فوبيا الحمل ربما يشعر البعض بالغرابة عند سماعها فكيف يكون الحمل فوبيا وهو ما نطلق عليه الحدث السعيد في أي حياة جديدة، في الواقع من المفترض أن حدث الحمل هو حدث سعيد للأسرة بأكملها خصوصا الأسرة الصغيرة التي في بدايتها، ولكن في عصرنا الحاضر تزايد موضوع فوبيا الحمل كثيرا وهو أنواع، فوبيا من أعراض الحمل ومخاطرة ووصول الجنين بشكل صحي وسليم وفوبيا الولادة، وفوبيا عدم الزواج لعدم الدخول في هذه المرحلة أصلا، وبالنسبة للنوع الأول والثاني فالأمر بسيط ويتم التعامل معهم من خلال طبيب نفسي ولكن المشكلة الحقيقية في الحالة الثالثة لأنهن ببساطة لن يعترفن بأن لديهن مشكلة أصلا.
التعامل مع مشكلة فوبيا الحمل
الحالات الشائعة
تتمثل الحالات الشائعة في فوبيا الحمل في شعور الأم بالخوف والقلق لمعرفتها بأنها حامل، وبالطبع تكون هذه الحالة عند الأمهات الجدد الآتي لم يخضن تجارب مسبقة، يتمثل خوف الأم وقلقها في عدة أمور: الخوف من الأعراض كالغثيان والقيء في البداية ونقص الحديد والفيتامينات وأخذ الحقن والتطعيمات والأدوية باستمرار وهكذا، ويكون الحل الأمثل هنا في الهدوء وأخذ الأمور ببساطة وعدم القلق واللجوء إلى طبيب متخصص للمساعدة، الفوبيا الأعظم هي الولادة وعلى الرغم من أن عملية الحمل والولادة هي عملية طبيعية لكن الكثيرات تشعر بالرعب من مجرد ذكر الاسم مما يثير في ذهنها الآلام الغير محتملة والأوجاع العظيمة وغيرها مما كانت تشاهده في الأفلام العربي القديمة حيث يبالغون في تصوير الأشياء حتى يصل الإحساس لدي المشاهد، ولكن موضوع الولادة يختلف ففي العصر الحاضر أمامهن الكثير من الخيارات وأصبح التحكم في الألم والتقليل منه بواسطة الأدوية المخدرة عامل مساعد كبير، فلم يعد الأمر كما كان قديما لذلك لا داعي للقلق ما عليكِ هو استشارة طبيب متخصص ليشرح لكي الحلول المناسبة لحالتك وسيكون الأمر بسيط إذا أخذتيه أنتِ ببساطة.
طرق العلاج
أصبح الآن لدينا العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة إلى بعض المهدئات وغيرها التي تساعد على تخطي مرحلة الخوف والقلق. فوبيا الحمل كما قولنا هي من أمراض العصر ولكن ينبغي للسيدات أن يفهمن الموضوع جيدا ومن ثم يصدرن أحكامهن عليه، في الغالب الرصيد السلبي المكون في أذهاننا يأتي من بعض الحالات السابقة والأخبار المتداولة والقصص والحكايات ولكن هي ليست سليمة تماما، فدائما هناك مبالغة في الأمر وإظهاره في صورة يصعب التعامل معها وتثير الخوف، في البداية إحساسك بالقلق والخوف سوف يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مما يؤثر سلبا على الجنين فينبغي التزام الهدوء ومحاولة الاسترخاء وأخذ الأمور ببساطة، فلما لا تذهبي للتمشي في الصباح الباكر مع بداية شروق الشمس وتتناولين طعاما صحيا، ففي هذه الفترة تكون مناسبة تماما للتغيير من عاداتك الغذائية الغير صحية، لما لا تمارسي الرياضة أو اليوجا الخاصة بالحوامل ستساعدك كثيرا، ولما لا تذهبي إلى صالون التجميل وتحصلي على العناية المختلفة التي تحتاج إليها الحامل، أليست هذه كلها تجارب جديدة ومفيدة ستستمتعين بها كثيرا عوضا عن الجلوس والتفكير والخوف والقلق، كل ما يمر في حياتنا من تجارب هي خبرات معرفية تضاف لنا ونتعلم منها فحاولي أن تعيشي اللحظة وتستمتعي بها ولا تفكري إلا في اللحظة الحالية ودعي المستقبل لما يجيء.
حالات خاصة
في بعض حالات فوبيا الحمل لن تكون استشارة الطبيب والاطمئنان على الوضع الصحي كافية لأنها ببساطة ليست قلق عادي وإنما هو عرض نفسي في حاجه إلى علاج وهو موجود بالفعل في علم النفس فوبيا الحمل والولادة وشائع جدا خلال أيامنا هذه، بل سيتطلب الأمر علاج نفسي، ويكون ذلك من خلال جلسات للعلاج المعرفي السلوكي وسوف يتحسن الأمر ومن ثم المتابعة مع طبيب متخصص لمتابعة الحمل والولادة حتى تمر بسلام. كل هذا وارد وطبيعي ومتداول لكن العجيب حقا ما ظهر في الفترات الأخيرة من فوبيا الزواج خوفا من فوبيا الحمل.
فوبيا الزواج
أصبح الجديد الآن ليس فوبيا الحمل وإنما قررن إنهاء المشكلة من جذورها وهي عدم الزواج أصلا، وذلك لخوفهن من هذا الموضوع تحديدا وما ينتج عنه من آثار سلبية كزيادة الوزن والأضرار التي تلحق بالولادة أن كانت قيصرية فالطبع ستترك أثرا وأن كانت طبيعية فأن شكل أعضاهن سيتغير وفي كل الحالات تغيير سلبي، ولأننا في عصر القوام الممشوق والرشاقة والتجميل فلما صنع المشكلات ومحاولة حلها بدفع مبالغ باهظة من الأفضل عدم خوض التجربة من الأساس، هذا هو السبب الأساسي ولكن هناك أيضا أسباب اقتصادية وخاصة في الظروف الحالية يكون أيضا من ضمن بواعث الخوف على خوض مثل هذه التجربة ولكن لنفكر بهدوء، كل مراحل حياتنا المختلفة التي مرت بنا كنا نشعر بالخوف والقلق في بدايتها ونظل نحسب لها ونحدد الإيجابيات والسلبيات والمخاوف وهكذا ولكن حينما نمر بها بذواتنا نشعر بشكل مختلف عن الآخرون ونكتشف أن الأمر ليس بالصعوبة التي كنا نتصورها، بالطبع هو مجهد ولكن مرحلة جديدة وخبرة معرفية جديدة ستضيف لكِ الكثير وتستمتعي بمراحلها إذا تركتي الجانب السلبي والمخاوف جانبا وتركتي الأمر يمر، التغيرات التي تحدث في فترة الحمل تبدأ بالزوال حينما ينتهي ويمكنك استعادة كل شيء من جديد ولن يحتاج مجهود خرافي كما تتصورين، ولكن بدلا عن ذلك فكري بأن لديك مولود جديد سيعيد تشكيل حياتك ويملاها بالفرحة والبهجة.
فن التعامل مع الحدث
حياة الإنسان هي مجموعة من المراحل التي يمر بها، وكل مرحلة تتسم بصفات وتتعلق بأشخاص مختلفة، ولكل منها طريقة في الفهم والاستيعاب حتى نمر بها بسلام، مرحلة الزواج والحمل هي أيضا مرحلة جديدة وبها الكثير من القلق والخوف من الفشل في البداية لكن الذي يحدث هو تفهمنا لها ومحاولة التعامل معها بهدوء وحكمة لتكون مرحلة عادية مثل باقي المراحل الأخرى، لا تبدأ بالتفكير السلبي والأفكار السيئة، فأنا لا أدري لماذا نتوقع السيئ دائما؟ لماذا لا نتوقع الحسن؟ فوبيا الحمل أصبح من أمراض العصر على الرغم من أن الموضوع طبيعي جدا مثل مراحل نمو الإنسان مثلا من الطفولة إلى المراهقة ثم الشباب وهكذا، لكل مرحلة أدوات للتعامل معها، الأمر ليس بالصعوبة التي يتم تخيلها بها وإنما الإنسان دائما عدو ما يجهل، فهو دائما خائف من المجهول وقلق لما سيجلبه له المستقبل وهذا طبيعي ولكن على أن يكون الأمر بدرجة بسيطة تشجعنا لا تحبط من همننا، الأمومة شعور جميل يستحق بعض المعاناة، فهي تجربة رائعة بأن ينمو داخلك كائن صغير ضعيف يستقوي بكِ، منكِ يستمد طعامه وأمنه يحبك كثيرا بلا مقابل، فالحمل ليس مراحل للإجهاد والتعب والمرض وإنما هي مرحلة إعطاء كائن ضعيف حياة، لن يكون إلا بكِ وسوف تضعينه وتقومي بتربيته ينموا ويكبر أمامك وستكون تجربة رائعة، فنحن حينما نزرع زهرة ونراقب مراحل نموها نسعد كثيرا حينما نراها مزهرة ونعلم أننا من أهتم بها حتى وصلت لهذه المرحلة فكيف يكون الحال بطفل صغير يكن لك طاقة حب لا متناهية بلا مقابل، يضحك ويلعب وينشر السعادة، بالطبع ستكون الحياة مختلفة وهذا لا يعني خلوها من الأعباء ولكن كله سيمر.
أضف تعليق