نهاية فترة الحمل، يحتاج الجنين إلى التغذية بطبيعة الحال، في المراحل الأولى من الحمل، يتغذى الجنين على المواد الغذائية الموجودة في دم الأم الواصل إليه عن طريق الحبل السري، لذلك يجب على المرأة أن تهتم بالتغذية الجيدة لها، وتحاول تناول الأطعمة بكميات أكبر من التي كانت معتادة عليها قبل الحمل، لأنه من الواضح أنه قد أصبح لديها ضيف جديد يحتاج إلى كميات إضافية من الغذاء.
دلائل حصول الحمل : علامات الحمل
الوسيلة الأساسية التي تستطيع بها المرأة تحديد ما إذا كانت حاملاً أو لا، هي توقف حدوث عملية إنزال البويضة، أو توقف الدورة الشهرية أو الحيض عن الحدوث، رغم ذلك، قد تكون هناك العديد من الدلائل يمكن الاستدلال بها على حدوث الحمل قبل توقف الدورة الشهرية، نوردها في ما يلي:
• الشعور بالغثيان والدوخة، والرغبة في التقيؤ، والشعور بعدم الاتزان، هي كلها من الأمور التي تدل على حدوث الحمل، كما أنها إشارة من الممكن الاستدلال بها على حدوث الحمل في مراحل مبكرة أيضًا.
• زيادة عدد مرات التبول، لأن الجنين يقوم بالضغط على جدران المثانة، مؤديًا إلى شعور المرأة بالحاجة إلى التبول لعدد أكبر من المرات، كما من الممكن زيادة فرصة حصول الإمساك.
• الحمل يؤدي إلى تغييرات هرمونية كبيرة في جسد المرأة، لذلك ستلاحظ الأنثى على الدوام بتغير في مزاجها، وعدم استقرار الأمور بالنسبة لها، فمن الممكن أن تشعر بالفرح، وبعده بفترة صغيرة تمر بالاكتئاب.
• الشعور بالإجهاد والتعب هو من الدلائل على أنه يوجد جنين بداخلكِ، فوجود الجنين يستوجب أن تعمل أعضاء جسمكِ بقدرة مضاعفة، وهذا ما يعني المزيد من الضغط عليها، وبالتالي تشعرين بالإجهاد والتعب سريعًا.
• الإحساس بحركة الجنين هي من الطرق السهلة لاكتشاف الحمل، لكن ليست كل السيدات يشعرن بالطفل وهو في بطنهن، بل إن الأمر يتطلب ملاحظة دقيقة لذلك الأمر.
• زيادة الحساسية للأطعمة وكذلك زيادة حساسية حاسة الشم من الأمور التي يمكن أن تؤكد حصول الحمل بالنسبة لكِ، يفسر الأطباء ذلك بأن العقل يحاول أن يتجنب الأطعمة الفاسدة، فبالتالي يزيد من حساسية أجهزة الاستشعار لها.
• تغير العادات الغذائية للمرأة دليل قوي على حصول الحمل، يمكن ملاحظة تجنب المرأة لأطعمة معينة، أو رغبتها في أطعمة لم تكن تحبها، أو رغبتها في تناول أطعمة معينة بشكل قوي، وهو ما يطلق عليه التوحم، كل تلك الأمور هي من الدلائل على حدوث الحمل، وذلك لأن الجسم يحاول أن يقوم بالحصول على مواد غذائية معينة أو الاستغناء عن مواد معينة.
الوقت الذي يحدث فيه الحمل
يعتبر الوقت المناسب لحدوث الحمل هو الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تلي نزول البويضة من قناة فالوب إلى الرحم، تظل البويضة في الرحم لمدة من ثلاثة إلى أربعة أيام، بانتظار الحيوان المنوي الذي سيقوم بالالتقاء بها وتلقيحها، لذلك تكون الفرصة الوحيدة المواتية لحدوث الحمل هي في هذه الأيام الثلاثة أو الأربعة، يكون نزول البويضة إلى الرحم قبل أسبوعين بالضبط من حدوث الدورة الشهرية أو الحيض بالنسبة للمرأة، لذلك حتى تحصلي على أفضل فرصة للحمل، يجب عليكِ حساب موعد الحيض او الدورة الشهرية المتوقع، والالتقاء مع الزوج في علاقة جنسية قبل 14 أو 13 أو 12 أو 11 يوم من ذلك، في هذه الفترة يكون الحمل متاحًا فقط.
زيادة فرصة حصول الحمل
يمكن للمرأة زيادة فرصة حصول الحمل، وذلك عن طريق القيام بالأمور التالية:
• المفتاح الأول لحدوث الحمل وعدم فشل المحاولات المتكررة لحدوثه هو البعد عم التوتر والعصبية والتشنجات، كل هذه الأمور تؤثر على الاتساق الهرموني في الجسم، وهو أمر ضروري جدًا لحدوث الحمل، إذا كانت الزوجة متوترة جدًا من عدم حدوث الحمل، فإن توترها الزائد يمكن أن يكون سببًا إضافيًا في عدم حدوث الحمل، يجب عليكِ أخذ الأمر بهدوء شديد، والرضا بما هو لكِ، نعم قد لا تكونين قادرة على الحمل، لكن هذا سيكون قدركِ، وليس عيبًا فيكِ أو أمر يقلل من شأنكِ، لذلك عليكِ الهدوء الشديد وتقبل الأمور كما هي في سعيكِ للحمل والإنجاب والحصول على أطفال.
• لزيادة فرصة حدوث الحمل يجب أن تتم الممارسة الجنسية كل 3 أيام على الأقل، وذلك من أجل تجديد الحيوانات المنوية والحصول على حيوانات منوية قوية وشابة تستطيع إخصاب البويضة، أما التأخر في عملية الممارسة الجنسية والمباعدة بينها فإنها تقلل من فرصة حدوث الحمل، فعلى الرغم من زيادة عدد الحيوانات المنوية، إلا أنها تكون حيوانات منوية كبيرة السن (عجوزة) ولا تستطيع الوصول إلى البويضة، وإن فعلت ذلك فإنها لا تكون قادرة على اختراقها.
• لزيادة فرصة حدوث الحمل، كما أسلفنا يجب أن تتم عملية الممارسة الجنسية قبل 14 يوم بالضبط من الموعد المتوقع للدورة الشهرية، إذا كانت دورتكِ الشهرية غير منتظمة، يمكنكِ وضع فترة بداية وفترة نهاية لاحتمالية حدوثها، ومن ثم على هذا الأساس يتم ممارسة العلاقة الجنسية في عدد أكبر من الأيام تبعًا لهذه الفترة.
• الاستلقاء على الظهر بعد عملية الممارسة الجنسية، ومحاولة رفع الأرجل إلى الأعلى، أو تقريبها من الصدر (وضع القرفصاء)، هذه التمرينات تساعد على وصول السائل المنوي الحامل للحيوانات المنوية إلى البويضة.
• ممارسة الرياضة أمر ضروري لزيادة فرصة حدوث الحمل، فهي تساعد، مثلها مثل الغذاء بالضبط في الحصول على تناسق هرموني في جسم المرأة، مما يساعد على حدوث الحمل.
• تناول الأطعمة الصحية أمر ضروري جدًا للحصول على تناسق هرموني في الجسم ومن ثم زيادة فرصة حدوث الحمل، ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم، مثل الموز والبطاطا والطماطم والفاصوليا، والفواكه المجففة، فقد أثبتت بعض الدراسات أن البوتاسيوم يساهم في زيادة فرصة حدوث الحمل.
• إذا كنتِ قد جربتِ الحمل لعدة مرات وفشلتِ، فربما يوجد سبب عضوي يمنعكِ أو يمنع زوجكِ من أخصابكِ، لذلك حاولي مراجعة طبيب من أجل معرفة وجود مشكلة تمنعكِ من الحمل أو لا.
• يجب على الذكر أن يقلل من استهلاكه للمشروبات الكحولية والسجائر، فهي تؤثر بشكل مباشر على عدد الحيوانات المنوية.
• يجب على الذكر أيضًا أن يحافظ على خصياته باردة، فالخصيات الساخنة تقلل بشكل كبير من عدد الحيوانات المنوية المنتجة، يمكنك فعل ذلك عن طريق عدم التعرض للمياه الساخنة أثناء الاستحمام، وعدم الدخول في غرف الساونا، أيضًا لا تقم باستعمال أجهزة اللابتوب على فخذيك، فهي من الممكن أن تسبب ارتفاع درجة حرارة الخصيتين بشكل كبير.
• يجب على الزوجين تجنب استخدام الزيوت أو الملينات أو المواد المساعدة على الانزلاق أثناء ممارسة العملية الجنسية، فكل هذه الأشياء تقلل من احتمالية الحمل عن طريق قتل الحيوانات المنوية قبل أن تدخل إلى المهبل.
كيف يحدث الحمل بتوأم
يحدث الحمل بتوأم في حالة واحدة من حالتين:
• عندما يتم انقسام البويضة بعد تلقيحها ويبدأ كل قسم في النمو إلى جنين منفصل، في هذه الحالة تكون الأجنة متشابهة في الصفات الجسمانية والعقلية، وأيضًا متشابهة في الجنس، ويمكن أن تنقسم البويضة الواحدة إلى جنينين، أو إلى أكثر من ذلك، حيث إن التوائم الثلاثية والرباعية كذلك تحدث في بعض الأحيان، وبنسبة أقل التوائم الأكثر من ذلك.
• عندما يتم إنتاج أكثر من بويضة واحدة، وفي هذه الحالة من الممكن أن يكون هناك اختلاف في جنس التوأم، أو في صفاته الجسمانية والعقلية، ويطلق على هذه الحالة، التوأم غير المتماثل
الحمل بتوأم أمر شائع، وليس غريبًا، ورغم أنه سيكون أكثر صعوبة على الأم في مرحلة الحمل والولادة، إلا أن غالبية الأمهات ينجبون التوائم الآن بشكل آمن تمامًا، على الأم وعلى الأجنة، لذلك لا داعي للقلق عندما تحمل المرأة بتوأم.
أسباب الحمل بتوأم
رغم أن أسباب الحمل بتوأم غير معروفة بشكل دقيق، إلا أنه توجد بعض الأسباب التي يرى الأطباء أنها تزيد من احتمالية حصول الحمل بأكثر من جنين واحد كالمعتاد، من هذه الأسباب:
• عند حدوث الحمل بتوأم، تزداد فرصة حدوث الحمل بتوأم مرة أخرى بنسبة كبيرة.
• النساء طويلات القامة، أو النساء البدينات، أو النساء كبيرات الحجم في الجسم بشكل عام، تزاد لديهن فرصة الحمل بتوأم بنسبة كبيرة جدًا.
• عندما تكون المرأة مرضعة، وتقوم بالحمل في هذه المدة، تزداد فرصة الحمل بتوأم بشكل كبير جدًا.
• العوامل الوراثية لها عامل كبير جدًا في الحمل بالتوأم، فعندما تكون أم، أو أخت، أو قريبة من الأقارب للمرأة تحمل بالتوائم، ستكون فرصة حمل المرأة بالتوأم كبيرة، هذه العوامل الوراثية لا يمكن السيطرة عليها بشكل نهائي.
• تناول أطعمة معينة أو أدوية معينة تزيد من فرصة حدوث الحمل بتوأم، بل إن بعض الأدوية المنشطة لإنتاج البويضات تكون السبب الأساسي للحمل بتوأم عند النساء.
• الحمل في سن كبيرة يزيد من احتمالية الحمل بتوأم بنسبة أكبر من الحمل في سن صغيرة.
علامات الحمل بتوأم
توجد الكثير من العلامات يمكن للمرأة عن طريقها معرفة ما إذا كانت حاملاً في توأم أو لا، من هذه العلامات:
• كبر حجم البطن بشكل مبالغ فيه، خصوصًا في الشهور الأخيرة من الحمل، إذ أن في بطن الأم جنينان وليس جنين واحد.
• زيادة الإحساس بالتعب والغثيان والرغبة في القئ والتعب المفرط، بالطبع كل هذه الأمور تعاني منها معظم النساء الحوامل، لكنها تكون أكثر وضوحًا في حالة الحمل بتوأم، وتستطيع المرأة التي جربت الحمل من قبل أن تحس بفارق كبير بين الحمل بجنين واحد، والحمل بتوأم.
• عن طريق جهاز السونار يمكن اكتشاف الحمل بأكثر من جنين واحد، يتم ذلك عن طريق الاستماع بدقة إلى صوت ضربات القلب القادمة من الجنين، سيكون عند وجود أكثر من جنين واحد، أكثر من صوت لضربات القلب، وبالتالي يمكن تشخيص وجود أكثر من جنين واحد في الشهور الأولى من الحمل، أما في الشهور الأخيرة، فيصبح الأمر أكثر سهولة لاكتشاف الحمل بأكثر من جنين باستخدام السونار، بل إن السونار، في المراحل الأخيرة من الحمل يكون هو التأكيد الوحيد لحصول الحمل بتوأم، ولا يمكن وجود أي طريقة أكثر تيقنًا من استخدام السونار.
أخطار الحمل بتوأم
الحمل بتوأم كما أسلفنا ليس أمرًا خطرًا، لكنه بالطبع ليس كالحمل العادي، إذ أن المرأة الحامل في توأم تكون أكثر عرضة لبعض المشاكل أثناء الحمل، وأثناء الحمل، من هذه المشاكل:
• زيادة احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصرية، حيث أن الحمل في توأم غالبًا ما يؤدي إلى صعوبة حدوث الولادة الطبيعية، مما يجبر الطبيب المشرف على ولادة المرأة أن يختار حل الولادة القيصرية.
• زيادة حجم بطن المرأة كثيرًا عن الحد العادي، وتزاحم الأجنة في بطن الأم، وهذا مما قد يسبب العديد من المشاكل المتعلقة بالتشوهات -لا قدر الله- في الجنين.
• زيادة احتمالية حدوث الولادة المبكرة، مما يفرض أن يتم رعاية الأجنة المولودة في حضانات قبل أن يتم إخراجها إلى الحياة العادية.
• زيادة فرصة وفاة الأجنة أو الإجهاض في حالة الحمل بتوأم.
• زيادة فرصة إصابة الأمر بفقر الدم (الأنيميا)
• زيادة فرصة تعرض المرأة للتعب والإجهاد أثناء الحمل
• زيادة فرصة تعرض المرأة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
• زيادة فرصة تعرض المرأة لارتفاع معدل ضربات الدم، والتورم في القدم والجسم بشكل عام.
تحديد نوع الجنين في الحمل : كيف يحدث الحمل بذكر وبانثى
رغم أن تحديد نوع الجنين سواءً كان ذكرًا أو أنثى يرجع إلى عوامل من الصعب جدًا التحكم بها، إلا أنه توجد بعض الطرق قد أثبتت بعض الكفاءة في تحديد جنس المولود، نذكر بعضها في التالي:
• الطريقة المثلى والأكيدة بنسبة 100% لاختيار جنس المولود هي عبر القيام بعملية الحقن المجهري، أو كما تدعى أحيانًا، عملية أطفال الأنابيب، فهذه الطريقة تتضمن أخذ بويضة الأنثى، وتلقيحها بشكل اصطناعي خارج جسم الزوجة، ومن ثم إعادتها إلى الرحم مرة أخرى بعد 5 أيام من تلقيحها، يمكن عبر هذه الطريقة أن يتم تحديد جنس الجنين بنسبة 100%، أيضًا هذه الطريقة تضمن خلو الجنين من معظم الأمراض الوراثية. لكن يعيب هذه العملية تكلفتها العالية جدًا، وتعقيداتها الكثيرة التي قد تجعلها خيارًا أخيرًا للأزواج الراغبين في الحمل، وليست ترفًا يمكن لبعض الأزواج استخدامه من أجل الحصول على جنس معين للجنين.
• يمكن استخدام عملية التلقيح الصناعي وعمل اختبار للحيوانات المنوية للرجل في المختبر من أجل معرفة فرصة حدوث الحمل بذكر أو بأنثى، يمكن لهذه الطريقة أن تكون ناجحة بعض الشيء في الحصول على جنس الجنين المرغوب به.
• الأطعمة الغنية بمادتي الصوديوم والبوتاسيوم تساعد على زيادة فرصة إنجاب ذكر.
• تغطيس المهبل أو غسله بمواد قلوية، تساعد على زيادة فرصة إنجاب ذكر.
• ممارسة العلاقة الزوجية يوم نزول البويضة نفسه تساعد على زيادة فرصة إنجاب ذكر.
• الأطعمة الغنية بمادتي الماغنيسيوم والكالسيوم تساعد على زيادة فرصة إنجاب أنثى.
• ممارسة العلاقة الزوجية قبل أو بعد يوم الإباضة، تزيد من فرصة إنجاب أنثى.
نصائح للمرأة الحامل
الحمل هو عملية شديدة التعقيد والحساسية، لذلك تنصح المرأة الحامل ببعض النصائح من أجل حمل ميسر وآمن، من هذه النصائح ما يلي:
• يجب على المرأة معرفة أنها حامل من أجل الاستعداد للحمل، لا يجب عليكِ التأخر في تحديد حملكِ لفترة طويلة، بشكل عام، لا يجب عليكِ أن يمر شهركِ الأول بدون معرفة ما إذا كنتِ حامل أو لا، وذلك لأن هناك الكثير من الاستعدادات الخاصة بالحمل، التي يجب عليكِ اتباعها.
• يجب عليكِ أن تقومي بمتابعة مراحل الحمل مع شخص متخصص، يجب أن يكون هذا الشخص طبيبًا ملمًا بكل ما تحتاج إليه المرأة الحامل، فهو سيصف لكِ بعض الأدوية اللازمة لمرور فترة الحمل بأمان، أيضًا سيوصيكِ بعمل الكثير من الاختبارات من أجل تحديد ما يلزمكِ عمله خلال فترة الحمل وحتى الولادة الآمنة، لا يجب عليكِ إهمال هذا اﻷمر إذا ما كنتِ راغبة في المرور من فترة الحمل بأمان والوصول إلى الولادة الطبيعية الخالية من المشاكل.
• يجب عليكِ أن تقومي بالكثير من الفحوصات، وذلك لمعرفة إمكانية حدوث أمراض وراثية للطفل أم لا، هناك بعض الحالات، يؤكدِ لكِ الطبيب أن طفلكِ سيولد مشوهًا، أو مصابًا بأمراض تمنعه من العيش بشكل طبيعي، لذلك سيكون عليكِ اللجوء إلى الإجهاض في المراحل الأولى من الحمل قبل التسبب بالكثير من المعاناة للطفل.
• ابتعدي بشكل تام عن أخذ أي دواء أثناء فترة الحمل بدون استشارة الطبيب، فهناك الكثير من الأدوية الممنوعة بشكل تام للحوامل، ومن الممكن أن تسبب الكثير من الأضرار لكِ أو لجنينكِ، حتى لو كان الدواء هو مجرد مسكن ألم بسيط، عليكِ استشارة الطبيب قبل استخدامه.
• من أولى ما تنصح به المرأة الحامل هو الاهتمام بتغذيتها، فأنتِ الآن تقومين بتغذية نفسكِ، بالإضافة إلى شخص آخر يعيش في أحشائكِ، يجب عليكِ اتباع نظام غذائي متوازن، يتضمن كل المواد الغذائية التي تحتاجين إليها، بدءًا من المواد الممدة بالطاقة، مرورًا بالبروتينات، وانتهاءً بالمواد التي تحوي عناصر يحتاج إليها الجسم بكميات معينة، مثل المعادن والأملاح المعدنية والفيتامينات، الغذاء المتوازن ضروري لتحقيق التناسق الهرموني في جسم الأنثى، لذلك تأكدي من حرصكِ على تناول الغذاء الذي ينصحكِ به طبيب النساء.
• قد ينصحكِ الطبيب بتناول كميات إضافية من حبوب الفيتامينات والمعادن، وذلك حسب نسبتها في جسمكِ، المهم أن لا تبدئي بتناول هذه الحبوب من تلقاءِ نفسكِ، بل يجب أن تكون موصوفة من قبل الطبيب الذي يعرف حالتكِ بالضبط، وإذا ما قام الطبيب بوصفها لكِ، عليكِ الاستمرار في تناول الجرعات التي أوصى بها، حتى انتهاء الموعد الذي حدده الطبيب لكِ.
• يجب عليك الحرص على ممارسة الرياضة أثناء فترة الحمل، ممارسة الرياضة أثناء الحمل تريحك، وتريح الجنين، وتقوي عضلاتكِ التي ستحتاجين إليها عند عملية الولادة، لذلك يجب عليكِ أن تقومي بممارسة مجموعة من التمارين المصممة للحوامل خصيصًا، لا تقومي بممارسة أي نوع من التمارين، فهناك تمارين قد تسبب الخطر لكِ ولجنينكِ، بشكل عامٍ يجب عليكِ الابتعاد عن ممارسة التمارين العنيفة، أو تلك التي تتطلب منكِ بذل الكثير من المجهود، أو رفع أشياء ثقيلة، أو تلك التي قد تؤدي إلى وقوعكِ أو إصابتكِ بأي نوع من أنواع الإصابات.
• يجب عليكِ ارتداء ملابس الحمل، وهي ملابس تكون مصممة لإشعارك بالراحة، ولاستيعاب الزيادة في حجم بطنكِ، أيضًا يجب أن تتوقعي ازدياد وزنكِ بشكل كبير أثناء الحمل، يجب أن تكون ملابس الحمل بالإضافة إلى كونها فضفاضة وتعطيكِ حرية الحركة، خفيفة، وتسمح للهواء بالتخلخل إلى جسمكِ، بالإضافة إلى قدرتها على امتصاص العرق بشكل جيد، توقعي أن تعرقي بشكل أكبر من المعتاد أثناء الحمل، أيضًا اهتمي بارتداء الأحذية المريحة، وابتعدي عن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، فهي غير مناسبة على الإطلاق لارتدائها أثناء الحمل.
• يجب عليكِ الاهتمام بحالتكِ النفسية، فهي لا تقل أهمية بحال من الأحوال عن حالتكِ الجسدية، يجب عليكِ أن تبتعدي عن مسببات القلق والتوتر، وأن تكوني هادئة في مواجهة أي ظرف من الظروف، يجب عليكِ أن تبتعدي عن الأمور التي تجعلكِ عصبية، كل تلك الأمور تؤذي جنينكِ وأنتِ لا تشعرين، لذلك ابتعدي عنها تمامًا وقومي بفعل الأمور التي تحبين القيام بها.
• كامرأة حامل، يجب أن تتوقعي العون في الكثير من الأشياء من الأفراد المحيطين بكِ، وعلى رأسهم زوجكِ، يجب أن تتوقفي عن القيام بالأمور التي تسبب الإجهاد لكِ، على سبيل المثال، يجب أن تكون هناك الكثير من المساعدة في القيام بالواجبات المنزلية، ويزداد هذا الأمر رويدًا رويدًا بتقدم مراحل الحمل، حتى تصلي إلى الشهور الأخيرة التي يكون عليكِ أن تحظي بالراحة التامة فيها، كما يجب أن تحصلي على قسط وافر من النوم والراحة يوميًا، وذلك من أجل الحفاظ على الطاقة اللازمة لكِ.
• استعدي لقدوم طفلكِ، خصوصًا في المراحل الأولى من الحمل، عندما يكون بإمكانكِ التحرك بشكل سهل، يجب أن تحضري الكثير من الأشياء لاستقبال الطفل، مثل الملابس الملائمة، وأدوات العناية الشخصية، وأيضًا توفير مكان آمن للطفل لينام فيه، يجب عليكِ التفكير في كل ذلك قبل الولادة، لأنكِ بعدها لن تكوني قادرة على أن تفعلي أي أمر من هذه الأمور.
ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل
رغم أنه لا يوجد مانع من ممارسة العلاقة الزوجية أثناء فترة الحمل، خصوصًا في المراحل الأولى والمتوسطة منه، بل إن الحمل قد يكون مفيدًا جدًا للمرأة حتى تشعر بالسعادة وبالمتعة، ولا تفقد الثقة في نفسها، إلا أنه يجب اتباع الكثير من الاحتياطات أثناء فعل ذلك. الجنين يكون بمعزل عن المهبل، ولا يوجد خوف من أذيته من هذه الناحية، لكن هناك بعض الأمور يجب الاهتمام بها عند ممارسة الجنس أثناء الحمل، من هذه اﻷمور:
• يجب التأكد من رغبة المرأة في ممارسة العملية الجنسية وعدم تقززها من ذلك، إذا كانت المرأة تشعر بعدم الرغبة في فعل ذلك فإنه من الجيد أن يتم الاستغناء عن ممارسة العلاقة.
• تجنب الأوضاع التي تسبب الضغط على بطن المرأة، مثل الوضع الذي تكون فيه الأنثى تحت الرجل بالكامل، بل الأفضل أن تكون المرأة في الأغلى في جميع الأوضاع من أجل عدم التسبب بوجود ضغط على البطن
• التوقف عن ممارسة الجنس فورًا إذا ما وجد نزيف عند المرأة، أو أحست المرأة بوجود تقلصات أو تعب في بطنها.
• يجب التوقف عن ممارسة الجنس في الشهور الأخيرة من الحمل، وذلك لأنه يصبح غير آمن بالنسبة إلى المرأة والجنين.
• يجب على الزوجين التوقف عن ممارسة الجنس عندما يخبرهما الطبيب بأن الأمر غير آمن، فهناك ظروف معينة تمنع الزوجين من ممارسة العلاقة الجنسية أثناء الحمل، والطبيب هو أفضل من يعرف هذه الظروف بدقة.
الولادة الطبيعية
تحدث الولادة الطبيعية عند الحوامل بشكل لا إرادي، ويعتقد أن السبب في حصول عملية الولادة هو راجع إلى الهرمونات بشكل أساسي، تبدأ الولادة بعملية انقباضات متتالية عضلات البطن، واتساع في الرحم، تاركة فرصة للجنين للخروج، تحتاج الولادة الطبيعية إلى مساعدة طبية دقيقة جدًا، للحفاظ على صحة الأم، وكذلك صحة الجنين، أو على الأقل أن يتواجد شخص مدرب بشكل جيد على عملية الولادة بجانب المرأة الحامل من أجل مساعدتها في عملية الولادة، وقطع الحبل السري الذي يربط الجنين بالأم من أجل الحصول على الغذاء، وأيضًا من أجل المساعدة على التخلص بشكل آمن من المشيمة.
الولادة القيصرية
الولادة القيصرية هي عملية ‘ولادة صناعية’ يتم القيام بها عند عدم إمكانية إخراج الجنين عن طريق الولادة الطبيعية، يتم شق البطن والرحم، وإخراج الجنين من البطن، وإعادة خياطة البطن والرحم مرة أخرى، تحتاج عملية الولادة القيصرية إلى تخدير موضعي، أو تخدير كلي في بعض الحالات النادرة، تم تسميتها بالولادة القيصرية نسبة إلى يوليوس قيصر، حيث يشاع إلى أنه أول مولود يولد بهذه الطريقة. الولادة القيصرية هي أقل أمانًا بالطبع من الولادة الطبيعية، لكن إذا ما تم اتخاذ الإجراءات الطبية السليمة، يمكن أن تقل أخطار الولادة بشكل كبير جدًا، إلى درجة تصبح معدومة في بعض الأوقات، وفي الولادة القيصرية تكون الأخطار دومًا في جانب الأم، أكثر من الجنين.
اللجوء إلى الولادة القيصرية يجب أن يكون الخيار النهائي أمام الزوجين، وذلك بعد استنفاذ كل الفرص للولادة الطبيعية، أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية قد تكون سببًا من الآتي:
• طول فترة الحمل وعدم مجيء المخاض، غالبًا ما يتم إجراء عملية الولادة القيصرية إذا استمر الحمل أكثر من 40 أسبوعًا ولم يأتي المخاض للمرأة.
• تمزق الرحم أثناء الولادة مما يشكل خطورة كبيرة على الأم إذا ما استمرت في الولادة الطبيعية.
• وجود الجنين في وضع غير ملائم للولادة الطبيعية، حيث أن الوضع اللازم للولادة الطبيعية يكون بأن يكون رأس الجنين إلى أسفل، أما الأوضاع غير ذلك، فتصعب جدًا من عملية الولادة.
• عملية الحمل بأكثر من جنين (التوأم) غالبًا ما تستدعي الولادة القيصرية، وذلك لتعذر إخراج أكثر من جنين من الرحم عبر الولادة الطبيعية، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد توائم يتم ولادتهم بشكل طبيعي بدون اللجوء إلى الولادة القيصرية.
• ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير عند الأم مما قد يسبب خطرًا على حياتها، في هذه الحالة يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية.
• كبر حجم الجنين بشكل واضح، واستحالة إخراجه عن طريق الولادة الطبيعية، ويكون ذلك ربما راجعًا إلى ضيق منطقة الحوض عند الأم الحامل.
كما رأينا، الحمل عملية شديدة التعقيد والخصوصية، تجرب المرأة الحمل للمرة الأولى وفي ذهنها الكثير من المخاوف والقلق والأفكار المغلوطة عن الحمل، لكن كما رأيتِ، الموضوع ليس بهذا التعقيد أو الخطورة، نعم الحمل قد يكون تجربة جديدة بالنسبة للأم، لكنه يبقى في النهاية عملية طبيعية تقوم بها النساء منذ القدم في أمان، المهم أن لا تستمعي إلى الشائعات أو المعلومات الخاطئة بشأن الحمل، ويكون طبيبكِ هو الشخص الوحيد الذي تستقين منه المعلومات الأكيد بشأن الحمل والولادة، قد تصيبك الوصفات الشعبية بالكثير من الأضرار إذا ما استخدمت بشكل خاطئ، لذلك احرصي على سلامتكِ وسلامة جنينكِ، ولا تقومي بفعل أمور لا ينبغي عليكِ القيام بها لمجرد أنكِ قد سمعتِ بها من شخص ما.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.