تسعة
الرئيسية » فن وموضة وجمال » كوكو شانيل : كيف أسست شانيل أحد أكبر دور الأزياء في العالم ؟

كوكو شانيل : كيف أسست شانيل أحد أكبر دور الأزياء في العالم ؟

بالتأكيد سمع كل منا عن دار الأزياء شانيل، لكن ليس الجميع يعرفون القصة وراء هذه العلامة وكيف أصبحت على ما هي عليه الآن، تعرف على عالم كوكو شانيل الآن.

كوكو شانيل

شانيل Chanel لصاحبتها كوكو شانيل تعد من أكبر العلامات التجارية العالمية المتخصصة في عالم الأزياء والعطور، اشتهرت بالتصاميم الراقية والأنيقة، فمنذ انطلاقها على يد مصممة الأزياء الشهيرة ” كوكو شانيل ” مازالت تحظى بجماهيرية كبيرة وتحتل المراكز الأولى في عالم الأناقة والجمال، ويقتنيها كبار النجوم والمشاهير، فهذه المرأة العصامية استطاعت بكفاحها وجهدها وإصرارها أن تخلد اسمها وتمكنت من تحقيق المستحيل لتطلق العنان لموهبتها حتى أصبحت تمتلك أفضل وأرقى التصاميم سواء كانت تصاميم الأزياء، العطور، الجلود والحقائب، المجوهرات وغيرها من المنتجات الخاصة بالماركة العالمية الفرنسية شانيل.. فكيف حققت كوكو شانيل هذا النجاح الكبير حتى وصلت إلى العالمية ؟ وماهي مراحل تطول العلامة التجارية الفرنسية الأشهر في العالم ؟ هذا ما سنعرفه تفصيلا في مقالنا.

كيف أصبحت كوكو شانيل أحد أهم دور الأزياء في العالم؟

من هي كوكو شانيل ؟

كوكو شانيل هو الاسم الشائع في الأوساط الإعلامية لمصممة الأزياء الفرنسية “غابرييل بونور شانيل” التي ولدت بمدينة سورمير اللواز الفرنسية في العام المؤرخ بـ 19/8/1883.

نشأتها

لم تحظى كوكو شانيل بطفولة سعيدة وربما كان هذا سببا من أسباب انطلاق موهبتها في التصميم، حيث أن والدتها توفيت ووالدها رحل عنها وهي في سن صغيرة، فاضطرت للعيش بدار للأيتام، ثم انتقلت في سن المراهقة إلى كنيسة مولينز المقامة في باريس، وفي هذه الأثناء تعلمت شانيل فن الخياطة ومبادئها، ولكن سرعان ما تركت الخياطة لتعمل مغنية في ملهى ليلي.

بداية مشوارها كمصممة أزياء

عندما كانت تعمل كوكو شانيل في الملهى الليلي تعرفت على صديق جديد يدعى “إيتيان بولسان” وقد ساعدها لتفتتح أول متجر لها خاص بتصميم القبعات للنساء، فكانت أولى خطواتها إلى عالم التصميم والخياطة من هذا المتجر سنة 1909، حيث أصبحت تصمم القبعات في باريس بمساعدة صديقها بولسان، حيث كان لديه العديد من الأصدقاء من الطبقة الأرستقراطية والنخبة، فحققت نجاحا ملموسا من خلال بيع القبعات الراقية لزوجات النخبة الفرنسية من رجال الأعمال الذين كانوا يتوافدون إلى منزل بولسان، فتمكنت من خلال هذا النجاح امتلاك متجرا لبيع القبعات في شارع كاميرون أحد شوارع باريس، واستطاعت في تلك الفترة استقطاب العديد من الزبائن وبالأخص من هن من الطبقة الأرستقراطية اللواتي يستخدمن القبعات في المناسبات ويتزين بها.

في عام 1913 أرادت شانيل أن تدخل إلى جانب القبعات تصاميم جديدة ومبتكرة لتوسعة تجارتها، فبدأت بتصميم الملابس الرياضية الخاصة بالنساء، وحظيت تصاميمها بإقبال كبير خاصة أنها تتميز بالبساطة والأناقة في آن واحد.

بعد الحرب العالمية الأولى، اتجهت النساء للعمل في المصانع بسبب سوء الأحوال الاقتصادية آنذاك، فاستغلت كوكو شانيل هذه الفرصة لتبدأ بتصميم أزياء مناسبة لأجواء العمل، حيث صممت قمصان وفانيلات مصنوعة من الكتان بالإضافة إلى التنورات ذات التصميم المستقيم، هذا وأطلقت تصميم ياقة البحارة.

شانيل رقم 5

في أواخر القرن العشرين وبالتحديد سنة 1921، اتجهت كوكو شانيل لصناعة العطور، فقامت بتسويق أول عطر لها تحت اسم ” شانيل رقم 5 ” وقد أسمته بهذا الاسم نسبة إلى الرقم (5) وهو رقم الحظ الخاص بها حيث كانت تعتقد بأن العطر سوف يباع في اليوم الخامس من الشهر الخامس، وأسست بعد ذلك “عطور شانيل” بالتعاون مع بيير فرتهايمر، وقد اختصت الشركة في إنتاج العطور الفرنسية ومنتجات التجميل، وقد حظيت عطور شانيل بنجاح كبير حتى أصبحت إحدى أهم العلامات التجارية إلى يومنا هذا.

ابتعادها عن عالم التصميم

في الفترة ما بين الثلاثينيات حتى أواخر الخمسينيات، تطورت أعمال كوكو شانيل وابتكاراتها في فن التصميم فتألقت وأصبح لديها العديد من المنافسين، كما أنشأت معرضا خاصا بها للمجوهرات في عام 1932 لإنتاج الألماس والقطع الثمينة.

ومع بداية الحرب العالمية الثانية، تعرفت على الضابط النازي هانز غونتو فون دينكلاج، وكانت على علاقة غرامية بها، ومع سقوط فرنسا سنة 1940 اضطر شريك شانيل “فرتهايمر” للهروب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي تلك الفترة حاولت شانيل من الاستحواذ على علامة عطور شانيل، إلا أنه تم اعتقالها بتهمة التخابر لصالح الألمان بعد تحرير فرنسا، وبعد إطلاق سراحها اضطرت للسفر إلى سويسرا.

وفي فترة غيابها عاد شريكها فرتهايمر إلى باريس لمتابعة أعماله، وتوقفت كوكو شانيل عن إنتاج العطور وقامت ببيع اسمها إلى فرتهايمر بمقابل مادي يدفعه له شهريا.

عودة شانيل إلى باريس

في فترة الخمسينيات استطاعت كوكو شانيل العودة إلى باريس، إلا أنها وجدت كريستيان ديور مصمم الأزياء الشهير آنذاك اشتهر بقوة في دور الأزياء الراقية، فما كان منها إلا النهوض مجددا لمواجهة المنافس الأكبر لها، حيث تعاونت مرة أخرى مع بيير وحصلت على حقوق اسم “شانيل”، وتوالت نجاحاتها واحدة تلو الأخرى، بعد أن توسعت في نشاطها لتشمل خطوط الإنتاج لديها الأزياء النسائية والرجالية والجلود وحقائب اليد والمجوهرات والساعات الرجالية والنسائية وغيرها من المنتجات الأخرى، كما شاركت في العديد من دور الأزياء والموضة وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات عن خطوط الموضة التي كانت تبتكرها وتصممها بنفسها.

وفاتها

توفيت كوكو شانيل في عام 1971 لتسدل الستار عن قصة من قصص الكفاح الأكثر نجاحا في العالم، وتترك وراءها آثارا خالدة لأكبر علامة تجارية في العالم.

وعن آخر أيامها ذكرت إحدى الصحف المحلية الفرنسية بأن كوكو شانيل شعرت بقرب وفاتها، فطلبت من الخادمة بأن تعاونها على ارتداء ملابسها وتزيين نفسها وتصفيف شعرها، ثم دخلت بعدها إلى غرفة نومها وعلى سريرها لتفارق الحياة وهي بكامل أناقتها ولكنها ماتت وحيدة دون صديق لها أو قريب.

يذكر أن كوكو شانيل كتبت وصيتها في عام 1965، وقد قدرت ثروتها آنذاك ما يعادل قيمته 15 مليون دولار أمريكي، كما أنها كانت قد قامت بالإشراف على بناء مقبرتها في مدينة لوزان السويسرية، ووصت بألا يتم وضع حجر فوقها.

العلامة التجارية “شانيل” في يومنا هذا

أصبحت شانيل من أهم الماركات التجارية العالمية في عالم الأزياء والموضة، وقد انتقلت ملكيتها إلى المصمم الفرنسي الشهير كارل لاغرفيلد في عام 1983 بعد وفاة شانيل بسنوات قليلة، وهاي هي الآن تمتلك أكثر من 200 متجر موزع في جميع أنحاء العالم في المناطق المختصة بعروض الأزياء الراقية وفي المطارات الرئيسية للدول الكبرى، وقد أدرج اسم كوكو شانيل ضمن أهم الشخصيات المؤثرة في العالم بالقرن العشرين وفقا لإحصائيات مجلة التايم الأمريكية.

وفي فيلم دعائي لعطر الآنسة كوكو وهو أحدث إصدارات ماركة عطور شانيل الشهيرة، قامت الممثلة البريطانية ” كيرا نايتلي ” بأداء دور كوكو شانيل، وهو من إخراج الإنجليزي جو رايت.

خاتمة

أسردنا لقرائنا الكرام قصة من أهم قصص النجاح لأشهر العلامات التجارية العالمية، فهذه المرأة العصامية استطاعت بناء نفسها، فمن طفلة تربت في دور الأيتام والرعاية إلى صاحبة أكبر ماركة تجارية، وهذا إن دل فيدل على شدة إصرارها وطموحها للوصول إلى هدفها الأسمى وهو إبقاء اسمها خالدا على مر العصور. فلتكن سطور قصتها عبرة لنا نتعلم من خلالها كيف نجتهد ولا نيأس لنثابر حتى نصل إلى الهدف وتحقيق أعلى درجات النجاح والرقي.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

سبعة − ستة =