رباه كم هي خطيرة ان تكون تقود سيارتك في الطريق السريع ومن ثم لا ترى الا شيئا كوميض العين من جانبك، وصريخ سرعته يصم اذانك، احيانا قد يتبادر الى ذهننا انه صاروخ مر بالقرب منا، ولكن بعد لحظات وتدقيق نكتشف انه مجرد شاب طائش يقوك سيارته بجنون، ورباه والف مرة رباه ان تقود سياراتك في شارع فرعي وضيق، وبالكاد يكفي لسيارتين وتجد احدهم خلفك يقود بإستهتار وسيارته تصرخ ، وكل ذلك ليتجاوزك ومن ثم ينتظرك بجانب الاشارة الضوئية، فكل الطرق الداخلية تقود اليها في النهاية، ومع ان هذه الظاهرة القاتلة بدأت في الانتشار منذ اختراع السيارات، لكن اصبحت بمثابة الهوس عند البعض حديثا، فهي تخرج من اطار القيادة بسرعة، الى ان يتم تعريفها بالقيادة بجنون.
ويكفي للدلالة على مخاطر هذه الظاهرة ان نذكر ان القيادة السريعة هي السبب الرئيسي لمعظم حوادث السير ان لم تكن اغلبها، وهذا الامر يجعلها في المرتبة الاولى في عدد الوفيات في العالم ولربما تسبق الحروب، ومع ذلك لم تفلح كل التدابير التي تحاول الدول اتخاذها للحيلولة دون تفاقم هذه الظاهرة في بلادها، فهي مستمرة في النمو ويزداد عدد المنتسبين لنادي الجنون هذا، فما هي الاسباب التي تحول الانسان الى شخص قاتل بسلاح في الاصل هو سلمي، ولماذا يتم استخدامه في هذه الطريقة البشعة وكيف يمكن تجنب والتخلص من عادة القيادة السريعة .
لماذا الهوس بالقيادة السريعة ؟!
اصبح الهوس بهذا النوع من القيادة ينتشر بسرعة في مجتمعاتنا، ولعل هذا الامر الذي جعلها تتصدر المجموعات العالمية في مجال حوادث السير، والاخطر في هذا الانتشار انه اصبح يضم جميع الفئات العمرية، وكلا الجنسين، فليس من المستغرب ان نجد هناك فتاة ترغب في اجراء سباق مهووس على الطريق الخارجي، او رجلا في الخمسين من العمر ويلبس نظارة سميكة، اذا لماذا اصبحت القيادة السريعة هوس في مجتمعاتنا:
[icon type=”hand-left” size=”default” float=”right”] عقدة اثبات ( انا الافضل ) :
من الامور التي اصبحنا ندركها عن مجتمعاتنا الشرقية، ان نسبة كبيرة منه تظن انها الافضل، والاذكى، والاقوى، وبالتالي هو يستطيع القيام بالعديد من الامور التي لا يستطيع الغير القيام بها، وهي حالة يمكن ان ندركها في معظم النقاشات التي نشاهدها من تمسك كل شخص برايه، وعدم تنازله عنه اطلاقا، ويكفي ان نشاهد اي قناة فضائية لنرى العديد من الامثلة، وهذا الامر انتقل الى الشارع والطرقات، بحيث اصبح الكل يفترض في نفسه الذكاء والدهاء والشطارة اكثر من غيره.
[icon type=”hand-left” size=”default” float=”right”] المجتمع الذكوري :
وهذا السبب يرتبط بالسبب الاول نوعا ما، فالعلاقة بين الانسان في منطقتنا العربية وتصرفه مرتبطة بحبه الى السيطرة على الامر، بحيث يبدو هو القائد والمسيطر والمتحكم، والملاحظ ان حتى هذه الصفة الذكورية انتقلت الى بعض الاناث في القيادة.
[icon type=”hand-left” size=”default” float=”right”] الضغط النفسي :
لا يمكن ان نفصل بين ضغوط الحياة وبين اسلوب التعامل مع الادوات، ويمكن ان نرى ذلك من خلال الاستخدام المفرط للهاتف، والحاسوب، وهذا الامر ينطبق على السيارة، فالبعض يستخدمها كنوع من الادوات لتفريغ الضغط النفسي والتوتر والقلق الناتجين عن ضغط العمل، وضغط العائلة وغيرها.
[icon type=”hand-left” size=”default” float=”right”] حب المخاطرة :
وهذا الامر موجود في الشباب المحب للمغامرة والمخاطرة، وهو امر طبيعي إن كان يتم ضمن ساحات مخصصة للقيادة بسرعة وضمن قواعد السلامة العامة للجمهور والسائق، لكن ان يتم ذلك في طريق عام ويعرض حياة العديد وحياته للخطر، فهو امر يخرج عن حدود المغامرة ليصبح تهورا، وجريمة.
مخاطر القيادة السريعة :
بالطبع ان الحديث عن المخاطر عن التهور في القيادة السريعة هو امر بديهي والكل من يعرفه ولكن لنحاول التعريف ببعض الجوانب التي قد تكون غافلة عنها:
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] ارتكاب جريمة قتل :
في الغالب ينتج عن حوادث السير المرتبطة بالقيادة السريعة، او السرعة الزائدة الموت، ان كان لسائق المركبة او من يرافقه في مركبته ، او المركبة التي يصطدم بها، او المحيطين، واذا ثبت ان السائق قد ارتكب الفعل برعونة فهي تعتبر جريمة امام القانون، وهي ايضا جريمة من الناحية الدينية، وجريمة ايضا من الناحية الاخلاقية، والغريب في الامر ان المجرم عندما يرغب بإرتكاب جريمته يحضر لها ويخطط لها، اما عندما يصبح الانسان مجرما نتيجة حادث سير فهو يحدث نتيجة التهور والرعونة، وخلال ثانية واحدة.
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] ارتكاب جريمة الايذاء :
فإذا صدف وبحمدالله لم تنتج عن الحادث وفاة، فقد ينتج الايذاء، وقد يصل هذا الايذاء لحدود انتاج عاهة عن احد اطراف الحادث ، وهي ايضا جريمة يعاقب عليها القانون.
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] الخسائر المادية:
من الامور التي تنتج عن الحوادث وبصورة طبيعية هي الخسائر المادية، كخسارة المركبات المشتركة في الحادث، وفواتير العلاج للمصابين، واصلاح المركبات وغيرها.
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] الخسائر التي تخص المرافق العامة :
وهي الخسائر التي تنتج للمرافق العامة في موقع الحادث كعامود الكهرباء، والقواطع بين الشوارع، والطرقات وغيرها.
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] تعطيل المرافق العامة :
وهذا ما يسبب العديد من الازمات المرورية اي زحمة الطريق او زحمة السير دوما ويعطل المواطنين عن اعمالهم ومشاغلهم وغيرها، فحتى ازالة اثار الحادث واصلاح المرافق، كل هذا يحتاج الى وقت حتى يتم الانتهاء منه.
[icon type=”chevron-left” size=”default” float=”right” color=”#e34545″] تهديد الامن المجتمعي :
فقط لنحاول قراءة خسائر الدول في العالم الناتجة عن حوادث السير، واثرها على الميزانية العامة لها، فهذا الامر هو خطير بمعني الكلمة ويهدد مجموع الافراد في المجتمع كك ، ويجب السيطرة عليه.
كيف نتخلص من القيادة السريعة :
للتخلص من القيادة السريعة هناك العديد من الخطوات :
[icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#45e34d”] التعرف على مخاطر الحوادث:
يفضل القراءة عن مخاطر حوادث السير ومتابعتها، ويمكن ذلك عن طريق متابعة الاخبار في التلفاز، او الاخبار عبر الانترنت والصحف اليومية، ويمكن مشاهدة كيف يقع الحادث ايضا، ورؤية الاثار الناتجة عن الحوادث، على السائق ان يعرف انه معرض لمثل هذه النتيجة وابشع وانه غير محصن منها.
[icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#45e34d”] عدم القيادة تحت الضغط النفسي :
ان القيادة ضمن دائرة الغضب والتوتر والقلق، يجعل السائق يقوم بتصرفات غائبة عن وعيه، رغبة منه للتنفيس عن هذا الغضب، كل هذا سينتج عنه قرارت خاطئة، وفي الحكم يقال انه يجب على الانسان ان لا يتخذ قرارا وهو غاضب، فما بالكم بقيادة مركبة.
[icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#45e34d”] ضع صورة لاحد افراد العائلة المقربين :
هذا الامر قد يشجع السائق على عدم اتخاذ القرار الخاطىء والمغري، بل يفضل بدلا منه الهدوء ، فأن يعود لرؤية والدته او ابنه او زوجته تعادل الكثير وامر مغري للهدوء.
[icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#45e34d”] دورات التوعية بإخطار حوادث السير:
يعد حاليا الكثير من الدورات للتوعية المرورية والحديث عن مخاطرها، فيمكن للسائق الذي يعلم بإدمانه على السرعة ويرغب بالتخلص منها ان يرجع احدى هذه الدورات ويتعلم منها.
[icon type=”ok” size=”default” float=”right” color=”#45e34d”] زيادة الواعز الديني والاخلاقي :
على الانسان ان يفكر مليا في عواقب فعله واخطائه واثرها من الناحيتين الدينية والاخلاقية، فهل يقبل ان يتسبب بإضرار للغير، او الموت، وما هي نتيجة ذلك من عقاب دنيوي وديني و من المجتمع .
علينا النصيحة، وعليك المحاولة.
أضف تعليق