فرانكلين مارس أسطورة الشوكولاتة في العالم قصة نجاح بدأت من الصفر، حلم طفل تعيس أصبح حقيقة أسعدت الملايين، بينما كان ذلك الطفل الصغير يشعر بالعجز، والوحدة تضيق عليه أنفاسه، لم يجد مفر منها غير ممارسة مهنة والدته وهي صناعة الشوكولاتة، وذلك بعد إلحاح شديد من والدته، وقد قام باحترافها وابتكار نكهات جديدة تزيد من مذاق الشوكولاتة جمالاً، حتى أصبح من أشهر منتجي الشوكولاتة في العالم، ثم مات مقدماً لنا أحد مسببات السعادة في الحياة وهي الشوكولاتة بالنكهات العالمية الرائعة الذي قام بتحضيرها.
استكشف هذه المقالة
قصة حياة المخترع فرانكلين مارس
عاش فرانكلين مارس حياة هادئة ومنعزلة عن بقية الناس، فقد ولد في سبتمبر عام 1883م، في هانكوك بمينيسوتا التي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاش متألما طوال طفولته فقد كان يعاني من مرض الشلل الذي أعاق حركته ومنع استمتاعه بطفولته البريئة، ولطالما كان يشعر إنه طفل غريب مختلف عن بقية أصحابه مما زاد من وحدته وانعزاله.
ولد فرانكلين مارس في عائلة صغيرة تتألف من والدته فقط، وكانت تقوم بصنع الشوكولاتة المميزة؛ سعياً لكسب المال، ولتوفير الاحتياجات الأساسية لابنها المريض، ولكنها كانت تشعر بالضيق من مرض فرانكلين وتحزن لأجله، مما دفعها للتفكير في طلب المساعدة منه في تحضير الشوكولاتة من أجل تسليته.
في البداية كان يرفض تحضير الشوكولاتة مع والدته؛ نظراً لصعوبة تحضيرها في رأيه، وغالباً ما كان يهرب من مهام صنع الشوكولاتة، ولكن بعد إصرار والدته الشديد أصبح مجبراً على تعلم حرفة والدته التي أبهرت الكثيرون، ومع ذلك أتقن تحضيرها وظل يساعد والدته، وبدأ زملائه يتوافدون إلى بيته من أجل تذوق الشوكولاتة الرائعة التي يحضرها، ويتقربون إليه من أجل كسب صداقته، وتحول فرانكلين مارس من طفل تعيس حزين إلي طفل سعيد ومبتهج، له العديد من الأصدقاء وينشر السعادة أينما كان.
كيف نشأ فرانكلين مارس مخترع الشوكولاتة؟
ومع مرور الوقت اقترح على والدته ابتكار نكهات جديدة للشوكولاتة حتى يجذب المزيد من المشترين، والتي رحبت بالفكرة جداً، كما بدأت بمساعدته إدخال العديد من المواد الشهية في صناعة الشوكولاتة، ابتكر نكهات للشوكولاتة جديدة وفريدة من نوعها تجذب كل من يتذوقها، وأصبحت صناعة الشوكولاتة أهم ما يفعله في حياته، فقامت والدته بتشجعيه للاستفادة من مهارته في صنع الشوكولاتة، وبالفعل وضع عربة أمام منزله لبيع الشوكولاتة ذات النكهات اللذيذة، وقد لقبها بشوكولاتة مارس تيمناً باسم جده، وكان الكثير من الأطفال يقومون بشراء الشوكولاتة الرائعة منه، فقد قام فرانكلين مارس بتحقيق نجاح كبير، وجلبت له تلك المهارة الكثير من الأموال مما ساعده على علاج الشلل، وبعدها استطاع إكمال تعليمه والذهاب للجامعة، ولكن هواية صنع الشوكولاتة أصبحت دافعاً لنجاحه.
فشل وإصرار تبعه النجاح
بعد عدة سنوات من ممارسة فرانكلين مارس مهنته، استطاع بالفعل أن يقوم بتأسيس مصنع صغير للشوكولاتة في واشنطن، وقد لاقى رواجاً ولكن ذلك لم يكن كافي لتوفير نفقات تشغيل المصنع، مما اضطره إلى إغلاقه، ولكن الحلم لم يقف عند هذا الحد، فقد كان إصراره ومثابرته على تحقيق حلمه دافع قوي لكي يتمكن مارس من إتحاف العالم بأسره بأجود أنواع الشوكولاتة، ولذلك بعد عدة سنوات استطاع تنفيذ مشروعه، وقام بافتتاح مصنعه الخاص في مينيسوتا موطنه الأصلي في عام 1920، والذي حقق نجاحاً باهراً بعد أن قام بتصحيح أخطائه السابقة والتعلم منها، وأصبح من أشهر صانعي الشوكولاتة في العالم.
ورحل فرانكلين مارس عن العالم في عام 1934 مخلداً ذكرى أسطورة مخترع الشوكولاتة مارس في عقول وقلوب عاشقي الشوكولاتة في العالم.
أضف تعليق