إن أردنا تعريف التطرف بشكل عام فسوف نصفه بأنه كل فعل أو تصرف غير مبرر أو مفهوم مقارنة بأفعال أو تصرفات شخص طبيعي، كأن يكون ذلك الشخص حاد المزاج بشكل غير معتاد أو أن يكون شخصاً عنيفاً. فالتطرف لا يقاس بالتصرفات فقط ولكن التطرف يمكن أن يكون موجودا في صور أخرى، كالتطرف الديني أو الفكري. فإذا أردنا –مثلا- أن نعرف التطرف الفكري، فيمكننا أن نقول أن ذلك الوصف يستعمل لوصم الأيديولوجية السياسية والتي في الغالب تكون بعيدة كل البعد عن الاتجاهات السياسية الاجتماعية. أما التطرف الديني، فهو أن يعتنق شخص ما ديانة أخرى أو معتقد ما غير معتاد لدى البيئة أو المجتمع المحيط به، فيجعل منه في بعض الأحيان شخصا منبوذا لا يرغب الناس في مصادقته، وذلك يحدث بشكل كبير في المجتمعات الفقيرة الغير متعلمة. في هذا المقال نساعدك على أن تناقش شخص ما في أفكاره المتطرفة وتقنعه بالعدول عنها.
سبلك نحو أن تناقش شخص ما في أفكاره المتطرفة
التطرف الفكري أو السياسي
التطرف الفكري أو السياسي أو حتى الديني هو شيء وارد الحدوث لأي شخص في أي مكان وفي أي وقت، ولكن إمكانية حدوث شيء كهذا هو شيء نسبي، فتختلف درجة المؤثر الخارجي على الشخص الواقع عليه الفعل نفسه، فلا يوجد شخص لديه نفس طريقة التفكير لدى شخص آخر في مكان ما أو حتى في نفس المكان، وبالتالي، فإن درجة استيعابه لأفكار جديدة أو متطرفة تختلف عن درجة تقبل شخص آخر لنفس تلك الأفكار.
فإذا أردنا تبسيط الأمور فسنجد أنه هناك عاملان رئيسيان يزيدان من احتمال انتشار أفكار متطرفة لشخص أو جماعة ما، عوامل اجتماعية وعوامل فردية.
العوامل الاجتماعية تتمثل في:
- العداء السياسي أو الثقافي تجاه ديانة معينة عن غيرها.
- وجود جماعات –أو أقليات- مهمشة.
- التعامل مع جماعات عن غيرها بازدراء.
- بعض الاتفاقيات أو السياسات الخارجية والتي ترفضها جماعات داخلية معينة.
أما العوامل الفردية فتتمثل في:
- التأثير عن طريق الشعور بالتعاطف تجاه الآخرين.
- الإحساس بالفراغ أو الفشل.
- الرغبة في القيام بذلك الفعل كنوع من المغامرة أو التمرد.
- وجود صلة شخصية أو مباشرة بشخص أو جماعة متطرفة.
بالطبع، هذه الأسباب ليست جميعها بل أردنا ذكر بعضها، فاختلاف الأماكن التي ينشأ فيها التطرف تختلف عن أماكن أخرى.
انتشار الأفكار المتطرفة
ليس ممكنا –وليس مستحيلا- بشكل كبير انتشار أفكار متطرفة في مجتمعات ودول نامية كبرى، لجودة التعليم وتوفر العيشة الكريمة ودرجة الثقافة في تلك الأماكن، لذا، فانتشار التطرف بكافة أشكاله وأنواعه وارد الحدوث بشكل كبير في المجتمعات الصغيرة أو دول العالم الثالث، فدرجة التعليم وثقافة فيها ليست جيدة ومن السهل إيحاد الطرق المختلفة المستخدمة للتأثير على الأشخاص الموجودين في تلك الأقليات بشكل أكبر، كما أن تلك المجتمعات ليست صغيرة، ولكنهم يعيشون كجماعات متفرقة في مساحات شاسعة وأماكن كثيرة.
المناقشة بالهدوء لا بالعنف
أن تناقش شخص ما في أفكاره المتطرفة ليس سهلا وليس صعبا أيضا، فالوصول للطريقة التي سوف تتم مناقشته بها لها الأولوية عن غيرها، لأن الوصول لأفكاره كانت هي الطريقة الأولى لتغييرها، والمناقشة بهدوء لا العنف، لأن العنف لن يولد إلا مزيدا من العنف.
رسم خريطة أفكار الشخص الذي تقوم بمناقشته
إن رسم خريطة للأفكار وأنت تناقش شخص في أفكاره المتطرفة، وكيف تم التأثير عليه بها وإلى أين ستؤدي به، إذا استمر في اعتناقها أمر سوف يسهل الوصول إلى نتيجة إيجابية معه، وإرشاده إلى الطريق الصواب كأن يتعلم شيء ما سوف يفيده في أن ينهض بنفسه من تلك الأفكار السيئة سوف يغير مجرى حياته للأبد.
استعرضنا في هذا المقال بضعة أساليب من أجل أن تناقش شخص ما في أفكاره المتطرفة وتحاول إقناعه بالعدول عنها، تذكر أنك تقوم بمهمة جليلة بفعلك هذا، وتساعد على عدم انتشار الأفكار المتطرفة بشكل كبير في المجتمع الذي تعيش فيه.