في موسم الشتاء وفي حال انخفاض درجات الحرارة كثيرة، كذلك في لحظات حدوث التقلب في الطقس ما بين الفصول يحدث ان يصاب الانسان بإرتقاع درجة الحرارة او الحمى، والمفهوم السائد عند الاغلبية ان الاصابة بالحمى هو مرض ولكنه فعلا عملية دفاعية يقوم بها الجسد برفع حرارته حتى يستطيع مواجهة بعض العوارض الناتجة عن الفيروسات والميكروبات، او قتلها لمنع الجسم من التعرض لبعض العدوى او الاصابة بهذه الامراض، وبالتالي فإن التعامل مع هذه الحالة ينبغي على ان تكون بمثابة الرعاية الى الجسم حتى يحصل على الراحة التي يحتاجها، خاصة لتدارك الارتفاعات الخطرة للحرارة والتي قد تتسبب بأمور لا تحمد عقباها، ولهذا فإن التعامل مع هذه الحمى يكون بفهمها واتباع خطوات دقيقة معها:
مخاطر الحرارة على الجسم :
- الشعور بالاعياء : إن درجة الحرارة الطبيعية للانسان تتراوح بين ال 37 – 38 ، اما ان زادت عن ذلك اي ارتفعت الى حدود 39 – 40 ، فإن الدماغ وهو الجهاز المسيطر على جسد الانسان يرسل اشارات الى العضلات حتى تخفف من نشاطها، وذلك حتى تقل الطاقة المنتجة وبذات الحرارة، وعند انخفاض نشاط العضلات يبدا الانسان يشعر بالاعياء والتعب.
- وقف وظائف الجسم : أما اذا زادت حرارة الجسد عن 40 فهنا تبدا وظائف الجسد بالتوقف تدريجيا، وذلك امتثالا لاوامر الدماغ البشري، هذا بالتوازي مع الاختلال في النشاط الكيماوي للجسد، الامر الذي قد يعرض بعض وظائف الجسم الى الفشل.
- وقف افرازات العرق : وعند ازدياد درجة الحرارة ايضا يتوقف ضخ الدم الى الجلد مما يعني وقف عملية افراز العرق والتي هي مهمة جدا للجسم من ناحية اخراج السموم، وبالتالي هذا ما يزيد من شعور الانسان بالاعياء والمرض.
كيف تتصرف في حالة شككت بإرتفاع حرارتك :
تحقق من ارتفاع درجة الحرارة بإستخدام ميزان الحرارة :
في حال اصابك الشك حول ارتفاع درجات حرارتك، فيجب القيام بالفحص بواسطة جهاز حرارة، وليس يدويا، فالفحص اليدوي غير دقيق، فهو يختلف بين انسان واخر، وقد لا يعني القراءة السليمة او الدقة، وحاليا اصبح يتوفر في الاسواق انواع عديدة من الموازين لقياس احرارة الجسد، بدءا من الميزان الزئبقي، وهو الغالب والدارج سابقا والادق فعليا، الى الانواع العديدة والكثيرة من الموازين الالكترونية والتي تعطي قراءات رقمية لحرارة الجسد، والانواع جميعها ومن الواجب اقتنائها في المنزل لحين الضرورة ولفوائدها الطبيرة.
تجنب ازعاج افراد العائلة :
ونقصد هنا القيام بالبلبلة في الاسرة جراء اكتشاف ان الحرارة عالية بعض الشيء، خاصة في المساء او ما بعد منتصف الليل، والمغزى هنا انه في حال لم يتاكد ان درجة الحرارة عالية فعلا وتشكل خطرا فليس هناك مبرر الى هذا التصرف، والذي قد يتسبب بالقلق الشديد من افراد العائلة ويحرمهم من الراحة والهدوء وقد يحرمهم النوم فالاولى ان تبقى هادئا وتنتظر حتى تتيقن من الامر يشكل عارضا صحيا خطرا بعض الشيء او انه عارض ويمكن التعامل معه، فيمكن اخذ خافض للحرارة اولا والانتظار الى مدة ساعة مثلا ثم القيام بالفحص مرة اخرى بواسطة جهاز الحرارة والتاكد هل طرأ ارتفاع على درجات الحرارة ام بقيت كما هي ام انخفضت، وعلى ضوءها يمكن القيام بالتصرفات اللاحقة.
البقاء في المنزل :
في حال تاكدت من اصابتك بالحمى عليك البقاء بالمنزل وعدم مغادرته ، فيمكنك اخذ اجازة من العمل عن طريق مهاتفة المسؤول عنك، وان كنت طالبا فعليك عدم الذهاب الى المدرسة او الجامعة، بالتنسيق ما بين والديك والادارة التعليمية التي تتبع لها، فالعمل او الدراسة ضمن ظروف الاصابة بالحمى قد يؤدي اما الى مزيد من التعب والمرض نتيجة المرض وضغط العمل، وقد يؤدي الى اصابة الزملاء في العمل بالمرض ان كان المرض معديا، علما ان الاصابة بالحمى تتطلب الراحة في العادة واخذ العلاج المناسب لها.
اخلد الى الراحة :
وقد يعني هذا ايضا الذهاب الى النوم، فممارسة الكثير من النشاطات يستنزف الطاقة ويضعف من الجهاز المناعي للجسد على ال وبالتالي تزداد مناعة الجسد ضد المرض، الامر الذي سيساعد في النهاية على السرعة في التعافي منه.
ابقي ميزان الحرارة بجانبك :
عليك ان تبقي ميزان الحرارة بجانبك دوما والعمل على قياس درجة الحرارة بشكل متكرر ومنتظم، ويفضل ان تقوم بتسجيل القراءات المتتالية لها، وعمل جدول بياني لها، وهذه العملية ليست صعبة او متعبة كما يتصور البعض بل فقط تحتاج الى الورقة والقلم، وفي حال ملاحظة ان درجة الحرارة رغم الراحة لم تنخفض او انها ترتفع، او يصاحبها اعراض اخرى كالصداع الشديد، او الام في الجسد او فقدان للشهية، فيفضل اللجوء الى احد افراد العائلة او الاصدقاء او الامتثال بالطبيب لوصف هذه الحالة التي تعاني منها.
تناول وجبات خفيفة مالحة قليلا :
ان تناول مثل هذه الوجبات والتي قد تكون احيانا على شكل بسكويت مالح او احد انواع الرقائق في حال لم تتمكن من تحضير وجبة ما، يساعد على انخفاض درجة الحرارة احيانا والبقاء، وبنفس الوقت تعمل على امدادك بالطاقة التي تلزم لغاية استمرار الجهاز المناعي على العمل بذات القوة.
استخدام منشفة مرطبة :
استخدم قطعة من القماش او الفوطة التي يجب ان تكون مبللة بالماء البارد، ووضعها على الجبين لغايات تخفيف درجات الحرارة، وهذه الفوطة تعمل في العادة على تلطيف الجسد عن طريق تخفيف تدفق الدم والعمل على تضييق الاوردة الدموية وبالتالي تعمل على تلطيف الجسم ككل وتخفيض درجات الحرارة او على الاقل عدم ارتفاعها .
الاحتفاظ ببعض الادوية :
احتفظ بجانبك ببعض الادوية التي تساعد على خفض الحرارة والتي تعتبر من مسكنات الالام، كالبنادول او الريفانين مثلا، فهي فعالة في الكثير من الحالات وبذات الوقت لا تحتاج الى وصفات طبية من الطبيب حتى يمكن استخدامها، فأثارها الجانبية قليلة جدا و لا تحتاج الى وصفة طبية لصرفها، ولكن يفضل دوما قراءة التحذيرات التي ترافق اي علاج لخصوصية كل جسد بشري عن غيره.
في حال ظهور اعراض اخرى :
في حال رافقت حالة الحمى وارتفاع درجات الحرارة اعراض اخرى كالصداع الشديد، او الضبابية في الرؤية ،او القيء ،او الغثيان ، ارتجاف الاطراف ، فعندها يفضل الاتصال بالطبيب او الذهاب اليه، حتى يتم تشخيص الحالة بصورة دقيقة تمهيدا لاعطاءك الدواء المناسب.
أضف تعليق