تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف يُمكنك قراءة مئة كتاب في العام دون بذل مجهود كبير؟

كيف يُمكنك قراءة مئة كتاب في العام دون بذل مجهود كبير؟

قراءة مئة كتاب في العام من الأمور الممتعة جدًا، وخصوصًا إذا كنت أساسًا من عشاق القراءة ولكن مشكلتك الوحيدة هي الوقت والمجهود اللذين يتم بذلهما خلال عملية القراءة، لذلك سيكون من الرائع جدًا التعرف على طريقة القيام بذلك الأمر.

قراءة مئة كتاب في العام

لا شك طبعًا أن قراءة مئة كتاب في العام الواحد تُعد واحدة من الرفاهيات التي يتم البحث عنها باستمرار، إذ أن عملية القراءة بالنسبة للكثيرين تُمثل حالة عشق بحد ذاتها، لكن تأتي المشكلة التي تواجه أغلب القراء بكونهم لا يتمكنون أساسًا من توفير الوقت الذي يُمكن استغلاله في عملية القراءة هذه، وحتى لو توافر الوقت لهم فإن العائق الذي سيُقابلهم بعد ذلك هو المجهود الكبير الذي تأخذه أو تستغرقه عملية القراءة، ولذلك فإن الحل الأفضل والمثالي هو البحث عن طريقة يُمكن من خلالها قراءة أكبر عدد من الكتب وفي نفس الوقت لا تكون هناك أي مجهودات كُبرى مبذولة خلال عملية القراءة هذه، وهذا بالضبط ما سنحاول القيام به في السطور القليلة المُقبلة من خلال التطبيق على عدد مئة كتاب، حيث أننا سنتعرف على طريقة إنهاء هذه الكُتب الماء فقط في عام واحد، بل ودون بذل مجهود كبير يجعلك لا تتحمل عملية القراءة من الأساس.

قراءة مئة كتاب في العام

قراءة مئة كتاب في العام قراءة مئة كتاب في العام

لماذا نُقدم على قراءة مئة كتاب في العام ولماذا نقرأ من الأساس؟ هذه ربما تكون الأسئلة التي تستحق حقًا الطرح قبل أي شيء آخر، فنحن بالتأكيد سوف نتعرف على طريقة تحقيق هدفنا فيما يتعلق بقراءة عدد معين من الكتب، لكن لماذا قد نفعل ذلك أصلًا؟ الإجابة ببساطة تكمن في كوننا نحتاج إلى القراءة بقدر ما نحتاج إلى الطعام والشراب، فوظيفة الطعام والشراب كما يعرف الجميع أنهما يُسهمان في المحافظة على عملية تشغيل الأجهزة الموجودة في الجسم بالإضافة طبعًا إلى تنمية كل جزء به بشكل يضمن بقائه على نحو جيد، وهذا بالضبط ما تقوم به عملية القراءة التي نتحدث عنها لكن بالنسبة لجزء لا يقل أهمية بالتأكيد عن أي جزء آخر في جسدنا، هذا إذ لم يكن الأهم على الإطلاق، والحديث هنا عن العقل أو الدماغ.

يتغذى العقل على القراءة، بدونه يُصبح خاويًا ضعيفًا، ومثلما هي سنة الحياة في كل مكان فمع الوقت أيضًا سوف يموت العقل إذا لم يحصل على القدر المناسب من الغذاء الموضوع له، القراءة، وبالتالي لن يكون ذو قيمة تذكر، إننا هنا ببساطة نتحدث عن عملية إنقاذ كاملة وليس مجرد فعل القراءة الذي يأخذ صورة معينة في الأذهان، وبما أننا نتحدث عن القراءة ونحن نفهم جيدًا أهميتها وكيانها الفارق بالنسبة لنا فليس هناك شك في أن المُعدل الملائم والمعقول هو مئة كتاب خلال عام كامل، وبفرض أننا لسنا من هواة القراءة فسوف نواجه خلال ذلك الكثير من المشاكل والمعوقات، فكيف يا تُرى نتغلب عليها ونقوم بعملية القراءة الخاصة بنا بمعدل المئة كتاب دون جهد كبير وشاق؟

كيفية قراءة مئة كتاب في العام الواحد؟

كي نُنفذ هذا التحدي ونخرج بذلك الكم المُحدد من الكتب فإننا مُطالبون بتحقيق بعض الأمور الهامة أو القيام بعدة خطوات إن جاز التعبير، وتلك الخطوات أهمها وأبرزها على الإطلاق وضع مُخطط مُناسب ببداية العام، مُخطط يواكب المئة كتاب المُخطط الانتهاء منها خلال الفترة المُحددة آنفًا.

وضع خطة قراءة في بداية العام

قراءة مئة كتاب في العام وضع خطة قراءة في بداية العام

أول خطوات تحقيق ذلك الحلم الذي نسعى إليه أن نقوم في بداية العام بوضع خطة للقراءة، والمقصود هنا بالخطة أننا سوف نُحدد المئة كتاب المُزمع الشروع في الانتهاء من عملية القراءة الخاصة بهم قبل نهاية العام، إذ أن الأمر لا يتوقف فقط عند نية قراءة تلك الكتب المئة، بل يجب عزيزي القارئ أن يكون لديك علم منذ البداية بعناوين تلك الكتاب وأنواعها وماهيتها، ولنفترض مثلًا أنك سوف تقرأ خمسين رواية وخمسين كتاب آخر لا ينتمي إلى مجال الأدب والروايات، فمنذ اللحظة الأولى يجب أن يكون لديك علم بعناوين هذه الكتب حتى تكون عملية القراءة لاحقًا سهل، وهذه في الحقيقة هي الخطوة الأولى والأهم إذا كنا نبحث فعلًا عن قراءة مئة كتاب في العام الواحد.

الدخول في منافسة مع قرّاء آخرين

من الأشياء الهامة أيضًا في هذا التحدي الذي نتحدث عنه أن تقوم عزيزي القارئ بالدخول في منافسة مع قرّاء آخرين يُريدون القيام بنفس التحدي وقراءة مئة كتاب أيضًا في عام على الأكثر، إذ أن هؤلاء سوف يمنحونك الدفعة للاستمرار في الوقت الذي تفقد فيه الشغف وتظن أن فكرة فوزك في تحديك لنفسك مستحيلة وأن الملل سوف ينال منك، فقط في هذه اللحظة سيتدخل منافسوك ويعطونك الدافع، فإذا لم تكن تقرأ لأنك فعلًا تريد القراءة فسوف تجد نفسك تقرأ فقط لأنك لا تُريد أن يغلبك صديقك في هذا التحدي ويقرأ عدد من الكتب يفوق ما تقوم أنت بقراءته، أرأيتم كيف يتم الأمر؟

مراجعة المُعدل بشكل أسبوعي

أثناء قراءة مئة كتاب في العام الواحد، وخلال حربك الثقافية هذه، فمن الممكن بالتأكيد أن تظهر بعض الهنات والسقطات، وهو ما يجب عليك مواجهته من خلال المراجعة والعودة إلى نقطة البداية من فترة إلى أخرى، تلك الفترة قد تكون أسبوعية أو حتى شهرية، لكن الأفضل طبعًا أن تكون أسبوعية وأن تشهد عملية مراجعة شاملة لما تم قراءته في هذا الأسبوع حتى يكون من الممكن البناء على ذلك والمتابعة وأنت تعرف ما تم إنجازه بالفعل وما يتبقى لك حتى تُحقق المراد، فنفسيًا فكرة المُراجعة من فترة إلى أخرى وشعورك بالإنجاز أمر يدفعك للاستمرار وبقوة أفضل من السابق، جرب ذلك ولن تندم.

الالتحاق بنوادي القراءة

هل ثمة وسيلة للقارئ من أجل القراءة أفضل من الالتحاق بنوادي متخصصة في الأمر؟ الإجابة بالتأكيد لا، فتلك النوادي هي الحل الأفضل على الإطلاق، وفي الوقت الحالي بات من السهل جدًا الالتحاق بنوادي القراءة المتخصصة والتحول إلى جزء من هذا الكيان، فحتى لو لم يحدث ذلك من خلال أرض الواقع فمن الممكن جدًا حدوثه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في مثل هذه الأمور من حيث القراءة والكتابة والترشيح، وفي جزء القراءة تكون هناك نوادي وأشخاص مستعدون للقراءة الجماعية أو التواصل مع بعضهم البعض بشكل دائم حتى لو لم يكن هناك أي رابط بينهم بخلاف القراءة، وإذا كنت فعلًا ستقع على واحد من هؤلاء فسوف يكون من السهل جدًا تحقيق هدف قراءة مئة كتاب في العام الواحد، وربما أقل أيضًا.

تغيير طقوس القراءة من فترة إلى أُخرى

هل يحضر الملل أثناء القراءة؟ أجل بكل تأكيد يحدث هذا الأمر، وهو طبيعي جدًا سواء كان القارئ مُخضرم أم غير مُخضرم، في النهاية قد يكون السبب في ذلك الملل الخاص بالكتاب نفسه، وحل ذلك الأمر ببساطة أن يتم تغيير الطقوس من فترة إلى أخرى خلال عملية القراءة هذه، فإذا كنت مثلًا تُريد قراءة كتاب ووجدت نفسك غير مُقدم عليه وانت معتاد على القراءة في غرفتك فليس من السيئ أبدًا أن تُغير مكانك وتذهب إلى النافذة على سبيل المثال، كذلك يُمكنك القراءة من الوضع وقوفًا إذا كانت عادتك القراءة من الوضع جلوسًا، يمنك تقليل المُعدل والفصل بأي شيء آخر جانبي قبل العودة إلى القراءة مجددًا، كما يُمكنك تغيير وقت القراءة للصباح بدل المساء أو العكس، في النهاية التغيير سوف يبدو الحل الأنسب لك.

التنويع في الكتب المقروءة

اتفقنا الآن أننا سوف نقوم بقراءة مئة كتاب في العام الواحد، وهو أمر لا يحتاج أي تغيير، لنقم مثلًا باعتباره تحدي عام، لكن تلك الكتب المئة غير مُحددة العناوين آنفًا وليست معروفة بشكل عام، ولذلك فإننا سوف نلجأ إلى أمر يُمكننا من خلاله تسريع عملية القراءة وجعلها أفضل وأكثر فائدة، وبالتالي نضمن أن تكون هناك نية لاستكمال القراءة، والأمر ببساطة يتعلق بالتنويع، إذ أن التنويع يُمكن اعتباره السلاح الأقوى على الإطلاق في مواجهة الملل الذي سيطالنا بلا أدنى شك إن انتهجنا نهجًا واحدًا، وشرح ما نرمي إليه ألا نقوم بقراءة مئة كتاب من نوعية واحدة مهما كانت تلك النوعية مُحببة ومفضلة بالنسبة لنا.

أكبر نموذج توضيحي لذلك الشرط أن تكون خطة القراءة الخاصة بنا مشتملة على خمسين رواية على سبيل المثال، روايات منوعة طبعًا، بعد ذلك نجعل المتبقي متوزع بين الكتب في العلوم المختلفة، مع تخصيص جانب للشعر وجانب آخر للأدب المترجم وغير ذلك من الأنواع المختلفة التي تمنحنا في النهاية خلطة النجاح خلال عملية القراءة، جرب هذا الشرط تحديدًا ولن يكون هناك أية ندم به.

أهمية قراءة مئة كتاب في العام

قراءة مئة كتاب في العام أهمية قراءة مئة كتاب في العام

نحن الآن، وكما هو واضح من الشرح المسبق، قد أوضحنا تمامًا كل ما يتعلق بعملية القراءة خلال ذلك الوقت الذي قُمنا بتحديده، لكن ربما يتوقف البعض لبرهة ويسأل سؤالًا هامًا للغاية، لماذا يجب علينا أن نقرأ مئة كتاب فأكثر؟ لماذا لا نكتفي بقراءة عشرة كتب مثلًا سنويًا؟ لماذا نقوم بالقراءة أساسًا؟ وفي الحقيقة إجابة مثل هذا السؤال تفتح الباب أمامنا على الكثير من الإجابات التي تكفي فعلًا لجعلنا نفعل ذلك دون أية تردد، فمثلًا نحن نقرأ مئة كتاب كي نحظى بمئة حياة، فجميعنا يعرف أنه في كل كتاب من هذه الكتب المئة ثمة حياة كامنة به، ثمة رحلة، معلومة، قصة غريبة مُدهشة، تجربة شخصية، ثمة شيء جديد في نهاية المطاف لن تندم أبدًا على اكتشافه والتعرف عليه.

ضمن فوائد القراءة أيضًا، والتي تدفعنا إلى قراءة هذا القدر من الكتب دون الشعور بملل، أنه ليس هناك شيء أكثر إفادة من ذلك الأمر، حتى مشاهدة الأفلام لا تُكسبك نفس القدر من الخبرات والمعلومات، ومع الوقت ستكتشف أنها كذلك لا تُكسبنا نفس القدر من المتعة، وكم من أشخاص حظوا بالإشادة في مجلس من المجالس بسبب معلومة جديدة ألقوا بها في هذا المجلس وهم بالأساس قد حصلوا عليها من الكتب، وكما من أشخاص نجوا وتخطوا مأزقًا ما بسبب معلومة من كتاب أيضًا.

ختامًا عزيزي القارئ، بلا شك قراءة مئة كتاب في العام الواحد أمر لا يُمكن اعتباره سهلًا أو حتى يقترب من السهولة بالنسبة لأولئك الذين لم يحوضوا تجربة القراءة من قبل أو يأخذون صورة ذهنية ليست بالجيدة عن القراءة، فأولئك بكل تأكيد سوف يجدون بعض الصعوبة في الأمر، لكن من خلال اتباع ما تم ذكره في السطور الماضية فسيكون من الممكن النجاح بذلك.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

20 − عشرين =