المزاج، كلمة صغيرة الا ان الكثير يعاني من تقلباتها، ففي بعض الايام يكون مزاجك رائع وسعيد، ومقبل على الحياة ومتفائل، وايام اخرى يحدث العكس تماما، فلا مزاج او رغبة لك بالتكلم مع احد، ولا رغبة بعمل اي شيء، بل الجلوس والكسل دون فائدة او اقبال على اي امر، وياليت المزاج يتوقف على الايام، بل ان هناك بعض الاشخاص ممن يتقلب مزاجهم في اليوم الواحد اكثر من مرة، فيكون الشخص جالسا مع اصدقاءه سعيدا، وفجاءة تنتابه حالة من الكابة والحزن، ولا يعرف لماذا، ولا يدري ما هو السبب، وان تسال الشخص يجيبك بان مزاجي سيء، فهل نترك هذا المزاج يتحكم بنا، وما ذنب الاشخاص الاخرين الذين نتعامل معهم على ان يتعاملوا معنا، ونحن على هذا الوضع والحالة، وهل سيتعامل مديرك او معلمك او اي كان معك اعتمادا على مزاجك ؟؟ .
ويلجا الكثير من الناس الى ان يقوموا ببعض الاشياء عند احساسهم بالمزاج السيء، كي لا يؤثر مزاجهم على غيرهم، او ان تراهم الناس بهذه لحالة، كان يناموا مثلا عند شعورهم بان مزاجهم سيء، ولا رغبة لديهم بان يعملوا اي شيء حتى ولو كان حديثا، او ان يتركوا المكان الذي هم فيه، وينتقلوا الى مكان اخر، كان يسافر الى مكان اخر غير المكان المعتاد عليه، وبذلك يغير الروتين والوضع الذي تعود عليه، الى وضع جديد اخر ولو لبضعة ايام، مما يعمل على تحسن الحالة النفسية وعلى تحسين المزاج ، ومنهم من يحب ان يتحدث ويشكو عن حالته للاشخاص الذين يحبهم، مما يخفف عن نفسه بعض الضغوطات التي يحملها فوق صدره .
اسباب تقلب المزاج
اما اسباب تقلب المزاج، فليست معروفة بدقة، ولكن هناك اسباب قد تكون هي السبب وراء تقلب المزاج ومنها :-
- بعض المشاكل والضغوطات الحياتية التي نتعرض لها كل يوم، قد تكون سببا وراء تغير المزاج الى الاسوا .
- الوراثة، تلعب الوراثة احيانا دورا في الاصابة بتقلبات المزاج المتكررة .
- قيام بعض الاشخاص بعمل ريجيم او حمية غذائية، يؤدي الى تقلب مزاجهم، لما للغذاء من دور في هذا الامر .
- خلل في عمل الغدة الدرقية، اذ ان نشاطها الزائد يعمل على عدم ثبات مزاجنا، وتقلبه كثيرا .
- بعض الامور التي تتعرض لها المراة خاصة، كايام الدورة الشهرية، او تقلبات المزاج ما بعد الولادة، حتى ان هناك بعض النساء يتطور الامر معهن، ويصبن بالاكتئاب، وهو ما يدعى اكتئاب ما بعد الولادة .
خطوات تعمل على تحسين المزاج
والاستسلام لهذا المزاج السيء ليس حلا، بل يفاقم الامور ويزيد من تعقيدها، ومن هنا بحثنا في موضوعنا هذا عن بعض الاساليب والنصائح لتحسين الحالة النفسية، ومنها نذكر لكم :-
ممارسة الرياضة
من افضل الطرق التي تستخدم في تحسين المزاج ، فهي تنشط الدورة الدموية، وتحفز الجسم على افراز بعض الهرمونات التي تعمل على تحسن الحالة النفسية للانسان، وعلى التخلص من الاجهاد، ويمكنك لعب احدى الرياضات بمشاركة اصدقائك، كلعبة كرة القدم، او التنس، وان لم تستطع، فقم بابسط رياضة وهي رياضة المشي، مما يعمل على تخلصك من الطاقة السلبية، وشحن نفسك بطاقة ايجابية، ويمكنك المشي بمكان تحبه او باحدى الحدائق الخضراء، لما للون الاخضر من تاثير جيد على الانسان، او المشي في احدى الاسواق او المولات .
النوم لساعات كافية
لا شك ان قلة النوم تعمل على تقلب المزاج الى الاسوا، لان الانسان لم يحصل على الساعات الكافية لاراحة نفسه من الاجهاد والضغوطات التي يتعرض لها، ولم يرخي اعصابه لكي يرتاح، ومن هنا علينا النوم لمدة لا تقل عن سبع ساعات، لان النوم الكافي بريح الاعصاب ويرخيها، ويخلصنا من التعب والارهاق، مما يقلل التوتر والقلق والاجهاد .
تغير الوضعية التي انت عليها، والمكان الذي انت فيه
فاذا كنت في حالة نفسية سيئة للغاية، وفي وضع ومزاج لا تحسد عليه، فاذا كنت واقفا فاجلس، وان كنت تمشي فتوقف عن المشي، لان ذلك يقلل من حدة الغضب او حدة الحالة، كما ان عليك ان تغير المكان الذي تجلس به، فاذا كنت في غرفتك فاتركها واذهب الى الحديقة او المطبخ، المهم ان تبتعد وانت في هذه الحالة .
الابتعاد عن مصدر التوتر والقلق
اذا كنت تعرف ما هو سبب تغير مزاجك للاسوا، فابتعد عن جميع الامور المتعلقة بهذا السبب، اي ابتعد عن مصدر ما يقلقك ويوترك، لان الاقتراب في هذه الحالة، تزيد الطين بله، وتزيد من سوء حالتك النفسية، وتزيد من توترك اكثر واكثر .
قم بالسفر
اذا كانت الامكانيات المادية تسمح بالسفر، فلم لا ؟؟، لان السفر ورؤية اماكن جديدة واشخاص جدد، يجدد طاقة الانسان، ويمده بالطاقة الايجابية، ويجعل الانسان يعيش تجارب جديدة لم يعشها من قبل، مما يجدد نشاطه وثقته بنفسه، ومن الناس من يفضل السفر الى مكان اعتاد ان يذهب اليه، فلا مانع من ذلك، المهم الذهاب الى مكان يريح اعصابنا، ويجدد نشاطنا وطاقتنا، للعودة بروح جديدة ومقبلة على الحياة .
البكاء
هناك الكثيرون مما يعتبرون البكاء ضعف، خاصة الرجال، فاذا كنت بحاجة ماسة الى البكاء، فعليك به، وعدم الخجل من ذلك، لان لكل انسان قدراته، وطاقته للتحمل، فاذا بكيت ارتحت اكثر وزالت عنك الكثير من الضغوط التي تحملها على صدرك .
قراءة القران والدعاء وذكر الله
كلها من الامور التي تهدىء وتخفف من الحاله النفسية السيئة، ومن المزاج السيء، وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز “” الا بذكر الله تطمئن القلوب “”، فالتقرب من الله بحد ذاته راحة ما بعدها راحة، وكلما عمل الانسان بما يرضي الله، وابتعد عن نواهيه كلما تحسنت حالته النفسية، وارتاح ضميره اكثر واكثر، وبمجرد الشعور بان الله عز وجل بالقرب منك، سوف تشعر بالامان والاطمئنان، وهذا بحد ذاته يريح الانسان كثيرا.
التعرض للضوء والشمس
فالتعرض لضوء الشمس او الاماكن المضيئة، يعمل على تحسين المزاج خاصة ان الكثير من الاشخاص يصابون بتقلب المزاج في فصل الخريف وبداية الشتاء، حيث يقل ضوء الشمس، فاذا كنت من هؤلاء الاشخاص، عليك بالتعرض الى ضوء الشمس او الذهاب الى الاماكن المضاءة جيدا، لما للضوء من تحسن الحالة المزاجية عند الكثيرين .