تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » فعل الخير : كيف تكون فاعل خير بطرق مختلفة ومبتكرة ؟

فعل الخير : كيف تكون فاعل خير بطرق مختلفة ومبتكرة ؟

فعل الخير لا ينحصر في أمر واحد فقط أو عدة أمور، بل إنه توجد العديد من أبواب فعل الخير التي ربما لم تكن تخطر ببالك، في هذه السطور ندلك على طرق فعل الخير .

فعل الخير

فعل الخير لفظ جميل يحمل أهم غرض إنساني في التاريخ وهو المحبة، أن تكون شخص محباً للخير بطبعك فهذا مؤشر جيد على صحتك النفسية، فلا تقلق على نفسك حينها وتأكد أنك إنسان ابن إنسان، لأن كارهي فعل الخير هؤلاء ليسوا بشر طبيعيين، ولكن أحياناً كثيراً وبرغم أننا نحب فعل الخير نجهل كيفية فعله وهذا ليس عيباً، الجهل بالشيء ليس عيب إنما استسهال أخذ الجهل كسبب لعدم فعل الخير هو العيب الحقيقي لذلك عزيزي القارئ في هذا المقال سنفتح لك بضع أفاق أو أفكار تكون من خلالها فاعل خير بطريقة طبيعية ولا تحتاج إلي أي إمكانيات مادية لأنه يوجد بعض الناس يعتقدون أن فعل الخير هو عمل يقتصر على الأغنياء فقط لأنهم هم الذين يملكون مال فائض يستطيعون أن يقدموه للفقراء ولكن الحقيقي أن فعل الخير هو ليس إعطاء نقود للفقراء إنما هو طبيعة إنسانية يمكن أن تفعلها بطرق بسيطة جداً سنوضحها لك.

أساليب مبتكرة من أجل فعل الخير

الكلام الطيب

الكلمة الطيبة هي من أروع طرق فعل الخير في العالم إذ أن الكلام سلاح ذو حدين وجميعنا نعلم ذلك لذلك عندما تستخدم هذا السلاح في الخير حينها ستكون فاعل خير، بمعنى أوضح تكلم بالحسنى مع الجميع اجعل من لسانك مصنع محبة تستأثر به الجميع من حولك، وحاول أن تتجنب تماماً القذف والشتم والسوقية في الكلام، لسانك يستطيع أن يفعل الخير، والكثير من البشر كل ما يريدوه حقاً هو كلمة طيبة، مثلاً الوالدين افعل الخير فيهم وبرهن عن طريق الشكر الدائم وقل لهم دائماً كلام العرفان والجميل اشعرهم بلسانك أنك تقدرهم، فهم يعلمون أنك تحبهم كثيراً ولكن الحبيب يحب أن يسمع كلمات الغزل، استعمل الكلام الطيب مع شريك حياتك ولا تكن بخيل في الكلام، فأنت هنا لن تدفع شيء ولن تتكلف شيء، فقط مجرد كلمة طيبة تعبر بها عن امتنانك ناحية شريكك فهذا يعتبر فعل خير تؤسس به بيتك وحياتك على نحو سليم نفسياً وعاطفياً.

زيارة المريض

إن أردت أن تفعل خير فزيارة المرضى هي خير الاختيارات، يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن فعل الخير أساسه هو المنح والعطاء، وخير الأشياء التي تمنحها هي العزاء والتخفيف عن أحد متألم ومريض وأنت تعلم أن زيارتك ستفرق في يومه، فالمريض الجسدي غالباً ألمه يكسره ويشعره بالعجز وهنا يأتي دورك كفاعل خير وهو أن تزوره وتخفف عنه وتعطيه أمل ويكفيه تماماً اهتمامك، لأن المريض في وقت مرضه يكون جائع للاهتمام وبزيارتك له ستشبع داخله شعور بالأهمية وأنه شخص مهم لك وربما وأكيد هذا يجعل من نفسية المريض إيجابية وقابلة لتحدي المرض.

رعاية الآخرين

الكثير من الناس يهملون فكرة الرعاية بالآخرين ويعتبرون الموضوع حمل على الأعناق ولكن عزيزي القارئ لا تستمع لمثل هؤلاء فإن كنت تريد أن تكون فاعل خير بحق راعي الآخرين في كل تصرفاتك راعي مشاعرهم في كلماتك وأفعالك، راعي احتياجهم إذا كان في متناول يدك ولا تتأخر في تقديم العون، فأن تتأخر في تقديم العون لهو أسوء من عدم تقديم العون ذاته لأنك حينها تكون عارف بالحاجة وتأخرت عليها، إن كان رجل كبير أو سيدة كبيرة يريد أن يعبر الطريق فلن يضرك شيء أن تساعده في ذلك، إن كان أباك رجل يحتاج إلى رعاية في عدم وجود أمك راعيه كأنه طفلك ففي يوم ما هو راعاك وأنت لا تعلم حتى كيف تمشي، إن كان يحتاج أخوك إلى مساعدة فلا تكن شخص صغير وتعاند وتقول هو مثلي مثله فليساعد نفسه بل ساعده فوراً فهو أخوك وأولى بالمساعدة.

تجنب الوعظ

كي تكون فاعل خير تجنب بقدر الإمكان وعظ الآخرين بهذا وتسعى في سكوت وصمت وإلى مساعدة الآخرين دون صراخ وصخب، إن كنت تريد أن تفعل خير فافعله بروح حقيقية تريد هذا وليس لمجرد أنك تريد الآخرين أن يقولون عليك فاعل خير، الذين يعظون الناس بفعل الخير عادةً لا يفعلون الخير كما يجب لأنهم يركزون على الآخرين ولذلك أحذرك عزيزي القاري إن أردت أن تفعل خير افعله في صمت. أما إذا رأيت شخص يضرب أخر أو يضرب امرأته فلا تقف متفرجاً ولا تزد الأمر سوءاً بضحك بل تقدم للدفاع عن إنسانية هذا الشخص.

المساعدات البسيطة

وهي من أعظم وأسهل طرق فعل الخير وتعتمد على الابتكار تماماً أنت وطريقتك وإمكانياتك، مثلاً في أيام الحر الشديد وأنت تعيش في منطقة تجارية أو مزدحمة كل ما عليك فعله أن تأتي بقدر به ماء بارد وكوب ماء للشرب ووضعه في وسط الطريق وانظر يا صديقي على وجوه الخلق وهم يتبردون ويبتسمون بالماء البارد، صدقني حينها ستعرف أن ابتسامة من هؤلاء هي فعل الخير الحقيقي وهنا أنت لم تدفع شيء فقط بضع لترات من الماء، أيضاً من الممكن أن تزرع شجرة في مكان ليس به ظل يحتمي به الناس وسترى مع مرور الأيام كيف الناس يتجمعون تحت هذه الشجرة ليحتموا من حر النهار، أيضاً هناك طريقة أخرى لن تكلفك شيء وهي استغلال أشيائك القديمة مثل الملابس القديمة أو الأحذية القديمة أو الأدوات المدرسية القديمة أو أي شيء تملكه وتشعر أنك لم تعد تحتاج إليه فاعلم تماماً بأنه يوجد غيرك يحتاج إلى هذا الشيء وهناك عدة طرق أسهلهم اعطي هذه الأشياء للجمعيات المختصة وهم سيوزعونها بمعرفتهم، أيضاً في أيام الشتاء القارص يوجد أشخاص ليس لديهم مأوى أو سكن فيبيتون في الشارع وهم يتدثرون بالبرد فقط، فلماذا عزيزي القارئ لا تستغل هذه الفرصة فوراً وتبحث عن أي ملابس شتوية أو غطاء شتوي أو بطانية لا تحتاج إليها وقدمها له بكل محبة وفرح صدقني حينها ستكون فعلت شيئاً عظيماً بالمعنى الحرفي لأنك ساعدت في تدفئة إنسان ورحمته من الشعور بالبرد، وحين ترفع الأذى عن الطريق المتمثل في حجر تكون قدمت خدمة لمجتمعك عظيمة.

الرفق بالحيوان

عزيزي القارئ يجب أن تعي وتفهم تماماً أن الحيوانات هي مخلوقات حية تشعر مثل الإنسان تماماً ولديها نفس وجسد لذلك يجب أن تتعامل مع الحيوانات والطيور وحتى النباتات على أساس أنها كائنات حية وليست مجرد شيء زائد أو أقل من الإنسان، وأنا لا أطالبك أن تعامل الحيوان كالإنسان ولكن على الأقل لا تقسوا عليه، ففي مجتمعنا الشرقي ومع انتشار الفقر وقلة الرفاهية صاروا الناس يستعبدون الحيوانات كنوع من القهر النفسي الناتج من الشعور بالعجز والإهانة فنرى بعض الناس تضرب الحمير ضرباً مبرحاً وأحياناً يصل إلى كسر عضو في الحيوان، أحياناً أخرى نجد أصحاب العربات التي تستخدم الحيوانات كجرار يحملون حمولة رهيبة لا يستطيع حتى عشر حيوانات أن يجروها ولكن صديقنا هذا يظل يضرب ثم يضرب في الحيوان حتى يتحرك، وهناك أيضاً بعض العادات السيئة مثلاً مع الكلاب فيأتي بعض الأولاد كل منهم بكلب ويتقامرون على أيها كلب سيقتل الأخر وتكون اللعبة عبارة عن موت الحيوان، وهناك أيضاً الذين يصطادون الطيور لغرض المتعة فهم يتعاملون مع حياة هذه الطيور بمهانة لدرجة أنهم يستمتعون بقتلهم عن طريق الرماية ولا يعتبرون أن هذا الطير أم لبضع فراخ أو أي شيء في الحقيقة هذا مقزز أن تكون حياة المخلوقات لعبة في أيدي الناس.

أخيراً عزيزي القارئ يجب أن تعلم أن فعل الخير هو بحر كبير ليس له أخر من الأفعال والأفكار فقط ما يجب عليك فعله هو أن تُعمل وتُفعِل إنسانيتك بالشكل الطبيعي الذي به لا تتعدى على حقوق وحرية الآخرين.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

ستة عشر + تسعة =