تدفعنا فكرة وجود كائن زومبي في حياتنا إلى التفكير في ماهية الإنسان، وهل هو مجرد آلة بيولوجية يسهل السيطرة عليها والتغيير في أفعالها؟ ويعتبر الوعي البشري هو الحل لهذه القضية، وذلك حيث يعتبر الإنسان في الأساس كائن واعي، وهذا الوعي هو ما يجعله يتحكم في مختلف تصرفاته، ويعتبر الوعي من أكثر الأمور إثارة للجدل في المجتمع العلمي حتى يومنا هذا، لذلك تتم التجارب الخاصة بالبشر على المخ والإشارات العصبية المختلفة، ومن هنا تتم الدراسات على كائن الزومبي بمعنى آخر الإنسان بعد تحوله، وذلك حيث نشاهد تغيرات في المخ والأوامر التي تنقلها السيالات العصبية، جعلت الإنسان آكل لحوم بشر، وآلة تدمر كل شيء دون الشعور بألم، وفي هذا المقال سنعرض لكم، الحالات التي رصدت لتحول البشر إلى زومبي، والتفسيرات العلمية لهذه التحولات.
استكشف هذه المقالة
مخدر الفلاكا وبداية ظهوره
في أمريكا ولاية فلوريدا، عام 2012 كانت بداية ظهور كائن الزومبي بشكله المألوف، بشري طبيعي يذهب لغرفته، ثم يخرج للعالم كزومبي يخافه الجميع، وعند تحليل سبب تحول هؤلاء البشر وجد أن الفلاكا هي السبب في كل هذه التحولات. تعتبر الفلاكا من المخدرات الصناعية والتي بدأت صناعتها في الصين، وتميزت الفلاكا بقوة مفعولها، وسعرها الرخيص، حيث يعادل القليل منها الكثير من الكوكايين؛ ما يسببه كوكايين يساوي 80 دولار، تسببه فلاكا بخمس دولارات؛إذا تعدت كمية الفلاكا العشرة أجزاء من الجرام، فإنها تعتبر جرعة زائدة، تعمل الفلاكا على زيادة معدل الأدرينالين في الجسم بشكل كبير مما يؤدي إلى فرط في الحركة تجعل متعاطي الفلاكا يتحرك بشكل عشوائي في كل الأماكن ويحطم كل الأشياء التي تحيط به، وأحيانا يخرج على الناس في الشوارع ويبدأ في قتلهم، لا تتوقف تأثير الفلاكا هنا حيث رصدا كاميرات المراقبة العديد من الحالات الغريبة، والتي لم تكن لتصدق لو لم يتم تصويرها.
تأثير مخدر الفلاكا على البشر وتحويلهم إلى كائن زومبي
مع بداية ظهور الفلاكا وأعراضها لم تكن أفراد الشرطة تصدق ما تراه من أعراض حتى أنها قتلت أول شخص رأته بهذه الحالة؛ عند تفريغ تسجيلات الكاميرات لمراقبة سلوك البشر بعد تعاطي الفلاكا فإننا نجد عدة أفعال مشتركة، أول هذه الأفعال هي أكل لحم البشر، في أكثر من مرة تصل الشرطة فتجد أن كائن الزومبي قد جعلته الفلاكا شرها كالحيوانات يصدر أصواتهم ويأكل من البشر خصوصا وجوههم، كما سجلت العديد من الحالات التي تقوم بتدمير أي شيء حولها مثل كسر زجاج السيارات برأسها، وبوابات المتاجر؛ وإذا كان المتعاطي في سياراته فإنه يحاول أن يصدم كل ما أمامه، وتوجد الكثير من الحالات الأخرى التي كانت تصف أشياء غير موجودة، وتقر بوجود عصابات خلفها تسعى لقتلها، أحد المتعاطين كان يحاول تسلق أسوار أحد السجون حتى يحميه السجن من عصابة خلفه، وأخر كان يجري بسيارته خوفا من الطائرات والدبابات التي تلحقه؛ وفي أحد الفنادق ظهر شخص في النافذة بلا ملابس يطلق النار في الشارع كي يقتل من يريدون قتله.
نهاية تعاطي الفلاكا
يعتبر السبب الأول الذي جعل الشباب تتجه إلى الفلاكا هو سعرها الرخيص، وسهولة الحصول عليها، وذلك حيث يعتبر الكيلوجرام منها يساوي ألف دولار ونصف، كما تتوافر العديد من المتاجر الإلكترونية التي يتوافر عليها الفلاكا، وبعد ظهور كائن الزومبي وتطور الأعراض، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تجريم بيع المخدر، وتشديد العقوبة على تداوله وتعاطيه بمختلف الأشكال، وذلك بسبب ما ذكرناه من أعراضه في الفقرة السابقة، وبعد هذا القرار بثلاث سنوات، قررت الصين تجريم صنعه وتداوله أيضا؛ أما نهاية كل من تعاطى الفلاكا فكانت متشابهة وهي الموت، إلا في بعض الحالات النادرة جدا التي نجت من هذا المخدر، وعلى الرغم من أن كل الحالات التي سُجلت بهذه النشاطات كانت في أمريكا إلا أن وطننا العربي لم يخلوا منها هو الأخر، ففي عام 2018 ظهر أول كائن زومبي في مصر في منطقة التجمع الخامس، وفي هذه الواقعة تمكنت الشرطة من الإمساك بشاب من أصول أفريقية وهو يحاول فصل رقبة طفل عن جسده، وهو ينهش في لحم وجهه.
تجربة اليقظة المتواصلة لمدة شهر
هل يمكن أن يتحول الإنسان إلى كائن زومبي بسبب قلة النوم؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نبحث عن الحالات التي لم تنم لفترة كبيرة، ثم نقوم بدراسة تأثير قلة النوم عليهم، وتعتبر التجربة الأشهر في هذه النقطة هي التي تمت في السجون الأمريكية في أربعينات القرن الماضي، وفيها قام مجموعة من العلماء بالاتفاق مع بعض السجناء على أن يحصلوا على حريتهم مقابل أن يشتركوا في تجربة، وهذه التجربة هي ألا يناموا لمدة شهر كامل، وبعد تفكير وافق المساجين، وفي وقت قليل تم إعداد غرفة بالزاد الذي يحتاجون لمدة خمسة أشهر وليس شهر، وتم وضع كاميرات مراقبة وميكروفونات للتحدث مع المساجين، بالإضافة إلى أجهزة لمراقبة مستوى الأكسجين في الغرفة وما شابه من غازات، وبعض الأجهزة الأخرى التي تقوم بضخ بعض الغازات التي ستساعد المساجين على عدم النوم، وإبقائهم في حالة يقظة دائمة؛ وبعد دخول المساجين الغرفة أغلق عليهم وبدأت التجربة.
نهاية غير متوقعة لتجربة اليقظة
بدأت التجربة ومضى كل شيء بشكل طبيعي، كان المساجين يأكلون ويشربون بشكل طبيعي، ويتواصلون مع بعضهم أحيانا، أو حتى مع العلماء الذين يشرفون على التجربة من الخارج عن طريق الميكروفونات، وبعد مرور ثلاثة أيام بدأ المساجين في الظهور أكثر هدوءا، لم يفعلوا شيء إلى التحدث بصوت لا يكاد يسمع في الميكروفونات، ومع نهاية اليوم الخامس انقلب كل شيء، حيث ظهرت سلوك عدوانية على المساجين، كما كانوا يتجولون في جميع أنحاء الغرفة كأنهم بلا وعي، ومع مرور الأيام ازدادت الأعراض، وقاموا بإخراج فضلاتهم على أوراق علقوها على زجاج كاميرات المراقبة، وبدؤوا بتدمير الغرفة، حينها أوقف العلماء الغاز الذي يساعدهم على الاستيقاظ، فتعالى صوتها وصراخهم راجين العلماء أن يعيدوا إليهم الغاز، وبعد هذا توقف العلماء ثلاثة أيام عن المراقبة، ثم فتحوا الباب ليجدوا الغرفة تغرق في الدماء، حتى أنها سببت مشاكل في الصرف، كما وجدوا الطعام كما هو، أما غذاء المساجين خلال هذه الأيام فكان على أحد زملائهم، أخرجوا أحشائه وأكلوه، تجربة بسيطة وضحت أن الإنسان بسهولة يمكن أن يتحول إلى كائن زومبي لا يفقه أي شيء مما يفعله.
غزلان تتحول إلى كائن زومبي وتهدد البشر
لم تتوقف المشاهد التي رأينا فيها كائن الزومبي أمام أعيننا على القرن الماضي، أو حتى على الفلاكا فقط، وذلك لأن هناك فيروس يهدد البشر في هذه اللحظة، وذلك حيث يستطيع الفيروس بسهولة تحويل أي بشري إلى زومبي، بدأت قصة هذا الفيروس في كندا وبعض الولايات في أمريكا، ظهرت أعراض الفيروس على بعض الغزلان في هذه الأماكن، يصيب الفيروس النخاع الشوكي والدماغ وتظهر أعراضه بعدها مثل: خسارة الغزالة لوزنها، واضطراب في بعض وظائفها، ثم تكتسب سلوك عدواني وتهاجم الحيوانات الأخرى، والسلوك العدواني هنا أشبه بالذي يظهر على الإنسان عند تعاطي الفلاكا. وتتردد الكثير من المخاوف الآن في الأوساط العلمية حول احتمالية انتقال هذا الفيروس إلى الإنسان، وازدادت هذه المخاوف عند انتقال العدوى إلى القرود التي تتناول لحوم هذه الغزلان، ويزيد هذا الأمر احتمالية انتقال الفيروس، ويفتح لنا باب رؤية كائن الزومبي في المستقبل القريب، وتدور المخاوف حول نقطتين، الأولى أن الفيروس سينتقل لنا مباشرة، والثانية أنه سينتقل عن طريق أكل لحوم الغزلان.
وهكذا نكون قد عرضنا لكم مختلف النقاط التي تناقش احتمالية تحول البشر إلى كائن زومبي يصعب السيطرة عليه؛ كما أوضحنا التجارب، والأبحاث، والمخدرات، والأمراض الطبيعية التي تساهم في انتقال ما يفقدنا وعينا وإنسانيتنا، ويحولنا إلى آلة بيولوجية مدمرة، وفي النهاية يقول العلماء أننا لا يجب أن نفزع لهذه القصص، حيث أن المخدرات ممنوعة قبل هذه الأعراض وذلك لمخاطرها التي لا تحتاج لشرح، أما التجارب التي قد تؤذي الجهاز العصبي للإنسان فلا داعي لتجربتها مثل تجربة المساجين، أما الغزلان، فمثلها مثل وقوع السم في الماء كل ما نفعله هو أننا نبتعد عن الماء حتى تصبح صالحة للشرب، نصائح بسيطة، لكنها قد تنقذ حياتك في عالما قد يحارب فيه البشر الزومبي كما نرى في الأفلام.