الأطفال هبة ومنحة من الله تعالى يتمناها كل شخص، لكن في بعض الأحيان قد تفرض عليك ظروفك أو حتى رغباتك الشخصية ألا تُنجب! قد يكون الأمر سهلاً ومقبولاً بالنسبة إليك، لكنه لن يكون كذلك لأقربائك وأصدقائك بالتأكيد، بل سيبذل الجميع أقصى جهده لإقناعك بتغيير وجهة نظرك، وإنجاب أطفال، فهم يرون أن هذه هي سنة الحياة وأساسها، نحن لن نتحيز لأي من الطرفين في هذا المقال، ففي النهاية هذه حريتك الشخصية، وحياتك الخاصة لك كل الحق في التحكم بها كما تُريد، لكن يجب أن تُدافع عن وجهة نظرك وتُقنع من حولك بها، إذا أردت أن تعرف كيف تفعل ذلك فتابع المقال التالي.
خطواتك لتقنع الاخرين برغبتك في عدم الإنجاب
لا تسمح لأحد أن يؤثر عليك
قبل كل شيء يجب أن تُدرك تماماً انك الوحيد الذي يحق له اتخاذ هذا القرار، لا أحد يحق له إجبارك على الإنجاب، لذلك إذا كان هذا قرارك النهائي سواء تأجيل الإنجاب لمدة أو الامتناع عنه تماماً فيجب أن تُدافع عنه وتؤكد لمن حولك أنك ناضج بما يكفي لاتخاذ قراراتك الشخصية، قد يكون الأمر صعباً في البداية وربما لن يتقبله من حولك نهائياً خاصة عائلتك، لكن يجب أن تتفهم موقفهم فهم يرغبون في رعايتك والاهتمام بك لا أكثر، لذلك لا تدع هذا الأمر يؤثر على علاقتك بهم.
تفهم وجهة نظرهم
هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في وجهة نظر من حولك، كالعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المجتمع ورغبة والديك أن يروا أحفادهم ..إلخ، كل هذه الأشياء تدفعهم للضغط عليك كي تُغير قرارك بشكل كامل لذلك لا تُلقي اللوم عليهم أو تتهمهم بعدم تفهم موقفك، لأنهم لن يفهموه خاصة كبار السن منهم ومن يلتزمون بالعادات والتقاليد بشكل كامل! إذا أردت إقناعهم بوجهة نظرك فيجب أن تتفهم رأيهم أولاً.
ابدأ بشريك حياتك
هذا القرار لا يعود إليك وحدك، لهذا لا تُفكر في اتخاذه قبل مناقشة شريك حياتك وإقناعه قبل أي شخص آخر، بل يجب عليك مناقشة هذا الأمر معه قبل الزواج وقبل أن تُصبح علاقتكما جدية، فمن حقه أن يُوافق أو يرفض، ومن حقه تماماً أن يرفض الارتباط بك طالما أراد إنجاب أطفال! لذلك لا داعي أن تظلم نفسك أو تظلمه معك، كن صادقاً من البداية، واحرص على أن تتحدث معه بمفردك تماماً دون وجود أي شخص آخر كي يكون رأيه نابعاً من رغبته هو لا بناء على رغبات الآخرين.
كن حازماً
بعد أن سويت أمورك مع شريك حياتك بنجاح، يجب أن تكون حازماً تماماً في إخبار الآخرين عن رغبتك والدفاع عنها، وإن كنت متزوجاً ووافقك شريكك بالفعل، فعليه أن يكون حازماً أيضاً، مماطلتك والتفافك حول الأمر سُيعطي من حولك أملاً أنك ستُغير رأيك في يوم ما، بالتالي ستظل أسئلتهم تلاحقك أينما ذهبت، لهذا أخبرهم بمنتهى الوضوح أنك قررت ألا تُنجب نهائياً، وإن حدث وغيرت رأيك ستُخبرهم بالتأكيد.
أخبرهم عن السبب
إخبارهم عن السبب ربما يُخفف من تساؤلاتهم وتعجبهم حول قرارك ورغبتك في عدم الإنجاب ، وربما يقتنعون بوجهة نظرك أيضاً، لكن هذا ليس إلزاماً عليك، لذلك إذا شعرت للحظة بالتردد أو عدم الرغبة في إخبارهم فلا تفعل إذاً.
تفهم مشاعرهم
قرارك بيدك وحدك ولا يحق لأي فرد من عائلتك أن يتدخل فيه، لكن من حقهم عليك أن تتفهم مشاعرهم وحزنهم، خاصة والديك، فكل أب وأم يحلمان باليوم الذي يرون فيه أحفادهم، منذ مجيئك لهذا العالم وهم يُخططان لهذه اللحظة، لذلك اتخاذك قرار كهذا صعب عليهم وسيُسبب لهم ألم وحزن حقيقي، لذلك لا تتهم بالمبالغة أو التدخل في شئونك الشخصية، بل أخبرهم بتفهمك وأعطهم بعض الوقت لتقبل قرارك والتأقلم معه.
لا تخضع لأي ضغط
توقع أن يُحاول من حولك إثنائك عن هذا القرار بشتى الطرق، لكن طالما لم تكن مُقتنع تمام الاقتناع، لا تُقدر على هذه الخطوة، ليس من أجلك فقط بل من أجل أطفالك القادمون! طالما لا تشعر بتقبلهم وليس لديك قدرة على تربيتهم وتحمل مسئوليتهم بشكل صحيح فلا تظلمهم معك!
خذ آرائهم بعين الاعتبار
قبل أن ترفض كل محاولات الإقناع بشكل كامل، حاول أن تستمع لرأيهم وتأخذه بعين الاعتبار قبل الإقدام على هذه الخطوة، أدرس الأمر من جميع النواحي، فقرار عدم الإنجاب ليس أمراً سهلاً، ربما يبدو جيداً في الوقت الراهن، خاصة إن كنت في مراحل الشباب الأولى وترغب في الاستمتاع بحياتك دون مسؤوليات أو قيود، لكن فكر في عواقب هذا القرار بعد 10 سنوات مثلاً، هل سيبدو حينها قرار صائب، ولن تندم عليه! لأن حينها ربما يكون الأوان قد فات على الإنجاب !
أضف تعليق