تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » جامعة وكلية » كلية الحقوق : كيف تدرس في كلية الحقوق وتصبح محاميًا بارزًا ؟

كلية الحقوق : كيف تدرس في كلية الحقوق وتصبح محاميًا بارزًا ؟

كلية الحقوق هي الكلية المؤهلة لمهنة المحاماة، في السطور المقبلة نعطيك مجموعة من الإرشادات الهامة للنجاح والتفوق في كلية الحقوق حتى تحقيق هدفك.

كلية الحقوق

كلية الحقوق من الكليات المشهورة جدًا في عصرنا الحاضر، حيث أنه يلتحق بها عدد كبير جدًا من الأشخاص كل عام، وهذا يعني أنك تحتاج إلى التميز حتى تحصل على فرصة في وسط هذا العدد. ويمكنك أن تبدأ في صناعة التميز في أثناء الدراسة في كلية الحقوق بدون انتظارك للتخرج، فالأمر يعتمد على رغبتك وقدراتك الشخصية، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كل ما يخص كلية الحقوق والدراسة بها، وما الذي تحتاجه إلى النجاح في أثناء الكلية، وكذلك بعد الانتهاء من الدراسة وبداية البحث عن عمل.

دليك إلى دخول كلية الحقوق ومجال المحاماة

الانضمام إلى كلية الحقوق

في الغالب يحتاج دخول كلية الحقوق إلى مجموع غير كبير نسبيًا مقارنة ببقية الكليات، وبالتالي فإن العديد من الأشخاص عندما يجد نفسه لم يحقق مجموعًا كبيرًا، فإنه يقرر الانضمام إلى كلية الحقوق والدراسة بها. كما أن الالتحاق بالكلية لا يشترط دراستك في شعبة معينة في الثانوية العامة، بل إن دراستك في العلمي أو الأدبي لن تصنع فارقًا، وبالتالي فإن الشروط المطلوبة للانضمام إلى كلية الحقوق كما نرى ليست صعبة أبدًا.

ولكن عليك أن تفكر في الأمر إن كنت واحدًا من هؤلاء، فالأمور لا يجب أن تسير طبقًا فقط للمجموع الصغير، أو انعدام الفرص، فما نتحدث عنه هنا هو مستقبلك. كذلك قد يرى البعض في كلية الحقوق حلمه الذي يريده، لأنه يؤمن بأهمية الكلية ويريد أن يؤدي رسالته في الحياة خلالها، لكن يخبره من حوله أن قراره خاطيء إذا حقق مجموع أكبر يؤهله لكليات أخرى. وسواءً كان الشخص مجبرًا على اختيار الكلية، أو راغبًا في فعل ذلك، فعليه أن يترك أي كلام يمكن أن يُقال له ويلقي به بعيدًا، ويبدأ في التفكير حول المستقبل الذي ينتظره في الدراسة أو بعد ذلك.

ما هي المواد التي سوف تدرسها في كلية الحقوق بالضبط؟

على الأغلب تختلف المواد التي سوف تدرسها في كلية الحقوق من جامعة إلى أخرى، فالأمر يعتمد على توفر الأشخاص المناسبين في الجامعة من أجل تدريس المواد العلمية المطلوبة. في هذه الفقرة سوف نتحدث عن بعض أنواع المواد التي يمكن أن تقابلك في الكلية. البداية ستكون مع القانون المدني، والذي يختص بتعريف الطلاب بالمؤسسات المدنية الموجودة وطبيعة العمل بها، كذلك يمكن لهم التعرف على قوانين الملكية الفكرية وكيفية صياغتها وفهمها. وأيضًا فإنه في الدول التي تعتمد على الشريعة الإسلامية في أجزاء من قانونها، فإنه يتم تدريس الأحوال الشخصية لغير المسلمين في القانون المدني، لأنه يعتبر المرجعية المساوية للشريعة الإسلامية بالنسبة للمسلمين.

ويدرس الطلاب في كلية الحقوق الشريعة الإسلامية، حيث أن المؤسسات تحتاج إلى أشخاص على دراية بأحكام الفقه والشريعة الإسلامية للحكم في بعض المسائل، كقضايا المواريث مثلًا. وكما ذكرنا فالأمر يعتمد على طبيعة الدستور الذي تتبعه الدولة، ومدى تأثير الشريعة الإسلامية على هذا الدستور. وأيضًا هناك دراسة للقانون العام، وهو الذي يحتاج إليه الطلاب من أجل العمل في مجال القانون الدستوري.

آخر نوعين من القوانين سوف نذكرهما هنا هما القانون الجنائي، والقانون التجاري. القانون الجنائي في كلية الحقوق يرتبط بتوضيح قانون الإجراءات الجنائية على سبيل المثال، وعلى العاملين في حقوق الإنسان فهم هذا النوع من القوانين بشكل جيد. أما القانون التجاري فهو يرتبط بالأعمال المالية والشركات والبنوك وغيرها من المؤسسات.

كيف تصنع فرصتك وسط العدد الكبير؟

من أكبر المشاكل التي تواجه طالب كلية الحقوق هو شعوره بأنه لا يوجد مكان له وسط العدد الكبير في الكلية. وهو شعور منطقي جدًا مقارنةً بعدد الطلاب في الكلية، لكنه لا يعني التوقف دون محاولة لحل هذه المشكلة. ولذلك فإنه عليك أن تفكر من اللحظة الأولى حول الأشياء التي يمكنها أن تساعدك في هذه الحالة. الشيء الأول هو حرصك الدائم على فهم المواد الدراسية التي سوف تأخذها في كلية الحقوق ومحاولة استيعاب كل شيء بها. لأنه على الرغم من العدد الكبير الموجود في الكلية، فإن بعض الطلاب لا يهتمون بالكلية إلا في أوقات الامتحانات، وفيما عدا ذلك لا يهتمون بأي شيء، وإدراكك للمواد قد يمنحك فرصة أكبر منهم.

كذلك يعاني طلاب كلية الحقوق من عدم تمكنهم من تحديد مجال عملهم في المستقبل، وبالتالي لا يستعدون لهذه المرحلة بالشكل الجيد. في حين أنه يمكن لك أن تسبقهم لو نجحت في تحديد ما تريد مبكرًا.

التدريب في مكاتب المحاماة

في وجهة نظري من الأشياء التي يمكنها أن تجعلك مميزًا عن غيرك، هو فهمك لطبيعة العمل الخاصة بالكلية في المستقبل، وهذا لا يحدث دون الاحتكاك الفعلي بالواقع العملي. ولذلك من أفضل الخيارات التي يمكنك أن تعتمد عليها لتصبح متميزًا عن غيرك في كلية الحقوق هي ذهابك إلى التدريب في أي مكتب محاماة، يفضل أن تكون على ثقة في هذا المكتب، وأن صاحبه سوف يساعدك من أجل تطوير ذاتك بالشكل الذي تتمناه.

الأمر يبدأ بشكل أساسي من التزامك في المكتب لتعرف كيف يُنهي الإجراءات الخاصة بأي عمل إداري، فالمحامي لا يعمل فقط في داخل المحكمة كما قد يظن البعض بالخطأ، بل هناك العديد من الأعمال الإدارية التي تحتاج إلى وجوده في المكتب.

أما الجانب الآخر من التدريب فهو يتعلق بمرافقة المحامي إلى المحكمة وحضور المرافعات التي تتم، لأن هذا أولًا سوف يعوّدك على الأجواء في المحكمة، وحدوث هذا أثناء دراستك في كلية الحقوق أفضل كثيرًا من الانتظار بعد الانتهاء من الكلية. ثانيًا ستعرف كيف يسير الأمر، وكيف يمكن لك إتمام المرافعة عن أحد، لأن الكلام النظري يختلف تمامًا عن الواقع العملي.

الحفاظ على الضمير تحت أي ظرف

يوجد هناك فارق كبير جدًا بين استغلال فهمك للقانون في المرافعة عن شخص أنت تعرف أنه مظلوم، أو على الأقل تعتقد ذلك فعلًا، بعيدًا عن كونه يكذب عليك أو لا. وبين أن تحاول استغلال القانون في مساعدة شخص مخطيء ويستحق العقاب. فالحالة الأولى تعني أنك تحاول تنفيذ ما تعلمته في كلية الحقوق بالفعل، وأنه واجب عليك المحافظة على ضميرك في مثل هذه المواقف، وبالتالي لا ترتكب أي شيء يمكنه أن يعرضك لارتكاب شيء يخالف تعاليم دينك. أما الحالة الثانية فهذا يعني أنك سوف تفعل ما يخالف قيمك ومعتقداتك الشخصية، لذلك يفضل ألا تتعامل مع هذا النوع من الأمور.

ولعل هذه من أصعب الأشياء التي يمكنها أن تجعلك تفكر كثيرًا، وتراجع نفسك في قرار انضمامك إلى كلية الحقوق العديد من المرات. بل إن هناك العديد من الأشخاص الذين يتركون الكلية لأنهم لا يرغبون في فعل شيء يخالف ضمائرهم وأفكارهم الشخصية. وبالتالي حاول دائمًا أن تذكّر نفسك بمبادئك الشخصية، وأن تحافظ عليها طول الوقت وفي أي ظروف تحدث معك.

كلية الحقوق ستظل واحدة من أهم الكليات في الحياة، والتي تحتاج من صاحبها لضمير يقظ دومًا، لذلك لا تجعل دخولك الكلية يرتبط فقط بمجموعك، بل إنه يمكنك التفكير في الرسالة التي سوف تؤديها لو التحقت بهذه الكلية، وإن وجدت في نفسك القدرة على فعل ذلك، فلا تتردد أبدًا.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 16 =