قوة الإيحاء كلمة من الممكن أن تكون مجهولة عند البعض ولكن في الحقيقة الإيهام أو الإيحاء هو قوة ضاربة تستطيع بها أن تتحكم في الآخرين ولكن الأغرب أن بعض الإيحاءات قد تسيطر على الإنسان ذاته وهذا هو الجنون. نعم فببساطة الجنون هو مجموعة من الإيحاءات تتحكم في إنسان لا يعلم هو أن يسيطر عليها لدرجة أنه يفقد الصلة بين الواقع والوهم ويعيش عقله الوهم وجسده في عالم الواقع وهو غالباً لا يعلم أنه فقد الصلة. لذلك أول سؤال يُسأل للمجانين: هل تدرك أنك مجنون؟ فإذا أجاب بنعم، إذاً هذا المريض يدرك جزء من الواقع لدرجة أنه يعرف الفرق بين الوهم والواقع، أما إذا أجاب بلا، فإنه ليس مجنون إذاً بل هو قد فقد القدرة على التمييز بين الواقع والوهم وهنا تكون له حسابات أخرى في العلاج. لذلك أقول لك عزيزي القارئ أن هذا الموضوع ليس بمجرد كلمات مرصوصة ولكنه موضوع سيجعل من عقلك عضلة مادية وسنظهر لك مدى قوة هذه العضلة في الفتك ببعض الأشياء لم تكن تتخيلها في حياتك.
تعرف على قوة الإيحاء العقلي وكيفية تأثر الشخص بها
قوة الإيحاء والظروف المحيطة
الإيحاء قد يجعل منك شخص أخر ولكن كيف يأتي الإيحاء ويغير منك؟ هذا هو السؤال المهم لأن ميكانيكية الفعل النفسي هي الأزمة الكبرى في فهم هذه الأمور، حيث أن التحليل النفسي وحده لا يأتي بكل الثمار المرجوة من التفسيرات الخاصة بقوة الإيحاء، ومن ضمن العوامل التي تمنع التحليل النفسي من توضيح الأمر هو الظروف المحيطة لأن الكثير من الناس لا يدركون أن الطبيعة الحالة حولهم هي أكبر مؤثر نفسي طبيعي بشكل دائم يؤثر في البشر. ومن ضمن الأمثلة البسيطة هي أن اللون الأخضر واللبني أو الأزرق الفاتح يجعل نفسية الأشخاص أفضل وقوتهم النفسية أعظم وقدرتهم على حل المشكلات وتفاديها أكبر واليأس عندهم غير موجود، حتى أنهم لا يفكرون فيه كثيراً وذلك من الممكن أن يكون واضح جداً عند البشر الذين يسكنون في المناطق الزراعية أو البحرية أما الذين يعيشون في المدينة فأكثر لون يرونه غالباً هو الرمادي حيث الأسفلت والمباني أو دعنا نقول الألوان القاتمة وهذه الألوان تؤثر سلباً جداً في حياة الأشخاص، حيث تجدهم دائماً عابثين ومكتئبين وغير راضين. أما الساكنين في المناطق الصفراء حيث الصحاري فهم أشخاص قساة في حياتهم عموماً وليسوا اجتماعين ومحافظين ومنغلقين فكرياً، وهذا الكلام يأتي من دراسات كثيرة في الجامعات الأمريكية أظهرت أن قوة تأثير الألوان على المدى الطويل في حياة هؤلاء الأشخاص أثرت على حياتهم كلها.
قوة الإيحاء والخوف
سؤال يسأله أي متابع للرياضة عندما يكون فريقه متقدم وفجأة في أخر دقائق تجد الفريق الأخر هو الذي سيطر على المباراة فتجد نفسك تقول: هيا تقدموا لماذا تتراجعون هكذا؟، الحقيقة هنا عزيزي القارئ أن هذا رد فعل طبيعي لقوة الإيحاء، لأن الفريق المتأخر يوحي للفريق الفائز أنه لديه القدرة على الفوز فينتقل الفريق الفائز من وضع السيطرة إلى وضع الدفاع أو الخوف والحفاظ على النتيجة كما هي وفقدان الرغبة في السيطرة الكاملة على المباراة. وهذا خير مثال على قوه الإيحاء وما الذي تفعله الفكرة في أشخاص رياضيين كبار وعظماء، ولذلك نجد أيضاً في رياضات معينة يطلق فيها اللاعبين صيحات قوية تنم عن القوة فتجد الفريق الأخر شعر بالرهبة ليرد بصيحات أعلى فيطردون فكرة الخوف بإطلاق صوت عالي يشعرهم بالقوة التي يمتلكونها. وهذه هي قوة الإيحاء في تسريب قوتك داخل نفوس الآخرين فيجعلهم في نفسيتهم يشعرون بالهزيمة من قبل أن يوجهونك أساساً، الأمر بديع ويعتمد جلياً على قسمات الوجه الواثقة من النفس والصوت ذو النبرة الثابتة وهذا سيجعل منك مخيفاً وذو رهبة فعلاً عند الآخرين وسيوحي للآخرين بأهميتك الشخصية. صدقني عزيزي القارئ فرض الشخصية لا يحتاج سوى تسريب الإيحاءات للآخرين عنك.
الإيحاء والفشل
قد لا تعلم لماذا الذين يمشون على الحبل لا ينظرون للأسفل وقد لا تعلم أيضاً أن هناك مثل صيني يقول “عندما تتسلق جبل لا تنظر للأسفل”، في الحقيقة هذه المقولات والأفعال حقيقية فعلاً والسبب هو قوة الإيحاء حيث أن العقل البشري والخوف هما ليسوا بصديقين، فالخوف يشل جزء كبير من التفكير وعمل الخوف هو جعل العقل يركز على الإنقاذ من الورطة. لذلك عندما ينظر الإنسان للأسفل من مكان عالي يشعر أنه يسقط مع أنه مازال ثابتاً في مكان وقوفه، وهناك آخرون يشعرون بالدوار لدرجة أنهم يفقدون الوعي. وهذا عمل العقل الباطن لذلك أول قاعدة عند الذين يمشون على الحبل هي ألا ينظر للأسفل، لأن ذلك سيجعل العقل الباطن هو المتحكم والخوف هو الذي سيسطر لذلك سيفشل. ومن هنا دعني أقول لك شيئاً مهماً إن أردت أن تتفادى الفشل فيجب عليك أن تتجنب النظر إليه تماماً إن كنت تخاف من منافسة أحد في لعبة ما وتشعر أنه سيهزمك فلا تسمح لهذا الإيحاء أن يكون حقيقي، بل تجنب التفكير في إمكانياته وفكر في إمكانياتك ولطريقة عملية أكثر فكر في نقاط قوته وتخيل نفسك أنت تتغلب على كل نقطة وستجد حينها الحلول بسيطة جداً وستجد نفسك واثق من نفسك لأنك فكرت في كيفية هزيمته وليس هزيمتك.
الإيحاء والنجاء
هل تعلم أن هناك نوع جديد من العلوم يدعى التنمية البشرية وهذا العلم قائم على إخراج الطاقة السلبية من العقل ووضع الإنسان بدلاً منها طاقة إيجابية عن طريق قوة الإيحاء. ومن ضمن الأساسيات هي ألا تقل على نفسك شيء سلبي لأن عقلك الباطن سيخزن ذلك ويصبح العقل الواعي يتعامل مع الأمور على أنك فاشل، فتجد نفسك تتصرف كفاشل ولكنك إن تكلمت عن نفسك بصورة إيجابية وأنك تستطيع ستجد نفسك تواجه الفشل بروح وعقل ناضجين وستصبح إنسان ناجح في وقت قصير جداً. ومن ضمن مؤسسين هذا العلم هو رجل مصري رحمه الله اسمه دكتور “إبراهيم الفقي”، هذا الرجل بدأ حياته وهو يمسح صحون في أحد الفنادق بأمريكا ثم نجح لدرجة أنه استطاع أن يشتري هذا الفندق وصار هو مالك الفندق الذي بدء حياته فيه. ومن ثم انتشر على يده التفكير الإيجابي لدى شريحة كبيرة من الشباب الذين بالفعل استمعوا لنصائحه ليصيروا بعد ذلك رجال ناجحين ومحترمين.
قوة الإيحاء والشعور بالمرض
وهو من ضمن مساوئ الإيحاء ففي هذا النوع من الإيحاءات يصير الشخص مستعبداً لآلام ليست حقيقية ويكبر الفرق بين الألم الحقيقي والألم الزائف، ونجد بعض الأشخاص يقضون حياتهم يخافون الألم فيشعرون في الأخير أنهم فعلاً متألمين استجابة لعقلهم الباطن وهذا في الحقيقة سيء. لذلك كثيراً ما يستخدم الأطباء أدوية مزيفة ولكن بصيغة كلامية خادعة فيخدعون بها مثل هؤلاء المرضى، والعجيب أن المريض يشعر بالتحسن في حين أنه لم يأخذ علاج من الأساس ولكن الطبيب استطاع أن يخدع العقل الباطن للمريض.
أخيراً عزيزي القارئ يوجد أنواع كثيرة من الإيحاءات التي من الممكن أن تؤثر سلبياً أحياناً أو إيجابياً أحياناً أخرى، لذلك كن على دراية بنفسيتك وتركيزك وحاول أن تفهم أن ليس كل ما تراه حقيقي وليس كل الذي لا تراه ليس حقيقي.
أضف تعليق