الشركات متعددة الجنسيات عبارة عن شركة تشترك في اصول رأس مالها اكثر من شركة من اكثر من دولة, وتنتشر فروع هذه الشركة الام في اكثر من دولة, ومصانعها تنتشر ايضا في اكثر من دولة ليغطي انتاجها العالم كله او اقصي عدد من الدول. والشركات متعددة الجنسيات تتميز بعدة صفات خاصة, لن تجدها في الشركات الدولية العادية او الشركات الاقليمية او المحلية.
الشركات متعددة الجنسيات والشركات الدولية
اولا يجب ان نفهم الفارق بين شركة متعددة الجنسيات وشركة دولية. الشركة متعددة الجنسيات كما ذكرنا تتشارك رأس مالها عدة كيانات او شركات من اكثر من دولة, في حين الشركة الدولية يمثل رأس مالها شركة او اكثر من دولة واحدة فقط. والشركات متعددة الجنسيات يتشكل مجلس ادارتها في كل دولة بعضو منتدب له صلاحيات مستقلة تماثل الدور الذي يقوم به رئيس مجلس الادارة في الشركات الدولية, وذلك لان الشركات متعددة الجنسيات تعتمد مبدأ الادارة اللامركزية, يتحدد الهدف والاستراتيجية العامة للشركة في العالم كله, اما الادارة على المستويات الفرعية لها قدر كبير من الاستقلالية والحرية مادامت تسير علي نهج الاستراتيجية العامة. اما الشركات الدولية فتعتمد في اغلبها على الادارة المركزية, ولا وجود للامركزية في فروعها, حتى في الخطط وتنفيذ الاستراتيجية فالكل يجتمع على تنفيذ خطة واحدة, والادارة المركزية في البلد الام هي من تضع الخطط كلها التي تطبق على مستوي الفروع المختلفة.
اندماج الشركات العالمية
اغلب الشركات المتعددة الجنسيات تشكلت على مراحل مختلفة شهدت اندماج عدد من الشركات العالمية الكبيرة في كيان واحد ضخم. تجد هذا في امثلة كثيرة فالشركة التي عملت فيها كانت شركة افنتس للادوية, والتي قبل ان التحق بها كانت تشكلت اولا من شركتين المانيتين اسمهما هوكست, وهوكست مايرز, ثم اتحدت معهم شركة نمساوية اخرى اسمها روسل فأصبح اسمها افنتس, وبعد ان تركت العمل فيها اندمجت مع شركة عالمية اخرى اسمها سانوفي, واصبح اسمها سانوفي افنتس, واصبحت بعد هذه الاندماجات الشركة رقم 2 عالميا بعد ان كانت في المستوي السادس عالميا قبل هذا الاندماج الاخير. وهذا يوضح لنا سبب من ضمن اسباب هذه الاندماجات والاتحادات الكبرى بين الشركات, وهي ان تعلي من اسهمها وتصبح كيانات اضخم واكبر. وتجد هذا في السياسة الخارجية في نظم التحالفات المختلفة مثل الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ودول الفرانكفونية وغيرها. فالاتحاد قوة كما تعلمنا ونحن صغار.
خبرات العمل في الشركات متعددة الجنسيات
من ضمن اهم المزايا التي يحظي بها من يعمل في مثل هذه الشركات, هي انه يحتك ويتعامل مع اشخاص ينتمون لاكثر من ثقافة ويتحدثون بلغات مختلفة, ويفكرون بطرق واساليب مختلفة وفي هذا فوائد عظيمة للفرد, والتعاون بين الافراد في كيان واحد تحت اطار وهدف وخطة موحدة يجعل من التجربة في العمل في مثل هذه الشركات فرصة عظيمة بحق لتطوير الذات وتنمية المهارات الشخصية كثيرا.
اسلوب الادارة في الشركات متعددة الجنسيات
تتعدد اساليب الادارة في الشركات متعددة الجنسيات, ولكن في اغلب هذه الشركات تجد عدة اساسيات في الادارة لا تتغير, منها كيفية وضع خطط العمل, فتنظم هذه الشركات دائما بشكل دوري منتظم اجتماعات عامة لكل افراد الشركة في كل الفروع, ولو كان العدد ضخم من الممكن تنظيم لقاءات على مستوي المديريين بحيث يتم تنسيق العمل بشكل جماعي متوازن, وبحيث ان تكون استراتيجية الشركة واضحة لكل المديريين على مستوي كل الفروع. وتنظم هذه الاجتماعات ايضا لمواجهة اي مشكلة تطرأ بواسطة طرح المشكلة على المائدة وعرض الحلول, واختيار افضل الحلول وتطبيقها, او الاخذ بحل تم تطبيقه فعلا بواسطة فرع اخر من فروع الشركة. وهذا الاسلوب في طريقة اتخاذ القرار يسمي Brain Storming , ومعناها بالعربية عاصفة الدماغ او عصف ذهني. وهي ان يدلي كل فرد مسئول برأيه وافكاره وطريقته في حل المشكلة, ويقوم الاخرون بنفس الامر, ثم يجمعون كلهم على الحل الافضل للمشكلة بشكل جماعي.