تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كتابة خاتمة مقال : كيف يمكن كتابة خاتمة مقال رائعة ؟

كتابة خاتمة مقال : كيف يمكن كتابة خاتمة مقال رائعة ؟

الخاتمة أو المخلص هي برأي الكثير من الكتاب الجزء الأهم من أي مقال، في السطور التالية نستعرض أهم أساسيات كتابة خاتمة مقال .

كتابة خاتمة مقال

كتابة خاتمة مقال تُعدُّ من المهارات المهمة في فن كتابة المقال بشكل عام نظرًا لخصوصية الفقرة الأخيرة في النص لدى القارئ؛ حيث تظل كلماتها تتردد في ذهن القارئ بعض الوقت بعد الانتهاء من قراءته، ومن ثَمَّ يجب العناية بكتابة الفقرة الأخيرة من المقال. وينبغي أن تحتوي خاتمة المقال على تلخيص للأفكار الرئيسية التي وردت في الفقرات الأساسية للمقال من أجل تأكيد هذه الأفكار والتركيز على أهميتها وتسليط الضوء عليها لجذب انتباه القارئ. ونظرًا لأهمية هذا الأمر نورد في النقاط التالية أهم النصائح والإرشادات حول كيفية كتابة الفقرة الختامية للمقال والتي تساعد الكُتَّاب المبتدئين على إتقان صياغة السطور الأخيرة من المقال بشكل بليغ ومؤثر.

دليل كتابة خاتمة مقال

كتابة خاتمة مقال والافتتاحية الانتقالية

ينبغي افتتاح الفقرة الأخيرة من المقال باستهلال أسلوبي يوحي للقارئ بأنه مقبلٌ على آخر فقرة من المقال ومن ثَمَّ ينبغي للكاتب الاستعانة بالأساليب البلاغية التي تحقق هذا الهدف وتجذب انتباه القارئ سواء كان ذلك بطريقة صريحة لفظًا أو ضمنية بالإيحاء.

إيجاز النقاط الرئسية للمقال

تهدف كتابة خاتمة مقال إلى إعادة ذكر الحقائق والمعلومات الرئيسية التي وردت في متن المقال ولكن بشكل موجز ومكثف من أجل التركيز عليها وتذكير القارئ بها ومحو أي أثر تركته الجوانب الثانوية للمقال. وبالتالي يجب العناية بصياغة العبارات في الفقرة الختامية ودعمها بالحجج والأدلة التي تؤكد وجهة نظر الكاتب فضلاً عن ذكر جميع الإجابات الخاصة بالتساؤلات التي وردت في المقال واستخدام كافة الحيل البلاغية التي تساعد على إيصال المعنى بأقصر الطرق وبشكل واضح للغاية ما يتطلب رشاقة الأسلوب وبلاغته واختيار أدق المفردات المعبرة عن المضمون الذي يجب التعبير عنه.

الحرص على بلاغة الجملة الأخيرة

ينبغي أن تُصَاغ العبارة الأخيرة من الفقرة الختامية بمفردات وتراكيب بليغة وساحرة لترك تأثير كبير على القارئ، وبالتالي يُنصَح عند كتابة خاتمة مقال أن تكون الجملة الأخيرة هي الأفضل في النص على الإطلاق. وتكمن بلاغة العبارة الأخيرة في مدى تكثيف المعنى الذي تحمله المفردات وتعبيرها بدقة على الفكرة الرئيسية للمقال بإيجاز شديد. ويُفَضَّل التلاعب بالمفردات في هذه العبارة واستخدام تقنيتي الجناس والتورية من أجل إصابة المعنى بطريقة جمالية واستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات. وتُعزَى أهمية البلاغة عند كتابة خاتمة مقال إلى مناشدة الجانب العاطفي والمعنوي لدى القارئ بعد أن تمت مخاطبة عقله وفكره خلال الفقرات الأساسية في متن المقال.

عدم إضافة معلومات جديدة

من الأفضل عند كتابة خاتمة مقال عدم إضافة أي معلومات جديدة منعًا لتشتيت ذهن القارئ ويوصَى أيضًا بعدم ذكر أي نقاط ثانوية ذات صلة ما يعني تجنُّب كتابة المزيد من التحليلات أو الاقتباسات أو الآراء المدعمة لفكرة الموضوع لأن الخاتمة ليست مكانها المناسب. إن كل ما يتعلق بالموضوع الرئيسي من أقوال يجب أن يُذكَر في الفقرات الرئيسية وعدم إعادة شرحها بالتفصيل في الخاتمة.

بساطة اللغة

إن بلاغة اللغة عند كتابة خاتمة مقال لا تعني استخدام لغة ومفردات مقعرة ينفر منها القارئ بل يجب الابتعاد عن التكلُّف والتعقيد اللغوي وتناول الموضوع الختامي بكلمات بليغة وبسيطة في الوقت ذاته؛ حتى يسهل فهمها مباشرة. ويجب أيضًا أن تكون الفقرة الختامية قصيرة نوعًا ما، وبالتالي يوصَى بتجنب تعدد الفقرات أو اللجوء إلى تعدد النقاط في صورة رقمية. ومن ثمَّ يُنصَح باتباع أسلوب لغوي مبسط ومعبر ومناسب لطبيعة الموضوع الذي يتناوله المقال.

كتابة وجهة النظر الشخصية

إن الفقرة الأخيرة من المقال هي أفضل موضع لكتابة وجهة النظر الشخصية للكاتب بعد استعراض كافة الجوانب والأوجه الأخرى للموضوع في متن المقال. ويُفَضَّل التعبير عن وجهة النظر الشخصية، إن كان ذلك جائزًا، بشكل مباشر وصريح وموجز لعدم الإخلال بالطابع الفني الموصَى به عند كتابة الفقرة الأخيرة من المقال ويتم اللجوء إلى ذلك في حالة المقالات الحجاجية التي يبرهن فيها الكاتب على وجهة النظر، وبالتالي بعد أن يذكر كل الأدلة العقلية التي تدعم ما يقول، يمكنه في النهاية أن يضع رأيه في جملة تقريرية بسيطة وواضحة وفي صيغة توكيد.

عدم مناقشة أي نقاط فرعية

يجب أن تخلو الفقرة الأخيرة من المقال من أي نقاط فرعية وغيرها من الموضوعات الصغرى التي لا يسعها المقام في الختام. إن القيمة الجمالية للفقرة الأخيرة من المقال تتجلى في إبراز وبلورة المفهوم الرئيسي المراد توضيحه من خلال المقال، لذلك يجب التركيز على الجوهر بشكل مركز فقط.

كتابة الدروس المستفادة والعبر

هناك بعض أنواع المقالات التي تحتاج إلى خاتمة ذات سمات مختلفة مثل المقالات السردية التي تتناول أحداثًا قصصية وقعت بالفعل للكاتب. وفي هذه الحالة تتميز الخاتمة بذكر الدروس المستفادة والعبر من الحدث الذي خاضه الكاتب واستفاد منه. وقد يلجأ الكاتب عند كتابة خاتمة مقال سردي إلى تخصيص الفقرة الأخيرة لتكون بمثابة المشهد الأخير من الأحداث التي شهدها. وقد لا تخلو هذه الفقرة أيضًا من دعابة أو ترفه أو فكاهة ذات صلة بالحدث الرئيسي الذي يتناوله المقال. وهناك بعض الكتاب يلجؤون إلى المفاجأة غير المتوقعة في خاتمة الواقعة السردية وبالتالي يمكن أن يجد القارئ عنصرًا دخيلاً وغير متوقع في نهاية المقال. ويُعَد هذا الأمر مقبولاً إلى حدٍ ما في المقالات السردية نظرًا لطبيعتها المختلفة.

الخاتمة الاستفهامية

هناك بعض المقالات المستخدمة في عرض قضايا ومسائل محددة في الشأن العام وقد يعتمد الكاتب على طرح الكثير من الأسئلة من خلال مقاله بشكل بلاغي يتراوح بين الاستفهام والتعجب والاستنكار. ونظرًا للطبيعة المختلفة لهذا النوع من المقالات والغرض المغاير الذي ينشده وهو محاورة العقل وإيقاظه وتنبيهه بالكثير من الأسئلة، فإن خاتمة هذا المقال تكون مختلفة حيث يجوز للكاتب طرح أسئلة مفتوحة على القارئ حتى يتركه في حالة من التأمل والتفكير بحثًا عن إجابات لهذه الأسئلة. وبالتالي يجوز كتابة خاتمة مقال بطريقة استفهامية من خلال طرح أكثر من سؤال متعلق بالموضوع الرئيسي للمقال.

الخاتمة الاستنتاجية

يمكن اللجوء إلى الخاتمة الاستنتاجية في المقالات التي تعتمد على المنطق وطرق القياس والتي يسعى فيها الكاتب إلى استعراض بعض الحقائق الثابتة وقياس بعض الأحداث الجارية عليها وبالتالي يستطيع في النهاية استنباط بعض النتائج التي يمكن أن يصيغها عند كتابة خاتمة مقال جدلي يناقش فيه بعض الأمور التي يمعن التفكير فيها ويستخلص حقائق أخرى بناءً على بحثه وتقصيه وقراءته للمقدمات والمعطيات التي يطرحها من خلال فقرات المقال الرئيسية.

مراعاة طول الفقرة الختامية

من الأمور التي يجب مراعاتها عند كتابة خاتمة مقال هو طول الفقرة الأخيرة في المقال وعدد كلماتها. ويُفَضَّل أن تتكون الفقرة الأخيرة من عدد قليل من الجمل الموجزة وبالتالي يوصَي بالابتعاد عن الإسهاب والإطناب والرطانة في الفقرة الأخيرة من المقال.

وبناءً على ما سبق يتضح لنا السمات الرئيسية الواجب مراعتها عند كتابة خاتمة مقال وهي الإيجاز والتكثيف وتلخيص أهم النقاط الرئيسية التي تعبر عن الموضوع الأساسي للمقال وعدم إقحام أي مشتتات بلاغية أو معلوماتية من شأنها أن تضلل القارئ عن الرسالة التي يرغب الكاتب في توصيلها إليه.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

خمسة − 2 =