تسعة
الرئيسية » دين » كيف تؤثر قراءة القرآن والاستماع إليه على الجسم والنفس؟

كيف تؤثر قراءة القرآن والاستماع إليه على الجسم والنفس؟

لقد ثبت أن قراءة القرآن الكريم أو الاستماع إليه تؤثر في النفس البشرية تأثيرا كبيرا، حيث أجريت كثير من الدراسات والأبحاث في هذا الشأن، وأثبتت الأثر الإيجابي لتلاوة أو استماع القرآن في الجهاز العصبي لأغلب المرضى وإمكانيه إسهامه في علاج الأمراض.

قراءة القرآن

لا شك أن قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه تعد من أنجح الوسائل التي تحصل بها طمأنينة النفس وهدوئها، بل وصل الأمر إلى شعور غير الناطقين باللغة العربية أو غير المسلمين براحة وهدوء الأعصاب عند الاستماع إلى القرآن الكريم دون فهم معناه أو إدراك مقصوده، ولا عجب في ذلك فإنه كلام رب العالمين الذي أودع فيه من الأسرار والإعجاز ما لا يمكن إدراكه، ولا يستطيع البشر أن يُحيطوا بعلمه، لذا فقد أُمرنا بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ولا جدال أن حفظه من أجل التعبد به أو الاستفادة من أحكامه وتشريعاته يجعل المؤمن على سبيل قويم وصراط مستقيم؛ يصل به إلى جنة رب العالمين، وسوف نستعرض في هذا المقال: ما هو القرآن الكريم وما مكانته؟ ما هي فوائد حفظ وقراءة القرآن للعقل؟ ما العلاقة بين قراءة القرآن الكريم وحفظه والصحة النفسية؟ ما فوائد قراءة القرآن علميا على الجسم؟ ما حقيقة علاج الأمراض بالقرآن الكريم؟ كيف تؤثر قراءة القرآن الكريم على الحيوانات والنباتات؟

ما هو القرآن الكريم وما مكانته؟

قراءة القرآن ما هو القرآن الكريم وما مكانته؟

هو كلام الله تعالى الذي أنزله على آخر الأنبياء والرسل سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- على مدى ثلاثة وعشرين عاما، بواسطة أمين الوحي جبريل –عليه السلام-، يتكون القرآن الكريم من 114 سورة، وآياته 6236 آية، مقسمة إلى 30 جزءًا، و60 حزبًا، و240 ربعًا، نزلت على فترات مختلفة على النبي حسب الحوادث التي مرت بالأمة، وقد جمع هذا الوحي في كتاب واحد، على فترات متعددة؛ حيث جمعه الصحابة في عهد النبي حفظًا في الصدور، وقد كتبوا كثيرا منه على رقاع الجلد والعظام، ووضعت في بيت النبي، وفي عهد أبي بكر الصديق جُمِع القرآن الكريم بمشورة عمر بن الخطاب في مصحف واحد؛ خشية ضياعه من الصدور بعد استشهاد الكثير من حفظته، وكان قد تم الاحتفاظ به في بيت أبي بكر؛ ليكون مرجعًا للمسلمين، وبعد وفاته انتقل إلى بيت عمر بن الخطاب، وبعد وفاته حفِظ في بيت حفصة أم المؤمنين، وفي عهد عثمان بن عفان تم نسخه في مصحف واحد، وحرق ما سواه من الرقاع والمصاحف المخالفة، ووزعت النسخ على الأمصار.

أما بالنسبة لمكانة القرآن الكريم ومنزلته، فإن قراءة القرآن أو الاستماع إليه وحفظه مما حث عليه الشرع؛ وذلك لما يتمتع به القرآن من منزلة كبيرة لدى المسلمين، فهو كلام الله المعجز في لفظه ومعناه، فقد تحدى الله به الإنس والجن، فعجزوا عن الإتيان بمثله، وهو الدستور الذي ينظم للمسلمين أمور حياتهم، وفيه فلاحهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة، حيث يحتوي على جميع الأمور العقائدية الخاصة بالمسلمين وعلاقتهم بالآخرين، إضافة إلى العبادات والآداب والمعاملات والأخلاق وقصص الأنبياء السابقين والأمم الأخرى وغير ذلك، وآياته المحكمة نستخلص منها أعظم العبر وأجمل العظات وأفصح المعاني والأساليب، كما يضم القرآن الكريم بين دفتيه كثيرا من الأمور الغيبية سواء للأمم الماضية أو الأحداث اللاحقة، ولا شك أن قراءة القرآن ودراسته تثبت لنا كل يوم إعجازا جديدا يُبهر العلماء، ويزيد المؤمنين إيمانا، كما أن فيه من العظات والعبر التي تذكر الغافلين وتطمئن الواثقين ما تذرف له العيون، وتلين له القلوب.

ما هي فوائد حفظ وقراءة القرآن للعقل؟

قراءة القرآن ما هي فوائد حفظ وقراءة القرآن للعقل؟

لقد ثبت علميًا أن تلاوة القرآن الكريم والحرص على حفظه تقدم للفرد كثيرا من الفوائد الصحية المبهرة، وذلك لما يحتوي عليه من معلومات وسير للأمم السابقة وقصص الأنبياء السابقين، إلى غير ذلك من أحكام العبادات والمواريث والزواج والطلاق والمعاملات بين الناس وتنظيم علاقة الفرد بمن حوله وكذلك بربه، وفيما يلي موجز لأهم فوائد حفظ القرآن الكريم:

زيادة القدرة على الحفظ والتذكر

من الفوائد المبهرة لحفظ أو المداومة على قراءة القرآن الكريم أنه يعمل على تقوية الذاكرة، وزيادة قدرة الدماغ على الحفظ وتذكر المعلومات، وهذا الأمر يشبه إلى حدٍّ كبير ترقية شريحة الذاكرة لجهاز الحاسوب الخاص بك من سعة ذاكرة 16 جيجابايت إلى 128 جيجابايت، وبالتالي تصبح لديك قدرة فائقة على حفظ المزيد من البيانات والمعلومات واسترجاعها بسهولة.

مضاعفة الحصيلة اللغوية

إن حفظ القرآن يساعد صاحبه على تكوين حصيلة لغوية من مفردات اللغة العربية تمكنه من مواجهة المواقف الكلامية المختلفة بشجاعة، كما يتمكن من التعبير عن حاجاته وأغراضه دون تردد أو تلعثم، وذلك بسبب كمية الألفاظ والمفردات الهائلة التي اكتسبها من حفظ القرآن الكريم، حيث تشمل مجالات متعددة من جوانب مختلفة من الحياة، منها ما يتعلق بالدنيا وأحوالها، وما يتعلق الآخرة وأحداثها، وما يتعلق بالمعاملات والعلاقات بين أفراد المجتمع، وأيضًا ما يتعلق بالعبادات وأحكامها، والعقائد وسير الأمم والأنبياء السابقين وأمور غيبية وأخرى عن وصف الجنة ونعيمها والنار وعذابها، وغير ذلك.

تحسين العلاقات بين الأفراد

لا شك أن حفظ أو قراءة القرآن مع فهمه سوف تساعد بصورة فعلية في تقوية الروابط والعلاقات بين أفراد المجتمع، فحفظ القرآن الكريم بما يحتوي عليه من أحكام عن الحلال والحرام وتنظيم العلاقات بين الناس سوف يساعد بشكل كبير في بناء روابط قوية بين الأفراد، ولا يمكن لحافظ القرآن الذي يحرص على العمل به أن يخالف ما أمره الله به من الاحتفاظ بروابط الود والمحبة بين الجيران والإخوة والأصدقاء والزملاء، فسوف يحرص على تطبيق ما حفظه من أحكام عمليا على أرض الواقع أثناء تعامله مع الآخرين؛ وذلك حتى يحظى بالفوز بالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.

الفوز بالثواب الكبير

لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة القرآن تمنح صاحبها الكثير من الأجر في الآخرة، حيث أخبرنا أن لكل حرف حسنة وكل حسنة بعشر أمثالها، كما أوضح لنا أيضًا أن حافظ القرآن سوف يأتي يوم القيامة ويُقال له: اقرأ ورتل وارتقِ كما كنتَ ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها، فيا لها من منزلة عظيمة إذا حرص الفرد على أن ينالها، وقد ثبت أن بعض الصحابة كان لا ينتقل من حفظ سورة أو آية إلى أخرى إلا بعد أن يطبق ما حفظ عمليا، حرصُا على الربط بين القول والعمل؛ لينال عظيم الأجر.

التنشئة السوية للأبناء

إن مَن يحرص على المداومة في قراءة القرآن وحفظه سوف ينجح بدون شك في تربية أبنائه وتنشئتهم على القيم والأخلاق الحسنة، وذلك حسب التعاليم التي استفادها من القرآن الكريم في هذا الشأن، كما يعمل على أن يكون أبناؤه من حفظة القرآن الكريم؛ لكي يتمتعوا بكثير من الفوائد الدنيوية وكذا الأخروية، حيث ثبت أن مَن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومَن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومَن أرادهما معًا فعليه بالقرآن؛ لذا فإنك تلاحظ أن أبناء البيت الحافظ للقرآن يشتركون في مجموعة من السمات الخاصة كالتفوق الدراسي والتدين والتحلي بمكارم الأخلاق والمسارعة إلى الخيرات والنظام في جميع شئون حياتهم وغير ذلك من السمات التي اكتسبوها من قراءة القرآن وحفظه.

ما العلاقة بين قراءة القرآن الكريم وحفظه والصحة النفسية؟

قراءة القرآن ما العلاقة بين قراءة القرآن الكريم وحفظه والصحة النفسية؟

لا شك أن العمل على تحفيظ الأبناء القرآن الكريم منذ الصغر ونعومة الأظفار سيكون أسهل وأيسر بكثير من الحفظ في حال الكبر، حيث يتغلغل القرآن الكريم في أعماق النفس البشرية، ويترك عددا من الآثار الحميدة التي لا يمكن أن تزول مع الكبر والتقدم في السن، فكما قالوا قديما: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وفيما يلي نذكر أهم آثار قراءة القرآن الكريم وحفظه على النفس البشرية:

تهذيب النفس وتربيتها

يعتبر القرآن الكريم من أنجح الوسائل التي يتم تهذيب النفس من خلالها، فلا يمكن أن يعتاد الفرد على قراءة القرآن الكريم دون أن يتذكر تلك الآيات في حياته العملية، أو دون أن توجهه في تصرفاته وشئونه المختلفة، حيث يصبح القرآن هاديه وقائده في أكثر شئونه الحياتية، أما مَن يخالف القرآن الذي يحفظه أو يقرأه فهو يعد من المنافقين؛ وذلك لمخالفة أقواله لأفعاله، ولا جدال أنه قد حفظ القرآن أو قرأه على سبيل التظاهر والمراءاة فقط لا غير، فمن الواجب على حافظ القرآن أن يتخلق بأخلاق القرآن، كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، وبالتالي فإن الحرص على قراءة القرآن وحفظه تساعدك على التخلق بأخلاقه، مع التحكم في نزعات وأهواء النفس البشرية وتوجيهها نحو الخير، وكبح جماحها، ومنعها من الوقوع في المعاصي والذنوب.

التحلي بالرضا النفسي

إن الرضا النفسي والتمتع بصفة القناعة من أهم السمات التي تمنح الفرد القدرة على التعايش مع الآخرين، بل يعتبر الرضا من أعلى درجات القناعة التي يتميز بها أهل القرآن وخاصته، حيث يرضى المؤمن بقضاء الله، ولا يجزع من حلول بعض المصائب والابتلاءات التي تعرض له في حياته الدنيا؛ فإن قراءة القرآن تجعل الفرد في يقين دائم بأن كل مصاب دون الدين فهو يسير، وأن الصبر على تلك المصائب والتسليم بقضاء الله تعالى له عظيم الأجر عند الخالق عز وجل، حيث يقول تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (الزمر: 10)، أما السخط والجزع وعدم الرضا فإن ذلك يؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية إضافة إلى سخط الله عز وجل وغضبه.

قوة الإيمان

إن المواظبة على تلاوة القرآن الكريم وحفظه تساعد إلى حد كبير في تقوية علاقة الفرد بربه، وترسيخ القيم الإيمانية في نفسه وقلبه، بل تعمل على أن يسلك سلوكا لائقا لحافظ وقارئ القرآن، فلا يمكن أن يخالف السلوكيات والتعليمات الواردة في القرآن الكريم؛ حتى لا يشعر بتأنيب الضمير، فلا يمكن أن يتلفظ بألفاظ مخالفة ينظر إليه الآخرون باشمئزاز ونفور؛ حيث لا تصدر مثل تلك الألفاظ من فرد يحرص على قراءة القرآن فضلا عن حفظه؛ وبالتالي سوف يبتعد عن كل ما يشين أخلاقه أو يسيء إلى سمعته أو يدنس عرضه، بل يحرص كل الحرص على التحلي بأخلاق القرآن وتعاليمه السمحة.

تقليل التوتر والهموم

إن حفظة وقراء القرآن الكريم يعيشون في نعمة لو علمها غيرهم لجالدوهم عليها، فإن القرآن الكريم يساعدهم على التغلب على كثير من متاعب الدنيا وهمومها، فعند التوتر وتثاقل الهموم والأحزان يلجئون لتلاوة القرآن الكريم والتأمل في معانيه، وذلك يساعد في تخفيف التوتر والتخلص منه، إضافة إلى منحهم ثقة كبيرة في عون الله تعالى ورعايته لهم، كما يساعدهم في الثقة بأن كل شيء يجري في هذا الكون بتدبير الله وأمره، ولا يمكن أن يكون للمؤمن إلا بخير، فإذا صبر على الضراء كان خيرا له، وإذا شكر على النعماء كان خيرا له، وفي دراسة أجراها الباحث فاندر هوفن الهولندي توصل إلى أن المسلمين القادرين على تلاوة القرآن الكريم باللغة العربية بانتظام قادرون على حماية أنفسهم بشكل كبير ضد كثير من الأمراض النفسية بالمقارنة مع غيرهم.

علاج الحسد والمس والسحر

من أجل فوائد قراءة القرآن الكريم أنه يمكن علاج الحسد به وكذا علاج المس والسحر، فقد ثبت أن الصحابة والنبي استخدموا بعض آيات القرآن في هذا الغرض، كما يمكن أيضًا المواظبة على تلاوة بعض الآيات ليلا أو نهارا أو قبل النوم؛ وذلك بهدف الوقاية من التعرض للحسد أو المس الشيطاني أو السحر وغير ذلك من الأمور التي تعرض حياة الفرد للخطر، وينصح الخبراء في هذا المجال بضرورة أن يرقي الفرد نفسه للحصول على الجدوى والفائدة المرجوة، ولا شك أن الإخلاص في التلاوة والتأمل في معاني القرآن الكريم سيكون أجدى وأكثر نفعًا في علاج مثل تلك الحالات، فإذا لزم الأمر إلى الاستعانة بأحد بالحفاظ فلا بد أن يتمتع بسمعة طيبة والتزام بتعاليم القرآن الكريم.

ما فوائد قراءة القرآن علميا على الجسم؟

قراءة القرآن ما فوائد قراءة القرآن علميا على الجسم؟

لقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث في هذا الشأن، وقد أثبت العلماء أن قراءة القرآن الكريم أو حفظه يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على صحة الفرد الجسمية، وقد ثبت أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده قد استخدموا القرآن الكريم للتغلب على بعض المشاكل الجسدية، وسوف نوضح فيما يلي بعضًا من الآثار الإيجابية لتلاوة القرآن الكريم على الجسم:

علاج ضغط الدم والتوتر

من أهم الآثار التي يجنيها قارئ القرآن الكريم بخشوع وبصورة منتظمة أنه يحافظ على سلامة جسمه صحيًا، كما يخفف من الشعور بالتوتر والقلق، أو التعرض لبعض الأزمات القلبية المتعلقة بأمراض الضغط المرتفع أو المنخفض، وفي إحدى الدراسات التي أجريت في هذا الصدد بجامعة سالفورد، حيث خضع 30 طالبا مسلما لبعض البرامج العلاجية في الجامعة، وكانوا منتظمين في قراءة القرآن الكريم وبالتحديد سورة الرحمن وسورة الشرح، وقد ثبت وجود تأثير إيجابي في الحفاظ على انتظام ضغط الدم ومستويات التوتر لدى مَن قاموا بذلك.

تعزيز المناعة ضد الأمراض

قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) (الإسراء: 82)، وذلك دليل قاطع على أن قراءة القرآن الكريم لها قدره هائلة على تعزيز صحة الإنسان الجسمية، وقد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات –تصل إلى 70 دراسة- في أماكن متفرقة من العالم كالولايات المتحدة وألمانيا وهولندا والسعودية وغيرها أن المواظبة على تلاوة القرآن الكريم تحد من الشعور بالتوتر والقلق وتساعد على الاستقرار النفسي، ولا شك أن عدم الاستقرار النفسي يجعل الفرد عرضة للإصابة بعديد من الأمراض، وبالتالي يتضح لنا أن قراءة القرآن الكريم تعمل على تقوية جهاز المناعة وإعادة التوازن للجهاز العصبي والنفسي؛ فيتمكن من مقاومة الأمراض النفسية والجسدية، كما يتغلب على الميكروبات أو الفيروسات والجراثيم التي يمكن أن تهاجم الجسم.

زيادة الذكاء والقدرات العقلية

لقد ثبت علميًا أن حفظ القرآن الكريم يعمل على زيادة قدرة الذاكرة العاملة وتقويتها، وهذا بدوره يساعد على فتح مدارك جديدة أمام الفرد، ويجعل عقله قادرا على تذكر النصوص والأحداث بصورة أسرع، كما يبني أسس التفكير الناقد وحل المشكلات، وتلك الذاكرة العاملة التي تحتفظ بالأشياء والمعلومات لمدة طويلة لها دور كبير في تحفيز الإبداع، حيث أثبتت دراسة في جامعة ويبر ستيت أن الطلاب الذين يعانون من ضعف الذاكرة قصيرة المدى يجدون صعوبة في فهم الرياضيات والمهارات القرائية، كما وجد بعض من الباحثين الهولنديين أن الأشخاص الذين لديهم ذاكرة أكبر يمكن أن يؤدوا ويحققوا المزيد من الإبداع.

علاج ألزهايمر والأمراض العقلية

يعتبر التدهور العقلي التدريجي أو ما يسمى بمرض ألزهايمر أو اضطرابات العمليات العقلية كالخرف وغيره من الأمراض التي تصيب الفرد في منتصف العمر أو الشيخوخة، وذلك يمكن أن يبدأ أيضًا في مراحل مبكرة من خلال انخفاض الذاكرة والتأثير على مهارات التفكير، وقد ثبت أن قراءة القرآن بانتظام وحفظه تساعد بشكل كبير في تدريب الذاكرة العاملة كعادة طبيعية مدى الحياة، حيث وجد باحثون في المعهد الوطني للصحة والشيخوخة بالولايات المتحدة أن ممارسة الحفظ تساعد المسنين على تأخير التراجع المعرفي بمدة تتراوح بين (7: 14 سنة)، كما يعتقدون أن يكون ذلك مما يمنع الإصابة بأمراض معرفية كالخرف والزهايمر، كما أن الشباب الذين يمارسون تدريب الذاكرة على الحفظ وقراءة القرآن يظلون يحتفظون بذاكرة حادة على مدى طويل لسنوات عمرهم حتى الشيخوخة.

ما حقيقة علاج الأمراض بالقرآن الكريم؟

إن قراءة القرآن الكريم من أجل علاج الأمراض الجسدية أمر ثابت بالدليل في القرآن والسنة، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة وكذلك الصحابة والتابعون، فقد ورد في القرآن قوله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) (فصلت: 44)، وقال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (الإسراء: 82)، وفي الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ مَن اشتكى ألما أو مرضًا أن يقرأ في كفيه عند النوم سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات، ثم يمسح بيديه ما استطاع من جسده، فإنه يشفى بإذن الله تعالى، وكذلك قصة النفر من أصحاب النبي الذين كانوا في سفر ونزلوا على بعض العرب فأبوا ضيافتهم، ولما لدغ سيد الحي وفشلوا في علاجه سألوا أصحاب النبي عما ينفعه، فقام أحدهم ورقاه على جعل من الغنم، وقرأ عليه الفاتحة فشفي وكأنما نشط من عقال، وقد أقرهم النبي على ما فعلوا، وغير ذلك من الأدلة كثير.

كيف تؤثر قراءة القرآن الكريم على الحيوانات والنباتات؟

قراءة القرآن كيف تؤثر قراءة القرآن الكريم على الحيوانات والنباتات؟

لقد أجرى العلماء العديد من الأبحاث والتجارب لإثبات مدى تأثير قراءة القرآن الكريم على الأجانب الذين لا يعرفون اللغة العربية وكذلك على الحيوانات والنباتات؛ وذلك بهدف التوصل إلى أثر ذلك عليهم، ففي بعض المستشفيات الإيطالية تعرض مجموعة من المرضى لسماع القرآن الكريم، وقد ارتفعت نسبة الشفاء بينهم بدرجه تصل إلى 95% بخلاف المرضى الذين استمعوا للموسيقى الذين لم يجدوا أثرًا ملموسا، وقد أجريت دراسة ألمانية على بعض الأشجار المثمرة التي تعرضت للسماع إلى شريط مسجل عليه القرآن الكريم، وقد أثبتوا تغيرا للأفضل في مذاق وسرعة نضج الثمار بخلاف الأشجار التي لم تتعرض لذلك، كما ثبت أن قراءة القرآن بصوت حسن بجوار بعض الدواب على عهد الصحابة كانت تهدئ من روعها، وتجعلها تشعر بالسكينة والهدوء، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على استخدام القرآن في رقية المال والأولاد عند التعرض للحسد، وفي ذلك دليل على تأثر الجماد والحيوان بتلاوة القرآن.

إن المكاسب والفوائد التي يجنيها المؤمن من قراءة القرآن الكريم وحفظه لا تقتصر على تلك الفوائد الحسية في الدنيا فقط، كعلاج الأمراض الروحية والجسمية وأمراض الحسد والمس والسحر وغير ذلك، بل تتعدى ذلك إلى أجلِّ وأعظم الفوائد، وهي النجاة من عذاب الله في الآخرة ونيل عظيم الأجر والثواب، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.) وقد روي عن عبد الله ابن عباس أن النبي قال أيضًا: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.) وقد تناول هذا المقال التعريف بالقرآن الكريم ومكانته، وأهم فوائد حفظ القرآن الكريم، وأثر قراءة القرآن على النفس، وتأثير قراءة القرآن على الجسم، وحقيقة العلاج بالقرآن، وأخيرا تأثير قراءة القرآن الكريم على الحيوانات والنباتات.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

ثمانية عشر + 12 =