قرحة المعدة هي تقرحات تحدث عادة في البطانة الداخلية للمعدة أو المرئ أو الإثنا عشر وتحدث تلك التقرحات عادة بسبب تآكل بطانة تلك الأجهزة وبهذا تُصاب المعدة بالتليف وبسبب تقرح غشاء المعدة المخاطي يزداد إفراز حمض الهيدروكلوريك، وجدير بالذكر أن هناك عدة أنواع لمرض قرحة المعدة؛ فهناك قرحة المعدة المزمنة وهناك قرحة المعدة الحادة ومن المعروف طبياً أن قرحة المعدة غير سرطانية بمعنى أنها لا تمتد إلى باقي أجهزة الجسم الحيوية الأخرى هذا عطفاً على أنها غير معدية وهذا بخلاف قرحة الإثنا عشر التي يمكن أن تتحول لخلية سرطانية إذا زاد حجمها عن 3 سم.
استكشف هذه المقالة
أسباب الإصابة بقرحة المعدة
قرحة المعدة تحدث نتاج للعديد من المسببات والعوامل ومن أهم أسباب الإصابة بهذا المرض:
- تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل الحارة؛ حيث من شأن كل المأكولات أن تؤثر بالسلب على جدار المعدة وتعمل على اختراقه بسهولة وبالتالي تتسبب في تمزق غشاء المعدة وتقرحه.
- التعرض للإصابة بالميكروب اللولبي الحلزوني أو ما يُعرف حسب المصطلح الطبي باسم إتش بلوري وهو ميكروب يصيب البشر والحيوانات أصحاب الدم الحار وذلك لأنه مجهز بوسائل دفاع خاصة تحميه من عصارة المعدة الحمضية، ويعيش هذا الميكروب عادة تحت الطبقة المخاطية للمعدة ويقوم بإفراز أحماض قاعدية التركيب تعمل على إضعاف جدار المعدة وتقاومه في آن واحد وتتسبب تلك الأحماض في بعض الالتهابات التي تصيب المعدة وتتحول بعد ذلك إلى قرحة في المعدة.
- إذا كان الشخص يحمل صفات وراثية لجدار معدة ضعيف يكون أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة وذلك نتيجة لإصابة عدد من أفراد عائلته بهذا المرض فينتقل بذلك جينيا من فرد لفرد آخر.
- عدم تناول الوجبات الغذائية بشكل منتظم من الممكن أن يؤدي إلى حدوث الإصابة بقرحة المعدة.
- التدخين بشكل شره ومستمر والإدمان على تناول الخمر والكحول يزيد من نسبة الإصابة بقرحة المعدة.
- العصبية الشديدة والغضب بداعي وبدون داعي يؤثر بشكل سلبي للغاية على جدار المعدة ويؤدي مع مرور الوقت إلى إصابتها بالقرحة.
- الإدمان على شرب المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية يزيد من نسبة الإصابة بقرحة المعدة.
- حدوث بعض المشاكل والأمراض في المرئ وعدم خروج الحمض بشكل منتظم من المعدة يتسبب في ارتفاع نسبة الحموضة والتي بدورها تؤثر على جدار المعدة فتعمل على تقرحه.
- تناول الأطعمة شديدة السخونة تؤثر على جدار المعدة حيث لا يستطيع تحمل تلك السخونة فيُصاب بالالتهابات التي بدورها تؤدي للتقرحات.
- الإصابة بالمتلازمة زولينجر- إليسون: وهو عبارة عن ورم يظهر عادة في الإثنا عشر أو البنكرياس ويتسبب في حدوث نشاط زائد في إفراز هرمون يُدعى بهرمون الهاسترين الذي يقوم على تحفيز هرمونات المعدة وينشطها بشكل كبير يجعلها تفزر أضعاف المعدل الطبيعي فترتفع بذلك حموضة المعدة وبالتالي يُصاب جدار المعدة بالتقرح، ولكي يتم الكشف عن متلازمة زولينجر- إليسون يجب إجراء تحليل بولي من أجل التأكد أولاً من نسبة هرمون الغاسترون وفي حال تأكد المريض من ذلك يتم تحديد مكان الإصابة من أجل استئصاله وهناك طرق أخرى لمعالجة تلك المتلازمة وهي اللجوء للعلاج الكيميائي أو تناول عقار السوماتوستاتين مرة واحدة في الشهر يصاحبه أدوية لخفض حموضة المعدة ولكن يجب استشارة الطبيب المتخصص أولاً قبل تناول أي دواء.
أعراض الإصابة بقرحة المعدة
قرحة المعدة تصاحبها عادة مجموعة من التغيرات الصحية التي قد تعيق حياة المريض اليومية ومن أهم أعراض قرحة المعدة؛ الشعور بآلام قوية في الجزء العلوي للبطن أو في رأس المعدة هذا إلى جانب زيادة نسبة الحموضة في المعدة والشعور المستمر بالغثيان ومن الممكن أن تأتي أعراض قرحة المعدة على هيئة نزيف حاد بالجهاز الهضمي ويحدث هذا النزيف عادة في حالات القرحة الشديدة ويخرج عن طريق البراز أو التقيؤ ولهذا يكون مريض قرحة المعدة معرض دوماً للإصابة بمرض الأنيميا.
قرحة المعدة لها أعراض خطيرة قد تصل إلى حدوث ثقب بجدار المعدة مما يتسبب في تسرب الطعام ومن شأن هذا التسرب أن يؤدي إلى تأثيرات خطيرة للغاية على صاحبها لا يمكن علاجها سوى باللجوء إلى عمليات جراحية دقيقة من أجل خياطة هذا الثقب، كما تتسبب قرحة المعدة في حدوث انسداد بالأمعاء وبالتالي فقدان الشقية وعدم المقدرة على تناول الطعام، وفي حالات متقدمة قد تتسبب قرحة المعدة في حدوث آلام حادة في منطقة المعدة العلوية تؤدي تلك الآلام إلى حدوث تقيؤ مستمر للدم.
تشخيص مرض قرحة المعدة
قرحة المعدة يتم تشخيصها عادة إما عن طريق المنظار الهضمي العلوي (EGD) أو باستخدام الأشعة السينية الباريوم على منطقة الجهاز الهضمي العلوي، وجدير بالذكر أن استخدام المنظار أكثر دقة من استخدام الأشعة السينية، والمنظار يتم استعماله عادة عن طريق تخدير المريض أولاً ثم إدخال أنبوب مرن عبر الفم مصحوب بكاميرا فيديو صغيرة للغاية من أجل فحص المعدة والمرئ والإثنا عشر، والمنظار العلوي له أيضاً ميزة أخرى تتجسد في قدرته على أخذ عينات الأنسجة الصغيرة من أجل اختبار عدوى اتش بيلوري.
علاج قرحة المعدة
قرحة المعدة يستند علاجها إلى عدة خطوات يجب على المريض القيام بها؛ هذه الخطوات هي:
- التخلص أولاً من الميكروب الحلزوني اللولبي وذلك عبر استخدام العلاج الثلاثي.
- تناول الأدوية المضادة للحموضة من أجل التخلص من آلام الشعور بتآكل جدار المعدة.
- تناول الأطعمة الغذائية الصحية الخالية من نسبة البروتينات العالية وذلك لأن البروتينات تعمل على زيادة عُصارات المعدة المفرزة فعلى الرغم من فوائد البروتينات إلا أن مرضى قرحة المعدة عليهم تجنبها تماماً وذلك للوقاية من حدوث تأزم للقرحة وعليه يجب الابتعاد نهائياً عن منتجات الألبان والارتكاز على الأطعمة المسلوقة مثل الجزر والبطاطس.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الطعام الساخن والطعام الملئ بالتوابل والشطة الحارة وكذلك الأطعمة التي تزيد من إنتاج الغازات في الجسم مثل البصل والكرنب فجميع تلك الأطعمة يتسبب في تهيج المعدة وبالتالي زيادة ألم القرحة.
- الابتعاد عن العادات السيئة مثل السجائر وشرب الخمر والكحوليات وكذلك التخفيف قدر الإمكان من تناول الكافيين كالقهوة والشاي والإكثار من تناول الماء.
- تناول وجبات متقاربة صغيرة موزعة على مدار اليوم عوضاً عن تناول ثلاث وجبات متباعدة يتخللها الكثير من المشروبات الضارة.
- تجنب القلق والتوتر والابتعاد عن الانفعال والعصبية والغضب لأتفه الأسباب.
في النهاية، ترتبط قرحة المعدة كمرض بشكل كبير بالعادات الغذائية والنفسية اليومية؛ ولهذا في حال تم الالتزام من جانب المريض بكل التعليمات الصحية يمكن للتقرح أن ينخفض لأقل الدرجات ولكن في حال إهمال تلك القواعد والتصميم مثلاً على التدخين والعصبية وتناول الأطعمة الحارة فسوف ترتفع نسبة القرحة لتصل إلى قرحة المعدة المزمنة وفي تلك الحال سيكون من المستحيل علاجها بأي شكل من الأشكال، ولهذا على مدمن تناول المنبهات أو الشخص الشره للتدخين أن يستبدل العادات السيئة بأخرى جيدة مثل الاستعاضة عن الشاي والقهوة بتناول البابونج والجنزبيل الذين يعملوا كمضادات طبيعية للالتهابات ويكافحوا بشكل كبير جراثيم وبكتريا المعدة ولكن يجب أيضاً تناول تلك المشروبات الطبيعية في حدود المعقول والمناسب بمعدل كوب واحد يوميا وبعد استشارة الطبيب المعالج.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق