تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » عنف الزوج : كيف تتعاملي مع الزوج العنيف والهمجي ؟

عنف الزوج : كيف تتعاملي مع الزوج العنيف والهمجي ؟

تجربة أن تعيش المرأة مع زوج عنيف قد تكون تجربة سيئة جدًا تنغص عليها حياتها، في السطور المقبلة نعرفك طريقة التعامل مع عنف الزوج بكفاءة وذكاء ومهارة.

عنف الزوج

عنف الزوج من المشكلات المتداولة بشكل غريب، الكثيرات من الزوجات تشتكي ليل نهار من خشونة وجبروت زوجها في تعامله معها ومع الأطفال، ولكن لماذا انتشرت هذه الظاهرة إلى هذا الحد؟ ما هي الأسباب والدوافع؟ ماهي الوسائل المقترحة للتعامل مع مثل هذا الأمر؟ كيف تبعدين الأطفال عن مثل هذه الأمور؟ وغيرها الكثير مما سوف يتم تناوله خلال الموضوع.

حلول مشكلة عنف الزوج

انتشار الظاهرة

في الآونة الأخيرة وأن كنا لا ننفي وجودها من قبل، ولكن انتشرت فجأة وبشكل ملحوظ وغريب ظاهرة عنف الزوج لكن لنفكر بشكل أكثر شمولاً، هل الأزواج فقط أم الزوجات أيضا؟ في الواقع لم يسلم أحدهما من هذا الأمر ولكن الزوجات هن الضحايا في الغالب لأننا ببساطة نحيا في مجتمعات ذكورية يسيطر فيها الذكر والأب ورب الأسرة والسلطان وهكذا، بالطبع الآثار المترتبة على هذا الأمر لا تعد ولا تحصى، ولكن لنكن متفائلين ونقول بأن معرفتنا للمشكلة وقدرتنا على التحليل تعني أننا نستطيع حلها.

الأسباب والدوافع

عنف الزوج، عصبية الزوجة، حالة البؤس التي تحيا بها الكثير من الأسر وغيرها من مترتبات يمكننا أن نرجعها إلى عدة عوامل:

العامل البيئي

ارتفعت نسب التلوث كثيراً في الآونة الأخيرة، الهواء خانق، الماء لم يعد نظيفاً، من النادر أن تجد منزل ليس به فلتر لتنقية المياه، على الرغم من أن العكس كان صحيحا منذ فترة ليست بالبعيدة، التلوث البصري كمشاهد القمامة الملقاة في الطرقات، التكدس المروري، عوادم السيارات، الأصوات المرتفعة ليل نهار واعتياد الناس عليها وغيره الكثير.

العامل الاجتماعي

تفكك العلاقات الأسرية والصدقات وفشل الكثير في إقامة علاقة سليمة يجعلنا نشعر دائما بالقلق والخوف من العيش وحيداً، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يحيا منعزلا، ولكن حينما يتم إجباره فلن يفعل شئ سوى الاستسلام، وبالتالي تتولد لدينا الكثير من العلاقات الغير مكتملة والمفككة وهي نسبة ليست قليلة، فكيف يكون حال المجتمع ككل في مثل هذا الوضع.

العامل الاقتصادي

ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه إلى جانب زيادة الاحتياجات بشكل مستمر مع قلة الموارد، ماذا تتوقعون؟ هي معادلة تتباعد أطرافها بشكل يصعب معه الفهم لتتمكن من وضع حلول، لحالات مثل عنف الزوج أو بمعني أكثر شمولا انتشار العنف.

مشكلات من الطفولة

كل الأزواج أي كانت درجة عصبيتهم كانوا أطفالا أبرياء في يوم من الأيام مثل أطفالك اليوم، ولكن تعرض الطفل للعنف ينعكس على شخصيته بشكل كبير ومن ثما تعاد الأسطورة مره أخرى، لذلك فقد وضعت عنصر منفصل سوف أتحدث فيه عن طرق إبعاد الأطفال عن مثل هذه الأمور قبل أن تحدث الكارثة، فنحن نولد كالملائكة تشكل بيئتنا ومجتمعاتنا شخصيتنا ونكتسب من خلالهم معرفتنا وتتكون لدينا معتقداتنا الراسخة فماذا ستنتظر من بيئة مليئة بالعنف سوى مارد جبار متمرد.

النتيجة

مما سبق سيتضح لك سبب انتشار العنف على الكوكب بأكمله وليس الأزواج فقط، كل هذه العوامل كفيلة بأن تخرج الإنسان عن إنسانيته، وتجعله متقلب المزاج وعصبي وينفس عما بداخله في وجه الكائن ألأضعف الذي يجده أمامه، وفي الغالب تكون الزوجة والأطفال، ولكن هناك ملاحظة لا أدري مدي صحتها علمياً، وهي أن نسبة عنف الزوج تقل كثيرا حينما تكون المرأة عاملة، حيث أن العامل الاقتصادي له سلطة لا يستهان بها مهما كانت شخصية من تتعامل معه، ولذلك نسمع كثيرة مقوله من لا يملك قوته لا يملك حريته.

حلول مقترحة

حللنا المشكلة وفهمنا بعضا من جوانبها المهمة، يمكننا الآن أن نفكر في حلول للخروج من هذا المأزق وهو عنف الزوج ، في البداية يجب عليك سيدتي أن تتعاملي مع الأمر بحكمة وصبر وهدوء ولا تستعجلي النتائج، فالخطوة الأولى هي معرفة سبب عنف الزوج ، هل هي طبيعته الدائمة؟ أم أمر عارض منذ فتره وما إلى ذلك، فكل طرف حل حاص به ولكن الأصعب والغير مضمون نتائجه بالطبع أن كانت هذه طبيعته فهنا سوف تتحولين إلى محلل نفسي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الأمر.

الحالة الأولى

عنف الزوج يرجع إلى طبيعته، هنا يمكن أن يكون السبب متعلق بفترة الطفولة والتربية وخاصة حرمان الطفل من الحب والرعاية، فيحتاج إلى فائض من الاهتمام والحنان، فلتغرقيه بحبك واهتمامك وليشعر بهذه الأمور نابعة من داخلك بصدق، تحمليه قليلا في غضبه ولا تناقشيه في شيء، فقط أستمعي له بإنصات واهتمام وحاولي احتوائه، لا تعربي له عن ضيقك من معاملته ولكن فقط ذكريه بأن حبك له هو السبب الرئيسي الذي يجعلك تتحملين الأمر، وأخبريه بهدوء أن الزهرة الجميلة ربما تتحمل العطش قليلا ولكنها لن تستمر في الحياة ستذبل ويموت الحب ولن تقوى على احتماله مرة أخرى، فالحياة لا تتوقف على أحد ولكل منا الحق في أن يحيا بسعادة، لن تموتي بدونه وإنما فقط ستتألمين لبعض الوقت. أما في حالة عدم جدوى الأمر فليس أمامك سوى اقتراح هادىء بضرورة زيارة طبيب نفسي.

الحالة الثانية

عنف الزوج ظهر فجأة، رغم صعوبته إلا إنه الأكثر صحية لأنه عرض لمرض يمكنك من خلال معرفتك لأسبابه سيزول العرض، فربما مشكلة تؤرقه في العمل، في الحياة وغيرها، فتفهمي الأمر وحاولي مساعدته حتى يتخطى محنته ويعود إلى طبيعته، في الغالب المرأة تكون ذات بعد نظر للأمور وتتصرف بحكمة أكثر من الرجل، وذلك يرجع إلى هدوء طبعها مما يساعدها على التفكير الصحيح عكس الرجل الذي في الغالب يستشيط غضبا لمجرد سماع بكاء طفل، وإنما لا ننكر أيضا أن في الكثير من الحالات تستلزم زيارة الطبيب النفسي.

كيف تبعدين الأطفال عن عنف الزوج

بالطبع المشكلة الأعظم هي في هذه الكائنات المسكينة التي تتأثر بكل ما يدور حولها، ولا أحد يعتقد أن كونك تبتسم في وجه طفلك فهذا يعني أنك سعيد وتريد إسعاده، بالطبع لا، ليس الأمر كذلك وإنما أن لم تبتسم بصدق من داخلك فلن يقتنع، فهو كائن ملائكي شفاف وليس مرآة تقف أمامها وترسم ابتسامة معسولة على وجهك فتراها منعكسة، حاولا حل مشاكلكما بعيدا عنهم، فيمكنكم أن ترسلونه في مكان ما يحبونه لقضاء بعض الوقت حتى يتسنى لكم حل أموركم بلا تأثير عليهم بالسلب، لا تقحمي طفلك في مثل هذه الأمور ولا تحاولي أن تخدعيه فهو أذكي مما تتصوري.

نصائح للزوجة

أنتِ إنسان كامل الأهلية، يمكنك أن تحيي حياتك بأكثر من طريقة، لن تموتي أن تركك زوجك لكن لا تعيشي حياه بائسة وتواجهين عنف الزوج الذي لا طائل من ورائه، يمكنكم أنتم الاثنين الانفصال بهدوء والبدء من جديد، أن لا أشجع ثقافة الانفصال وإنما هي في الواقع ثقافة الحياة التي لم يعلمها لنا أحد، فإذا كان الزوجين غير متفاهمين ويعيشون سويا من أجل أطفالهم ويعتقدون بأن تضحيتهم هذه سيذكرها التاريخ العائلي والتاريخ الأسري في العالم، ولكن الحقيقة الواضحة أن الحياة الزوجية التعيسة لا تنتج لنا أطفالا أسوياء إطلاقا، هل تعتقدون أن الحياة لا تستحق أن تعاش، هل تعتقدون أن أطفالكم أسوياء ويشعرون بالسعادة، فمنظورنا للأسرة للأسف به الكثير من الأخطاء التي تتوارثها الأجيال وكأنها قرآن منزل لا يمكن المساس به، مثل الطلاق يهدم الأسرة ويشرد الأبناء، لكن ألا تعتقدوا معي التدمير الحق هو الحياة في تعاسة فهي جريمة مركبة الأبعاد يقتسمها ثلاث أطراف، الزوج والزوجة والأطفال. ولن يسلم أي منهم، فلنحيها بكرامة.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

4 × 5 =