لا شك أن وضع قواعد فترة الخطوبة وتحديد ما يُمكن فعله وما لا يمكن فعله خلال هذه الفترة أمر مهم جدًا وفارق في تحديد كيفية سير تلك المرحلة لاحقًا وما الذي يُمكن أن تُسفر عنه، فالبعض قد يعتقد أن الخطوبة ما هي إلا فترة تعارف بسيطة بين الطرفين، بينما هي في الواقع مرحلة يتم فيها بناء الأشخاص وتشابكهم ببعض حتى يُصبحوا كيان واحد قادر على الاستمرار في الحياة الزوجية، إنها ببساطة شديدة مرحلة غاية الخطورة الممتزجة بالأهمية، ولابد أن مرحلة مثل هذه سوف يكون هناك شكل من أشكال الاستعداد الكامل لها قبل بدايتها، وهو أمر يُمكن حدوثه من خلال وضع بعض القواعد الخاصة بها ثم بعد ذلك محاولة الالتزام بهذه القواعد للخروج بتلك المرحلة على خير، وكل هذه الأمور سوف نتناولها بالتفصيل في السطور القليلة المُقبلة، فهل أنتم مستعدون لذلك؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.
استكشف هذه المقالة
فترة الخطوبة
ليس هناك تعريف يُمكن القول إنه تعريف أمثل لفترة الخطوبة، والتي هي بالأساس محور حديثنا والجزء الأهم فيه، فنحن نفعل كل ذلك لأننا نمتلك مرحلة فاصلة يمر بها كل شخص منا، إذ أنه لم يُسمع حتى الآن بأن شخص ما قد تزوج مباشرةً دون أن يأخذ تلك المرحلة، والتي لم تُوضع لها مدة معينة لكنها غالبًا ما تكون بين الستة أشهر والسنة، أيضًا تلك المرحلة تُعرف بأنها مرحلة التقارب الأولى، إذ أنه بعدها تأتي مرحلة التقارب الثانية التي تكون فيها الأمور أكثر تقاربًا بشكل كبير جدًا، والحديث هنا عن مرحلة الزواج طبعًا، عمومًا، عندما أدرك الجميع أن الأمر يتعلق بمرحلة فارقة وهامة في حياتنا جرى العرف أن يتم وضع بعض القواعد التي يُمكنها المُساعدة في تسيير تلك الفترة بشكل يقترب من الأمثل.
أهم قواعد فترة الخطوبة
الآن الحديث يدور في نقطة غاية الأهمية، فقبل أن نقف على قدرة قواعد فترة الخطوبة ومساعدتها لنا في تمرير تلك المرحلة بشكل جيد علينا أولًا التعرف على هذه القواعد، أو تحديدًا أبرزها وأكثرها شهرة، وأول هذه القواعد الاحترام المتبادل.
الاحترام المتبادل بين الطرفين
بكل تأكيد ليس هناك شيء أهم من الاحترام، فهو الذي يجعل الشخص ينجذب إلى الآخر ويستمر في التعامل معه أو يبتعد عنه ولا يكون مرتبطًا به بأي شكل من الأشكال، وهذا بالضبط ما يؤخذ خلال فترة الخطوبة كواحدة من أهم القواعد، حيث أنه من الضروري تمامًا أن يكون هناك تقدير واحترام من كل شخص للآخر مهما كان فارق السن أو فارق الحالة الاجتماعية أو حتى الحالة التعليمية، في النهاية أنت قد وافقت على الارتباط بهذا الشخص وليس أمامك سوى احترامه، ثم إن الاحترام يعمل على زيادة جرعة الحب، وهو أمر مطلوب بشدة في هذه المرحلة بكل تأكيد.
عدم التصنع والتظاهر من أهم قواعد فترة الخطوبة
أيضًا ضمن قواعد فترة الخطوة الهامة جدًا ألا يتم التصنع والتظاهر من أي طرف من الطرفين أمام الآخر، والتصنع يُقصد به أن يكون هناك شخص يُظهر أمام الآخر شيء ليس به أساسًا فقط لمجرد أن يشعر الطرف الآخر أنه يمتلك هذا الشيء بالفعل، ببساطة، إيهام الشخص بما هو غير موجود، وإن كنا دقيقين فإن هذا الأمر يستحق أن يُضاف بشدة إلى الخداع، فبهذه الطريقة أنت ستكون شارعًا في الكذب على هذا الشخص، وهو ما يُهدد استمرار الخطبة لاحقًا، لذلك من الأفضل تنفيذ هذه القاعدة بدقة لأنه من الممكن أن يُبنى عليها شيء لا أساس له.
الرعاية والاهتمام
لا نزال مع القواعد الخاصة بفترة الخطوبة، هذه المرة نتحول إلى قاعدة الرعاية والاهتمام، والواقع أنه ليس من المنطق أبدًا أن ترتبط بشخص ما ارتباطًا من هذا النوع ثم تتركه بعد ذلك دون أن تكون جزء أصيل من حياته، فبالنسبة للذكر يأتي حق الرعاية، أما بالنسبة للأنثى فإنه هناك حق الاهتمام، وكلا الحقين يُكملان بعضهما في النهاية ويُنتجان بلا شك شكل مثالي من أشكال علاقة الخطوبة، فإذا شعر كل طرف أنه في وادٍ مُختلف على الآخر فبالتأكيد سيكون هناك سؤال داخلي عن فائدة هذا الارتباط من الأساس، فهو كما يتضح من تلك المُعطيات لن يُضيف شيء للطرفين، وهنا تنبع أهمية الرعاية والاهتمام.
المشاركة والتضافر في كل شيء
طبعًا ضمن قواعد فترة الخطوبة الرئيسية التي لا غنى عنها أن يكون هناك نوع من أنواع المشاركة والتضافر بين الطرفين في كل شيء يتعلق بحياتهما، إذ أنه ليس من المعقول أن يكون الارتباط القائم بينهما ارتباطًا سطحيًا يشمل فقط اللقاءات وتبادل الهدايا، بل يجب أن يتم كذلك تبادل الأفكار والتوجهات، تبادل الهموم والمشاكل، ثم بعد ذلك يأتي تبادل الحلول، والحقيقة أن هذا الشكل من العلاقة يبدو الشكل الأكثر مناسبةً والأكثر منطقية في نفس الوقت، كما أنه لاحقًا سوف يؤدي إلى علاقة قوية يُكتب لها الاستمرار والنجاح، وهذا بالطبع هدف كل علاقة حقيقية.
الشعور بالمسئولية تجاه هذه المرحلة
تلك المرحلة الهامة في حياة كل شخص منا تحتاج لما هو أكبر بكثير من الاعتراف بها، فهي أيضًا تحتاج إلى الشعور بالمسئولية، عليك أن تعرف بأنك أمام مرحلة لن تكون سهلة ولن تكون في نفس الوقت ممتعة طوال الخط، ففي فترات كثيرة من هذه المرحلة ستكون في حاجة إلى الشعور بالمسئولية، هذا يعني أنك ستتحمل ربما ما يفوق قدراتك وإمكانياتك العادية، لكنك مُطالب بالقيام بذلك كي تمر المرحلة بأمان، أيضًا أنت مُكلف بعدم التسرع في قراراتك أو أخذ أي قرار من شأنه تدمير العلاقة أو حتى هدم جبال الثقة فيها، ببساطة، المسئولية قاعدة هامة للغاية من قواعد فترة الخطوبة التي نتحدث عنها.
المصارحة في كل شيء
الآن تأتي مرحلة المصارحة، والتي تُعتبر واحدة من أهم قواعد فترة الخطوبة وأكثرها حاجة في هذه الظروف، فالبعض قد يعتقد أن إخفاء العيوب من أجل المرور بالعلاقة إلى بر الأمان شيء منطقي وواجب الحدوث، إلا أنه في الحقيقة لا يُعتبر سوى مسمار في نعش هذه العلاقة، فمعنى أن نكون في حاجة إلى المصارحة أننا وبكل بساطة نُخفي شيء عن الطرف الآخر، وهذا الشيء بشكل بديهي تمامًا لن يكون سوى عيب نخشى منه، ومن هنا تنبع القاعدة، فإذا كنت مُصاب بعيب من العيوب وتُريد التستر عليه فأنت بهذه الطريقة تقوم بخداع الطرف الآخر، وبالتالي فإن استمراره في العلاقة معك مبني على أساس غير سليم بالمرة، أرأيتم كيف أن الأمر في غاية الخطورة والأهمية كذلك؟
كيف تساعدك قواعد فترة الخطوبة ؟
هل تساعدك القواعد المذكورة آنفًا والمُتعلقة بفترة الخطوبة؟ الإجابة بكل تأكيد نعم، وإذا كنت لا تتمتع بنفس مستوى الثقة في الإجابة فإنه يلزمك طبعًا معرفة أسباب ذلك الحكم، وأهمها أن فترة الخطوبة تُبين حقوق وواجبات كل طرف.
بيان حقوق وواجبات الطرفين
ليس هناك أدنى شك في أن فترة الخطوبة التي تشهد علاقة من نوع معين بين طرفين هي فترة تعج بالحقوق والواجبات، فما دام هناك طرف ما له بعض الحقوق فإنه على الجانب الآخر، وبكل تأكيد، سوف يكون مُطالبًا ببعض الواجبات، وقد تكون تلك الواجبات أقل من الحقوق التي يحصل عليها طرف من الأطراف، لكن الأمر يتعلق منذ البداية بالموافقة على الخطبة والموافقة على قواعدها التي تتضمن ذلك، وبالتالي حق الاعتراض ليس مكفولًا، وإلا فإنه سوف يخرج في صورة مخالفة للقواعد قد تؤدي إلى تدمير العلاقة ضمنيًا، ومن هنا تظهر الفائدة الحقيقية لقواعد تلك الفترة، فهي الآن تحفظ الحقوق ولا تكتفي فقط ببيانها، لكن هذا ليس كل شيء يتعلق بفوائد هذه القواعد.
الاستمرار في العلاقة على أساس سليم
أيضًا دعونا لا ننسى أن قواعد فترة الخطوبة عندما تُطبق بالشكل الصحيح وتكون هناك مُصارحة ومُكاشفة من قِبل كل طرف ويختفي بشكل تام الخداع فإن هذا سيقود إلى كون أساس العلاقة أساس سليم وصحيح بنسبة مئة بالمئة، والأساس السليم كما نعرف جميعًا هو الذي يُمكن البناء عليه دون أن يكون هناك أي ضرر في ذلك، وإلا فإن الحل الأمثل يكون عند مخالفة مثل هذه القواعد هو الانفصال وإنهاء العلاقة، والكثير من النماذج تُثبت صحة ذلك، عمومًا، في نهاية المطاف يكون ذلك شكل من أشكال المساعدة في نجاح فترة الخطوبة من خلال الالتزام بقواعدها.
إظهار الطريق حتى نهايته أهم قواعد فترة الخطوبة
هل هناك شيء أجمل من أن تمشي في طريق وأنت تعرف نهايته التي تنتظرك؟ هذا في الحقيقة ما توفره لك فكرة قواعد فترة الخطوبة التي نتحدث عنها، فهي أيضًا تتولى مسئولية إظهار الطريق حتى نهايته خلال هذه المرحلة، فأنت تبدأ ولا تعرف ما الذي يجب عليك فعله وكيف سيُمكنك فعله يا تُرى، لكن القواعد تتولى مسئولية ذلك وبشكل أمثل، فعندما يتم وضع قاعدة ما فإن مُخالفتها تعني ضمنيًا عدم الالتزام بما ينص عليه موضوع الخطبة، وبالتالي فإن نهاية هذه المرحلة تبدو وشيكة، وكل هذا يحدث لأنك خالفت قاعدة مُتفق عليها آنفًا، وهذا بالضبط ما يحدث من خلال تلك القواعد ويكون سببًا في تواجدها منذ البداية، وليكن المثال بإخفاء أحد الأسرار، ولك أن تتخيل أن ذلك السر يتعلق بمرض أو عاهة، فما الذي يُمكن فعله في هذه الحالة؟ القواعد تُخبرك بإنهاء الخطبة، وهنا يظهر دورها الجوهري.
فهم طبيعة العلاقة بشكل أمثل
أهم ما تنجح قواعد فترة الخطوبة في تحقيقه ويكون سببًا مباشرًا في نجاح العلاقة لاحقًا أنها تُساعد الطرفين في فهم طبيعة العلاقة بشكل يُمكن وصفه بالشكل الأمثل، فمن الوارد طبعًا أن يكون أي طرف من الطرفين غير مُدرك بنسبة تامة لما هو مُقدم عليه وما الذي يعنيه أن يرتبط بشخص ما بهذا الشكل، لكن تأتي القواعد وتُزيل الستار من على ذلك الأمر وتجعله يُدرك معاني مثل المشاركة والرعاية والاهتمام والتعاون، تجعله يُدرك طبيعة العلاقة بالشكل الأمثل.
ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أنك بعد أن قرأت قواعد فترة الخطوبة وأدركت أنها شيء رئيسي وفارق في نجاح أي علاقة من نوعية الخطوبة فسوف تُفكر طبعًا في البحث عن قواعد لكل مرحلة تخوضها وتكون قريبة من هذه المرحلة، والحديث هنا مثلًا عن مرحلة الزواج، على العموم كل هذه المراحل سيأتي دورها، فما أجمل أن يكون كل شيء في حياتنا له قواعد تحكمه.
أضف تعليق