تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » عناصر نجاح العلاقات : هل الحب وحده يكفي لإتمام علاقة؟

عناصر نجاح العلاقات : هل الحب وحده يكفي لإتمام علاقة؟

لا يعد الحب وحده هو المحرك لإنجاح العلاقات، تعرف على أشياء أهم من العاطفة في العلاقة في مقالة عناصر نجاح العلاقات التي نستعرض فيها كيفية إنجاح العلاقات.

عناصر نجاح العلاقات

من المعروف بالطبع، قيل قديمًا أن الحب وحده لا يكفي وأن ثمة عدة عناصر نجاح العلاقات كثيرة يجب الالتفات إليها، فهناك الكثير من العلاقات التي يتم الانجراف فيها وراء سراب العاطفة وحده ونحن هنا لا نقلل من شأن العاطفة كعمود فقري للعلاقات ولكن الاعتماد على العاطفة وحدها مثل محاولة دفع سيارة على عجلة واحدة بالطبع لا تسير، لذلك في السطور التالية نتحدث عن عناصر إنجاح العلاقة غير العاطفة، ونحن هنا عندما نقول غير العاطفة فإننا نقصد بافتراض وجود العاطفة مسبقًا، وإليك أبرز هذه العناصر

أهم عناصر نجاح العلاقات

الاحترام

أحد أهم عناصر نجاح العلاقات هو الاحترام، لا يوجد حب بدون احترام، أي حب بدون احترام هو خلل نفسي لا ريب في ذلك، أو علاقات قائمة على الابتزاز العاطفي واستغلال باسم المشاعر والأحاسيس، الاحترام ملازم للحب، لذلك من يحبك ولا يحترمك سيكون تصرفاته متخبطة معك وأيضًا من تحبه ولا تحترمه سيكون حبه مؤذيًا لك، وحتى إن لا قدر الله انتهت علاقة الحب سيظل الاحترام قائم وستظل العلاقة تمر بدون رواسب نفسية وسيظل هناك احترام كلا الطرفين تجاه الأخر، لأنهما حافظا على الاحترام لبعضهما أثناء العلاقة فلن يكون من الصعب الحفاظ على هذا الاحترام حتى بعد انتهاء العلاقة.

التقدير

التقدير شق من الاحترام، أو موازي له، وهو أيضًا عنصر مهم من عناصر نجاح العلاقات، ولا يمكن فصله عن العاطفة بأي شكل، والتقدير هو رؤية كل ما يفعله الحبيب من الأشياء الجميلة والالتفات إليها والاحتفاء بها وعدم التقليل منها أو التحقير من شأنها أو لومه أو معاتبته أو عدم تشجيعه وشكره على هذه الأشياء، التقدير يعني أن تقوم بالامتنان لكافة الأشياء اللطيفة التي يفعلها الشريك لك، التقدير يعني الامتنان حتى لمجرد وجوده في حياتك، التقدير يعني أن يكون هناك مساحة من الود الممزوج بالاحترام الذي لا يمكن تمييزه سوى بين المتحابين فقط، والتقدير أحد العناصر الهامة لإنجاح العلاقة.

مراعاة المشاعر

من عناصر نجاح العلاقات أيضًا، مراعاة المشاعر، يجب أن نتفق في البداية أن أي علاقة بدون مراعاة مشاعر كل طرف للآخر والخوف على جرح أحاسيسه بكلمة أو بتصرف هي علاقة عرجاء ولن يكتب لها النجاح ولن تكلل بالتوفيق وستنتهي بأسرع ما يمكن، ذلك وأن مراعاة المشاعر هو جوهر المحبة والحنان، بحيث أنني أحبك لذلك أخاف على مشاعرك وأخشى على جرح أحاسيسك سواء أمام الناس أو سويًا، وبالتالي أي جرح للمشاعر لا يعتبر من الاحترام في شيء ولا من أبجديات المحبة والمودة التي ينبغي أن تفرزها العلاقة بشكل تلقائي، وانتهاك المشاعر وعدم مراعاتها من الأشياء المذمومة التي لا ينبغي فعلها في العلاقات العاطفية، ولا في أي علاقات في الحقيقة.

الإخلاص

الإخلاص كلمة ذات مدلول هام، ومدلول الإخلاص واضح ومحدد، وهو إخلاص المشاعر والأحاسيس والرغبات والعواطف لشخص واحد فقط، لا تريد غيره ولا تذهب عينك لسواه ولا تتجه مشاعرك لأي شخص دونه، الإخلاص من عناصر نجاح العلاقات لأنه يعكس مدى رغبتك الصادقة العميقة في العيش مع هذا الشخص وأن حبك له نقي وصافي لا تشوبه شائبة ولا تخدشه رغبات جانبية ولا تجرحه أشياء مبهمة أو مشاعر غامضة، الإخلاص يعني إخلاص النية والرغبة التامة في حب هذا الشخص وإخلاص الرغبة في العيش معه والاستمرار معه ولو على سبيل اللحظة الراهنة، وبالتالي فإن الإخلاص حجر أساس وركيزة أساسية من ركائز أي علاقة لا ينبغي التغافل عنها بأي شكل.

التسامح

مثلما كان الإخلاص إحدى عناصر نجاح العلاقة فإن التسامح لا يقل عنه في شيء وبالتالي بجانب الإخلاص يبقى التسامح إحدى أهم عناصر نجاح العلاقة وإحدى أهم القواعد التي ينهض على أساسها هيكل العلاقات العاطفية، والتسامح يعني المحبة الخالصة التي تقوم بالتجاوز عن كل الأخطاء والهفوات التي تحدث أثناء العلاقة ولا ريب أننا بشر ولابد ستحدث أخطاء هنا وهناك، وهفوات وأمور صغيرة ستحدث مهما حاولنا تلافيها أو تجنبها فإنها ولابد ستحدث، وبدون شك كلما كان الشخص متوترًا بشأن الأخطاء وعواقبها، كلما ارتكب أخطاءً أكثر، لذلك كلما كان التسامح هو الغالب تجاه هذه الأخطاء كلما كان نسبة وقوع الشخص في الخطأ أقل بكثير بالطبع، وبالتالي من أهم ركائز وقواعد العلاقات العاطفية القدرة على التسامح والتجاوز عن الأخطاء والهفوات.

التعامل بندية

من المفاهيم المغلوطة التي يقع فيها أطراف العلاقات العاطفية اعتبار كل واحد منهما أبًا للآخر أو أمًا له، وهذا ليس بصحيح على الإطلاق، الصحيح أن يقوم الأشخاص برعاية بعضهم البعض ولكن مع ذلك الإبقاء على التعامل بندية لأن إحلال شخص محل والدك أو والدتك سيتلبسه الدور فيما بعد وستجده يعاملك من منطق أبوي متسلط عارف وعليم بالأمور مما يعني فرض وصاية أبوية عليك والحقيقة أن العلاقات العاطفية يجب أن تكون قائمة على الندية أن تشارك المسئوليات وتشارك المسيرة والسير سويًا متكاتفين متشابكين الأيدي، ومتعاضدين ومتعاهدين على التعاون والمحبة، يدًا بيد.. سويًا.. لا فرق بين أيًا منا، بالطبع هذا الأسلوب في التعامل أحد أهم عناصر نجاح العلاقات لأنه يدفع كل شخص للوعي بمسئولياته والعمل على أساسها.

الاحتواء

التعامل بندية فعلاً ومشاركة المسئوليات والواجبات من أهم عناصر نجاح العلاقات، لكن بالطبع لا يعني هذا التعامل بندية ورسمية في العلاقة بل التعامل بتكافل وتضامن ودعم واحتواء، احتواء طرفي العلاقة لبعضهما البعض يجعل الأمور تجري في مسارها الصحيح نحو جوهر العلاقة وهو التكامل العاطفي بين طرفي العلاقة، والاحتواء من نتائج التكامل العاطفي هذا ولا يمكن إغفاله بل يجب علينا أن نفهم أن علاقة حب بدون احتواء، أي أن يكون الإنسان مهموما ومحزونًا ومتألمًا لأي سبب فإن الاحتواء يعني أنه سيجد الحضن الحنون الذي يحتضنه ويخبره أن كل شيء بخير وأن الأمور كلها ستسير على ما يرام وأن ما علينا سوى الصبر والثبات والصلابة لمواجهة هذه الأزمات معًا وحلها سويًا، وتخطيها بسلام، فإن لم يكن هذا الشيء موجودًا فإنه لا معنى لوجود علاقة عاطفية من الأساس وتفقد في هذه الحالة العلاقة العاطفية رونقها وجوهرها ويتم تفريغها من كل معانيها، بالتالي الاحتواء عامل مهم جدًا وعنصر رئيسي من عناصر إنجاح العلاقات العاطفية.

التفاهم

بالطبع التفاهم لا يعني أن يقوم الأشخاص باختيار أشخاص آخرون للارتباط بهم ويكونون مطابقين لهم تمامًا، بل يجب أن يكونوا على قدر عالي من التفاهم، والتفهم، فلا ينبغي أن يرتبط الناس بأشخاص لا يفهمونهم على الإطلاق ولا يتفاهمون معهم أبدًا وكلما قالوا شيئًا قالوا عكسه وبينهما خلافات كبيرة وجوهرية بل يجب أن يكون هناك نوع من التفهم والتفاهم والتقارب الروحي والوجداني بينهما، وبالطبع قد تنشأ عاطفة بين اثنين مختلفان تمامًا، ولكن للأسف العاطفة وحدها في هذه الحالة لن تفيد لأنه كلما اقتربا من بعضهما البعض وتعاملا بشكلٍ أكثر كلما اكتشفا الفجوة الكبيرة التي بينهما وعدم قدرتهما على البقاء سويًا أكثر من ذلك واستحالة استمرار هذه العلاقة.

الاهتمامات المشتركة

واحدة من أهم الأمور التي تفرض نفسها بقوة على أي علاقة ومن عوامل استمرارية العلاقات ومن عناصر نجاح العلاقات عمومًا الاهتمامات المشتركة، وهذا لا يعني أن ترتبط بشخصية تهتم بما تهتم به بالضبط، لأنك لا تود الارتباط بنسخة منك أيضًا، لأن ذلك سيجعلك تشعر بالملل، بل تود أن ترتبط بشخص يحتوي في شخصيته على بعض الدهشة أيضًا وبقدرته الرائعة على إذهالك وإبهارك، وبالتالي الاهتمامات المشتركة أو على الأقل المتقاربة تخلق نوعًا من أنواع التفاهم وبالتالي تزيد العاطفة لمعانًا وتألقًا فمثلاً اهتمامك بالثقافة واهتمام شريك علاقتك بالثقافة أيضًا والسعي وراءها ووجودكما سويًا في ندوة ثقافية واهتمامكما المتساوي بهذه الندوة سيجعل الأمور جميلة جدًا بينكما وستشعران أن كل واحد منكما قد اختار الشخص المناسب، أو إن كنتما مغرمان بلعبة التنس أو الرقص أو التاريخ الطبيعي أو حتى أفلام الرعب أو أغاني الجاز.. فإنه كلما زادت اهتماماتكما المشتركة كلما كانت درجة قربكما من بعضكما أكثر وأكثر وكلما عولنا آمال كبيرة على نجاح هذه العلاقة وزيادة كمية التفاهم والتوافق فيها.

الدعم والتشجيع

لا تسير العلاقات العاطفية مع وجود الإحباط فيها، لذلك من عناصر نجاح العلاقات أن يقوم كل طرف بدعم الطرف الآخر وتشجيعه ودفعه كي يصبح أفضل ووضعه على الطريق الصحيح سواء في أي مجال هو فيه، عمل أو دراسة أو هواية أو اهتمام أو أيًا كان نوع الشيء الذي يحتاج فيه إلى دعم وتشجيع، أما إن كان الإحباط هو السمة الغالبة على العلاقة وعدم الاهتمام وتثبيط الهمم فإنه لا أمل في هذه العلاقة بأي شكل ولن تستطيع الإكمال في طريقها ولا حتى التحرك خطوة واحدة إن لم تكن ستتراجع للوراء، لذلك الدعم والتشجيع من أهم عناصر نجاح العلاقات ومن أهم عوامل تقدمها.

الثقة

الثقة، الثقة والثقة ثم الثقة، مفتاح هام جدًا من مفاتيح قيام العلاقات وإحدى أهم عناصر نجاح العلاقات، لا يمكننا تخيل أي علاقة بدون ثقة، وأي علاقة يكتنفها الشك والريبة والتخوين ستنقلب على رأسها وستلقى حتفها وستواجه نهايتها بأسرع مما تتصور أنت حتى، وكلما زاد الشك، وكلما علت نسبة الريبة، وكلما ارتفع معدل التخوين، وكلما انخفضت الثقة، كلما كانت نهاية العلاقة أسرع وأسرع لأنه لا أحد يحب أن يعيش في أجواء الريبة والشك باستمرار ويحب أن ينفد بجلده من هذه الأجواء الخانقة الضاغطة على أي إنسان، بالتالي فإن الثقة مفتاح هام جدًا لفتح أبواب جديدة وآفاق متسعة لمساحات شاسعة من المحبة والود في العلاقة.

الصراحة

إذا كانت الثقة إحدى أهم عناصر نجاح العلاقات فإن الصراحة على نفس القدر من الأهمية ولا تنقص عنها مثقال ذرة، بل إن الثقة بدون صراحة تعد تغفيلاً وخداعًا، لا بد أن يقابل الثقة على الجانب الآخر الصراحة، والكذب دائمًا لا ينجي ولو خدعت شخصًا مرة وانطلت عليه كذبتك مرة فإنها لن تنطلي في الأخرى وستنكشف لابد إن عاجلاً أو آجلاً ووقتها ستكون صورتك من أسوأ ما يكون وسينهار كل شيء في لحظة، ولن يفرق وقتها هل كذبت مرة واحدة أم كذبت في كل مرة، ولذلك، من أهم عناصر نجاح العلاقات الصدق والصراحة، وأي علاقة تقوم بدون صدق وصراحة فمن الاستحالة أن يكتب لها النجاح.

خاتمة

عناصر نجاح العلاقات حاولنا إبرازها وتوضيحها في نقاط سريعة وإجمالية لتبيين أنه ليس بالعاطفة وحدها قد تقوم العلاقات، بل لابد من وجود عوامل أخرى ولكن هذا بالطبع بافتراض وجود العاطفة أما وجود كل هذه العوامل بدون عاطفة فإنه ليس مهمًا على الإطلاق.

محمد رشوان

أضف تعليق

واحد + 17 =